الإحصاء والتنمية المجتمعية تجمع خبراء ومتخصصين لمناقشة استراتيجيات تحقيق رفاهية المجتمعات
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
الشارقة في 13 سبتمبر / وام / استضافت "دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية" بالشارقة ضمن مشاركتها في الدورة الـ12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي نخبةً من المسؤولين الحكوميين والخبراء في عدد من الجلسات الحوارية والخطابات الملهمة لمناقشة أهم الاستراتيجيات الرامية للاستثمار في الموارد البشرية وتمكين المرأة ودور الصحة النفسية في التنمية المجتمعية في إطار شعار المنتدى لهذا العام "موارد اليوم .
وانطلقت فعاليات الدائرة في اليوم الأول من المنتدى بجلسة تحت عنوان "تمكين الأسر ودعم ازدهار الأمم .. الاستراتيجيات الحكومية للاستثمار في الموارد البشرية وتكوين الأسرة" جمعت على منصتها الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى وسعادة الدكتورة خولة عبد الرحمن الملا رئيس هيئة شؤون الأسرة بالشارقة والمهندس ثامر راشد القاسمي المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات بهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة وشهدت حضوراً متميزاً للقاضي الأمريكي فرانك كابريو أحد أبرز ضيوف المنتدى.
وخلال الجلسة، استعرض الشيخ ماجد القاسمي أهم الخدمات والاحتياجات التي تلبيها دائرة شؤون الضواحي والقرى لتحقيق رفاهية مجتمع إمارة الشارقة عبر 15 مجلسا في البلديات الـ9 للإمارة تضع نصب أعينها متابعة احتياجات الأهالي ووضع معايير واضحة لتحدي الظواهر الدخيلة على المجتمع تماشياً مع سياسة "الحل والإحالة" والتي تتلخص في تقديم الحلول بشكل مباشر إذا ما كانت متاحة وفقاً لصلاحيات الدائرة أو عبر إحالة الشكاوى المقدمة للإدارات المختصة واصفاً التعاون بين الجهات الحكومية في الإمارة بالشراكة المتميزة.
وأكدت سعادة الدكتور خولة الملا على الدور الكبير للأسرة في تحقيق رفاهية المجتمع والوصول لتطلعات الدولة؛ وقالت بفضل الرؤية الحكيمة للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التي وضعها منذ 50 عاماً وجعلت من الفرد والأسرة أساساً للتنمية والنهضة حققنا نتائج ومنجزات كبرى نقلت دولة الإمارات من الصحراء إلى استكشاف الفضاء.
من جانبه شدد المهندس ثامر راشد القاسمي على ضرورة وضع استراتيجية وطنية لصناعة المحتوى تعتمد على ما يتوفر من دراسات وأبحاث حول السلوكيات الشائعة لدعم الجهود الحكومية في رعاية الأسرة والطفل لتغيير الأفكار السلبية والاستثمار في البرامج التي تلبي طموحات الأطفال والشباب، مشيراً إلى شعار المنتدى (موارد اليوم.. ثروات الغد) وما يمثله من مسار لمراكمة ثروة تعتمد على الأجيال الجديدة، التي لابد من زرع القيم والمبادئ النبيلة فيها منذ عمر الطفولة المبكرة خاصة وأن 90% من الأطفال يتشكل وعيهم قبل بلوغ سن التاسعة.
وقدم الدكتور خليل الزيود خطاباً ملهماً عن موضوع "المهارات الشّخصية ضرورة لا رفاهية" استعرض خلاله كيفية توظيف الإمكانات المحيطة بالإنسان لتنمية قدراته ومهاراته وأهم السمات الشّخصية الإنسانية.
واستهل الزيود خطابه بالتأكيد على أن المهارات الشخصية ضرورة إنسانية وليست ترفاً، مشيراً إلى أن السير على طريق الإنتاجية لا يتم دون تحقيق الصحة النفسية التي عرفها بأنها المكافئ للجهد المبذول من الإنسان ومكتسباته.
وأكد أن قابلية النفس البشرية للإنتاج معتمدة على وضع رؤية واضحة للمستقبل تميز بين الخير والشر وتراكم المعارف وتوظف الخبرات في الوقت الذي لا يمكن لأي مجتمع أن يرسخ الصحة النفسية دون توظيف 4 عناصر هي: أولاً النفس الإنسانية وتنمية مكوناتها: العقل والجسد والروح وثانياً العائلة التي لا تنحصر في مكوناتها كأفراد بل في فن بناء العلاقة بينهم وثالثاً جودة العمل ونجاح العلاقات ورابعاً ترسيخ الهوية الوطنية والانتماء للدولة وقيادتها ومؤسساتها.
وفي فعاليتها الثالثة بالمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، استضافت "دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية" في منصتها كلاً من الدكتورة عائشة بن بشر الخبيرة الدولية في التحول الرقمي والقائدة الاستراتيجية في مبادرات المدن الذكية وحنان أهلي مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء خلال جلسة بعنوان "شكل جديد من أشكال القوة الناعمة .. تمكين المرأة باعتبارها شريكاً أساسياً في التنمية الاقتصادية".
واستهلت عائشة بن بشر مشاركتها في الجلسة بالتأكيد على أن المرأة الإماراتية ممكنة منذ تأسيس الدولة؛ قائلةً ليس لدينا ذلك العبء الذي تعاني منه الدول الأخرى وقد تأكدت من ذلك خلال سنوات دراستي في بريطانيا عام 2004 حيث استذكر أنني حاولت فتح حساب مصرفي في مانشستر وحصلت على موعد بعد 3 أسابيع فنصحتني إحدى المشرفات المحليات بالاستعانة بأحد أقربائي الذكور كأبي أو أخي للحصول على موعد أقرب وهو ما أثار استغرابي خاصة وأنني ألقى معاملة أفضل كإمرأة في بلدي تسهل علي الحصول على الخدمات في مسارات خاصة بل وتسهيل الخدمات العامة حتى في المنزل ما دفع المشرفة البريطانية بالقول أنها تتمنى لو كانت مواطنة إماراتية.
من جانبها أشارت سعادة حنان أهلي إلى أن تمكين المرأة متأصل في إمارة الشارقة ومؤسساتها على وجه الخصوص في الوقت الذي قدمت فيه دولة الإمارات نموذجاً استثنائياً في مأسسة تمكين المرأة منذ السبعينيات مستعينةً في ذلك بالكثير من الشواهد كتأسيس "أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية للاتحاد النسائي العام وكذلك إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين واعتماد هذه المؤسسات وغيرها على رؤية توثق النموذج الإماراتي وتصدره للعالم والبحث لتطوير الممارسات التمكينية التي لا تكتفي بتعزيز مشاركة المرأة الاجتماعية والاقتصادية بل تعمل على تغيير الصورة النمطية المنتشرة حول وضع المرأة في المجتمعات العربية والخليجية.
مصطفى بدر الدين/ بتول كشوانيالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: تمکین المرأة
إقرأ أيضاً:
سلطان القاسمي يشيد بإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية في 127 مجلداً
الشارقة- وام
أشاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، بإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية في 127 مجلداً، الذي برز فيه التعاون الكبير والجهد الوافر من كافة العلماء في المجامع العربية كلها، ليكون هدية مباركة إلى الأمة العربية، مشيراً سموه إلى أن المعجم سيكون متاحاً بعدة طرق متنوعة، لفائدة جميع الباحثين والشباب.
جاء ذلك خلال لقاء سموه، الثلاثاء، برؤساء المجامع اللغوية العربية، وأعضاء مجلس أمناء مجمع اللغة العربية بالشارقة، في مقر المجمع بالمدينة الجامعية.
ورحّب صاحب السمو حاكم الشارقة في بداية حديثه بالحضور من العلماء الأجلاء، ومباركاً لهم هذا الإنجاز الكبير، الذي يُنسب إلى المجامع العربية في كل البلدان بتعاونهم الشامل.
وقال سموه، معبراً عن تقديره لكل من عمل في هذا الإنجاز غير المسبوق: «سنكتبُ أسماءهم بالذهب على هذا العمل الجليل».
وتطرق سموه خلال حديثه إلى ما بذل من جهود كبيرة في العمل على مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الذي اكتمل في سبع سنوات فقط، ويضم كل ما نطق به العرب منذ فترة ما قبل الإسلام إلى اليوم، مؤكداً أن اكتمال المعجم هو يوم مشهود في تاريخ الأمة العربية، ومقدماً سموه شكره إلى كافة المجامع في الدول العربية والعلماء، وكل من عمل في المعجم التاريخي للغة العربية، مشيراً إلى دور اتحاد المجامع العربية في القاهرة، الذي كان له الفضل في وضع القواعد لهذا المشروع الكبير سابقاً، وفتح الطريق إلى هذا الإنجاز.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة، أهمية توفير ونشر المعجم التاريخي للغة العربية بعدة طرق ووسائل حديثة، تستوعب صعوبة اقتناء كافة مجلدات المعجم التاريخي وحمله من مكان إلى آخر، وكذلك لضمان انتشار المعجم خاصة بين أجيال الشباب، ولذلك تم وضع المعجم كاملاً على الموقع الإلكتروني، كما تم إطلاق تطبيقات خاصة به على الهواتف الذكية حتى يتمكن الباحثون من البحث فيه بسهولة، إلى جانب مشروع «معجم جي بي تي»، وهي تقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي، تٌمكّن الباحثين من التحاور مع المعجم، وطلب أي من محتوياته بسهولة كبيرة، وسيكون المشروع جاهزاً خلال أشهر معدودة.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة، الموسوعة العربية الشاملة للعلوم والآداب والفنون، التي سيستمر العمل فيها مع نخبة العلماء الذين أنجزوا المعجم التاريخي للغة العربية، والتي ستكون فريدة في نوعها ومختصة ودقيقة، ما يجعل البحث فيها سهلاً وبسرعة فائقة، لما ستكون عليه من الترتيب المتقن والمتكامل.
وأعرب سموه في ختام حديثه عن أمله في أن تقوم المجامع اللغوية العربية بأدوار كبيرة في تثقيف الناس، من خلال الندوات المتخصصة والمحاضرات، موضحاً أهمية هذه الأنشطة الثقافية في إبراز مكانة العلماء وإجْلالهم وإعلاء مقامهم وتعريف الناس بعلمهم وجهدهم، كما ظهر ذلك خلال عملهم في المعجم التاريخي للغة العربية، إضافة إلى ما تعمل عليه الثقافة، التي تركز عليها الشارقة، في الارتقاء بالأمة العربية في دينها وعِلمها وإنسانها.
وتحدث خلال اللقاء عدد من رؤساء المجامع اللغوية العربية، مباركين لصاحب السمو حاكم الشارقة، اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية، مثمنين ما ظلّ يقدمه سموه من دعم لا محدود، ومتابعة حثيثة، لكافة أمور المعجم حتى اكتمال صدوره في وقت قياسي مقارنة بكافة المعاجم من هذا النوع في العالم.
وتناول المتحدثون أهمية المعجم للباحثين والعلماء والدارسين وغيرهم لغوياً وتاريخياً، كما قدموا الشكر والامتنان إلى سموه لدعم كل ما يتعلق باللغة العربية في مختلف البلدان.