جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-30@14:41:21 GMT

أين البعثات الخارجية في علم النفس؟

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

أين البعثات الخارجية في علم النفس؟

نقاء بنت ياسين اللواتية

تخرجت في نهاية 2021 بشهادة البكالوريوس في علم النفس من جامعة لاتروب في مدينة ملبورن الاسترالية، بعد حصولي على بعثة خارجية نهاية عام 2016. الدراسة كانت ممتازة لأبعد الحدود من حيث جودة التعليم، والعلم والخبرة الأكاديمية التي حصلتُ عليها، فضلًا عن الانفتاح على ثقافات مختلفة تعلم إدارة الشؤون الشخصية.

كانت تجربة الابتعاث من أفضل تجارب حياتي وحياة معظم الخريجين، لكن خلال سنوات دراستي، ظل القلق يُساورني على مستقبلي الوظيفي؛ إذ مما يغيب عن أنظار الكثير أنه في الدول المتقدمة مثل أستراليا وبريطانيا، لا يُسمح لأي شخص أن يكون أخصائيًا نفسيًا دون الحصول على شهادة الماجستير. لكن في عمان الوضع مختلف؛ فشهادة البكالريويس تكفي للتوظيف!

لكن.. هل البكالوريوس وحده يؤهل الخريج لكي يصبح أخصائيًا نفسيًا يتعامل مع حياة الناس؟ غالبًا لا، فالبكالوريوس هو مقدمة لعلم النفس كما إنه نظري بنسبة 100%. لذلك، منذ البداية كانت خطتي هي استكمال دراسة الماجستير في علم النفس.

غير أن ما يبعث على القلق الآن قلة البعثات الخارجية للماجستير؛ حيث تتوفر بعثة واحدة كاملة للماجستير للسنة الواحدة في تخصص علم النفس، وهذا يضع جميع طلاب سلطنة عُمان في منافسة عالية على مقعد واحد! ومع ذلك كنت أبذل قصارى جهدي للحصول على هذا المقعد والفوز بهذه البعثة. ولله الحمد حصلت على اعلى الدرجات، لكن أصابتني صدمة بعد أن علمت بإلغاء البعثة، فهل كل ذلك الجهد ذهب هباءً منثورًا؟

قضيتُ مئات الساعات في التفكير في بدائل، لكني لم أجدُ بديلًا جيدًا.

ووجدتُ البدائل كالتالي: الأول: دراسة ماجستير في الإرشاد النفسي بجامعة السلطان قابوس، لكن المشكلة في الإرشاد النفسي أنه لا يُعلِّم تشخيص الأمراض النفسية والتعامل مع الأمراض النفسية الصعبة، كما إنه لا يتطرق للبحث العلمي الذي هو في غاية الأهمية للأخصائي النفسي، لأنه يجب على الأخصائي مواكبة العلم وتحديث معلوماته كل سنة أو أقل من خلال قراءة الأبحاث العلمية.

الإرشاد النفسي أيضًا لا يتطرق لموضوع الأحياء وكيمياء الدماغ؛ فيصبح المرشد النفسي غير قادرٍ على العمل مع الطبيب النفسي في حالة احتاج المريض لهذا الأمر.

مشكلة أخرى واجهتني في برنامج جامعة السلطان قابوس لماجستير الإرشاد النفسي أنه باللغة العربية، في حين أن دراستي بالخارج كانت باللغة الإنجليزية، إضافة إلى أن البرنامج  يكلف ما يقرب من 2000 ريال عُماني، وهذا المبلغ ليس متاحًا للجميع.

أما الخيار الثاني؛ فهو الدراسة خارج عُمان، على نفقتي الشخصية، وتكلفتها على أقل تقدير 10 آلاف ريال عماني للدراسة والمعيشة، وهو مبلغ كبير جدًا، وقلّما يستطيع أي خريج توفيره!

أما الخيار الأخير فهو الانخراط في سلك الوظيفة بشهادة البكالوريوس؛ وهذا يعني عدم تسلح الأخصائي بكفاءة عالية، رغم أنها وظيفة شائكة تتعلق بحياة الإنسان، والمهارة المحدودة قد تتسبب في سوء حالة المريض؛ وما يترتب عليها من ارتفاع في معدلات الأمراض النفسية، والأهم من ذلك عدم وجود كوادر وطنية تعمل في هذا المجال، رغم حيويته وأهميته.

بالنظر إلى المنافع التي سيُجنيها ليس فقط المبتعث، وإنما أيضًا الفئات التي تحتاج إلى العلاج من أبناء المجتمع، أقترحُ على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار العودة إلى النظام السابق المُلغى، والبدء ببعثة واحدة سنويًا، فإن أفضل برامج الماجستير هي التي تتضمن مواد دراسية متنوعة، ومواد تُدرِّس البحث العلمي، وتوفر التدريب كذلك، وفوق كل ذلك الاستفادة من الخبرات الأجنبية المتقدمة في هذا التخصص المُهم.

من خلال المتابعة الحثيثة، وبعد دراستي للموضوع وتخصصي في علم النفس ومهنة الأخصائي النفسي، ومقارنتي بين نمط التدريس في أستراليا والتدريس في الجامعات البريطانية، يمكنني القول إن أستراليا هي الخيار الأفضل للابتعاث في هذا المجال البالغ الأهمية؛ لأنه في بريطانيا عادة لا يتوفر التدريب، كما إن المواد العلمية ليست بجودة المواد المُتاحة في الجامعات الأسترالية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الإرشاد النفسی فی علم النفس

إقرأ أيضاً:

الانتصار للنفس

في خضم الحياة ومخالطة الناس وضيق النفس وقلة الصبر وتسارع الزمان يعيش الإنسان في تحدٍ وصراع مع حظوظ النفس والانتصار لها، فالنفس تواقة للانتصارات والكسب والرفعة، الانتصارات منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم.

فمن الانتصارات المحمودة الانتصار على النفس، والتغلب على رغباتها وشهواتها، والتحكم فيها، وهذا الانتصار هو أعظم الانتصارات، لأنه يقود إلى السعادة الحقيقية والراحة النفسية.

ويكون الانتصار مذموماً عندما يكون على حساب الآخرين أو على حساب الذات، ومن ذلك ظلم الإنسان لأخيه أو الانتقاص منه!! فكم من شخص كان بينه وبين أخيه مشاحنة فأغلظ عليه في الكلام والفعل وأمعن في الفجور وهو يظن أنه قد انتصر عليه، فيشعر بالسعادة ولكنها سعادة مزيفة ، وكم من شخص قوي انتصر على ضعيف وسلبه ماله فعاش الفرحة الكاذبة متناسياً عقوبة الله عز وجل له ، كم من زوج ظلم زوجته بعد طلاقها أو العكس فوقفوا أمام القضاء وكل منهما يزدري الآخر كأنهما لم يعيشا مع بعضهما البعض! متجاهلين قول الله تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم) وكل واحد منهما يأمل انتصاره حتى وإن كان الضحية الأبناء، وكم من شخص كان بينه وبين أخيه أو أهله موقف لا يرتقي إلى قطيعة ولكن الشيطان وسوس لهما وجعل كل واحد منهما يعتز بكرامته وعزة نفسه التي يرى بأنها قد تمرغت في التراب، وهؤلاء للأسف لم يفقهوا تعاليم الإسلام التي دعت إلى الاجتماع والألفة بين أفراد المجتمع والأسرة ، وكم من صديق فقد صديقه بسبب موقف أو نقاش دار بينهما فتحولت المحبة إلى عداوة وذلك لتمسك كل منهما برأيه والانتصار له ، كم من انسان في موقف بسيط وهو يقود سيارته استشاط غضبا مع أخر ثم انقلب ذلك الموقف إلى ما لا تحمد عقباه قد يصل الى القتل انتصارا لتلك النفس.

إن مواقف الانتصار للنفس لاتعد ولا تحصى وفي الغالب تكون بسبب الغضب وضعف النفس والحسد والنعرات القبلية والعزة بالإثم وغيرها ، ولذلك حذرت الشريعة منها لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث “، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”.

وقال الحسن رحمه الله: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من حاسد نفس دائم، وحزن لازم وعبرة لا تنفد. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لا تعادوا نعم الله، قيل له: ومن يعادي نعم الله؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ، وفي الغضب عن أبي هريرة «أن رجلاً قال للنبي: أوصني، قال: لا تغضب فردد مراراً، قال: لا تغضب» اذا غضب الإنسان انتفخت أوداجه وغاب عقله وارتفع حظ النفس للانتصار حتى وإن كان خطأ، فيؤثر على أفعاله وأقواله التي قد تصل لما لا تحمد عقباه ، يقول عنترة بن شداد

لا يحمل الحِقدَ من تعلو به الرُتَبُ……..

ولا ينالُ العُلا مَن طبعُهُ الغَضَبُ..

لذلك أسياد الدنيا هم أهل الحلم والصبر والأناة ، فما أجمل أن يواجه المسلم الإساءة بالعفو، وصغائر الأمور ـ من نقاش وسباب ـ بالتغافل الذي يعد نوعاً من أنواع الانتصار على النفس ، كما يكون الانتصار أحياناً بالرحيل واحتواء الموقف وتحكيم العقل وكبح جماح رغبة الانتصار، أخيرا احذر أن تكون مثل “ريموت” التلفاز يقلبك الناس من خلال الاستثارة بالمواقف بل الواجب عليك أن تصبر وتوطن نفسك وتوازن بين الأمور حتى لا تخرج عن طورك فتقع في الغضب الذي يؤدي بك إلى المهالك وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وهوَ قادِرٌ على أنْ يُنْفِذَهُ ؛ دعاهُ اللهُ سبحانَهُ على رُؤوسِ الخَلائِقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيِّرَهُ مِن الحُورِ العِينِ ما شاءَ) فتحلَّ بالصبر واكسب من حولك وتصالح مع نفسك فإن ذلك من معالي الأمور وأعظمها وأحبها إلى الله، نسأل الله أن يكفينا شر أنفسنا.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية أسعد الشيباني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري سمو الأمير محمد بن عبد العزيز الخليفي: كانت دولة قطر حليفاً ثابتاً للشعب السوري، وستظل سوريا تتذكر الدعم القطري الثابت للشعب وقضاياه
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • وزير الخارجية الأمريكي يُوجه بإتمام المساعدات المنقذة للحياة التي جرى الاتفاق عليها مسبقًا
  • الانتصار للنفس
  • الخارجية الفلسطينية تشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير
  • الخارجية الفلسطينية: نشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير
  • حكومة الوحدة: لم تغادر أي سفارة طرابلس باتجاه تونس
  • الخارجية تنفي مغادرة «طواقم البعثات الدبلوماسية الأجنبية» من طرابلس
  • جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها