أخطر تقرير حول انهيار «سد النهضة».. طوفان يمحو الخرطوم ويهدد بإغراق مصر
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
رصد – نبض السودان
ما الذي قد يحدث حال انهيار سد النهضة وهو ممتلئ تماما بسبب زلزال؟
هذا سؤال أثارته مجلة سبرينجر العلمية وهي واحدة من أفضل المجلات البحثية العلمية المعتمدة ونشرت الدراسة التي أجراها أحمد سليمان ، وعلاء الظواهري ، وهشام بخيت
وخلصت الدراسة (التي نشرت في 14 ديسمبر 2017 ولم يلتفت إليها أحد في مصر والسودان!!) إلى عدة استنتاجات أهمها أن طوفانا سيمحو العاصمة السودانية الخرطوم ويجعل ارتفاع المياه فيها نحو 15 مترا بعد أربعة أيام من حدوثه، على أن تصل المياه مدخل بحيرة ناصر بعد 23 يوما، وتجعل جسم السد العالي في خطر وقد يتعرض لأضرار جسيمة.
وتوجز الدراسة السيناريو الكارثي على هذا النحو:
– عقب بداية إنهيار السد الرئيسي سوف تتدفق المياه وتزيد سرعتها تدريجيا حتي يصل معدل التدفق إلى 2 مليون متر مكعب في الثانية بعد 5 ساعات من بداية الإنهيار.
– تصل المياه إلي سد الروصيروص السوداني على بعد 120 كبلومتر من الحدود مع إثيوبيا بعد 6 ساعات من بداية إنهيار السد الرئيسي.
– بعد 11 ساعة من بداية الإنهيار تكون 99.5% من المياه المحتجزة في سد النهضة قد وصلت لسد الروصيروص.
– ينهار سد الروصيروص وتتدفق المياه المحتجزة فيه مع المياه القادمة من إثيوبيا.
– تتحول المنطقة بين سد النهضة وسد الروصيروص إلي بحيرة ، وسيكون عمق هذه البحيرة عند سد النهضة 101 مترا، وعمقها 55 مترا عند سد الروصيروص ، و أقصي عرض 30 كم ، والسرعة 25 متر في الثانية عند سد النهضة و تقل إلي 10 متر في الثانية عند الروصيروص..
– ذروة وصول المياه للخرطوم تحدث بعد 134 ساعة (خمسة أيام و نصف) و يصل أقصي عمق إلي 21 متر ، وتتحول الخرطوم و كل المناطق المجاورة إلي بحيرة كما في الصورة الثانية ، و أقصي عرض للمياه 176 كم ، و السرعة 8 متر في الثانية.
– ينهار سد مروي وتتدفق المياه المحتجزة فيه مع المياه القادمة من إثيوبيا.
– تصل المياه لمدخل بحيرة ناصر بعد 549 ساعة (23 يوم تقريبا) ، و عرض موجة المياه سوف يكون 27 كم ، وسرعة المياه 14 متر في الثانية بزيادة 6 متر في الثانية عن سرعتها عند الخرطوم بسبب زيادة الانحدار في مجري النيل. ويصل حجم المياه التي تصل لبحيرة ناصر إلى 15 مليار متر مكعب. ويبلغ التدفق إلى بحيرة ناصر حوالي ثلاثة أضعاف الحد الأقصى للتدفق في مواسم الفيضان (كان الحد الأقصى لتدفق الذروة المقاس في موسم الأمطار حوالي 13000 م 3/ثانية) ، لذلك قد يكون ضارا بجسم السد العالي في أسوان.
علاوة على ذلك ، ستغمر مدينة الخرطوم بعمق مياه يتراوح بين 10 و 15 مترا فوق مستوى سطح الأرض الطبيعي. وستصل مياه الفيضان إلى مدينة الخرطوم في غضون 4 أيام من بداية فشل السد وستصل إلى أقصى عمق لها في غضون يومين على الأكثر. لذلك ، ستكون مدينة الخرطوم في حالة خطيرة بعد فترة قصيرة جدا وسيتم تحويلها إلى بحيرة كبيرة خلال 6 أيام فقط من بداية فشل سد النهضة.
فيما يتعلق بالتأثيرات على مصر، فإنه يعتمد على مستوى المياه في بحيرة ناصر في وقت فشل السد الإثيوبي. في حالة امتلاء بحيرة ناصر أو شبه ممتلئة سيكون الفيضان أكثر خطورة.
وقالت الدراسة إنه في حالة سد النهضة ، يعد تحليل كسر السد أو فشله أمرا بالغ الأهمية نظرا للحجم الضخم والأبعاد الكبيرة للسد. بالإضافة إلى ارتفاع مخاطر عدم استقرار التربة في موقع بناء السد مما يؤدي إلى احتمال كبير للفشل ، إذ يقع على واحدة من الصفائح التكتونية الرئيسية والصدوع في العالم. وحول هذا الصدع ، تم توثيق حوالي 15000 زلزال في إثيوبيا. خلال القرن العشرين ، حدث حوالي 16 زلزالا بقوة أكبر من أو تساوي 6.5 في إثيوبيا عند الصدع الذي تسبب في أضرار جسيمة.
تقرير – هيباتيا موسى
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أخطر انهيار تقرير حول سد النهضة متر فی الثانیة سد النهضة من بدایة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إفادة بار تكشف أخطر صندوق باندورا في تاريخ إسرائيل
في تطور غير مسبوق داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فجّر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار قنبلة سياسية مدوية بشهادته الخطية أمام المحكمة العليا، كاشفا عن ضغوط مارسها عليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتوظيف الجهاز في معاركه الشخصية والقضائية.
وعلّق الكاتب في صحيفة هآرتس يوسي فيرتر على هذه الإفادة، معتبرا أنها تكشف "أخطر صندوق باندورا في تاريخ إسرائيل"، ووصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه وصمة عار على جبين الدولة، وتهديد مباشر لكل ما تبقى من نزاهة ومؤسسات في النظام السياسي.
ويؤكد فيرتر أن الشهادة التي قدمها بار ضد قرار إقالته من قِبل الحكومة الإسرائيلية، تُسلّط الضوء على واقع سياسي مظلم يفتقر إلى العدالة والحرية، ويتصرف فيه نتنياهو بشكل دكتاتوري، مستغلا منصبه لأغراض شخصية وسياسية، عبر محاولة توريط "الشاباك" في خدمته خلال محاكمته الجارية بتهم فساد خطيرة.
إفادة غير مسبوقةبحسب الكاتب، فإن هذه الإفادة لا تعبّر عن خلاف بين شخصين أو مؤسستين، بل تمثل "إعلان خوف صريح" من انهيار النظام السياسي والأمني. ويشبّه فيرتر سلوك نتنياهو، وفقا لما ورد في الشهادة، بما يفعله "زعيم عصابة إجرامية" يسعى لإسكات معارضيه وشرعنة خطوات تهدف إلى تبرئته، حتى لو استدعى ذلك زجّ أجهزة الأمن في صراعاته القضائية.
إعلانويشير إلى أن نتنياهو حاول أيضا حماية مقربين منه متورطين بعلاقات مشبوهة مع دولة قطر، التي يُتهم بأنها تموّل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ما يزيد من تعقيد الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بإسرائيل حاليا.
ويشدد الكاتب على أن إفادة بار ليست تصريحا صحفيا أو مقابلة إعلامية، بل وثيقة رسمية من 31 صفحة، جرى تقديمها للمحكمة العليا، يتضمن جزء كبير منها مواد سرّية. ويُرجّح أن الوثيقة مدعّمة بمستندات ومذكرات كتبها بار بعد تلقيه ما وصفه بطلبات غير قانونية، وربما تمسّ الأمن القومي بشكل مباشر.
ويقول فيرتر إن نتنياهو اعتاد على دعوة بار إلى اجتماعات مغلقة لطَرح تعليمات حساسة، بعد طرد مساعديه والسكرتير العسكري والكاتبة، في مشهد وصفه الكاتب بأنه يشبه "تحول رئيس الحكومة في لحظة إلى دكتاتور يعالج قضايا أمنية في الظل".
ويضيف أن نتنياهو ارتكب خطأ تقديريا حين ظن أن رئيس "الشاباك" المنصرف سيصمت ويغادر، ولم يتوقع أن يقدم شهادة علنية بهذه الحدة والخطورة. ويرى أن الإفادة تمثّل "أكبر زلزال سياسي في إسرائيل منذ تأسيسها قبل 77 عاما، وتطوّرا غير مسبوق في العلاقة بين المستوى السياسي والأمني".
رغم ما تحمله الإفادة من مضامين خطيرة، فإن مكتب نتنياهو أصدر ردا مقتضبا ومعتادا، اكتفى بوصفها بـ"الأكاذيب". لكنه حرّك حلفاءه في الإعلام والسياسة لإطلاق حملة مضادة تزعم أن الشهادة جزء من "مؤامرة سياسية" تقودها المستشارة القانونية للحكومة لإجباره على التنحي بدعوى تعذر مواصلة مهامه.
ويرى فيرتر أن هذه الحملة امتداد لمحاولات نتنياهو المستمرة لتصوير كل معركة قانونية على أنها حرب من "الدولة العميقة"، وجزء من مؤامرة يتعرض لها من قِبل القضاء والأجهزة الأمنية.
ويذكّر الكاتب أن رئيسَي "الشاباك" السابقين يورام كوهين ونداف أرغمان تعرضا لمحاولات مشابهة، لكنهما آثرا الصمت وعدم التصعيد، في حين قرر بار أن يقول "لا" علنا، باعتباره واجبا وطنيا لحماية الدولة من انحراف القيادة.
إعلانومن بين الحجج التي تروج لها أوساط نتنياهو أن "الشاباك" سبق أن تدخّل ضد مواطنين إسرائيليين في احتجاجات أوسلو عام 1993، فلماذا لا يفعل الشيء نفسه مع المحتجين ضد خطة "الإصلاح القضائي" اليوم؟
ويفند فيرتر هذا المنطق، موضحا أن احتجاجات التسعينيات كانت في سياق تهديدات فعلية بالعنف السياسي، تُوّجت باغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين عام 1995، في حين أن المظاهرات الأخيرة كانت سلمية ومنضبطة، بل "شبه مثالية"، على حد تعبيره.
المطالبة بتحقيق جنائييرى فيرتر أن ما كُشف في شهادة بار يمثل "استمرارا لمحاولة الانقلاب القضائي بأساليب أخرى". ويعتبر أن المطالبة بإعلان تعذر نتنياهو عن مواصلة مهامه لا جدوى منها في ظل مؤسسات مشلولة وواقع سياسي مشوّه، حيث لا تملك المستشارة القانونية ولا المحكمة العليا الجرأة الكافية لاتخاذ قرار كهذا.
لكنه يطرح بديلا وهو التحقيق الجنائي، إذ يرى أن المحكمة العليا قادرة على الأمر بفتحه استنادا إلى ما جاء في الإفادة، التي تحوي -على ما يبدو- قرائن كافية على وجود مخالفات جنائية.
ويختم فيرتر مقاله برسالة شديدة اللهجة، يقول فيها إنه بعد الخطاب الشهير لوزير الدفاع السابق يوآف غالانت قبل نحو عامين حين حذر من أن نتنياهو يشكّل خطرا على أمن الدولة، جاءت شهادة بار كإثبات دامغ على مدى عُمق هذا الخطر، والذي لم يعد مقتصرا على الأمن، بل يمتد إلى صميم الديمقراطية، والمبادئ التي قامت عليها إسرائيل.
ويقول إن نتنياهو "عار متحرك، ووصمة عار على جبين إسرائيل"، وأنه لم يعد مجرد متهم في محكمة، بل "تحول إلى تهديد مباشر لكل ما تبقى من نزاهة ومؤسساتية في النظام الإسرائيلي".