سوسة المنكوبة.. مأساة لا يلتفت إليها أحد
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
أطلق جهاز الإسعاف والطوارئ نداء استغاثة إلى كل فرق الطوارئ بالتوجه إلى مدينة سوسة لإنقاذ العالقين والمتضررين من عاصفة “دانيال” واصفا الوضع بالكارثي.
وقال أسامة في تصريح خاص للأحرار إن أكثر من 1000 وحدة سكنية مأهولة بالسكان غمرتها المياه والسيول جراء الفيضانات التي ضربت المنطقة الشرقية جراء عاصفة “دانيال”.
واعتبر علي أن ما يحدث في المدينة كارثة كبيرة، وأن المدينة أطلقت مناشدات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن دون أي التفات من الجهات لتلك المعاناة.
وناشد علي كل فرق الطوارئ التوجه إلى المدينة للكشف عن هذه المساكن وإنقاذ العالقين والبحث عن المفقودين.
من جهته وصف عضو المجلس البلدي سوسة مروان النيهوم مدينة سوسة بالمنكوبة باعتبارها تعيش حياة بلا كهرباء ولا مياه شرب وعدم توفر قطع غيار الكهرباء.
وأضاف النيهوم أن الفرق مازالت منشغلة في عمليات الإنقاذ وتسكين الناجين، مشيرا إلى أنهم لم يتمكنوا من حصر الضحايا وأن عدد المفقودين يناهز الـ90 مواطنا وفق البلاغات وأكثر من 3 آلاف منزل متضرر.
وذكر النيهوم أن جثثا تصل إلى المدينة عبر أمواج البحر من جهة غير معروفة وأن زوار المدينة جرفهم التيار والسيول رفقة سياراتهم ولا معلومات لديهم عنهم حتى هذه اللحظة.
وصرح النيهوم بأن المياه غمرت جل البيوت وأسفرت عن خسائر مادية كبيرة ، مناشدا الهلال الأحمر ضرورة التدخل وإعادة دفن جثث الأموات بعد أن ألقتها الأرض نتيجة المياه.
المصدر: جهاز الإسعاف والطوارئ + ليبيا الأحرار
جهاز الإسعاف والطوارئرئيسيسوسةعاصفة دانيالالمصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: يوهان يونيسيف يونيسف يونسيف جهاز الإسعاف والطوارئ رئيسي سوسة عاصفة دانيال
إقرأ أيضاً:
مأساة الثقافة والمثقفين في زمن التدمير الشامل
تتعرض المؤسسات الثقافـية فـي فلسطين ولبنان إلى تدمير ممنهج تشنه قوات الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر وإلى الآن، فقد قُتل العديد من الفاعلين الثقافـيين من كُتاب وشعراء وصحفـيين، وهُدمت مؤسسات كالمسارح والمكتبات ودور الثقافة وهناك توقف تام للأنشطة الثقافـية فـي غزة ولاحقا فـي الجنوب اللبناني. وإذا كان التدمير المادي ماثلا للعيان فإن الآثار النفسية للحروب تعد الأنكى والأسواء والأكثر تأثيرا على الإنسان، حيث ترافقه إلى بعد انتهاء الحرب وانجلاء الغم. هذا بالإضافة إلى أن الاحتلال يتعمد القضاء على أي وسيلة ثقافـية أو إعلامية يمكنها توثيق جرائمه البشعة والإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة منذ أن غُرِسوا فـي قلب الوطن العربي. ولذلك لا يُفرق الصهاينة بين هدف مدني وآخر عسكري إذ أضحت كل البُنى أهدافا للتدمير وكل إنسان فـي غزة أو فـي جنوب لبنان مشاريع للإبادة الجماعية. إن حالة العجز التي نشعر بها حيال القتل اليومي فـي غزة ولبنان، لا تُعفـينا من محاولة طرح الأفكار والمقترحات التي يمكنها التخفـيف من معاناة الإنسان فـي المناطق المستهدفة بالقتل والتهجير، إذ يحتاج الفرد فـي تلك المناطق إلى الحصول على وسائل تمكنه من توفـير المتطلبات الأساسية له ولأسرته من الطعام والماء والأدوية والمأوى. فما الذي يمكن أن تقدمه المؤسسات الثقافـية فـي الوطن العربي للكتاب والمثقفـين فـي كل من لبنان وفلسطين والسودان واليمن ليبيا، الذين توقفت حياتهم بتوقف الأنشطة التي يمارسونها مثل إدارة الأنشطة والفعاليات ثقافـية، وأيضا إغلاق المكتبات وتوقف شراء الكتب، لهذا فإن المطلوب من المؤسسات الثقافـية الحكومية والخاصة فـي كل أنحاء الوطن العربي الوقوف إلى جانب نظيراتها فـي كل من غزة وجنوب لبنان، سواء باقتناء أعمال المؤلفـين والفنانين الرازحين تحت نير الاحتلال، أو استكتاب الكتاب والصحفـيين وإشراكهم فـي المؤتمرات والمهرجانات الثقافـية ومعارض الكتب، إما بالحضور الشخصي وإخراجهم مؤقتا من أتون المعاناة، أو استضافتهم افتراضيا عبر برامج التقنية الحديثة، أو إعفاء دور النشر التي تمر بظروف صعبة من رسوم المشاركة فـي معارض الكتب، وهنا لابد من الإشادة بجهود هيئة الشارقة للكتاب، إذ أمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة بإعفاء دور النشر فـي فلسطين ولبنان والسودان من رسوم المشاركة فـي معرض الشارقة للكتاب فـي دورته الحالية. والحقيقة أن دور النشر فـي البلدان المذكورة عانت ولا تزال تعاني، فعلى سبيل الذكر تعرضت دار الرافدين فـي الضاحية الجنوبية للقصف، وقد تضامن معها العديد من الكتاب وبعض دور النشر، بينما لم يصدر اتحاد الناشرين العرب أي بيان إدانة أو استنكار للقصف، لذلك نستغرب صمت الاتحاد المحسوب على المجتمع المدني، ولذلك فإن مسؤولية الاتحاد تتعدى جدولة معارض الكتب إلى الوقوف إلى جانب دور النشر والتضامن معها باعتبارها مؤسسات ثقافـية تتطلب تدعيمها لنشر المعرفة والثقافة فـي المجتمع، ونأمل من بقية إدارات معارض الكتب العربية إعفاء دور النشر التي تعاني من ظروف خاصة من رسم المشاركة. إن إشراك المثقف الموجود فـي المناطق المُدمرة فـي الفعاليات الثقافـية يُمثل تضامنا رمزيا مع معاناته، إضافة إلى أن الحصول على بعض المبالغ المالية نظير المساهمة الكتابية والفنية، تساهم فـي التخفـيف من معاناة المثقف الذي لا يتقن أي حرفة أو صنعة أخرى غير الكتابة وممارسة الفنون التي يمارسها فـي الحصول على قوت يومه. لذا نأمل من الهيئات والمنظمات العربية والدولية ذات الصلة بالشأن الثقافـي أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه المثقفـين ومؤسساتهم فـي فلسطين ولبنان. |