ينبغي لمجموعة العشرين أن تلغي نفسها
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
انتهى الاحتفال السنوي لمجموعة العشرين الذي أقيم هذا العام في الهند، وهنا نود أن نسأل ما الذي تحققه هذه التجمعات؟ من وجهة نظر المهووسين بمثل هذه اللقاءات، فإن كل اجتماع دولي بين قادة الدول أو الدبلوماسيين يعتبر إيجابيا، بغض النظر عما تم تحقيقه، وهذا المفهوم الخاطئ هو ما تجسده مجموعة العشرين بالضبط. هل أسهمت أكوام من البيانات الختامية والبيانات المشتركة في اتساع بقعة الأراضي الصالحة للزراعة في العالم؟ لا، ولا حتى نزر يسير منها.
علاوة على ذلك، تسبق قمم الزعماء اجتماعات لا نهاية لها على المستوى الوزاري مثل اجتماعات وزراء الخارجية، ووزراء الخزانة، ووزراء البيئة، وكلهم ينتجون بيانات لا نهاية لها من الكلام. ولكن لنتوقف قليلا ونتساءل: هل يتذكر أحد منكم التصريحات الرنانة التي صدرت عن اجتماع مجموعة العشرين في (بالي) العام الماضي؟ وهل يتذكر أحد تصريحات الأعوام السابقة؟
ودعنا هنا نستذكر السبب الذي أعطى زخمًا حقيقيًا لاجتماعات مجموعة العشرين السنوية؟ إنها الأزمة المالية في عام 2008، ففي نوفمبر عام 2009، أعلن رئيس المجلس الأوروبي الجديد (هيرمان فان رومبوي)، وهو رئيس وزراء سابق لبلجيكا، أن عام 2009 هو «العام الأول للحوكمة العالمية، مع تأسيس مجموعة العشرين في منتصف الأزمة المالية. إن مؤتمر المناخ في كوبنهاجن هو خطوة أخرى نحو الإدارة العالمية لكوكبنا». ولكم أن يتخيلوا عدد الأميركيين الذين ما زالوا غير مدركين للدور الذي تلعبه مجموعة العشرين في الحوكمة العالمية، بغض النظر عن نقاشنا حول ضرورة وجود حوكمة عالمية من عدمها أو دور مجموعة العشرين فيها.
إن المنصب الذي يشغله فان رومبوي يساعد في تفسير عقلية الحوكمة العالمية، التي تصيب مجموعة العشرين وغيرها من «المؤسسات» الدولية، فالمجلس الأوروبي الذي يتكون من رؤساء دول أو حكومات الاتحاد الأوروبي، كان يتم التناوب على رئاسته بين الأعضاء مرة واحدة كل ستة أشهر، حتى نصت معاهدة لشبونة على فترة رئاسية مدتها 30 شهرًا قابلة للتجديد مرة واحدة. وكان فان رومبوي أول رئيس ينتخب على هذا النحو، مما جعله في عيون الاتحاد الأوروبي مساويا لرئيس الولايات المتحدة، فلا عجب أن يعد نفسه مؤهلا للحديث عن الحوكمة العالمية.
في البداية، كان الكثيرون ينظرون إلى مجموعة العشرين أنها بديل أوسع لمجموعة السبع، والتي تضم أكبر الديمقراطيات الصناعية في العالم. لقد شهدت مجموعة السبع نفسها فترات صعود وهبوط، فعلى سبيل المثال، أصبحت المجموعة تضم ثماني دول بعد إضافة روسيا، لكن الحرب الروسية على أوكرانيا في عام 2014 أدى إلى طردها. لقد كانت الاستجابة الضعيفة من جانب مجموعة السبع في عام 2014 وما بعده، والتي تعكس فشل الغرب جميعهم في معاقبة روسيا، هي التي شجعت موسكو بلا شك على غزو أوكرانيا بشكل أوسع في العام الماضي. ومن المثير للدهشة أن الهجوم أثار فجأة ردود فعل من مجموعة السبع أكثر من أي سبب آخر منذ عدة عقود.
وفي مقابل ردة فعل دول مجموعة السبع، أظهرت مجموعة العشرين عجزها، تجلى ذلك في بيانها المشترك الأخير في الهند الذي لم يتضمن سوى إشارة عابرة لعدوان روسيا غير المبرر ضد أوكرانيا، حتى أنه أضعف من بيان المجموعة في اجتماعها عام 2022، ذلك لأن المجموعة تضم روسيا والصين، التي تتمتع، مثل أي كل دولة عضو في مجموعة العشرين، بحق النقض ضد أي بيان يصدره الزعماء بالإجماع، لذا لا ينبغي أن نتفاجأ إذا لم يتغير شيء بهذا الخصوص في اجتماع نيودلهي، تماما كما حدث في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إذ تتمتع روسيا والصين أيضاً بحق النقض.
وعندما نطلب تبرير موقف مجموعة العشرين، يقول المؤيدون إنها توفر منصة مفيدة للأعضاء للتشاور بشكل ثنائي خارج الاجتماع الأكبر. ونحن نتفق أن مجموعة العشرين تعمل على تمكين هذه النسخة الدبلوماسية من الاجتماعات السريعة، ولكن هذا ينطبق أيضاً على الكثير من المنتديات الأخرى، منها اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل. السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت هذه الجولات غير المنقطعة من اللقاءات القصيرة لها أي فائدة ملموسة قابلة للقياس.
إن اجتماع الرئيس بايدن يوم الجمعة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لم يخرج بشيء مرتبط باجتماع مجموعة العشرين. كان يمكن أن يكون للاجتماع نتائج مهمة، تماما مثل الإعلان عن خطة لإنشاء روابط جديدة للسكك الحديدية والشحن بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، إلا أن هذا كان بالإمكان أن يحدث بسهولة بتغطية إعلامية أكبر، خلال زيارة مستقلة للرئيس الأمريكي بدلا من اجتماع مجموعة العشرين. محطة بايدن الثانية في هذه الرحلة، فيتنام، كانت صحيحة من الناحية الاستراتيجية، وقد تعزز نجاحها من خلال عدم وجود بايدن محاطًا بحشد صغير من زعماء العالم الآخرين في العاصمة الفيتنامية هانوي.
أبدى العديد من المراقبين وجهة نظر صحيحة، وهي أن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج في الهند أعطى بايدن فرصة منفردة لطرح وجهة نظر أمريكا بشأن القضايا الرئيسية، إلا أن هناك من الأسباب الجوهرية ما يجعلنا نعتقد أن الصين وروسيا لا تُقَدِّران قيمة مجموعة العشرين بقدر ما تقدرهما المنتديات الأخرى، إذ لم يحضر بوتين اجتماعات مجموعة العشرين منذ قمة اليابان عام 2019، مع التنويه أن قمة عام 2020 كانت افتراضية للجميع بسبب الوباء. كذلك، لم يحضر شي قمة عام 2021، وبثت كلمته عبر الفيديو، ولم يحضر أيضا هذا العام. وإذا كانت مجموعة العشرين على هذا القدر من الأهمية، فمن غير المبرر أن يختار شي عدم الظهور ولو لفترة وجيزة، وخاصة في الهند، حيث يُنظر إلى غيابه باعتباره صفعة على الوجه.
إننا، حين نؤكد على مدى سرعة زوال أثر هذه الاجتماعات، فنحن لا نقلل من شأن الهند، واستعداداتها المكثفة لعقد اجتماعات مجموعة العشرين. من المتعارف عليه في الشؤون الدولية أن التظاهر بقوة شيء ضعيف ليس من الأساسيات السليمة للسياسة، لذا فإنّ إلغاء اجتماعات مجموعة العشرين من شأنه أن يعطي القادة وقتا أكبر للتركيز على القضايا الحقيقية، بدلا من البروتوكولات والتفاصيل الدبلوماسية الدقيقة.
جون ر. بولتون مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس دونالد ترامب، وهو مؤلف كتاب «الغرفة التي شهدت الأحداث: مذكرات من البيت الأبيض».
عن واشنطن بوست
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: اجتماعات مجموعة العشرین مجموعة العشرین فی مجموعة السبع فی الهند
إقرأ أيضاً:
أمل عرفة بين السبع والمواجهة مع أمل الدباس في رمضان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تخوض الفنانة السورية أمل عرفة مواجهة كوميدية مع الفنانة الأردنية أمل الدباس، في مسلسل "يا أنا يا هي"، المرتقب عرضه في موسم دراما رمضان 2025، وذلك إلى جانب مشاركتها في بطولة المسلسل السوري "السبع".
وتدور أحداث المسلسل المكون من 15 حلقة، حول "سوزان: أمل الدباس" التي تفقد ذاكرتها بفعل حادث تتعرض له، ما يجعلها ضحية لاستغلال "نادية: أمل عرفة"، في صراع كوميدي بين النجمتين حول منزل في دمشق.
والمسلسل من تأليف وإخراج فادي وفائي، وسيناريو وحوار إيناس سعيد، ويشارك فيه: عبدالمنعم عمايري، ووائل زيدان، ووفاء موصللي، وعاصم حواط، وممثلون كثر آخرون.
View this post on InstagramA post shared by Roya Comedy (@royacomedy)
كما تخوض النجمة السورية أمل عرفة منافسات موسم دراما رمضان 2025، من خلال المسلسل السوري "السبع"، الذي تشارك في بطولته إلى جانب باسم ياخور، وعبدالمنعم عمايري والممثلة الجزائرية أمل بوشوشة، ويضم المسلسل على قائمة أبطاله ممثلون كثر آخرون.
والمسلسل من إخراج فادي سليم، وشارك في تأليفه مع الكاتب سيف رضا حامد، ويتناول العمل حياة الغجز، من خلال صراع بين عائلتين على النفوذ، يشهد منعطفات كبيرة: حيث "لا يعرف فيها الجبروت حدًا، ولا الانتقام يصل نهاية، ولا حتى الحب يمنع كرهًا".