عقب زيارة البرهان .. ولاية سودانية تشرع في فتح معبر حدودي مع إرتيريا
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
شرعت ولاية كسلا أقصى شرق السودان في إعادة تشغيل معبر اللفة الحدودي مع دولة اريتريا والبدء في الإجراءات الرسمية لحركة عبور مواطني البلدين و البضائع عبر المعبر.
الخرطوم _ التغيير
وتأتي الخطوة تنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس السيادة الإنقلابي الجنرال عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني خلال زيارته لدولة إريتريا خلال اليومين الماضيين.
وأوضح والي كسلا خوجلي حمد عبد الله في تصريحات صحفية أن لجنة امن الولاية ظلت تطالب بفتح المعابر مع دول الجوار وقدمت عددا من الخطابات إلا أنها تأخرت الى حين زيارة رئيس مجلس السيادة للولاية وأعلان موافقته على فتح المعابر.
واشاد الوالي بإستجابة شرطة الولاية وسرعة تنفيذ التوجهات بوضع استعداداتها وجاهزيتها لفتح المعابر.
قال الوالي إن الشرطة في ولاية كسلا تعودت على تحقيق تحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها.
و أوضح أن فتح المعابر يأتي من الأهمية بمكان خاصة و أن المنطقة منطقة تداخل قبلي يمثل نوعا من الدبلوماسية الشعبية ولاتقل عن دبلوماسية وزارة الخارجية من حيث الاتصال وتبادل المنافع وأن المواطنين سيكونون سفراء في التعامل مع دولة إريتريا.
و نوه خوجلي إلى أن المعابر تمثل جزء من السيادة السودانية ما يتطلب ترقية المظهر العام بها وجعله لائقا مؤكدا التزام حكومة الولاية بتوفير كل المتطلبات الخاصة بتهيئة بيئة العمل والظروف التي تمكن من الأفراد القيام بواجبهم خير قيام وتجعل من العمل مميزا يخدم مهام المعابر ولجنة الأمن واستغلال الفرصة للوصول إلى الغايات المنشودة داعياً إلى تبسيط الاجراءات وجعل الرسوم متوازنة فضلا عن حسن التعامل مع المواطنين.
و قال إن المعبر سيكون مركز إنذار مبكر بوصول المعلومات عن أية مسالة تدور في الحدود.
من جانبه أوضح مدير شرطة الولاية اللواء شرطة حقوقي د. سفيان عبد الوهاب أن بقية افتتاح المعابر ستتوالى خلال الفترة المقبلة حسب تقديرات الجوانب الفنية والمهنية.
وقال إن المعبر تم قفله لفترة طويلة و أن شرطة الولاية ستعمل على توفير الاحتياجات تدريجيا حتى تتم تهيئة الموقع ويكون مناسبا لعمل الأفراد ويجد فيه المواطن في حالتي العبور او الدخول الي ولاية كسلا الراحة.
واكد اللواء شرطة حقوقي د. سفيان عبد الوهاب أن شرطة الولاية ستتعامل بمهنية تقديرا للجوانب الأمنية ووضعها في مقدمة الأولويات حتي لا تؤتي الدولة والبلاد من المعبر مجددا جاهزية القوات لبدء العمل بصورة مميزة تشرف الولاية بكل قطاعاتها.
وأوضح اللواء ركن حسن ابوزيد قائد الفرقة 11 مشاة أن عملية قفل الحدود مع الجانب الاريتري توجت بالقرار السيادي باعادة فتحها وقال إن الخطوة أتت في ظل الحرب التي تعيشها البلاد خاصة الخرطوم وأضاف: إننا نعلم ان الشرق بوابة السودان والمعبر الرئيسي كان عبر بورتسودان للعالم الخارجي وهناك المعابر الخاصة بدولة اريتريا وتعتبر المتنفس التجاري الاقتصادي وتبادل للمنافع الشي الذي كان يرفد السودان منذ وهلة الحرب.
ووصف قرار رئيس مجلس السيادة بالقرار الصائب و أنه أتى في وقته وله وضعيته الاقتصادية والسياسية.
و قال مدير شرطة الولاية : إننا نعلم يقينا كل الأهمية الكبيرة لإريتريا من حيث وجود القبائل المشتركة وحركة الشعب التي تعزز من العلاقات الاجتماعية الطيبة والدور الكبير للتعامل الاقتصادي في تبادل السلع الاستراتيجية التي تأتي من اريتريا او من دول أخرى عبر اريتريا.
وقال أبو زيد إنه وبعد اغلاق مطار الخرطوم كان مطار أسمرا الجهة الثانية بعد أديس أبابا و اشار إلى معاناة المواطنين في كيفية الوصول،و اكد انه تم وضع استعدادات مسبقة منذ المطالبة بفتح المعابر التي تمت زيارتها من قبل الشرطة والوقوف عليها منوها إلى أن تأخير فتح المعابر كان بسبب بعض التصاريح والاجراءات التوفيقية مع المركز حيث تم تذليل المشاكل.
وقال إن قفل المعبر كان يشكل كثيرا من المهددات من التهريب وعبور المشاة والدخول والتسلل وإن اعادة فتح المعابر زال عبئا كبيرا و بعدها ستتفرغ القوات المسلحة لأمر الحدود.
وكشف مدير مدير شرطة الجمارك العميد شرطة حقوقي حافظ التجاني والعقيد شرطة ابراهيم عن الترتيبات الموضوعة من قبل إدارتي الجمارك والجوازات لمباشرة العمل مع أهمية توفير بعض احتياجات العمل التي تجعل منه سهلا وإمكانية تبسيط الإجراءات من جمارك وجوازات مبينا أن هناك تعاونا مشتركا بين الجانب السوداني والاريتري في ظل الظروف الراهنة.
واكد مدير الجمارك أن القوات في أتم الجاهزية ومنتشرة على مستوى الشريط الحدودي و قال إن معبر اللفة سيكون الأساس في عبور المواطنين ودخول بضائع الوارد والصادر.
الوسومإريتريا البرهان التجارة الحدود زيارة معبرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إريتريا البرهان التجارة الحدود زيارة معبر
إقرأ أيضاً:
الولاية القضائية العالمية وعدم الافلات من العقاب
أعرب بعض الخبراء القانونيين عن شكوكهم بشأن فعالية الولاية القضائية الدولية في تحقيق العدالة، خصوصًا في ظل عدم تعاون بعض الدول في إفريقيا وأوروبا وآسيا، إلى جانب التنافس بين القوى الكبرى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة. وأكدوا أهمية إدماج ميثاق روما في التشريعات الوطنية لتعزيز تنفيذ الاختصاص الجنائي الدولي.
كما أشار الخبراء إلى نجاحات سابقة للولاية القضائية الدولية، حيث تمت محاكمة رؤساء سابقين في إفريقيا وأوروبا بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمال تعذيب وحشية، مما يدل على إمكانية تحقيق العدالة من خلال التنسيق الدولي.
مفهوم الولاية القضائية الدولية
المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان بدر الدين حمزة يوضح أن مفهوم الولاية القضائية الدولية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمفهوم حقوق الإنسان كقضية دولية. نشأت حقوق الإنسان بعد نضال طويل لشعوب العالم، وهي مستمدة من فلسفة القانون الطبيعي التي تؤكد على الحقوق الأساسية مثل الحق في الحياة الكريمة، منع التعدي على الممتلكات، حرية الفكر، العقيدة، التنقل، والعمل، وغيرها. هذه الحقوق أصبحت، أو ينبغي أن تكون، محمية عالميًا.
ملاحقة ومحاكمة
يرى حمزة أن الولاية القضائية الدولية تُعد أداة أساسية لضمان منع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وقد تطور هذا المفهوم مع تطور الدول الحديثة التي يُفترض أن تعتمد على نظام عادل ومتوازن يضمن الفصل بين السلطات: التشريعية التي تسن القوانين، التنفيذية التي تخدم مصالح الشعوب، والقضائية التي تضمن تطبيق العدالة بفعالية.
ويشير حمزة إلى أن تطور العلاقات بين الدول ككيانات مستقلة، وما تتطلبه من تبادل المنافع وحماية الأمن والسلام، أدى إلى ضرورة التنسيق الدولي. وبعد الحروب الكبرى والفظائع التي شهدها العالم، برزت الحاجة إلى إطار قانوني دولي يُجرّم الانتهاكات ويُلزم الدول بملاحقة مرتكبيها. وقد تمثل هذا التنسيق في مواثيق الأمم المتحدة التي حددت حقوق الإنسان وفرضت حظرًا على الانتهاكات الجسيمة.
السودان والتطبيقات العالمية
يوضح حمزة أن السودان دخل نطاق تطبيقات الولاية القضائية الدولية بعد الانتهاكات الجسيمة التي شهدتها دارفور بين 2003 و2005. آنذاك، برز القصور في التشريع الجنائي الوطني، مع عجز النظام القضائي عن ملاحقة المشتبه بهم في ارتكاب جرائم مثل الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. أبرز هؤلاء كان عمر البشير، عبد الرحيم محمد حسين، وأحمد محمد هارون.
وأشار إلى أن عدم توقيع السودان على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية لم يمنع إحالة قضايا هؤلاء المتهمين إلى المحكمة عبر مجلس الأمن. وفي محاولة لتجنب المحاكمات الدولية، قام النظام السوداني في عام 2009 بتعديل القانون الجنائي الوطني لتقويض إمكانية ملاحقة المشتبه بهم بموجب الولاية القضائية الدولية.
لكن التعديلات تعارضت مع مبدأ "القانون الأصلح للمتهم"، إذ وقعت الجرائم قبل تعديل القانون، مما جعل محاكمتهم داخليًا غير عادلة وفقًا للمعايير القانونية الدولية، وفتح المجال لإفلاتهم من العقاب. وأكد حمزة أن محاكمتهم في الخارج باتت ضرورة إنسانية لتحقيق العدالة الدولية وإنصاف الضحايا.
القتل الممنهج
بحسب حمزة، فإن تعديل القانون الجنائي السوداني في 2009، مع المواثيق الدولية ذات الصلة، كان أساسًا لتحريك الإجراءات القانونية الدولية ضد البشير وأعوانه على خلفية انتهاكات دارفور (2003-2005). كما فتح المجال للتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة خلال الحراك الثوري منذ 2018، والحرب الوحشية المستمرة حاليًا.
وذكر أن الجرائم الموثقة، مثل القتل الممنهج للمدنيين، الاغتصاب، التعدي على المناطق السكنية، واستخدام المدنيين كدروع بشرية، تخضع لنطاق القانون الجنائي السوداني (المواد 186-1992). ومع ذلك، فإن عجز الأجهزة القضائية الوطنية عن ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم يجعل المسؤولية تقع على عاتق الولاية القضائية الدولية والشعب السوداني.
دعوة للعمل المشترك
حمزة شدد على أهمية دور المنظمات الحقوقية والقانونية، سواء داخل السودان أو خارجه، في توثيق الانتهاكات، رصد الضحايا والجناة، والضغط المستمر لضمان ملاحقة المتورطين وإنصاف الضحايا. وأكد أن تحقيق العدالة يتطلب تعاونًا دوليًا منسقًا وجهودًا متواصلة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
الاختصاص المكاني:
المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، سمير مكين، يوضح أن مفهوم الولاية القضائية يعني في بعض الحالات أن تمتلك دول معينة، وفق شروط محددة، الحق في النظر في قضايا تتعلق بجرائم ارتكبها متهمون خارج حدودها. هذا المفهوم يعد استثناءً من القاعدة العامة في القانون التي تنص على محاكمة الجاني في مكان وقوع الجريمة. وقد تبنى الفكر القانوني الجنائي الدولي هذا الاستثناء لأسباب تتعلق بتحقيق العدالة، وهو ما تجسد في اتفاقيات دولية مثل اتفاقية مناهضة التعذيب، التي تمنح الدول الموقعة عليها الحق في ملاحقة مرتكبي جرائم التعذيب بغض النظر عن مكان وقوع الجريمة.
فيما يخص الاختصاص الجنائي الدولي، يشير مكين إلى أن ميثاق روما يمنح الدول الموقعة عليه صلاحية ممارسة هذا الاختصاص على الجرائم التي تندرج ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك، يتساءل مكين عن مدى تطبيق هذا المبدأ على الجرائم المرتكبة في السودان، سواء الحالية أو السابقة. ويرى أن ذلك يعتمد على إدراج ميثاق روما في القوانين الوطنية للدول الموقعة، وهو ما يواجه تحديات عدة، أبرزها عدم رغبة بعض الحكومات في تنفيذ التزاماتها، رغم توقيعها ومصادقتها على الميثاق. مثال على ذلك هو تهريب الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، من جنوب إفريقيا، رغم التزاماتها الدولية.
كما يشير مكين إلى أهمية دور منظمات المجتمع المدني في بناء قضايا تستند إلى أدلة واضحة وتحقيقات مهنية تشمل الضحايا والجناة المباشرين والمسؤولين عن الانتهاكات، وذلك وفق مبدأ "مسؤولية القائد". وأكد أهمية التنسيق بين المنظمات الإقليمية والدولية لتحقيق العدالة.
وفيما يتعلق بالسوابق الناجحة، أشار مكين إلى محاكمة الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري، ومحاكمة الجنرال أوغستو بينوشيه في إسبانيا، إضافة إلى محاكمات رموز النظام السوري السابق في ألمانيا، المتهمين بارتكاب جرائم تعذيب وقتل خارج إطار القانون.
تقرير: حسين سعد