جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@12:01:59 GMT

الواجهة الاقتصادية لعُمان

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

الواجهة الاقتصادية لعُمان

فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

يمضي اقتصادنا الوطني في مساراته نحو مزيد من النمو، على الرغم من أن الظروف الخارجية والتحديات التي فُرضت علينا خلال السنوات الأخيرة، كبحت قدرة اقتصادنا على تحقيق معدلات نمو مرتفعة تُلبي طموحاتنا وتتماشى مع الأهداف والخطط الاستراتيجية، لذلك لا بديل عن مواصلة خطط التحفيز الاقتصادي، وتبني مختلف الخيارات لدعم وتعزيز النمو الاقتصادي.

وفي ظل تعافي حركة الطيران في عمان والعالم من التداعيات الكارثية لأزمة "كوفيد-19"، يجب أن نطرح مسألة تعزيز النمو الاقتصادي من منظور الحركة الجوية وأعداد المسافرين والقادمين إلى عُمان. فعلى الرغم من تعافي القطاع نسبيًا، إلّا أنه لا يُمكن أن تظل مطاراتنا لا يتجاوز عدد المسافرين خلالها سنويًا 4 ملايين راكب، الغالبية العظمى منهم مواطنون ومقيمون يذهبون إلى رحلات أو إجازات سنوية! نعلم أن الجهات المختصة قد قدمت تسهيلات فيما يتعلق بالحصول على التأشيرة السياحية، لكن ما زالت هناك دول تشتهر بأنها دول مُصدِّرة للسياحة مثل الصين وروسيا ودول أخرى، وما زال السياح القادمون من هذه الدول لا يحصلون على تأشيرات سياحية سهلة، كأن تكون التأشيرة عند الوصول في المطار، بدلًا من الدخول في معمعة إجراءات روتينية عبر الإنترنت.

الحقيقة أنني في كل مرة استخدم فيها مطار من مطارات عُمان، أشعر بالفخر الشديد لما ألمسه من تسهيلات ويُسر في التنقل والحركة داخل المطار، وكذلك مستوى النظافة الراقي والذي ينافس أشهر وأزحم مطارات العالم، لكن إدارة المطارات لن تتمكن وحدها من جذب السياح وتنشيط الحركة الجوية، ما لم تتضافر جهود المؤسسات المعنية الأخرى. ولذلك أتساءل لماذا لا نقدم حوافز لشركات الطيران حول العالم لكي تتخذ من مطار مسقط محطة أساسية لعملياتها، وأن تكون عُمان محطة عبور "ترانزيت" لهذه الشركات، وهنا يُمكن أن نقدم عروضًا سياحية جذابة للرُكاب الترانزيت، منها إمكانية دخول عمان والتنزه والتسوُّق فيها خلال فترة الترانزيت، والتي قد تصل إلى ما يزيد عن 24 ساعة، ويمكن أن تتضمن التسهيلات أن تكون فترة الترانزيت يومين مثلًا، خلالها يستطيع السائح دون أن يتحمل ثمن تأشيرة جديدة، أن يتجول في عمان ويعود للمطار لاستكمال رحلته حيثما تكون وجهته النهائية.

أيضًا يمكن لمطارات السلطنة أن تتوسع في أنشطتها لتكون الواجهة الاقتصادية لعُمان، فعندما أقرأ شعار "عمان.. بوابة الفرص والجمال" يتبين لي أن ثمّة عناصر ما تزال تنقصنا في عملية الترويج لسياحتنا واستثماراتنا، خاصة إذا ما وضعنا في عين الاعتبار أن السائح قد يُفضِّل دولًا أخرى قريبة منَّا لأنها تقدم له تجربة سياحية مختلفة ومتنوعة. وهذا يؤكد النقطة التي ذكرتُها سابقًا، وهي ضرورة تكاتف جهود مؤسسات الدولة، وليس فقط جهة واحدة أو أن نُلقي باللوم على وزارة بعينها!

خلال الفترة الماضية، أعلن عدد من شركات الطيران العالمية وقف رحلاتها إلى عُمان، نتيجة لتراجع أعداد الزوار، وللأسف هذا أمر طبيعي في ظل ارتفاع تكلفة السياحة في عُمان، مُقارنة بدول ووجهات سياحية أخرى، إذ إن متوسط ما يحتاج إليه السائح من تكلفة مالية لصرفها خلال 5 أيام في عُمان، أكبر بكثير من التكلفة التي قد يتحملها في دولة في شرق آسيا أو آسيا الوسطى! والسؤال لماذا؟ الإجابة بسيطة، وهي أن تكلفة الإقامة الفندقية وأجرة التاكسي وغيرها ما زالت مرتفعة بالنسبة للسائح، لذلك لا نجد عادة سوى السائح الخليجي الذي يأتينا ويمكث أيامًا طويلة، لأن مستوى الأسعار يكاد يكون متشابهًا في دولنا الخليجية. لكن في المقابل السائح الذي يذهب إلى شرق آسيا أو تركيا أو أذربيجان أو أوروبا الشرقية مثل جورجيا، لا يتكبد تكلفة عالية عند استئجار فندق، والدليل على ذلك أن الرسوم والضرائب التي يدفعها السائح تتجاوز 25% من التكلفة النهائية. قبل أيام أخبرتني إحدى الصديقات من دولة عربية أنها كانت تبحث عن غرفة فندقية في عُمان؛ حيث تنوي زيارتها مع عائلتها خلال الشتاء، للاستمتاع بالطقس المميز عندنا في هذا الفصل، فوجدت أن الحجز الفندقي يُضيف ضريبة قيمة مضافة وضريبة سياحة ورسوم بلدية بمجموع يصل إلى 24% من ثمن الليلة الواحدة! بينما عندما لجأت إلى البحث عن خيار آخر في شرق آسيا، دفعت للخمسة أيام ما يُعادل ليلتين في عُمان!!! لذلك يجب أن نُعيد النظر في مسألة الضرائب المرتفعة والرسوم والتي تتسبب في عدم تفضيل السياح لعُمان، ويتجهون إلى الوجهات الأقل تكلفة.

وأخيرًا.. علينا أن نتعامل مع قطاع السفر والسياحة باعتباره- كما ذكرتُ سابقًا- الوجهة الاقتصادية الأولى، وبوابة الاستثمار الحقيقي، وأن تتكاتف الجهود من أجل تقديم منتجات سياحية بأسعار تنافسية، وأن نقدم التسهيلات اللازمة للدول المعروف عنها إنفاق مواطنيها على السياحة الخارجية، وأن نكتفي بالتأشيرة عند الوصول مع إطلاق عروض سياحية جذابة من حيث الأسعار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی ع مان

إقرأ أيضاً:

المشاط: المجموعة الوزارية الاقتصادية تعمل على تعزيز مشاركة القطاع الخاص

شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في الملتقى السنوي الأول الذي تنظمه الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات المصرية، تحت عنوان «تطوير المفاهيم للانطلاق بالتصدير»، وذلك بمشاركة المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وياسر صبحي، نائب وزير المالية للسياسات المالية، والمهندس عصام النجار، رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات المصرية، وهيرو مصطفى غارغ، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في مصر، وشون جونز، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، ورشيد بنجلون، مدير مشروع تطوير التجارة وتنمية الصادرات في مصر الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والعديد من ممثلي مجتمع الأعمال والجهات الوطنية، وشركاء التنمية.

وفي كلمتها أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن نمو الصادرات يعد أمرًا ضروريًا لتحقيق الاستقرار الاقتصادي كجزء من جهود الحكومة في بناء اقتصاد تنافسي، حيث أنه يعزز تدفقات العملات الأجنبية، ويشجع خلق فرص العمل، والتي تعد أمورًا أساسية للنمو الاقتصادي، ولذا فإن الحكومة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التنمية الصناعية من أجل تشجيع جهود توطين الصناعة، وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المحلية بين الأسواق العالمية.

وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط، أن الوزارة تعمل من خلال إطار عمل واضح على تحسين آليات تخطيط التنمية، وكذلك دفع الشراكات الدولية بما يحقق التنمية الاقتصادية التي تتقاطع مع كافة القطاعات، مضيفة أن التنمية الاقتصادية لا تتحقق بدون القطاع الخاص، ولذا فإن الوزارة تسعى إلى حوكمة الإنفاق الاستثماري لإفساح المجال للقطاع الخاص وزيادة مشاركته في جهود التنمية، إلى جانب ذلك فإن المجموعة الوزارية الاقتصادية تعمل من خلال رؤية موحدة لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتحسين المالية العامة، وتنفيذ الإصلاحات الهيلكية، واتخاذ كافة الإجراءات التي تعمل على زيادة مشاركة القطاع الخاص.

وأضافت «المشاط»، أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تسعى دائمًا إلى تلبية الأولويات الوطنية من خلال العلاقات الوطيدة التي تجمع مصر بالشركاء الدوليين، استنادًا إلى الملكية الوطنية، من أجل سد فجوات التنمية في كافة القطاعات، فضلًا عن تشجيع نمو القطاع الخاص، ولذلك فإن الوزارة تسعى إلى تعظيم الاستفادة من الاستراتيجيات التي يتم إعدادها بالشراكة مع المؤسسات الدولية، لدعم جهود التنمية الصناعية والتصدير في مصر، ومن أبرز مجالات التعاون في هذا المجال، استراتيجية التنمية الصناعية التي يتم إعدادها بالتعاون مع البنك الدولي.

وعبرت عن تقديرها للتعاون طويل الأمد بين الحكومتين المصرية والأمريكية، وخاصة في ضوء جهود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، التي نرتبط معها بعلاقات وثيقة في قطاعات مختلفة مثل التعليم والصحة والسياحة والزراعة، لافتة إلى أن الجهود المشتركة مع الوكالة الأمريكية لتنمية القطاع الخاص في مصر من خلال اتفاقية تحفيز التجارة والاستثمار في مصر(TIPE)، والتي يتم من خلالها تمويل مشروع إصلاح وتنمية التجارة في مصر (TRADE)، الذي يهدف إلى تعزيز القدرة التصديرية للشركات الصغيرة والمتوسطة في القطاعات المختارة، ورفع الكفاءة التنافسية للشركات المصرية في الأسواق العالمية، مما يحفز النمو الاقتصادي المستدام.

ونوهت بأن هذا المشروع يعد نموذجًا من بين نماذج مُتعددة تسعى من خلالها الوزارة لتحفيز نمو الصادرات من خلال الجهود المشتركة مع الشركاء الدوليين.
وذكرت أنه في ظل التحديات العالمية التي يواجهها العالم اليوم، فقد اتخذت مصر خطوات هامة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي، وفي هذا الصدد فإن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تلتزم بالتنسيق مع شركاء التنمية الدوليين، بتطوير الاقتصاد المصري من خلال ثلاثة أولويات استراتيجية: تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية لزيادة القدرة التنافسة للاقتصاد وتحسين بيئة الأعمال ، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.

وفي سياق آخر، فقد أطلقت الوزارة منصة «حَافِز» للدعم المالي والفني للقطاع الخاص، والتي تهدف إلى تسهيل الوصول الدعم المقدم من شركاء التنمية للقطاع الخاص، لمعالجة الفجوة المعلوماتية، لتمكين شركت القطاع الخاص من الوصول إلى الموارد التنموية وضمان جهد أكثر تنسيقًا لتمكين الشركات المصرية بمختلف أحجامها.

وتحدثت الوزيرة، عن جهود هيئة الرقابة على الصادرات في اعتمادات شهادات خفض الكربون للشركات المُصدرة، وإطلاق هيئة الرقابة المالية لسوق الكربون الطوعي مؤخرًا، مؤكدة أن كل تلك الجهود تتكامل من أجل تعزيز رؤية الدولة، وزيادة تنافسية المنتج المصري.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية شهدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية، توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات وجهاز شئون البيئة.
 

مقالات مشابهة

  • تقرير: العنف السياسي في أمريكا يعود إلى الواجهة مجدداً
  • "بلومبرج": إنتاج مقاتلات "F-35" أصبح الأكثر تكلفة في الولايات المتحدة
  • خبير: الاختراق السيراني على أعضاء حزب الله قد تكون بداية حرب
  • السفير عبد الله الرحبي: التمور والعسل روافد داعمة لدبلوماسية عُمان الاقتصادية ورؤية 2040
  • وزير السياحة والآثار: نقل الجمال والخيول بمنطقة الأهرامات لتحسين تجربة السائح
  • المشاط: المجموعة الوزارية الاقتصادية تعمل على تعزيز مشاركة القطاع الخاص
  • وزير الخارجية: السائح المجري ضيفا عزيزا على مصر
  • في دراسة اقتصادية: تكلفة الحرب الصهيونية على غزة تجاوزت 60 مليار دولار
  • تركيا.. وفاة سائح تايواني بفندق في كابادوكيا
  • وكيل وزارة الطاقة والمعادن لـ «عمان»: 2700 حالة دعم بين شبكات الربط الكهربائي الخليجي والوفورات الاقتصادية تجاوزت 3.5 مليار دولار