الجثث في أكياس..الكونغو الديمقراطية على صفيح ساخن
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 50 مدنيا في غوما، في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، المنسوبة إلى الجنود، تمكنت عائلات الضحايا من الوصول إلى المشرحة، حيث يتم تخزين عشرات الجثث، في حالة تحلل متقدم.
في أكياس الجثث، الموضوعة على قماش مشمع في فناء مشرحة مستشفى غوما العسكري، الجثث «لا يمكن التعرف عليها»، «في حالة متقدمة جدا من التعفن»، يشرح، مستاء، جورج مونجي إليبا، 53 عاما، بعد البحث عن أخته الصغيرة بين الجثث.
وكانت شقيقته، فابيولا، واحدة من أوائل ضحايا الغارة التي شنتها وحدات الجيش ليلة 29 إلى 30 أغسطس، ضد الإذاعة وكنيسة طائفة دعت إلى مظاهرات ضد وجود الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. كانت فابيولا تستضيف عرضا عندما قتلت بالرصاص.
"فقط بفضل أدلة مثل فستانها وسوارها" تمكن جورج من التعرف عليها، لمدة أسبوعين ، تحللت الجثث بسبب نقص المساحة في غرفة باردة.
ومنذ عملية القتل، "حاولنا عدة مرات" الوصول إلى الجثث، كما يقول ديزيريه موهيندو، الذي فقد شقيقه الأصغر البالغ من العمر 28 عاما.
"أحد أتباع الطائفة" ، كما يحدد ، والذي لم يعثر عليه بعد. مثل العديد من الأشخاص الذين جاءوا يوم الثلاثاء لنداء القضاء العسكري للتعرف على القتلى.
قال قريب ضحية آخر إنه تمكن من التعرف على جثة شقيقه بعد أربعة أيام فقط من هجوم الجيش "بدفع 10 دولارات للجندي" المتمركز عند مدخل المشرحة.
"كانت هذه ترتيبات فردية صغيرة، رسميا لم يكن مسموحا لنا بالدخول"، يشرح شريطة عدم الكشف عن هويته، محاطا بعائلات حزينة أخرى أمام البوابة البيضاء الكبيرة للمشرحة.
ويدعي أن شقيقه لم يكن من أتباع الطائفة، بل كان من سكان الحي البسيط، "مثل كثيرين آخرين قتلوا أو سجنوا".
واعترف كبير المراجعين العسكريين في شمال كيفو، العقيد ميشيل كاشيل، نفسه للصحفيين، بما في ذلك فريق وكالة فرانس برس، بأن «الجثث متحللة بالفعل». وقال للصحفيين "في ثقافتنا، نحترم الموتى، لا يمكننا السماح لكم بتصويرهم".
وسيستمر التعرف على الجثث يوم الأربعاء حيث من المتوقع إجراء مناقشات حول انتشال الجثث ودفنها.
وستبدأ المحاكمة في أسبوعها الثاني يوم الأربعاء بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعدم احترام تعليمات ستة جنود من الحرس الجمهوري بينهم ضابطان كبيران متهمون بالمسؤولية عن القتل.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
إنتشال جثث ضحايا العدوان: وقائع وتعقيدات
روى أحد المسعفين المتخصصين في عملية إنتشال الجثث من تحت الركام أن العمل في الجنوب شاق جداً وصعب ويشترك فيه الجيش وعدد من الأجهزة مثل الدفاع المدني ، والصليب الاحمر والهيئات الصحية المحلية بمشاركة آليات البلديات ومنها آليات من القطاع الخاص إستقدمت من أجل هذه المهمة .
ولفت المصدر الى أن العمل شاق وسيستغرق وقتا بسبب وجود عدد من الشهداء تحت الركام وخاصةً في القرى الأمامية وايضاً في الأنفاق التي تم تفجيرها أو قصفها من قبل طيران العدو الإسرائيلي بقنابل خارقة للتحصينات مما أدى الى تدميرها بمن فيها .
وأشار المصدر الى أن هناك عددا من الجثث متحلل بالكامل ويصعب التعرف على هويات اصحابها وتحتاج لفحوصات. المصدر ختم أن العمل يستغرق شهرا على الأقل بسبب كثرة الدمار ، كما من المرجح أن يكون هناك عدد من الجثث لأشخاص من جنسيات غير لبنانية يصعب جداً التعرف عليها أو المطالبة بها من ذويها وسيصار الى دفنها في أماكن محددة في حال لم يتسلمها أحد .
المصدر: لبنان 24