دمار هائل حل بشرق ليبيا وخلف آلاف القتلى والمفقودين كما شرد حوالي 30 ألف شخص، وفق إحصائيات تقديرية أولية.

   لقي أكثر من 3800 شخص حتفهم في فيضانات درنة الليبية، وفق ما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة التابعة للسلطات في شرق البلاد اليوم الأربعاء (13 سبتمبر/أيلول 2023). وقال الملازم طارق الخراز لوكالة فرانس برس إن سلطات الشرق الليبي أحصت إلى الآن مقتل 3840 شخصا تمّ دفن 3190 منهم، مشيرا الى أن من بين الضحايا 400 أجنبي على الأقل، غالبيتهم من السودانيين والمصريين.

فيما نقلت نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن  المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي أسامة علي، قوله اليوم الأربعاء، بأنه بعد مرور 48 ساعة تقلصت الآمال في العثور على ناجين جراء كارثة السيول والفيضانات التي تعرض لها الشرق  الليبي. وقال  المتحدث ، في تصريح  اليوم للوكالة الألمانية إن الوضع في درنة مازال سيئا جدا، مشيرا إلى أن عدد القتلى إلى الآن يفوق 5000، والرقم مرشح للزيادة.

وتتباين الإحصائيات بشكل كبير باختلاف المصادر الليبية وبالتالي ما تنقله وكالات الأنباء، لذلك يصعب التحقق من صحة هذه الأرقام.  

من جانبه قال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات لرويترز عبر الهاتف "لقد أحصينا حتى الآن أكثر من 5300 قتيل، ومن المرجح أن يرتفع العدد بشكل كبير، وربما يتضاعف لأن عدد المفقودين يصل أيضا إلى الآلاف". واضاف أن "البحر يلقي عشرات الجثث باستمرار".

وقال المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تامر رمضان إن عشرة آلاف شخص ما زالوا في عداد المفقودين.

من جانبها قالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما لا يقل عن 30 ألف شخص يعيشون في درنة قد أصبحوا مشردين، من أصل 100 ألف نسمة هم سكان المدينة. ولا يزال عدد الضحايا غير مؤكد  بعد مرور العاصفة دانيال  الأحد. وتظهر صور مروعة بثتها قناة "الوطنية الليبية" على منصات  التواصل الاجتماعي، كارثة حقيقية حلت بدرنة: شوارع مدمرة وأشجار مقتلعة ومبان مدمرة وأشخاص يرفعون الأغطية عن الجثث الملقاة على الرصيف لمحاولة التعرف عليها.

ولا يمكن الوصول إلى المدينة الآن إلا عبر مدخلين إلى الجنوب (من أصل سبعة) وانقطع عنها التيار الكهربائي على نطاق واسع وتعطلت شبكة الاتصالات فيها وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. ونزح ثلاثة آلاف شخص من البيضاء وأكثر من ألفين من بنغازي ومدن أخرى تقع إلى الغرب.

وتدير البلاد حكومتان متنافستان: واحدة معترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في الشرق حيث وقعت الكارثة يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من القائد العسكري خليفة حفتر.

من جهته قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان فولكر تورك في بيان صحافي "أشعر بحزن عميق لان آلاف الارواح قد جرفت بوحشية في شرق ليبيا" مضيفا انه "تذكير قاس آخر بالتأثير الكارثي الذي يمكن أن يحدثه تغير المناخ على عالمنا". واضاف "أدعو جميع الجهات السياسية الليبية الفاعلة إلى التغلب على الجمود السياسي والانقسامات والعمل بشكل جماعي لضمان وصول الاغاثة. هذا هو وقت وحدة الهدف".

وكانت العاصفة "دانيال" ضربت المنطقة بعد ظهر الأحد، وتساقطت أمطار غزيرة جدا  تسببت بانهيار سدّين قريبين من درنة، فتدفقت المياه  في المدينة جارفة معها الأبنية والناس. وجُرف العديد منهم الى المتوسط، بينما شوهدت جثث على شواطئ مليئة بالحطام. وقال شهود عيان لوسائل إعلام ليبية إنهم سمعوا "انفجارا ضخما" ثم تدفق سيول قوية إلى المدينة جارفة في طريقها الجسور وأحياء بأكملها مع سكانها الى المتوسط. وبدأت الجثث تطفو الثلاثاء على البحر الذي تغير لونه إلى البني.

المساعدات الدولية

وبدأت التعبئة في البلاد والخارج لمساعدة الضحايا،  وإن كانت المساعدات لا تزال محدودة. وأعلنت وزارة التنمية الألمانية تخصيص 4 ملايين يورو للمتضررين من كارثة السيول في ليبيا. وقالت وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه إن "العديد من الأشخاص فقدوا منازلهم وربما أيضا أقاربهم. نريد أن نساعد في سرعة تمكينهم من أن يكون لديهم سقف فوق رؤوسهم ومن إمدادهم بما هو ضروري".

يذكر أن وزارة التنمية الألمانية تدعم عملية إعادة الإعمار في ليبيا منذ عام 2015 وتقوم في إطار ذلك بتمويل مراكز صحية على سبيل المثال. وقالت الوزارة إن أطباء وأطقم المساعدات التابعة لهذه المؤسسات في طريقهم إلى مناطق الفيضان، على أن يتبعهم أخصائيون اجتماعيون مدربون لدعم الأطفال والمراهقين. ووفقا لبيان الوزارة، فإن الأموال الإضافية سيتم استخدامها في توفير ملاجئ طوارئ ومعها مواد أساسية مثل الأغطية والملابس وأغذية الأطفال والعقاقير.

وأعلنت المفوضية الأوروبية الأربعاء إرسال مساعدات من ألمانيا ورومانيا وفنلندا إلى درنة في إطار آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي. وصرف الاتحاد الأوروبي أيضا مبلغا أوليا بقيمة 500 ألف يورو لتلبية الحاجات الأكثر إلحاحا لليبيين.

بدء وصول المساعدات الدولية إلى ليبيا

وقالت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إن الأردن أرسل طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية، كما أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية الأربعاء إبحار سفينة وإقلاع طائرتين عسكريتين لنقل الخبراء والمعدات اللوجستية الأساسية.

من جهته وجَّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإقامة معسكرات إيواء بالمنطقة الغربية العسكرية للمتضررين من "أشقائنا" الليبيين الذين فقدوا ديارهم، وفق وسائل إعلام حكومية.

وشدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة على أنه "نظرا لحجم الحاجات وتعقيدها من الضروري اعتماد نهج منسق بإحكام تشارك فيه عدة وكالات لتقديم مساعدة سريعة وفعالة للمتضررين".

وحذر مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خطورة التلوث بالأسلحة الحربية بسبب الفيضانات التي "ساهمت في نقل ذخائر غير منفجرة إلى مناطق كانت خالية من التلوث سابقا". وأضاف إريك تولفسن في تغريدة أن هذا الأمر يعرض الناجين والمسؤولين عن المساعدات الإنسانية لمخاطر أكبر".

كما أقلعت بعد ظهر الأربعاء طائرة فرنسية تقل نحو أربعين مسعفا وعدة أطنان من المعدات الصحية منها مستشفى ميداني، متوجهة إلى ليبيا لمساعدة المتضررين من الفيضانات المدمرة. ولم تتعاف ليبيا الغنية بالنفط من سنوات من الحرب والفوضى التي أعقبت انتفاضة شعبية عام 2011 أطاحت بزعيمها معمر القذافي، بدعم من حلف شمال الأطلسي.

ف.ي/ع.ج.م (د.ب.ا، رويترز، ا.ف.ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: العاصفة دانيال فيضانات في ليبيا فيضانات في درنة الكارثة في درنة الليبية ليبيا شرق ليبيا درنة دويتشه فيله العاصفة دانيال فيضانات في ليبيا فيضانات في درنة الكارثة في درنة الليبية ليبيا شرق ليبيا درنة دويتشه فيله

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط

عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسة مفتوحة لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

تأتي هذه الجلسة وسط تصاعد التوترات في المنطقة واستمرار التحديات الإنسانية والسياسية.

إحاطة أممية حول الأنشطة الاستيطانية

قدّمت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، إحاطة حول التقرير ربع السنوي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن تنفيذ القرار 2334 الصادر في ديسمبر 2016. 

يطالب القرار إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

من المتوقع أن تركز ديكارلو على التحديات المستمرة التي تواجه تنفيذ القرار، إضافةً إلى تصعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وخاصةً مع استمرار السياسات الإسرائيلية الاستيطانية.

 

عرقلة المساعدات الإنسانية في غزة

في سياق متصل، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن بعثات المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة تواجه عراقيل كبيرة.

حيث مُنعت ثلاث مهمات إنسانية من الوصول إلى مناطق مثل بيت لاهيا وبيت حانون وأجزاء من جباليا.

وفقًا لبيان صادر عن المكتب أمس الثلاثاء، فإن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح بإدخال الغذاء والمياه إلى هذه المناطق المحاصرة. 

يضيف التقرير أن الوضع الإنساني في شمال غزة لا يزال كارثيًا، وسط غياب حلول مستدامة تضمن وصول المساعدات إلى المحتاجين.

ردود فعل دولية متوقعة

الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي تأتي في وقت حساس، حيث تتزايد الدعوات الدولية لوقف التصعيد وضمان وصول المساعدات الإنسانية. 

من المرجح أن تشهد الجلسة نقاشات حادة حول ضرورة الالتزام بالقوانين الدولية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 45,206 شهداء و107,512 جريحاً
  • عشائر غزة.. حماة المواطنين وضمان وصول المساعدات بعيدًا عن التدخلات السياسية
  • وصول طائرة المساعدات الإماراتية الـ 21 إلى لبنان
  • السيد القائد: التجويع مستمر في قطاع غزة والعدو الإسرائيلي يعمد إلى تحريك عصابات إجرامية لنهب وسرقة المساعدات
  • ارتفاع كبير لعدد قتلى الإعصار تشيدو في موزامبيق
  • اكتمال وصول الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة وعددهم 250 معتمرًا إلى المدينة المنورة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 45,097 شهيدًا و107,244 إصابة
  • مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط
  • المنطقة العسكرية بدرنة تمنح “وسام درنة” إلى بلقاسم حفتر لجهوده في إعمار المدينة 
  • الأمم المتحدة تدعو لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة