قدم العديد من السياح الإسرائيليين شكاوى، بسبب الصعوبات التي يواجهونها خلال زيارتهم لسيناء في مصر.

ورغم ما يحصل عليه السياح الإسرائيليون من امتيازات عديدة في سيناء خلال السنوات الأخيرة، لكن العائدين مؤخرا من العطلة الصيفية فيها قدموا شكاوى جديدة مفادها أن أصحاب الشركات والفنادق يعرفون هوياتهم، ويطالبونهم بأسعار باهظة، ولذلك قرر الكثيرون منهم أنهم لن يعودوا لسيناء حتى تنخفض الأسعار مرة أخرى.



وتعد سيناء هي إحدى الوجهات المفضلة للإسرائيليين لسنوات عديدة، سواء في العطلات، أو الصيف، أو نهاية الأسبوع، حيث يملأون شواطئ شبه الجزيرة المصرية.

شمعون إفريغان مراسل الشئون السياحية بـ"القناة 12"، زعم أن "أصحاب المرافق السياحية هناك قرروا رفع الأسعار، ونشر قوائم الطعام بالشيكل، مما يجعل إجازة الإسرائيليين في سيناء مكلفة للغاية، وأحيانا لا يمكن تحمّلها، حيث قفزت الأسعار بعشرات ومئات بالمئة مقارنة بالعام الماضي من حيث أسعار الفنادق وسيارات الأجرة".

ونقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن "السائح أوري، الذي يقضي إجازته في سيناء عدة مرات في السنة، أنه لاحظ أن تسجيل الفواتير بدأ بتسعيرة الشيكل، وليس بالجنيه، مما يجعل العطلة أكثر تكلفة بمئات بالمائة، ثم انتشرت الظاهرة للعديد من الشركات السياحية في سيناء، وحين سأل أصحاب المرافق السياحية أجابوه "أنتم أيها الإسرائيليون لا ينقصكم المال، لديكم الكثير منه، إذا أنفقتم مبلغاً الكثير منه في إجازة بمدينة إيلات، لماذا لا تدفعوا بالشيكل في سيناء؟".

وأوضح أن "عموم السياح الإسرائيليين قرروا بعد الآن عدم الدفع بالشيكل، ولا بأسعار باهظة، لذلك قرروا مقاطعة السياحة في سيناء، بعد أن قفزت أسعار الغرف المجهزة بالتكييف من 60 شيكل في الليلة إلى 120 و150 شيكل في الليلة بدون إفطار، الدولار يساوي 3.5 شيكل، وتتطلب بعض الغرف الخاصة أسعارًا باهظة تتراوح بين 150-300 شيكل جديد في الليلة الواحدة".


وأشار إلى أن "سعر وجبة الإفطار قفز من 15 إلى 30 شيكلاً في الليلة، وسعر فنجان القهوة يحوم حول 12 شيكلاً، وهو سعر مماثل لسعر المقاهي في إسرائيل، عندما كان السعر قبل عام 5-7 شيكل، كما أن سعر زجاجة البيرة يبلغ 25 شيكلا، وقد وصل سعر زجاجة أو علبة الكولا إلى 10 شيكل، كما ارتفعت أسعار زجاجات المياه المعدنية، حيث يكلف نصف لتر 5 إلى 7 شيكل".

وأكد أن "تكلفة الإقامة والطعام لم تعد هي الأغلى في سيناء فحسب، بل بدأ سائقو سيارات الأجرة في الإصرار على الدفع بالشيكل أو الدولار، وبالتالي زادت بالفعل الأسعار بنسبة عشرات في المئة في الأشهر الأخيرة، حتى أن السائقين يطلبون من كل راكب أن يدفع بشكل منفصل من أجل الحصول على مبلغ "مجنون" قدره ثلاثة رواتب شهرية في رحلة واحدة، مما سيجعل الوصول لسيناء أمرًا سيئًا، لأنه في كل مكان تعرفه ستتعرض للاحتيال، وكل ذلك عقب انهيار الجنيه المصري، والوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه مصر".

السائح درور زعم أن "الشرطة المصرية أصبحت مع أصحاب المرافق السياحية والمطاعم وغيرها من الشركات لإيقاع السياح الإسرائيليين في الفخ، وقريبًا سندفع ثمن الهواء في سيناء، لقد حولونا لماكينات الصراف الآلي الخاصة بهم، وبالتالي لم يعد من المفيد قضاء إجازة في سيناء، رغم أنها وجهة قريبة نسبيًا، مع طقس دافئ تقريبًا على مدار العام، وطوال السنوات الماضية كانت إحدى مميزات سيناء أنها أرخص بشكل كبير من الأماكن الأخرى، ولكن مع الزيادات الأخيرة في الأسعار، لم تعد الجدوى واضحة تماما". 

مرشد سياحي إسرائيلي في سيناء ذكر أنه "وفق أسعار اليوم، فمن الأفضل السفر إلى قبرص، ونيل قسط أكثر من المتعة، فالطعام جيد، والفنادق رخيصة، وليس هناك عمليات احتيال، لأن الواقع القائم في سيناء اليوم يؤكد أن الكثيرين من المصريين لم يعودوا مهتمين بالسياح الإسرائيليين، رغم أنها وجهة مرغوبة، لكن القدوم إليها بات أمرا مثيرا للاشمئزاز، فالإسرائيليون لم يعودوا يريدون المجيء إليها بعد الآن".

في سياق متصل، فإن دخول الإسرائيليين إلى سيناء لا يحتاج الحصول على تأشيرة مسبقة، حيث يسمح تصريح الدخول الممنوح عند عبور الحدود بالبقاء في سيناء لمدة تصل 15 يومًا، على أن يكون جواز السفر صالحًا لثلاثة أشهر على الأقل من يوم العبور، ويسمح التصريح بالبقاء في منطقة واسعة تشمل كامل الشريط الساحلي لسيناء، وشرم الشيخ، بما في ذلك رأس محمد، وجزء كبير من جبال شرق سيناء. 

موقع "سيناي فيبس" السياحي كشف أن "حاملي جواز السفر الإسرائيلي المنتقلين لأجزاء أخرى من مصر يتطلب منهم التقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول مسبقاً من السفارة المصرية في تل أبيب، أو القنصلية بإيلات، بحيث يكون الجواز صالحاً لستة أشهر، والتأشيرة صالحة لأربعة أشهر من تاريخ صدورها، وتتيح زيارة مصر ثلاثين يومًا متتالية، وتكلفتها 150 شيكلا، والدفع نقدا، وتستغرق العملية برمتها أسبوعين إلى شهر، ويتطلب ثلاث زيارات للسفارة المصرية".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "السلطات المصرية ليست مرنة في إصدار التأشيرات للإسرائيليين، وأي خطأ في الطلب المقدم سيدفعهم لزيارة السفارة مرة أخرى، حيث لا يتعجل المصريون بالموافقة على إصدار التأشيرة للإسرائيليين الذين يريدون القدوم إلى القاهرة، أو السفر إلى مصر، ويمكن أن تنشأ دائما مشاكل مختلفة، وفي هناك حالات نادرة لا يوافق فيها المصريون على إصدار التأشيرة، حيث يأتي رفض الطلب من جهاز الأمن المصري، ولا يوضح السبب، وفي حال التقدم بطلب مرة أخرى، فليس هناك ما يضمن الموافقة على الطلب الإضافي".


تتزامن هذه التقارير الإسرائيلية مع ما تحذيرات أمنية أصدرتها الجهات الإسرائيلية من مغبة السفر الى سيناء خشية تعرضهم لعمليات اختطاف أو استهداف، على خلفية التصعيد في المنطقة بأسرها، سواء في الجبهة الشمالية أو قطاع غزة والمسجد الأقصى والضفة الغربية، وسط تقديرات بأن سجل السياح الإسرائيليين في سيناء سينهار، خاصة بالنظر لشكاواهم من الازدحام على المعابر، وساعات الانتظار الطويلة.

في الوقت ذاته، تتخوف المحافل الأمنية الإسرائيلية أن يسفر عدم الاستقرار الحكومي والتهديد الأمني في الأراضي المصرية من قبل التنظيمات الإسلامية، عن تقليص عدد السياح القادمين إلى مصر وسيناء.

كما يرصد الإسرائيليون جملة أسباب عملت على انخفاض معدلات سياحتهم لسيناء، ومنها الهجمات المسلحة فيها، خاصة على فندق هيلتون طابا وشاطئ رأس الشيطان في 2004، وتفجير الطائرة الروسية في 2015، ما أثر فورا على السياحة الوافدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السياح مصر سيناء مصر الاحتلال سيناء سياح اسرائيليين صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی اللیلة فی سیناء أسعار ا

إقرأ أيضاً:

من ثمرات طوفان الأقصى.. ربع الإسرائيليين يفكرون في الهجرة

كشف استطلاع للرأي، السبت، أن "حوالي ربع الإسرائيليين فكروا في الهجرة للخارج خلال العام المنصرم، بسبب “الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة” وفق قناة (كان) التابعة لهيئة البث الرسمية.

وأظهر الاستطلاع، أن "23 في المئة من الإسرائيليين، “فكروا خلال العام المنصرم منذ أكتوبر 2023 حتى أكتوبر 2024، في مغادرة البلاد، بسبب الوضع السياسي والأمني الراهن”.

وبحسب الاستطلاع، قال 67 في المئة من الإسرائيليين إنهم “لم يفكروا في مغادرة البلاد”، فيما رفض الباقون الإجابة.

وقال الاستطلاع، إن 14 في المئة من مؤيدي الائتلاف الحكومي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فكروا بالمغادرة، مقابل 36 في المئة من مؤيدي أحزاب المعارضة الذين قالوا أيضا إنهم فكروا بالهجرة للخارج.

وأشار الاستطلاع إلى أن “العلمانيين أكثر ميلا للمغادرة، مقارنة باليهود الحريديم (المتدينين)”.

وذكرت القناة الإسرائيلية، إن معدل “الهجرة السلبية في إسرائيل كان واضحًا حتى قبل نشوب الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023، حيث كان عدد المغادرين يفوق عدد المهاجرين الجدد خلال السنوات الأخيرة”.

وأشارت القناة الرسمية إلى أنه على الرغم من عدم توفر بيانات رسمية للسنة الحالية (2024)، يبدو أن هذا الاتجاه مستمر (الهجرة السلبية)، ما يشير إلى مشكلة أكبر قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بجدية.



والشهر الماضي، كشفت دائرة الإحصاء الإسرائيلية، عن ارتفاع في هجرة الإسرائيليين للخارج، منذ معركة "طوفان الأقصى" التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي.

وذكرت الدائرة الإسرائيلية في بيان، أنه "في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 غادر أكثر من 40 ألفا"، مؤكدة أن هناك تصاعدا كبيرا في عدد الإسرائيليين الذين غادروا إلى الخارج خلال العام الجاري، مقارنة بعام 2023، وذلك بعد مرور نحو عام على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وأشارت إلى أنه "تظهر البيانات الأولية أنه في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو (تموز) 2024، غادر أكثر من 40 ألف إسرائيلي"، دون تحديد وجهاتهم.

كما أظهرت البيانات الأولية للدائرة عودة 27 ألفا و800 فقط (من الخارج إلى إسرائيل) في ذات الفترة، ويشمل عدد العائدين من خرجوا سابقا من البلاد وقرروا العودة، أو من قرروا الهجرة إلى إسرائيل من بلد آخر.

وفي 2023، هاجر حوالي 55 ألفا و300 إسرائيلي، مقارنة بحوالي 27 ألفا اختاروا العودة أو الهجرة إلى إسرائيل، خلال 12 شهرا.

فيما هاجر في 2022 حوالي 38 ألف إسرائيلي، وعاد أو هاجر لإسرائيل 23 ألفا، وفي 2021 غادر إسرائيل 31 ألفا، وعاد نحو 29 ألفا.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن عدد المصابين بصدمات نفسية ارتفع بصورة هائلة، عقب التصعيد الأخير مع حزب الله، وإطلاق صواريخ من لبنان، وصلت إلى مناطق في حيفا.

وأوضحت الهيئة أن عدد الإسرائيليين المصابين بصدمات نفسية بلغ 225 بالمئة، عقب التصعيد الجاري مع حزب الله.



من جانبها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن نصف مليون إسرائيلي هرعوا إلى الملاجئ ليلة أمس وصباح اليوم، هربا من صواريخ حزب الله، التي أطلقت بكثافة على مسافات كبيرة شمال فلسطين المحتلة، خاصة شمال حيفا.

وتتزايد حدة القصف المتبادل بين الاحتلال وحزب الله، تزامنا مع تواصل الحرب المدمرة على قطاع غزة، التي خلّفت أكثر من 41 ألف شهيد، وسط توقعات بتوسع دائرة التصعيد في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • استطلاع .. ربع الإسرائيليين يفكرون في الهجرة
  • من ثمرات طوفان الأقصى.. ربع الإسرائيليين يفكرون في الهجرة
  • عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم نتنياهو
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو تخلى عن أسرانا من أجل منصبه
  • ذكرى 6 أكتوبر.. تعرف على جهود الدولة المصرية في تنمية سيناء في عصر السيسي
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة يقررون الإضراب عن الطعام أمام الكنيست
  • مسؤولون إسرائيليون: ليس لدينا خطط فورية لضرب المنشآت النووية الإيرانية
  • طرح معارك «العبور» و«المزرعة الصينية» في اللعبة الحربية المصرية «أبطال سيناء» تزامنا مع ذكرى النصر
  • مسؤولون إسرائيليون: ليس لدينا ما يكفي من الجنود أو الدبابات لتنفيذ عملية كبيرة في لبنان
  • حزب الله يستهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين