قتلى وجرحى في قصف على مواقع الدعم السريع بنيالا والجيش يرتب لتشغيل مطار الفاشر
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
عاود الطيران الحربي التابع للجيش السوداني الأربعاء، قصف مواقع تابعة لقوات الدعم السريع بنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بوقت كشفت مصادر عسكرية عن اتجاه لتشغيل مطار مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور لاستخدامه في الأغراض العسكرية.
وخلال الشهر الفائت، احتدم القتال في نيالا وشمل معظم أحيائها ما أرغم نحو 50 ألف من سكان المدينة على الفرار نحو الولايات المجاورة وفقا للأمم المتحدة.
ولم تصمد هدنة رعتها حركات مسلحة لوقف مؤقت للقتال بين الجانبين فسرعان ما تجدد النزاع وبصورة أعنف موقعا عدداً كبيراً من الضحايا في صفوف المواطنين.
وقال شهود عيان لـ “سودان تربيون” إن ” الطيران الحربي نفذ في وقت مبكر من صباح الأربعاء، طلعات جوية مكثفة، مستهدفاً مواقع الدعم السريع في حي السد العالي وسط المدينة، والرياض وتكساس علاوة على محيط جامعة نيالا والسوق الشعبي، وسوق الملجة”.
وقال محمد حسن وهو مسعف في مركز صحي “الوحدة” الطبي بمدينة نيالا لـ “سودان تربيون” إنه “شاهد جثامين نحو سبع قتلى من النساء وبعض الباعة سقطوا جراء استهداف سوق الملجة”.
وتسعى قوات الدعم السريع منذ أسابيع للسيطرة على قيادة الفرقة 16 مشاه في الولاية ومن ثم بسط سيطرتها المطلقة على نيالا ثاني أكبر مدينة بعد الخرطوم من حيث الكثافة السكانية، حيث هاجمت مرات عديدة الموقع العسكري الحصين لإسقاطه.
وفي السادس عشر من أغسطس الماضي، قتل قائد حامية نيالا اللواء ياسر فضل الله برصاص أحد حراسه داخل قيادة الجيش، وجاء اغتيال المسؤول العسكري الرفيع بعد أيام قلائل من رفضه مقترحا دفعت به قيادات أهلية من المدينة دعا لتسليم مقر الجيش لقوات الدعم السريع.
في سياق آخر كشف مصدر عسكري تحدث لـ “سودان تربيون” من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عن اتجاه لتشغيل مطار المدينة، لأغراض عسكرية ومواجهة ما قال إنها مخاطر عديدة تحيط بمدن الإقليم.
وأضاف “سيدخل مطار الفاشر، الخاضع لسيطرة الجيش السوداني الخدمة قريبا، ليكون نقطة انطلاق لاستهداف تجمعات المتمردين في الإقليم خاصة الأفواج العسكرية القادمة من بعض الدول التي تحادد دارفور”.
وكان الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، هاجم في التاسع والعشرين من أغسطس الماضي، قاعدة “الزرق” الخاصة بالدعم السريع والواقعة قرب الحدود مع ليبيا ما أدى إلى تدمير آليات حربية ومخازن للسلاح والذخيرة.
وتتزايد المخاوف من أن تشهد 4 من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور، قتالاً أهلياً لإعلان بعض المكونات السكانية في المنطقة ولائها لقوات الدعم السريع، بوقت تتهم بعض الاثنيات هذه القوات بارتكاب جرائم عديدة وانتهاكات ترقى لجرائم حرب في ولايات غرب وجنوب دارفور.
سودان تربيون
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع سودان تربیون
إقرأ أيضاً:
خالد الإعيسر: حرب آل دقلو.. عمق المأساة!
خالد الإعيسر يكتب:
مرسالة بمناسبة اليوم السادس من العيد في السودان:
حرب آل دقلو.. عمق المأساة!
خطابات عبد الرحيم دقلو خلال الساعات الماضية في دارفور توضح حجم وعمق المشكلة التي تواجه السودان حكومةً وشعباً.
يتحدث عبد الرحيم دقلو بفهم متواضع جداً، ولا يمتلك رؤية أو قضية أو مشروعاً أو مبرراً واحداً يدفع سكان دارفور وكردفان للاصطفاف لدقيقة واحدة مع الميليشيا أو مناصرتها، أو يبرر قتل أي شخص في دارفور أو كردفان أو في أي مكان آخر في السودان.
خلال خطاباته، لم يطرح عبد الرحيم دقلو رؤية عميقة كما كان يفعل قادة حركات التحرر الأفريقي أو التمردات المسلحة في تاريخ إفريقيا، من أمثال توماس سانكارا في بوركينا فاسو، أو جوليوس نيريري في تنزانيا، أو باتريس لومومبا في الكونغو، وآخرين كثر في السودان وأفريقيا من الذين كانوا ملهمين لشعوبهم.
عبد الرحيم دقلو يتحدث بجهل عميق عن “سودان جديد مزعوم”، وبلا ملامح أو تفاصيل أو مبررات موضوعية لما يفعله هو وقواته من جرائم قتل ونهب وسلب واغتصاب.
وإذا اكتفينا بالشعار المكرر في حديثه: “سودان جديد يتعمر وسودان قديم يتدمر”، فكيف سيكون مصير السودان الجديد طالما أن مفكره المنظّر هو عبد الرحيم دقلو؟
على أهلنا في دارفور وكردفان تحديداً أن ينتبهوا، وخاصة المستنيرين منهم، وعليهم دور كبير للغاية وتحدٍ تاريخي يتطلب منهم بذل قصارى جهدهم لتنوير أبناء كردفان ودارفور صغار السن والمغرر بهم، بأنه لا مشروع لميليشيا الدعم السريع المتمردة بخلاف مضامين حديث عبد الرحيم دقلو بجهله العميق، الذي يخدم فقط أجندة من يقفون خلفه خارج البلاد، مستغلين درجة تواضع تفكيره لتحقيق مصالحهم من خلال هذه الحرب.
ونحن جميعاً كسودانيين في كل مكان أمام تحدٍ حقيقي وكبير علينا العمل على تجاوزه، طالما أن زعيم التمرد هذه المرة بهذا الجهل العميق.
وعمق المأساة أنها فقط حرب لآل دقلو، ومشغليهم من خارج الحدود.
خالد الإعيسر
إنضم لقناة النيلين على واتساب