لو عندك «صالون مُدهب» هتعرف قيمة «حسني المذهباتي»
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
«الصالون المُدهب» قطعة أساسية فى أثاث المنزل منذ عقود، يضفى فخامة وكأنه تحفة فنية، تطرأ عليه تغييرات سنة بعد أخرى، يدخل «الأنتريه الأمريكانى» و«الرُكنة المودرن» مجال المنافسة، لكن يظل الصالون المذهب محتفظاً برونقه عند البعض، يخرج من تحت يدى «المذهباتى» كقطعة فنية، وهى الحرفة التى وجد «حسنى» نفسه يتقنها منذ نعومة أظافره، وذاع صيته بسببها فى منطقة السيدة عائشة.
«المذهباتى» من الحرف التراثية، التى تواجه الاندثار بعد ظهور العديد من طرق دهان وتلميع الأثاث فى العصر الحالى، وأصبح عدد مَن يعملون بها قليلاً جداً، وعلى الرغم من ندرتها إلا أن «حسنى مصطفى» متمسك بها ولم يفكر فى امتهان غيرها: «من طفولتى وأنا باشتغل فى المدهب، ورثتها من أبويا وصاحبه، بقت بتجرى فى دمى، والأرزاق بيد الله ولآخر يوم فى عمرى هافضل شغال فيها ومستحيل أغيّرها».
رغم تعدد أشكال الدهان حالياً، إلا أن ما يميز «المُدهب»، كما يحكى حسنى، هو عدم قدرة أى طرق دهان على الوصول لنفس درجات اللون أو اللمعة، فورق المُدهب يتوفر بالألوان الفضية والذهبية والنحاسية وهى الدرجات التى لا تصل إليها أى دهانات بنفس الكفاءة، ما يجعل الحرفة تحافظ على تميزها وتصبح الاختيار الأول للذين يريدون هذه الألوان بدرجة ولمعة معينة.
دهان وتلميع الصالونات، هو أساس حرفة «المذهباتى»، وأيضاً فى تنكير الأخشاب «الأويمة» فى غرف النوم وغيرها، وتتعدد أنواع ورق المذهب، منها التركى والفرنسى والإنجليزى، ولكن الدارج تداوله هو الإنجليزى؛ لسعره الأرخص، فدفتر الورق منه يصل إلى 150 جنيهاً، ما يجعل تكلفة دهان طقم صالون بالكامل نحو 2500 جنيه على عكس ورق المدهب الفرنسى، الذى يحتوى على نسبة حقيقية من الذهب، ما يجعل تكلفته تتخطى الـ15 ألف جنيه وهو غير مطلوب فى السوق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الذهب السيدة عائشة الصالونات
إقرأ أيضاً:
خيارات المركزي الليبي بخصوص قيمة الدينار الليبي
أرجع ارتفاع قيمة الدولار في السوق الموازية النقاش حول الدينار الليبي والاحتمالات حول التعديل في سعره مرة أخرى، بشكل مباشر عن طريق تخفيض قيمته أمام العملات الأجنبية، أو بشكل غير مباشر عبر زيادة الضريبة أو الرسم.
الدينار الليبي يشهد اضطرابا منذ أزمة أغلاق حقول وموانئ النفط العام 2013م، وتساعد الظروف السياسية والأمنية على مضاعفة الهزات التي يواجهها الدينار، إلا أن العامل الأبرز والذي لن يقلل من أثاره الاستقرار السياسي والأمني، هو طبيعة الاقتصاد الذي ترتفع فيه فاتورة الإنفاق بشكل كبير ومستمر، في مقابل توقف سقف إنتاج النفط، المصدر الرئيسي للدخل، وتراجعه للأسباب المعلومة لدى الجميع.
كل المؤشرات تؤكد أن المعادلة المختلة التي تحكم الاقتصاد الليبي والتي تؤدي إلى ازدياد الضغوط على الدينار الليبي لن تشهد تغييرا إيجابيا، إذ لم تظهر بوادر مطمئنة بخصوص التحكم في النفقات بالدولار وزيادة الوارد منهويبرز عامل آخر يسهم في الاضطراب في قيمة العملة الليبية أمام العملات الأجنبية، وهو تعاطي الجهة المعنية بإدارة الموارد من العملات الصعبة، وهو المصرف المركزي، مع الاضطرابات التي يواجهها الدينار الليبي، والحالة الراهنة ليست باستثناء عن هذا التقييم.
منذ الربع الأخير من العام الماضي، تبنت إدارة المصرف المركزي الليبي سياسة التحكم في قيمة الدينار في مواجهة الدولار عبر غلق الفجوة بين السعر الرسمي للدولار وسعره في السوق الموازية، وذلك من خلال تلبية الطلب على الدولار لمختلف الأغراض.
هذه السياسة صحيحة ومنطقية في حال حيادية العوامل الأخرى، الخارجي منها، والذي يتعلق بأسعار النفط وقيمة الدولار في الأسواق العالمية، ومنع التدخلات والأثار الجانبية المحلية، للفاعلين السياسيين، وانسجام حزمة السياسات الاقتصادية، خاصة السياستين المالية والنقدية، وتشكيل توليفة منهما تدفع باتجاه تعافي الدينار أمام العملات الأجنبية.
يبدو أن إدارة المركزي الليبي لم تقدر جملة العوامل الآنفة الذكر وتأخذها في حسابها بشكل دقيق ومدروس، ويظهر هذا من خلال الارتباك في موافقة الطلب على النقد الأجنبي، حيث تفتح الأبواب أمام هذا الطلب بسخاء، لتجد نفسها غير قادرة على الاستمرار في ذلك فتقوم بوقف بيعه من خلال قفل منظومة بيع الدولار للأغراض الشخصية أو تقييد الاعتمادات المستندية.
رسالة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموجهة لمحافظ المصرف المركزي والتي تضمنت انتقادات لآداء المصرف المركزي سواء في إدارة النقد الأجنبي أو مهمة الإشراف على إعمال المصارف التجارية، وموقف المصرف من السياسة المالية للحكومة وما وصفه بالإنفاق "المنفلت"، تشير بوضوح إلى غياب التناغم بين السياسة المالية والنقدية، والمشهد يؤكد أن التفاهم والتنسيق لن يكون ممكنا في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة.
في ظل الاعتماد الكلي على الخزانة العامة في تمويل معظم أوجه الصرف، خاصة المرتبات والدعم التي تشهد ارتفاعا مخيفا، ومع الأخذ في الاعتبار أثر العامل السياسي والمتمثل في الانقسام الحكومي والانفاق والإنفاق الموازي والهدر والفساد فإن خطط تقوية قيمة الدينار أمام العملات الأجنبية سيكون مصيرها الإخفاق،المصرف المركزي كشف أن العجز في ميزان المدفوعات بلغ 2.6 مليار دولار خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، وهذا العجز مرشح للارتفاع خلال شهر مارس، ويبدو أن الأرقام تسببت في زيادة مخاوف وقلق المصرف المركزي فكانت ردة الفعل الأولى وقف بيع الدولار، فجاء الرد السريع بارتفاع سعره في السوق الموازية بنحو 10%.
كل المؤشرات تؤكد أن المعادلة المختلة التي تحكم الاقتصاد الليبي والتي تؤدي إلى ازدياد الضغوط على الدينار الليبي لن تشهد تغييرا إيجابيا، إذ لم تظهر بوادر مطمئنة بخصوص التحكم في النفقات بالدولار وزيادة الوارد منه، حيث أن التوسع في عرض النقد الأجنبي سيفضي إلى عجز لن يقل عن 12 مليار دولار أمريكي نهاية العام الجاري، وفي حال فرض قيود على بيع الدولار، فالنتيجة ستكون ارتفاع في قيمته في السوق الموازية، والعودة إلى حالة الجشع بسبب الرغبة في الاستفادة من الفروقات بين قيمة الدولار في المصارف وقيمته في السوق الموازية، وانعكاس ذلك على أسعار السلع والخدمات.
والخلاصة أنه وفي ظل الاعتماد الكلي على الخزانة العامة في تمويل معظم أوجه الصرف، خاصة المرتبات والدعم التي تشهد ارتفاعا مخيفا، ومع الأخذ في الاعتبار أثر العامل السياسي والمتمثل في الانقسام الحكومي والانفاق والإنفاق الموازي والهدر والفساد فإن خطط تقوية قيمة الدينار أمام العملات الأجنبية سيكون مصيرها الإخفاق، وسيكون الملجأ، كما كان خلال الأعوام السبع الماضية، تخفيض قيمة الدينار عبر قرار من مجلس إدارة المصرف المركزي، أو زيادة الرسوم المفروضة على بيعه.