حاكم الشارقة يفتتح أعمال الدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس ، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، فعاليات الدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة على مدى يومين، ويستضيف أكثر من 250 متحدثاً ومشاركاً تحت شعار “موارد اليوم .
وأكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في كلمة افتتاح المنتدى أن تحويل الموارد إلى ثروات لا يمكن أن يتحقق إلا بمثلث المورد الطبيعي والمورد البشري المؤهل، والتكنولوجيا المتطورة، مستعرضاً سموه نماذج رائدة من التاريخ والحاضر حول استثمار تلك الموارد، لتحقيق الأمن الغذائي، ومبيناً أهمية تشجيع التفكير الاقتصادي والإداري في استغلال الموارد الطبيعية.
وقال سموه: نحن هنا لنناقش ونتحاور ونسلط الضوء على أفكار وحوارات تبلورت على مدار الأعوام السابقة، تولدت منها أفكار كثيرة، تحولت إلى حقائق، ولنستعرض الحلول، ونتساءل: كيف يمكننا تحويل الموارد إلى ثروات على أرض الواقع؟ فالله تعالى لم يخلق هذه الأرض إلا وجعل مواردها تكفي من يسكن فيها، مثلث الإجابة عن هذا السؤال: مورد طبيعي، مورد بشري مؤهل، وتكنولوجيا متطورة.
وأضاف: في مصر القديمة، وفي بلدة تسمى طيبة، استشرف أهلها مجاعة محتملة، قد تستمر لأعوام، وتؤثر على موردهم الرئيسي للغذاء، فمحصول القمح في تناقص، لذلك استعان الملك آنذاك بمورد بشري خبير في عمله، وضع خطة محكمة ودقيقة، تفتقت فيها خلاصة الفكر لابتكار تقنيات جديدة لحفظ القمح لسنوات المجاعة. هنا تساءل الناس: لماذا هذا العدد الكبير من صوامع الغلال؟ ما الجدوى من حفظ القمح في سنبله؟ لماذا هذه الطريقة المبتكرة؟ كانت الإجابة حاضرة، المجاعة ستعم، وسيستعين بنا الآخرون، وسننقذهم من مخزوننا. وهنا تبرز العبقرية الاقتصادية والإدارية في تحويل الموارد إلى ثروات. أعتقد أن بعضكم أدرك بأنني أتحدث عن يوسف عليه السلام.
ولفت سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى الشارقة كنموذج رائد في استثمار القمح كمورد طبيعي هو من أقدم المحاصيل الزراعية التي عرفتها البشرية، وثاني أضخم محاصيل الحبوب في الكرة الأرضية، ومصدر رئيس للغذاء لأكثر من نصف سكان العالم، قائلاً : نحن كذلك في الشارقة، استشعرنا هذا الخطر، فأطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشروع الأمن الغذائي، وبدأه بمزارع القمح، حيث اختار أفضل بقعة في قلب الصحراء، وأجرى عشرات التجارب العلمية لاختيار أفضل نوع من القمح يصلح للزراعة، وحل مشكلة المياه بربط التربة بالأقمار الصناعية التي تعطي الأوامر بالري حسب الحاجة. وفي العشرين من مارس من هذا العام أكلنا أول رغيف بُذر وحُصد وخُبز في الشارقة، والعمل جار على مشاريع تحقق الأمن الغذائي المنشود لننتقل من دائرة الحاجة إلى دائرة الاكتفاء لنا وللأجيال المقبلة.
واختتم سموه بالإضاءة على أهمية القضية التي يطرحها المنتدى في دورة هذا العام، فقال: نسلط الضوء على تجارب عالمية ناجحة في استثمار الموارد، نحاول استعادة زخم الحوار الدولي، ونؤكد التزامنا في البحث عن حلول ممكنة لتحديات العصر، فالشارقة اليوم، مثلما تشارككم تجربتها في هذا المنتدى، فهي تتطلع للاستفادة من خبراتكم للإصغاء لكم، ولمحاولة قول ما لم يقل حتى اليوم حول الثروات والاستدامة، لتحقق شعار المنتدى “موارد اليوم .. ثروات الغد”.
بدوره، تحدث طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة خلال افتتاح أعمال المنتدى، عن التحديات التي يواجهها العالم في مجال الثروات والموارد، وأكد أن هذه القضية ليست قديمة، بل هي معاصرة وتزداد أهمية مع مرور الوقت، حيث يواجه العالم تحدياً كبيراً ليس في ندرة الموارد، بل في كيفية إدارتها واستثمارها بشكل فعّال.
وقال علاي: بالنظر إلى كل هذه الحقائق تظهر المهمة المركزية للاتصال الحكومي، والتي تتجسد في رسم وتوجيه مسار التغيير؛ فنحن نعلم أن السياسات والخطط وحتى الحلول تظل حبراً على ورق إذا لم تتحول إلى ممارسة واعية للمجتمعات وسلوك يومي يضع الطموحات والأهداف في مسار التحقق والتنفيذ، لهذا نلتقي لنفعّل دور الاتصال الحكومي في رفع وعي الأفراد والمجتمعات، ونؤكد أن ما يزيد عن استهلاكنا كفيل بسد حاجة شخص ما حول العالم، وننتقل إلى تصويب القرارات الكبرى للمؤسسات الرسمية والكيانات الاقتصادية.
واختتم مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة حديثه بالقول: علينا كعاملين في الاتصال الحكومي أن نتوجه برسالتنا لكل شخص ونقول له: (أنت قادر على التغيير مهما كان موقعك؛ سواء كنت إنساناً عادياً أو مقرراً في الشؤون الكبرى أو قائد مؤسسة اقتصادية)، وعلينا أن نؤمن بأن هذه اللقاءات والفعاليات التي تجمع أفضل العقول من حول العالم تعد مورداً حيوياً تخرج منه كنوز عظيمة، فثروات الأفكار تجعل العالم مكاناً لائقاً للجميع بدون استثناء.
وتحت عنوان: “كيف نبني للبشرية مستقبلاً مستداماً؟”، تحدثت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة ورئيسة مجلس الإمارات للأمن الغذائي، مؤكدة أن الاستدامة في الإمارات هي رحلة بدأها المغفور له ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستكملها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير على خطاهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإخوانه أصحاب السمو حكّام الإمارات، مشيرةً إلى جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يرسخ نهجاً جديداً للاستدامة في التعليم والثقافة والبيئة والتنمية.
وقالت المهيري: نخطط في الإمارات لمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، وتعد الإمارات أولى دول المنطقة التي توقع اتفاق باريس للمناخ بل وتُعلن عن استراتيجيتها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. ولتحقيق ذلك، التزمت الدولة بتقليل الانبعاثات بنسبة 40٪ بحلول 2030. وبجانب ذلك، تعمل جميع الإمارات السبع معًا لحماية التنوع البيولوجي الهائل، والأنواع المهددة بالانقراض، وبناء أكبر حاضنة للشعاب المرجانية في العالم وستكون بمساحة 300 ألف متر مربع عند اكتمالها.
أضافت وزيرة التغير المناخي والبيئة أنه ستتم زيادة زراعة أشجار القرم لمكافحة انبعاثات الكربون، وقد حقق “تحالف القِرم من أجل المناخ” الذي يضم 17 شريكًا عالميًا يقلدون تجربة الإمارات في زيادة غطاء القرم المحلي لديهم، نجاحًا كبيرًا حتى الآن، مشيرةً إلى: أنه من خلال COP28، نريد تحقيق هدف واحد هو؛ حماية الأرض بخطوات ملموسة وترك إرث من خلال تشجيع الحاضرين على التوقيع على إعلاننا بشأن الزراعة المستدامة وإنتاج الغذاء //.
وتابعت المهيري: تتميز تجربة الإمارات في مجال الاستدامة بالواقعية؛ فهي تضع استراتيجيات وحلولاً مبتكرة للحفاظ على الموارد والتنمية المستدامة، حيث لم تكتفِ بالنفط كمورد رئيس للطاقة، بل أدركت قيادتها الرشيدة أن النفط مورد ينضب، وأن آخر برميل نفط هو احتفال وليس أزمة. لذلك، توسعت الإمارات في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، وخططت لزيادة مساهمتها في مجموع الطاقة المتجددة، كما تسير الإمارات بخطى واثقة لتشغيل محطات براكة للطاقة النووية النظيفة السلمية، لتوفير احتياجات الدولة من الكهرباء بطريقة نظيفة وآمنة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الإمارات على التزاماتها الدولية في مجال حماية البيئة وخفض الانبعاثات، وتشارك في الاتفاقيات والمبادرات التي تهدف إلى مواجهة التغير المناخي والحفاظ على كوكب الأرض.
وشهدت فعاليات افتتاح المنتدى خطاباً ملهماً للقاضي الأمريكي فرانشيسكو كابريو، المعروف “بالقاضي الرحيم”، تحدث خلالها حول رحلته كقاضٍ وكيف تعلم من والده أن يكون رحيماً ومتفهماً مع الناس الذين يأتون إلى قاعة المحكمة، وشارك بعض القصص المؤثرة عن القضايا التي حكم فيها وكيف أثرت على حياته وحياة الآخرين، مبيناً أهمية التواصل الفعال والتكنولوجيا في نشر رسالة الرحمة واللطف في عالم مضطرب، ومثنياً على الشارقة والإمارات كمثال رائد وحقيقي للعناية والرعاية.
وقال القاضي الأمريكي: أعتقد أن القاضي ليس مجرد موظف حكومي يطبق القانون بحرفية، بل هو إنسان يتعامل مع إنسان. لذلك، يجب أن يكون القاضي عادلاً ومنصفاً ومحايداً، ومع ذلك عليه أن يكون رحيماً ومتفهماً ومتعاطفاً مع الناس الذين يأتون إلى قاعة المحكمة، كما أن القاضي له دور مهم في تثقيف وتوجيه ومساعدة الناس على حل مشاكلهم والتغلب على تحدياتهم. لذلك فإنني أحياناً، أجعل الناس يضحكون أو يبكون أو يشعرون بالإلهام. أحياناً، أخفف من عقوباتهم أو أعفيهم منها إذا كانوا يستحقون ذلك.
وأضاف: القاضي لديه فرصة فريدة لإظهار جانب إيجابي من الحكومة والسلطة. لذلك، أحاول دائماً أن أكون مثالاً حسناً وأظهر احتراماً وثقة وشفافية في تعاملاتي، وذلك كان ممكناً بفضل الفهم الكامل لدور الاتصال المباشر، فأنا كقاضي أتحدث مع الناس نيابة عن الحكومة، لهذا عليّ أن استجيب لاحتياجاتهم، ولأحقق ذلك بفعالية، أخترت أن لا أتحدث من وراء الألقاب، وإنما أن أستمع بقلبي، لأنني أؤمن بأننا في يوم ما فإننا كلنا سنقف ونحاسب على مسيرتنا في الحياة، وحينها سيكون السؤال عن الأمل والفرق الذي أحدثناه في حياة الناس من حولنا.
وتحدث القاضي فرانشيسكو كابريو عن طريقته في التعامل مع الأطفال الذين يأتون إلى قاعة المحكمة مع آبائهم، حيث أوضح أنه يحاول جعل قاعة المحكمة مكاناً ممتعاً وتعليمياً للأطفال، ويدعوهم إلى المشاركة في اتخاذ القرارات. وقال // الأطفال دائمًا صادقون وشجعان، وأنا أكافئهم على صدقهم بالإعفاء من الغرامات أو تخفيضها، وهذا بدوره يخلق احتراماً وثقة بين الحكومة والشعب، ويسهم في تحقيق العدالة بطريقة عادلة ورحيمة.
وضمن خطابات المنتدى، وتحت عنوان: “كيف نرسم خريطة عالم خالٍ من الجوع؟”، تحدثت فاندانا شيفا، الباحثة والناشطة البيئية، حول الحلول المبتكرة لأزمة ندرة الموارد ومكافحة الجوع في العالم، مشيرة إلى أن الطعام هو أكثر من مجرد ضرورة للبشر، بل هو العملة الأساسية للحياة على الأرض.
وقالت شيفا: أن شبكة الحياة هي في الواقع شبكة غذائية، وعندما تتعطل تؤدي إلى أزمة مزدوجة، أزمة بشرية حيث يكون هناك عدد كبير من الأشخاص ليس لديهم طعام، وعدد أكبر ليس لديهم طعام صالح للأكل، إذ تؤدي الزراعة الموحدة واستخدام المواد الكيميائية بشكل مفرط، والأسمدة الاصطناعية، والمبيدات الحشرية في تدمر بيئتنا وتؤدي إلى انهيار تدريجي لحدود كوكبنا، وذلك يقودنا إلى الانقراض.
وأضافت: علينا أن نعرف، بأن نظام الغذاء السيء هو في الأصل سبب الوباء المزمن للأمراض، فنحن نخسر تريليونات الدولارات سنويًا بسبب السرطان، والسكري، والعقم، وعيوب الولادة، وذلك لأنه توجد هناك علاقة جذرية بين صحة الأمعاء لدينا، وأدمغتنا، وكيف نزرع ونعد طعامنا، لهذا علينا العمل على تحويل نظام غذائنا، وتعليم الأجيال الجديدة كيفية حماية صحة الأرض من خلال إنتاج الغذاء بطريقة مستدامة، وليس بطريقة تزيد من تداعيات التغيّر المناخي.
من جهتها، تناولت يولاند راندريانامبينينا، المتخصصة في الطاقة الشمسية، تجربتها الملهمة للعالم، والتي ساهمت في تجهيز أكثر من 200 منزل بألواح الطاقة الشمسية في قرية صغيرة في مدغشقر بجهد محلي كامل على أيدي نساء القرية.
وفي كلمتها التي حملت عنوان: “يولاند.. الطاقة من يد امرأة”، قالت يولاند: قبل عدة أعوام، قررت أن أعمل على توليد المعرفة لدى نساء قريتنا للحصول على الطاقة، من خلال تعليمهن أساسيات توليد الطاقة عن طريق الألواح الشمسية. ثم نظّمت رحلة إلى الهند لستة أشهر، حيث تدربت نساء القرية على تقنيات الطاقة الشمسية مع خبراء هنود. ورغم عدم إجادتهن للغة الإنجليزية، استطعن التواصل بلغة الإشارة والحصول على المعرفة. والآن، كل عضوة في الجمعية أصبحت خبيرة في صناعة الطاقة الشمسية، وقد أثبتت هذه التجربة أنه لا توجد عوائق أمام من يريد الإنجاز.
وأضافت: في قريتنا، تعلمت النساء كيف ينتجن ألواح الطاقة الشمسية واحترفن صيانتها، وبعد ثلاثة أعوام من التدريب في الهند، أنشأنا مركز تدريب جديد في ملجاسي، لنشارك خبراتنا مع نساء أخريات، وليس هذا فحسب، بل يقوم المركز أيضاً بتقديم دورات في محو الأمية والقراءة والكتابة، لتمكين النساء من الحصول على المعرفة والثقافة.
وتخلل حفل الافتتاح عرض مرئي عبّر عن شعار المنتدى الدولي للاتصال الحكومي لهذا العام، مستعرضاً ما يمكن أن تؤول إليه البشرية في حال عدم تركيز اهتمامها على الموارد التي تمتلكها، وكيف يمكن أن تصبح الحياة قاسية في حال تخلى الإنسان عن دوره كمسؤول عن حماية الأرض وثرواتها، كما تضمن الحفل الذي قدمه الإعلامي محمد الطميحي مقدم البرامج في قناة العربية فقرتين حواريتين مع كل من الناشطة البيئية الشابة غاية الأحبابي سفيرة اليونيسيف لمؤتمر الأطراف COP28 الملقبة بالفتاة الخضراء، والطفلة غميلة الكتبي حيث عبرتا عن تصورهما للمستقبل وما يطمحن للوصول إليه لتحقيق تطلعات وأهداف دولة الإمارات على وجه العموم وإمارة الشارقة على وجه الخصوص.
حضر افتتاح فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان رئيس المكتب الوطني للإعلام، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، والشيخ سلطان بن عبدالله بن سالم القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين رؤساء الدوائر الحكومية وأعضاء السلك الدبلوماسي وجمع من الإعلاميين والمختصين.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
سلطان الجابر: "ENACT" يعزز مكانة الإمارات في التكنولوجيا المتقدمة
انعقدت في أبوظبي، الأحد، فعاليات مجلس "ENACT" (تفعيل العمل)، بدعوة من الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، وذلك بمشاركة 80 من قيادات قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والمناخ والاستثمار في العالم، لاستكشاف ومناقشة سبل الاستفادة من فرص الترابط الوثيق بين قطاعات الذكاء الاصطناعي والطاقة والمناخ.
وعُقدَ المجلس تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والطاقة معاً لتمكين مستقبل مستدام"، وركز على تطوير إستراتيجيات لتعزيز الشراكات بين قطاعي التكنولوجيا والطاقة لتلبية طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة، وتوفيرها بشكل مستدام لدعم التوسع المتنامي في قطاع الذكاء الاصطناعي.
واستناداً إلى التقاليد الإماراتية العريقة، وفر مجلس "ENACT" منتدىً للمشاركين من القيادات العالمية مفتوح لمناقشة الحلول المنشودة.
وشدد المشاركون في المجلس على الفرص الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من خلال تعزيز التعاون عبر مختلف القطاعات، والتركيز على الترابط الوثيق بين والطاقة الذكاء الاصطناعي.
وبهذه المناسبة قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: "تماشياً مع توجيهات القيادة بترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للتكنولوجيا المتقدمة والابتكار الهادف إلى إيجاد حلول عملية ملموسة لأبرز التحديات من أجل ضمان أمن الطاقة وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، يأتي انعقاد مجلس "ENACT" ليجمع أبرز العقول الرائدة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمارات لتحفيز الفرص وتطوير الحلول، التي تعزز من إمكانات الذكاء الاصطناعي على تحقيق نقلة نوعية في النمو والتقدم في مختلف القطاعات".
وأضاف: "أن النمو الكبير للذكاء الاصطناعي يؤدي إلى زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة لا يمكن تلبيتها بالاعتماد على مصدرٍ واحدٍ للطاقة، وهذا يؤكد ضرورة تنسيق استجابة مشتركة ومتكاملة عبر جميع القطاعات، بهدف إيجاد حلول مبتكرة، والاستفادة من الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي، ونجح مجلس " ENACT" في إطلاق أجندة عمل لاستثمار هذه الفرص وتحقيق قيمة مستدامة للجميع".
وسلّط المشاركون الضوء على الحاجة الملحة لتسريع الاستثمارات في حلول الطاقة منخفضة الكربون، مشيرين إلى توقعات تضاعف الطلب على الكهرباء من قبل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، ليصل إلى 150 جيجاوات بحلول عام 2030، وأنه سيرتفع إلى 330 جيجاوات بحلول عام 2040، مما يؤكد الحاجة إلى استثمار 600 مليار دولار سنوياً في البنية التحتية، وتحديث 80 مليون كيلومتر من شبكات الكهرباء بحلول عام 2040، وأكدوا عدم وجود حلول قائمة على مصدر واحد للطاقة، منوهين للحاجة لمصادر الطاقة النووية والمتجددة والغاز.
واتفق القادة المشاركون في المجلس على قدرة الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة إنتاج الطاقة بالتزامن مع خفض الانبعاثات عبر قطاع الطاقة، وناقشوا سبل تحسين استهلاك الطاقة في مختلف القطاعات، كما سلطوا الضوء على تحديات وفرص توسيع استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر النظم الصناعية المترابطة.
كما بحثوا دور الذكاء الاصطناعي في تحديث البنية التحتية للطاقة، وبشكل خاص في مجال نقل الكهرباء، مشددين على الحاجة إلى تنفيذ تحسينات كبيرة في تطوير البنية التحتية.
وشكلت آليات تمويل الترابط بين الذكاء الاصطناعي والطاقة، أحد المواضيع الرئيسة في الحدث، حيث تناولت المناقشات الاستثمار في التقنيات بما يتماشى مع احتياجات الطلب على الطاقة في مراكز البيانات.
كما أكدت نقاشات المجلس على الحاجة إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة يضمن دعم التقدم العالمي من خلال معالجة التحديات الاقتصادية والبنية التحتية، لا سيما في دول الجنوب العالمي.
ويأتي انعقاد المجلس بعد نشر تقرير مشترك بين "أدنوك" و"مصدر" و"مايكروسوفت" بعنوان "تعزيز الإمكانات: الذكاء الاصطناعي والطاقة من أجل مستقبل مستدام".
واستطلع التقرير آراء أكثر من 400 من المفكرين في مجالات التكنولوجيا والطاقة والاستثمار، واستكشف دور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الطاقة، وإدارة النظم المعقدة، والحدّ من الانبعاثات، ودعم بناء مستقبل محايد مناخياً، مع تلبية الطلب المتزايد على الطاقة لدعم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وأقيم المجلس عشية انطلاق معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2024"، أحد أكبر الفعاليات العالمية وأكثرها تأثيراً في مجال الطاقة العالمية، والذي تقام فعاليته في الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك".
وضمت قائمة المشاركين في المجلس كلاً من الأميرة بياتريس، مؤسس شركة "بي واي-إي كيو"، وبراد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس شركة "مايكروسوفت"، وجوناثان روس، الرئيس التنفيذي والمؤسس، شركة "كروق"، وسترايف ماسييوا، رئيس مجلس الإدارة والمؤسس لشركة "إي كونيت"، وبروفيسور برين أنيما أناندكومار، أستاذ الحوسبة والعلوم الرياضية، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وأديبايو أوغونليسي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، شركة "جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز"، ومارك كارني، المبعوث الخاص للعمل المناخي والتمويل، اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ورئيس مجلس إدارة شركة "بروكفيلد" لإدارة الأصول، ولوك ريمونت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، مجموعة "إي دي إف"، ووائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة "شل"، وموراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي، شركة "بي بي"، وكلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة "إني"، ودونغ ساب كيم، الرئيس والمدير التنفيذي، "المؤسسة الوطنية الكورية للنفط"، وتاكايوكي أويدا، المدير التمثيلي والرئيس والمدير التنفيذي لشركة "إنبكس"، وباتريك بويانيه، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "توتال للطاقة"، وتنجكو محمد توفيق الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة " بتروناس".