اقرأ غدا في "البوابة".. الزعيم الثائر
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
تقرأ غدًا في العدد الجديد من جريدة "البوابة"، الصادر بتاريخ الخميس 14 سبتمبر 2023، مجموعة من الموضوعات والانفرادات المهمة، ومنها:
الزعيم الثائر
"البوابة" تحتفي بالاميرلاء أحمد عرابي
المواطنون يتحدثون عن "عرابي"
صورة عرابي في الكتب المدرسية
"العصفوري": افتقر إلى الخبرة والانضباط في ثورته
"الخشاب": نجح في إعادة هيبة الجيش المصري
1
2
3
4
5
6
7
8
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد عرابي الكتب المدرسية الجيش المصري
إقرأ أيضاً:
عبد الرحمن يوسف.. الشاعر الثائر بأمر الله
ليلة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 التي تمكن فيها المصريون من كسر حاجز الخوف، ووصلت مظاهراتهم إلى ميدان التحرير مؤذنة ببدء أيام ثورة يناير، كان الشاعر عبد الرحمن يوسف (القرضاوي) بين المتظاهرين الذين قرروا الاعتصام في الميدان ليلا. وقد أعد المعتصمون سريعا إذاعة بدائية عبر تجميع عدة مكبرات صوت، ورفعها على أحد أعمدة الميدان، وكان الصوت الأول الذي افتتحها هو عبد الرحمن يوسف (هنا إذاعة التغيير من ميدان التحرير).. كانت لحظة حالمة بالنسبة لكل المعتصمين، لكنها لم تستمر طويلا إذ سرعان ما تدخلت قوات الشرطة المصرية بعد منتصف الليل لفض الميدان بالقوة، وعبر إطلاق قنابل الغاز التي كان الكثيرون يستنشقونها لأول مرة، ولم يقووا على تحملها.
علاقة عبد الرحمن بثورة يناير لم تبدأ تلك الليلة، فهو شاعر الثورة الذي ساهم مع غيره من الشعراء والأدباء والكتاب في التمهيد لها، وقد كانت قصيدته في هجاء حسني مبارك عام 2007 بعنوان "الهاتك بأمر الله" إحدى القصائد الملهمة للثورة المصرية (النص في آخر المقال)، وقد شارك في تأسيس حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير أيضا.
فُتن عبد الرحمن في 30 حزيران/ يونيو 2013 فانحاز لها، وكتب بعد 4 أيام من الانقلاب (يوم 7 تموز/ يوليو 2013) مقالا بعنوان "عفوا أبى الحبيب.. مرسى لا شرعية له"، لكنه سرعان ما راجع موقفه، وأعلن رفضه للانقلاب، وشارك في تحركات مناهضة له من قلب القاهرة، ومنها بيان القاهرة (حزيران/ يونيو 2014) الذي شارك فيه مع رموز وطنية مصرية أخرى مثل السفير الراحل إبراهيم يسري، والدكتور سيف الدين عبد الفتاح، حديثه أزعج عواصم تلك الثورة المضادة، التي ظنت أنها قد أخرست كل الأصوات بسيفها أو ذهبها. لم يكن عبد الرحمن حين تحدث يخشى سيفها، ولا يطمح في ذهبها، فقال ما رآه واجبا تجاه أشقائه السوريين. وترصدت له تلك العواصم في طريق عودته برا من سوريا إلى لبنانوالذي دعا إلى استعادة الثقة بين شركاء الثورة لاستكمال مسارها، ومواجهة الثورة المضادة عبر حراك شعبي. كما شارك عقب خروجه من مصر في التحركات الخارجية ضد نظام السيسي، ومن ذلك المشاركة في تأسيس الجبهة الوطنية المصرية، وبيان فبراير.. الخ.
تعامل عبد الرحمن مع الربيع العربي ككل لا يتجزأ، فساند كل ثورات موجته الأولى في سوريا، وليبيا، واليمن، ومن قبل ذلك تونس، كما ساند موجته الثانية، ولذا لم يكن غريبا أنه لم يستطع الصبر كثيرا حين انتصرت الثورة السورية بعد 13 عاما من الحراك الثوري والمواجهة المسلحة، ولم ينتظر حتى تستقر الأمور في سوريا، أو حتى تبدأ حركة الطيران، فسافر على الفور من تركيا إلى لبنان، ومنها إلى سوريا برا، ليعبر من فوق ترابها عن اعتزازه بتلك الثورة، وليحذرها من المؤامرات التي تنتظرها، والتي واجهت من قبل ثورته الأم في مصر.
لكن حديثه أزعج عواصم تلك الثورة المضادة، التي ظنت أنها قد أخرست كل الأصوات بسيفها أو ذهبها. لم يكن عبد الرحمن حين تحدث يخشى سيفها، ولا يطمح في ذهبها، فقال ما رآه واجبا تجاه أشقائه السوريين. وترصدت له تلك العواصم في طريق عودته برا من سوريا إلى لبنان، فألقت القبض عليه عبر وكلائها المحليين، بدعوى وجود مذكرات توقيف من الانتربول العربي بناء على طلب مصر والإمارات.
أمام الضغوط المصرية الإماراتية أحالته السلطات اللبنانية للتحقيق، وقدم محاميه دفوعا قوية ضد هذا التوقيف، الذي يخالف القانون اللبناني، كما يخالف المواثيق الدولية، لكن سلطة التحقيق رفعت الملف إلى مجلس الوزراء مصحوبا بتوصية بتسليمه للإمارات، رغم أنه لا يحمل جنسيتها ولم يرتكب جرما على أرضها، ولا يوجد اتفاقيات تبادل بين الدولتين، ومن المقرر أن يبت مجلس الوزراء اللبناني في طلب التسليم في جلسته المقبلة.
بغض النظر عن نوع القرار المرتقب لمجلس الوزراء اللبناني، فإن السلطات اللبنانية ارتكبت حماقة كبيرة بهذا التصرف، وأساءت إلى لبنان قبل غيره، فلبنان يفاخر بأنه الدولة العربية الأكثر تمتعا بالحرية، والأكثر احتراما لحقوق الإنسان. وقد نصت المادة 34 من قانون العقوبات اللبناني على منع تسليم معارضين للبلد طالب الاسترداد في حال وجود خوف من تعرضه لخطر أو تعذيب، وهو ما تكرر في اتفاقية الرياض للتعاون القضائي. وهذه الاتفاقية تنص في مادتها 41 على استثناء الجرائم ذات الطابع السياسي من التعاون القضائي بين الدول العربية، كما نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 14 على عدم تسليم الأشخاص إلى دول قد يتعرضون فيها للاضطهاد.
مع تصاعد التضامن الحقوقي والسياسي والإعلامي مع عبد الرحمن يوسف فإننا نتمنى على السلطات اللبنانية الاحتكام إلى القانون المحلي والدولي، وعدم الرضوخ للضغوط الإماراتية، والتي سيكون لها تأثيرات سلبية على الوضع اللبناني وسمعته في كل مكان.
نتمنى على السلطات اللبنانية الاحتكام إلى القانون المحلي والدولي، وعدم الرضوخ للضغوط الإماراتية، والتي سيكون لها تأثيرات سلبية على الوضع اللبناني وسمعته في كل مكان
فيما يلي قصيدة الشاعر عبد الرحمن يوسف في مواجهة حسني مبارك خلال معركة التعديلات الدستورية التي أراد بها فتح المجال أمام نجله عام 2007، وكانت القصيدة بعنوان "يا من لعرضي هتك":
يا لمن عرضي هتك .. فقدت شرعيتك
من ربع قرن كئيب لعنتها طلعتك
أموالنا لك حل .. فاملأ بها جعبتك
خلف الحراسة دوما مستعرضا قوتك
تبدي مظاهر عز .. تخفي بها ذلتك
سلاح جيشك درع .. تحمي به عصبتك
مع العدو كليل .. لكن بشعبي فتك
سواد قلبك بادي .. فاصبغ به شيبتك
يأتيك دعو عدوي .. فاصلب به قامتك
سجدت للغرب دوما .. مستبدلا قبلتك
بأدمعي ودمائي .. كتبتها قصتك
خذلت كل شريف .. حتى غدت لذتك
وكل أبناء شعبي .. قد شاهدت قسوتك
وكم منحت لصوصا .. يا قاسيا رحمتك
تعطي لنسلك أرضي .. ممارسا سلطتك
كأن أرض جدودي .. قد أصبحت ضيعتك
لا شك موتك يأتي .. مستأصلا شأفتك
يوم الحساب قريب .. ترى به خيبتك
يوم المنصة حق .. فخذ به عبرتك
هذي الجموع يقينا ما جددت بيعتك
x.com/kotbelaraby