«صباح» جامعة اللؤلؤ الأصفر

منذ نعومة أظافرها اعتادت الذهاب إلى الأرض الزراعية مع والدها، أحبت طينها ومحصولها، فبادلتها الأرض حباً بحب، لتجد نفسها عاشقة لـ«الفلاحة»، حتى إنها لم تستكمل تعليمها لتتقن العمل فى أرضها، تمكنت من معرفة كل ما يخص المحاصيل الزراعية بحكم إقامتها فى قرية المرازقة التابعة لمحافظة كفر الشيخ، التى يعمل أهلها فى زراعة محصول البطاطس، أو كما يطلق عليه «اللؤلؤ الأصفر»، لتعمل السيدة صباح على الشهيرة بـ«أم أحمد» فى فرز وتعبئة وتخزين البطاطس.

ابتسامة رضا مصحوبة بقصة كفاح عمرها 55 عاماً، بدأتها «أم أحمد» منذ كانت فى سن الـ7 سنوات، لتستكملها بعد أن تزوجت وأنجبت وأصبحت جدة لـ3 أحفاد، فتراها دائماً مبتسمة أثناء ممارسة هوايتها فى فرز وتعبئة البطاطس، فهى عشقت المهنة وتنوى تعليمها لأحفادها، حيث تمارس هوايتها فى جمع وفرز وتعبئة البطاطس.

ساعات طويلة تقضيها «أم أحمد» خلال عملها فى فرز وتعبئة البطاطس، تمهيداً لتخزينها فى الثلاجات، لكنها لم تمل ولم تكل يوماً، بل كانت داعمة لسيدات أخريات من قريتها والقرى المجاورة، يتجمعن بشكل يومى فى مكان التعبئة، يتبادلن الحديث معاً وهن يفرزن محصول البطاطس، وتتحدى الشمس الحارقة بابتسامة رضا.

تتمنى «صباح» أن تظل تعمل حتى الرمق الأخير فى هوايتها التى اتخذتها مصدراً لرزق أبنائها، وهى حصاد محصول اللؤلؤ الأصفر، فهى تؤمن بأن فى الحركة بركة وحاجز صد أمام الأمراض، وتبلغ مدى سعادتها عندما ترى محصول البطاطس فى حالة جيدة، فتشعر برضا وكرم الله.

المصدر: الوطن