لجريدة عمان:
2025-01-23@17:43:36 GMT

ينبغي لمجموعة العشرين أن تلغي نفسها

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

انتهى الاحتفال السنوي لمجموعة العشرين الذي أقيم هذا العام في الهند، وهنا نود أن نسأل ما الذي تحققه هذه التجمعات؟ من وجهة نظر المهووسين بمثل هذه اللقاءات، فإن كل اجتماع دولي بين قادة الدول أو الدبلوماسيين يعتبر إيجابيا، بغض النظر عما تم تحقيقه، وهذا المفهوم الخاطئ هو ما تجسده مجموعة العشرين بالضبط. هل أسهمت أكوام من البيانات الختامية والبيانات المشتركة في اتساع بقعة الأراضي الصالحة للزراعة في العالم؟ لا، ولا حتى نزر يسير منها.

علاوة على ذلك، تسبق قمم الزعماء اجتماعات لا نهاية لها على المستوى الوزاري مثل اجتماعات وزراء الخارجية، ووزراء الخزانة، ووزراء البيئة، وكلهم ينتجون بيانات لا نهاية لها من الكلام. ولكن لنتوقف قليلا ونتساءل: هل يتذكر أحد منكم التصريحات الرنانة التي صدرت عن اجتماع مجموعة العشرين في (بالي) العام الماضي؟ وهل يتذكر أحد تصريحات الأعوام السابقة؟

ودعنا هنا نستذكر السبب الذي أعطى زخمًا حقيقيًا لاجتماعات مجموعة العشرين السنوية؟ إنها الأزمة المالية في عام 2008، ففي نوفمبر عام 2009، أعلن رئيس المجلس الأوروبي الجديد (هيرمان فان رومبوي)، وهو رئيس وزراء سابق لبلجيكا، أن عام 2009 هو «العام الأول للحوكمة العالمية، مع تأسيس مجموعة العشرين في منتصف الأزمة المالية. إن مؤتمر المناخ في كوبنهاجن هو خطوة أخرى نحو الإدارة العالمية لكوكبنا». ولكم أن يتخيلوا عدد الأميركيين الذين ما زالوا غير مدركين للدور الذي تلعبه مجموعة العشرين في الحوكمة العالمية، بغض النظر عن نقاشنا حول ضرورة وجود حوكمة عالمية من عدمها أو دور مجموعة العشرين فيها.

إن المنصب الذي يشغله فان رومبوي يساعد في تفسير عقلية الحوكمة العالمية، التي تصيب مجموعة العشرين وغيرها من «المؤسسات» الدولية، فالمجلس الأوروبي الذي يتكون من رؤساء دول أو حكومات الاتحاد الأوروبي، كان يتم التناوب على رئاسته بين الأعضاء مرة واحدة كل ستة أشهر، حتى نصت معاهدة لشبونة على فترة رئاسية مدتها 30 شهرًا قابلة للتجديد مرة واحدة. وكان فان رومبوي أول رئيس ينتخب على هذا النحو، مما جعله في عيون الاتحاد الأوروبي مساويا لرئيس الولايات المتحدة، فلا عجب أن يعد نفسه مؤهلا للحديث عن الحوكمة العالمية.

في البداية، كان الكثيرون ينظرون إلى مجموعة العشرين أنها بديل أوسع لمجموعة السبع، والتي تضم أكبر الديمقراطيات الصناعية في العالم. لقد شهدت مجموعة السبع نفسها فترات صعود وهبوط، فعلى سبيل المثال، أصبحت المجموعة تضم ثماني دول بعد إضافة روسيا، لكن الحرب الروسية على أوكرانيا في عام 2014 أدى إلى طردها. لقد كانت الاستجابة الضعيفة من جانب مجموعة السبع في عام 2014 وما بعده، والتي تعكس فشل الغرب جميعهم في معاقبة روسيا، هي التي شجعت موسكو بلا شك على غزو أوكرانيا بشكل أوسع في العام الماضي. ومن المثير للدهشة أن الهجوم أثار فجأة ردود فعل من مجموعة السبع أكثر من أي سبب آخر منذ عدة عقود.

وفي مقابل ردة فعل دول مجموعة السبع، أظهرت مجموعة العشرين عجزها، تجلى ذلك في بيانها المشترك الأخير في الهند الذي لم يتضمن سوى إشارة عابرة لعدوان روسيا غير المبرر ضد أوكرانيا، حتى أنه أضعف من بيان المجموعة في اجتماعها عام 2022، ذلك لأن المجموعة تضم روسيا والصين، التي تتمتع، مثل أي كل دولة عضو في مجموعة العشرين، بحق النقض ضد أي بيان يصدره الزعماء بالإجماع، لذا لا ينبغي أن نتفاجأ إذا لم يتغير شيء بهذا الخصوص في اجتماع نيودلهي، تماما كما حدث في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إذ تتمتع روسيا والصين أيضاً بحق النقض.

وعندما نطلب تبرير موقف مجموعة العشرين، يقول المؤيدون إنها توفر منصة مفيدة للأعضاء للتشاور بشكل ثنائي خارج الاجتماع الأكبر. ونحن نتفق أن مجموعة العشرين تعمل على تمكين هذه النسخة الدبلوماسية من الاجتماعات السريعة، ولكن هذا ينطبق أيضاً على الكثير من المنتديات الأخرى، منها اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل. السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت هذه الجولات غير المنقطعة من اللقاءات القصيرة لها أي فائدة ملموسة قابلة للقياس.

إن اجتماع الرئيس بايدن يوم الجمعة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لم يخرج بشيء مرتبط باجتماع مجموعة العشرين. كان يمكن أن يكون للاجتماع نتائج مهمة، تماما مثل الإعلان عن خطة لإنشاء روابط جديدة للسكك الحديدية والشحن بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، إلا أن هذا كان بالإمكان أن يحدث بسهولة بتغطية إعلامية أكبر، خلال زيارة مستقلة للرئيس الأمريكي بدلا من اجتماع مجموعة العشرين. محطة بايدن الثانية في هذه الرحلة، فيتنام، كانت صحيحة من الناحية الاستراتيجية، وقد تعزز نجاحها من خلال عدم وجود بايدن محاطًا بحشد صغير من زعماء العالم الآخرين في العاصمة الفيتنامية هانوي.

أبدى العديد من المراقبين وجهة نظر صحيحة، وهي أن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج في الهند أعطى بايدن فرصة منفردة لطرح وجهة نظر أمريكا بشأن القضايا الرئيسية، إلا أن هناك من الأسباب الجوهرية ما يجعلنا نعتقد أن الصين وروسيا لا تُقَدِّران قيمة مجموعة العشرين بقدر ما تقدرهما المنتديات الأخرى، إذ لم يحضر بوتين اجتماعات مجموعة العشرين منذ قمة اليابان عام 2019، مع التنويه أن قمة عام 2020 كانت افتراضية للجميع بسبب الوباء. كذلك، لم يحضر شي قمة عام 2021، وبثت كلمته عبر الفيديو، ولم يحضر أيضا هذا العام. وإذا كانت مجموعة العشرين على هذا القدر من الأهمية، فمن غير المبرر أن يختار شي عدم الظهور ولو لفترة وجيزة، وخاصة في الهند، حيث يُنظر إلى غيابه باعتباره صفعة على الوجه.

إننا، حين نؤكد على مدى سرعة زوال أثر هذه الاجتماعات، فنحن لا نقلل من شأن الهند، واستعداداتها المكثفة لعقد اجتماعات مجموعة العشرين. من المتعارف عليه في الشؤون الدولية أن التظاهر بقوة شيء ضعيف ليس من الأساسيات السليمة للسياسة، لذا فإنّ إلغاء اجتماعات مجموعة العشرين من شأنه أن يعطي القادة وقتا أكبر للتركيز على القضايا الحقيقية، بدلا من البروتوكولات والتفاصيل الدبلوماسية الدقيقة.

جون ر. بولتون مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس دونالد ترامب، وهو مؤلف كتاب «الغرفة التي شهدت الأحداث: مذكرات من البيت الأبيض».

عن واشنطن بوست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اجتماعات مجموعة العشرین مجموعة العشرین فی مجموعة السبع فی الهند

إقرأ أيضاً:

الدنمارك تلغي اختبار "الكفاءة الأبوية" المثير للجدل للأسر في غرينلاند.. هل لترامب علاقة بالقرار؟

أعلنت الدنمارك أخيرًا إلغاء استخدام "اختبارات الكفاءة" الأبوية المثيرة للجدل والتي كانت تُستخدم لتقييم الأسر في غرينلاند في حالات حماية الأطفال. وكانت هذه الاختبارات تشهد اعتراضات واسعة من قبل نشطاء وأسر غرينلاندية، الذين كانوا يعتبرونها تمييز بحقهم.

اعلان

ويأتي هذا القرار بعد سنوات من الجدل حول الطريقة التي يتم بها تقييم الآباء من أصل غرينلاند في الدنمارك.

وتستخدم السلطات الدنماركية هذه الاختبارات في حالات تتعلق بحماية الأطفال، وهي تهدف إلى قياس قدرة الأبوين على تربية أطفالهم. ولكن الناشطين أشاروا إلى أن هذه الاختبارات لا تأخذ في الاعتبار ثقافة ولغة الغرينلنديين، مما يؤدي إلى تشويه صورة الأسر ويؤثر سلبًا على قرارات اتخاذ الرعاية، مثل إبعاد الأطفال عن أسرهم.

وكانت أبرز الحوادث التي أثارت هذا الجدل، حالة الأم كيرا ألكسندرا كرونفولد، وهي من غرينلاند، التي تعرضت لهذا الاختبار قبل ولادة طفلها الثاني، ثم أثناء حملها بطفلها الثالث. وقد أدت نتائج هذه الاختبارات إلى أخذ طفلها منها بعد ساعات من ولادته، ما أثار احتجاجات واسعة في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن وكذلك في نوك، عاصمة غرينلاند.

أم حرمت من طفلها الثالث لعدم اجتيازها اختبار الكفاءة

وفي ضوء هذه الأحداث، اجتمعت وزيرة الأطفال في غرينلاند مع وزيرة الشؤون الاجتماعية في الدنمارك، حيث وعدت الأخيرة بوقف استخدام هذه الاختبارات في المستقبل.

رغم ذلك، لم يُفرض حظر صريح في البداية. ولكن بعد تصاعد الاحتجاجات، تم الإعلان عن إلغاء استخدام هذه الاختبارات بشكل رسمي.

كما أعربت وزيرة الشؤون الاجتماعية في الدنمارك، صوفي هاستورب أندرسن، عن ترحيبها بالقرار، مؤكدة أن إلغاء هذه الاختبارات سيكون خطوة مهمة نحو استعادة السلام والأمان لسكان غرينلاند في الدنمارك.

وأشارت إلى أن هناك حوالي 460 طفلًا من أصل غرينلندي يعيشون حاليًا بعيدًا عن أسرهم في الدنمارك، في حين يعيش نحو 17,000 من سكان غرينلاند في البلاد.

الدنمارك تلغي اختبارات "كفاءة التربية" للعائلات الغرينلاندية

من جانبه، أشاد وزير الأطفال والشباب في غرينلاند، بيتر ب. أولسن، بالقرار الدنماركي، مؤكداً أنه تم تحقيق هدف طويل الأمد تمثل في وقف استخدام هذه الاختبارات النفسية ضد الأسر في غرينلاند.

وكان تقرير صادر عن المعهد الدنماركي لحقوق الإنسان في عام 2022 قد كشف أن 5.6% من الأطفال ذوي الأصول الغرينلاندية تم وضعهم في دور الرعاية في الدنمارك، مقارنة بـ 1% فقط من الأطفال الدنماركيين.

Relatedلرد أطماع ترامب: رئيس وزراء غرينلاند يدفع باتجاه الاستقلال عن الدنماركمجدداً.. غرينلاند ترفض عرض ترامب وتؤكد: "أرضنا ليست للبيع"شاهد: تحرير سفينة سياحية فاخرة بعد جنوحها بالقطب الشمالي قرب غرينلاند

وبينما تظل العلاقات بين غرينلاند والدنمارك متوترة في الآونة الأخيرة، خاصة بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن شراء غرينلاند، يمثل هذا القرار نقطة تحول نحو تحسين العلاقات بين الطرفين، حيث يتمتع إقليم غرينلاند بحكم ذاتي منذ عام 2009.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "لن يشترينا لن نسمح له".. سكان غرينلاند يتحدون رغبة ترامب في الاستيلاء على جزيرتهم اجتماع طارئ بين حكومة الدنمارك ورجال الأعمال خوفًا من مواجهة اقتصادية مع ترامب بسبب غرينلاند ترامب وغرينلاند: صفقة القرن أم حلم صعب المنال؟ السكان الأصليونأطفالغرينلاندالدنمارك اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ترامب: "بوتين لا يُبلي بلاءً حسنًا".. الرئيس يهدد زعيم الكرملين بالعقوبات ويمازحه "علينا أن ننجز!" يعرض الآنNext استقالات تضرب الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع إطلاق عملية "السور الحديدي" في جنين وحادث طعن يهز تل أبيب يعرض الآنNext مستوطنون يهاجمون قرى فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ويشعلون النيران في الممتلكات يعرض الآنNext "ذكر وأنثى فقط".. كيف سيؤثر قرار ترامب على تعريف الجنس في الوثائق الحكومية؟ يعرض الآنNext اتصال بين بوتين وشي بعد ساعات من تنصيب ترامب.. تفاصيل المحادثة وأبرز ما جاء فيها اعلانالاكثر قراءة تركيا: حصيلة ضحايا حريق منتجع التزلج ترتفع إلى 76 قتيلاً وأردوغان يتوعد بمحاسبة من كان السبب الحرائق تكتسح شمال سان دييغو.. إجلاء طارئ للمنطقة بسبب النيران المدمرة عدة إصابات في حادثة طعن بتل أبيب أحدهم جندي خدم في غزة والمشتبه به سائح أمريكي من أصل مغربي وعد ولم يُخلف.. ترامب يعفو عن 1500 شخص مدان في أحداث الكابيتول ويلغي 78 قرارا لسلفه بايدن مغالطات دُسّت في خطاب التنصيب.. ما صحة ما ذهب إليه ترامب في كلمته؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلحركة حماسضحاياغزةروسياالضفة الغربيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةفلاديمير بوتينالمملكة المتحدةبنماالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • وزير المالية يهنئ «جنوب أفريقيا» على رئاسة مجموعة العشرين لعام 2025
  • ترامب: ينبغي خفض أسعار النفط والفائدة عالميا لإنهاء الصراعات
  • صدمة إسرائيلية وإشادة عربية بعد ظهور ذي الأرواح السبع ببيت حانون
  • متنسيش أنوثتك .. نصائح من خبيرة إتيكيت للمرأة العاملة | فيديو
  • إزالة 49 حالة إشغال وتحرير 35 محضرا في حملات موسعة بالمنوفية
  • رئيس الوزراء: نتطلع لزيادة استثمارات مجموعة «أريستون» العالمية في مصر
  • سوريا تلغي اتفاقية مع روسيا بشأن مرفأ طرطوس
  • روبيو يؤكد التزام إدارة ترامب بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الهند ومعالجة قضايا الهجرة
  • في أول يوم من ولايته الثانية.. ترامب يشن هجومًا حادًا على المكسيك
  • الدنمارك تلغي اختبار "الكفاءة الأبوية" المثير للجدل للأسر في غرينلاند.. هل لترامب علاقة بالقرار؟