ما هي اللحوم المستنبتة في المختبرات؟.. هكذا تزرع وهذه فوائدها المتوقعة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
اللحوم المستنبتة، أو المزروعة، هي لحم حيواني أصلي يتم إنتاجه في المختبرات دون الحاجة إلى تربية الحيوان ولها بنية ونسيج مثل لحوم الحيوانات، وليست بديلا جيدا لكارهي لحوم الحيوانات، لكنها بشرى سارة لجماعات الرأفة بالحيوان.
وبحسب موقع "غود فود" المتخصص، فإن أول لحم مستنبت ظهر في عام 2013 على يد العالم الهولندي، مارك بوست، وبعد ذلك بدأت صناعة اللحم المزروع مخبريا، وأصبح هنالك قرابة 150 شركة بحلول 2022.
ولكن سوق اللحوم المزروعة يعتبر واعدا، تجري مئات الشركات والمختبرات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم أبحاثا حولها، لإنتاج نماذج جديدة لتصنيع أوسع للحوم في المختبرات.
لكنّ اللحوم المزروعة لا تزال حتى الآن معقدة ومكلفة للغاية لإنتاجها.
كيف تزرع اللحوم؟
تبدأ عملية التصنيع بالحصول على الخلايا الجذعية من الحيوان وتخزينها، ويقوم إنتاج لحم الدجاج على خلايا مستخرجة من حيوان أو بيض دجاج مخصب، ثم زراعة هذه الخلايا في مفاعلات حيوية تعرف باسم "المزارع"، ويتم تغذيتها بالأوكسجين، والأحماض الأمينية، والجلوكوز، والفيتامينات، والأملاح غير العضوية، والبروتينات.
وبعد أن تبدأ الخلايا بالنمو، وتكوين أنسجة عضلية، ودهنية، وأنسجة ضامة، لتشكل الشكل النهائي للمنتج، وتستغرق العملية بين أسبوعين إلى ثمانية أسابيع اعتمادا على نوع اللحم المزروع.
وتختلف هذه المنتجات عن البدائل النباتية، مثل "شرائح اللحم" المصنوعة من فول الصويا والمكونات الأخرى التي تحاكي ملمس اللحوم ونكهتها من دون احتوائها على بروتين حيواني.
ماذا توفر لنا اللحوم المزروعة؟
يتوقع العلماء أن اللحوم المزروعة ستستخدم موارد أقل، وإذا تم إنتاجها بالطاقة المتجددة فإنها ستقلل انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 92%، واستخدام الأراضي لتربية الحيوانات بنسبة 90% مقارنة بإنتاج اللحوم التقليدية، إلى جانب خفض حالات الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء.
وأظهرت دراسة حديثة من جامعة كاليفورنيا في ديفيس، لم تتم مراجعتها من قبل علماء آخرين بعد، أن جميع مراحل إنتاج اللحوم في المختبر تتطلب الكثير من الطاقة وتنبعث منها كمية كبيرة من غازات الدفيئة.
وسيسجل لاستنبات اللحم داخل المختبر إذا أثبت نفسه، أنه سيخفف من إزالة الغابات، وفقدان التنوع البيولوجي، ومقاومة المضادات الحيوية، وتفشي الأمراض حيوانية المنشأ، إلى جانب مسألة ذبح الحيوانات التي تعتبر شائكة في الغرب.
وفي حزيران الماضي، أصبحت الولايات المتحدة ثاني دولة، بعد سنغافورة، تفتح الطريق أمام استهلاك اللحوم الاصطناعية على نطاق واسع، من خلال السماح للمرة الأولى ببيع لحوم الدجاج المزروعة في مختبرات شركتين محليتين.
فقد أجرت وزارة الزراعة الأميركية مراجعة تحليلية وافقت على إثرها على أنظمة سلامة الغذاء للبنى التحتية التابعة لشركتي "أبسايد فودز" و"غود ميت"، على ما أوضح ناطق باسم الوزارة لوكالة فرانس برس.
وقال الناطق في بيان إن الخدمة الفدرالية للفحص الصحي للأغذية (FSIS) "أصدرت ثلاثة تصاريح مطابقة للمواصفات لمؤسسات تصنيع (...) منتجات مشتقة من خلايا حيوانية".
ومُنح الترخيص الثالث إلى شركة "جوين بايولوجيكس" المتعاونة مع "غود ميت".
وكانت شركتا "أبسايد فودز" و"غود ميت" قد حصلتا في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت على موافقة وكالة سلامة الأغذية الأميركية (FDA).
وقال جوش تتريك، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "إيت جاست" القائمة على "غود ميت"، فرحب بـ"السماح ببيع" لحوم الدجاج المزروعة مخبرياً في الولايات المتحدة، "القوة الأولى في العالم".
وكانت شركته أول من حصل على الموافقة على تسويق اللحوم الاصطناعية في سنغافورة في عام 2020.
على جانب آخر، أوصى تقرير لأعضاء في مجلس الشيوخ الفرنسي، في آذار/ مارس الماضي بـ"تسريع البحث" حول اللحوم المصنّعة في المختبر.
ويخشى أعضاء مجلس الشيوخ من أن تتخلف فرنسا عن اللحاق بمسار الدول الأخرى في هذا الشأن، وأن "تقع في الاعتماد على الشركات الأجنبية الكبيرة".
ولم يُقدم أي طلب لطرح هذه المنتجات في الأسواق حتى الآن في الاتحاد الأوروبي، فيما قد يتعين الانتظار حتى عام 2025 على الأقل لرؤية مثل هذه الأطعمة تظهر على الرفوف.
فتوى دينية
على الجانب الديني، أفتى علماء مسلمون من المملكة العربية السعودية، بأن هذه اللحوم يمكن أن تكون حلالا إذا استوفت معايير معينة، في خطوة مهمة للغاية لقبول هذا النوع من اللحوم عند المسلمين نظرا لأن مستهلكي المنتجات الحلال حول العالم يمثلون 25% من سكان العالم.
وتبلغ حجم تجارة اللحوم الحلال على مستوى العالم 202 مليار دولار أمريكي في عام 2021، ومن المتوقع وصوله إلى 375,05 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، وفقًا لبعض التقديرات.
خلص العلماء إلى أن اللحوم المزروعة يمكن أن تكون حلالاً وفقًا للشروط التالية؛ استخلاص سلالة الخلايا من حيوان مباح أكله، مثل الدجاج أو البقر؛ وذبح الحيوان الذي تُستخلص منه سلالة الخلايا وفقًا للشريعة الإسلامية.
كما اشترط العلماء أن تكون المواد الغذائية المغذية للخلايا مباحًا أكلها، وألا تتضمن أي مواد محظور أكلها، مثل الدم المسكوب أو الكحول أو المواد المستخرجة من الحيوانات غير المذبوحة بالطريقة الصحيحة أو الخنازير.
كما اشترطوا أن تكون اللحوم المزروعة صالحة للأكل وألا تُشكل أي ضرر على صحة البشر.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، جاءت الاشتراطات من أجل تحليل هذا النوع من اللحوم، من عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، عبدالله المانع، ورئيس قسم الفقه المقارن في المعهد العالي السعودي للقضاء، عبدالله المطلق، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة، سعد الشثري.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية لحم صحة صحة طب تغذية لحم تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللحوم المزروعة أن تکون
إقرأ أيضاً:
توفير 289 ألف رأس من الحيوانات الحيّة لتلبية احتياجات المستهلكين
العُمانية: أشارت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى أنّ إجمالي عدد الأبقار والأغنام الحية المتوافرة خلال شهري يناير وفبراير بلغ 289089 منها 21876 من الأبقار و267213 من الأغنام والماعز.
وقال المهندس خلفان بن مطر الشرجي مدير عام الثروة الحيوانية: إنّ الوزارة تعمل على توفير حاجة السوق المحلي من الحيوانات الحية واللحوم الحمراء بالتنسيق مع شركات استيراد المواشي وتقديم كل التسهيلات لها من خلال تسهيل وتبسيط إجراءات الاستيراد، حيث بلغت التصاريح الموافق عليها 129 تصريحًا.
وأشار إلى أنّ إجمالي المواشي التي تمّ السماح باستيرادها (359150) توزعت على (332700) رأس من الماعز والأغنام، و(26450) رأسًا من الأبقار.
ووضح أنّ شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، يُعدان من المواسم التي يتزايد فيها احتياج السوق المحلي للحوم الحمراء ولذلك فإن الطلبات على استيراد المواشي مستمرة من قبل الشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال وستتزايد خلال الأيام القادمة لتغطية متطلبات الشهر الفضيل وعيد الفطر المبارك.
وأكد على أنّ الكادر البيطري في الحجر البيطري يعمل بشكل مستمر وحثيث للتحقق وتطبيق الإجراءات الصحية اللازمة على جميع إرساليات الحيوانات الحية المستوردة، كخط الدفاع الأول لمنع تسرب الأمراض الحيوانية المعدية والوبائية أو المشتركة إلى سلطنة عُمان.