الشارقة في 13 سبتمبر / وام / اتفق عدد من الخبراء والمتخصصين في التقنيات الرقمية والأمن السيبراني على ضرورة وضع ضوابط عالمية في النظام الرقمي العالمي الجديد تركز على القيم الأخلاقية المشتركة في مختلف المجتمعات الإنسانية وتساعد على وضع مبادئ توجيهية لكيفية استخدام التقنيات الحديثة خاصة الذكاء الاصطناعي للحد من المخاطر والمخاوف التي يشعر بها الكثير من الناس حول العالم حيال انتشار استخدام هذه التقنيات خاصة مع تطورها المتسارع واقتحامها لكافة القطاعات الحيوية وجوانب الحياة اليومية.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "أخلاقيات الروبوت .. ما تنبأ به أسيموف" ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة الـ12 من "المنتدى الدولي للاتصال الحكومي" الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة يومي 13 و14 سبتمبر الجاري تحت شعار "موارد اليوم .. ثروات الغد".

واستلهمت الجلسة توقعات كاتب روايات الخيال العلمي الروسي إسحاق أسيموف الذي يعتبر من أوائل من وضعوا توجيهات وقواعد لبرمجة الروبوتات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي منذ أربعينيات القرن العشرين واستضافت كلاً من الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني والدكتور محمد حمد الكويتي رئيس الأمن السيبراني في حكومة دولة الإمارات وفايدرا بوينوديريس مؤلفة كتاب "AI for the Rest of Us" والمؤسس المشارك لتحالف العالم المستقبلي وكوه جيان رئيس اللجنة الرئاسية للتحول الرقمي في كوريا الجنوبية.

واستهلت الجلسة بطرح سؤال عام حول كيفية الاستخدام الآمن للتطبيقات الرقمية الحديثة أجاب عليه الدكتور محمد الكويتي قائلا البيانات التي تمتلكها المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي كنز كبير ولابد من التعامل معه بمسؤولية ومن الضروري أن نعمل على وضع إجراءات وسياسات لحوكمة عملية التحول الرقمي وتلافي التغير المتسارع والعشوائي وتجاوز العديد من الثغرات الأمنية.

وأكد الشيخ سلمان آل خليفة، ضرورة توحيد الجهود الخليجية لوضع قوانين وتشريعات تعزز حماية البيانات وخصوصية المستخدمين؛ قائلاً : يساعد التنسيق المشترك في دول مجلس التعاون على تذليل العقبات أمام التحول الرقمي للتحدث بصوت واحد أمام شركات التقنية متعددة الجنسيات ومحاسبتها في حال أخلت بالمحاذير في حين وضح قدرة الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني والمساعدة على تحليل البيانات الكبرى واتخاذ القرار الصحيح في وقت قياسي دون الحاجة إلى كوادر بشرية إضافية لكنه قلل من شأن المخاوف الحالية حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية التي تصل لنسبة 0.1% من بين 2000 نوع من الهجمات.

من جانبها أكدت فايدرا بوينوديريس أن كسب الثقة في التقنيات الحديثة لا يمثل تحدياً تقنياً فقط بل هو مشكلة اجتماعية أيضاً؛ قائلة : لابد من إيجاد مبادئ تتضمن ضرورة القبول والحصول على الموافقة قبل مشاركة أي بيانات للمستخدمين إضافة إلى التزام الشفافية وفهم الطبيعة الحقيقية للبيانات باعتبارها جزءاً من التجربة البشرية، مشددةً على ضرورة التفكير بشكل شامل يضع في الاعتبار ثنائية المستخدم والأداة وتحويل التعامل بشكل مسؤول مع تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى ثقافة مجتمعية لا تقتصر مسؤولية وضع المعايير لها على الحكومات أو الشركات الكبرى وحدها بل إشراك أفراد المجتمع فيها وتقليل مخاوفهم بأن استخدام الذكاء الاصطناعي ليس بغرض السيطرة على الناس بل لتسهيل حياتهم.

بدوره استعرض كوه جيان جهود بلاده في تعزيز الاستخدام الآمن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتدريب الكوادر الحكومية للتخفيف من آثاره السلبية؛ قائلاً : كوني مسؤولاً عن المنصة الرقمية للحكومة الكورية الجنوبية فقد كنت شاهداً على عملية التحول الرقمي على مستوى الحكومة والتي يشرف عليها رئيس الدولة بشكل شخصي لتوفير منصة يلجأ إليها كل وزير وكل مؤسسة حكومية لمشاركة البيانات وزيادة التعاون بين هذه الجهات وهو ما زاد من فعالية مشاريعنا الهادفة لحل المشاكل الاجتماعية واكتشاف قدرات الابتكار حتى في القطاع الخاص الذي يمتلك في مجال تقنية المعلومات أدوات أسرع بكثير من القطاع العام.

مصطفى بدر الدين/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

ضرورة وضع ضوابط لحماية الديمقراطية.. ميركل تحذر من هيمنة ماسك وترامب على السياسة الأمريكية

 


في تصريحات جديدة تكشف عن عمق قلقها من التوجهات السياسية الحالية في الولايات المتحدة، أعربت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، عن مخاوفها العميقة من تأثير التحالفات السياسية والتجارية التي يشكلها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مع الملياردير إيلون ماسك على استقرار النظام الديمقراطي الأمريكي، هذه المخاوف جاءت على لسان ميركل في حديث مطول مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، وذلك في إطار نشر مقتطفات من مذكراتها التي ستصدر الأسبوع المقبل.

فميركل التي قضت 16 عامًا في السلطة، تشير إلى أن تحولات القوة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وعلى رأسها تأثير شركات التكنولوجيا الكبرى وأفراد مثل ماسك، قد تهدد التوازن الديمقراطي الذي بنيت عليه السياسات الأمريكية.

تصريحات ميركل

في أحدث تصريحات لها، كشفت ميركل عن قلقها العميق حيال العلاقات المتزايدة بين ترامب والشركات الكبرى في وادي السيليكون، لا سيما مع إيلون ماسك، مالك شركتي "تسلا" و"سبيس إكس".

وأكدت ميركل أن هذه العلاقة قد تؤدي إلى تركيز السلطة الاقتصادية والسياسية في يد قلة من الأفراد، وهو ما قد يكون له تأثيرات خطيرة على استقرار الأنظمة الديمقراطية الغربية.

وقالت ميركل: "هناك تحالف واضح الآن بين ترامب وبعض الشركات الكبرى التي تتمتع بقوة هائلة من خلال رأس مالها الضخم"، مشيرة إلى أن هذه الشركات أصبحت تلعب دورًا متزايدًا في shaping السياسات الأمريكية.

وأضافت: كيف يمكن لشخص واحد أن يملك 60% من الأقمار الصناعية التي تدور في الفضاء؟، في إشارة إلى سيطرة ماسك المتزايدة على قطاع الفضاء، وهو ما يعكس قلقها من التأثير الكبير الذي قد يمارسه الأفراد ذوو القوة الاقتصادية الهائلة.

نفوذ ماسك

تشير ميركل إلى أن إيلون ماسك، الذي أصبح مؤخرًا أحد أقرب المقربين لترامب، قد يلعب دورًا رئيسيًا في إدارة ترامب المقبلة. فقد كلف ترامب ماسك بمهمة حساسة تتمثل في قيادة إدارة كفاءة الحكومة، وهي إدارة جديدة تهدف إلى تقليص النفقات الحكومية، وهو الدور الذي يثير تساؤلات حول تضارب المصالح بين مهام ماسك التجارية وأدواره الحكومية.

هذا التحالف الوثيق بين ترامب وأحد أثرياء التكنولوجيا قد يعزز المخاوف من تأثير الشركات الكبرى على صنع السياسات العامة، خصوصًا مع وجود إمبراطورية تجارية ضخمة تحت يد ماسك.

في هذا السياق، أكدت ميركل أنه لا بد من وجود ضوابط مشددة من الحكومات لحماية التوازن بين القوى الاقتصادية والسياسية وضمان عدم استغلال الثروات الفردية لتوجيه السياسات لمصلحة فئة محدودة.

كما توضح ميركل أن هذه المسائل لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط، بل تمثل تهديدًا محتملًا على الديمقراطيات حول العالم.

فكلما توسعت قوة الشركات الكبرى وارتبطت بشكل وثيق بالحكومات، زادت المخاطر على حرية الشعوب والنظام الديمقراطي، حيث يصبح من الصعب محاسبة الأفراد ذوي النفوذ الكبير.

لذلك أكدت ميركل أنه لا بد من العمل على ضمان رقابة دقيقة على الأفراد والشركات الكبرى لضمان عدم تكدس السلطة والثروة في أيدٍ قليلة.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي في العراق.. مشاريع مرتقبة مع منظمة التعاون الرقمي
  • «أبوظبي الإسلامي - مصر»: مليار جنيه للتحول الرقمي في 2025
  • الذكاء الاصطناعي العام «الخارق».. بداية للحضارة الرقمية أم نهايتها؟
  • ضرورة وضع ضوابط لحماية الديمقراطية.. ميركل تحذر من هيمنة ماسك وترامب على السياسة الأمريكية
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في ميكنة قصر العيني
  • جامعتا الأقصر وبكين تبحثان التعاون المشترك في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
  • ألبوم غنائي يثير المخاوف حول الذكاء الاصطناعي.. ما قصة "كوما بروجكت"؟
  • ميناء دمياط يشارك في المؤتمر الدولي للتحول الرقمي
  • خبير مغربي يحذر من استخدام الذكاء الاصطناعي في صياغة المراسلات داخل المؤسسات الحكومية
  • الدكتور نظير عياد: التجديد في الخطاب الديني أصبح ضرورة ملحة