الشارقة في 13 سبتمبر / وام / استضافت "دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية" بالشارقة ضمن مشاركتها في الدورة الـ12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي نخبةً من المسؤولين الحكوميين والخبراء في عدد من الجلسات الحوارية والخطابات الملهمة لمناقشة أهم الاستراتيجيات الرامية للاستثمار في الموارد البشرية وتمكين المرأة ودور الصحة النفسية في التنمية المجتمعية في إطار شعار المنتدى لهذا العام "موارد اليوم .

. ثروات الغد".

وانطلقت فعاليات الدائرة في اليوم الأول من المنتدى بجلسة تحت عنوان "تمكين الأسر ودعم ازدهار الأمم .. الاستراتيجيات الحكومية للاستثمار في الموارد البشرية وتكوين الأسرة" جمعت على منصتها الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى وسعادة الدكتورة خولة عبد الرحمن الملا رئيس هيئة شؤون الأسرة بالشارقة والمهندس ثامر راشد القاسمي المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات بهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة وشهدت حضوراً متميزاً للقاضي الأمريكي فرانك كابريو أحد أبرز ضيوف المنتدى.

وخلال الجلسة، استعرض الشيخ ماجد القاسمي أهم الخدمات والاحتياجات التي تلبيها دائرة شؤون الضواحي والقرى لتحقيق رفاهية مجتمع إمارة الشارقة عبر 15 مجلسا في البلديات الـ9 للإمارة تضع نصب أعينها متابعة احتياجات الأهالي ووضع معايير واضحة لتحدي الظواهر الدخيلة على المجتمع تماشياً مع سياسة "الحل والإحالة" والتي تتلخص في تقديم الحلول بشكل مباشر إذا ما كانت متاحة وفقاً لصلاحيات الدائرة أو عبر إحالة الشكاوى المقدمة للإدارات المختصة واصفاً التعاون بين الجهات الحكومية في الإمارة بالشراكة المتميزة.

وأكدت سعادة الدكتور خولة الملا على الدور الكبير للأسرة في تحقيق رفاهية المجتمع والوصول لتطلعات الدولة؛ وقالت بفضل الرؤية الحكيمة للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التي وضعها منذ 50 عاماً وجعلت من الفرد والأسرة أساساً للتنمية والنهضة حققنا نتائج ومنجزات كبرى نقلت دولة الإمارات من الصحراء إلى استكشاف الفضاء.

من جانبه شدد المهندس ثامر راشد القاسمي على ضرورة وضع استراتيجية وطنية لصناعة المحتوى تعتمد على ما يتوفر من دراسات وأبحاث حول السلوكيات الشائعة لدعم الجهود الحكومية في رعاية الأسرة والطفل لتغيير الأفكار السلبية والاستثمار في البرامج التي تلبي طموحات الأطفال والشباب، مشيراً إلى شعار المنتدى (موارد اليوم.. ثروات الغد) وما يمثله من مسار لمراكمة ثروة تعتمد على الأجيال الجديدة، التي لابد من زرع القيم والمبادئ النبيلة فيها منذ عمر الطفولة المبكرة خاصة وأن 90% من الأطفال يتشكل وعيهم قبل بلوغ سن التاسعة.

وقدم الدكتور خليل الزيود خطاباً ملهماً عن موضوع "المهارات الشّخصية ضرورة لا رفاهية" استعرض خلاله كيفية توظيف الإمكانات المحيطة بالإنسان لتنمية قدراته ومهاراته وأهم السمات الشّخصية الإنسانية.

واستهل الزيود خطابه بالتأكيد على أن المهارات الشخصية ضرورة إنسانية وليست ترفاً، مشيراً إلى أن السير على طريق الإنتاجية لا يتم دون تحقيق الصحة النفسية التي عرفها بأنها المكافئ للجهد المبذول من الإنسان ومكتسباته.

وأكد أن قابلية النفس البشرية للإنتاج معتمدة على وضع رؤية واضحة للمستقبل تميز بين الخير والشر وتراكم المعارف وتوظف الخبرات في الوقت الذي لا يمكن لأي مجتمع أن يرسخ الصحة النفسية دون توظيف 4 عناصر هي: أولاً النفس الإنسانية وتنمية مكوناتها: العقل والجسد والروح وثانياً العائلة التي لا تنحصر في مكوناتها كأفراد بل في فن بناء العلاقة بينهم وثالثاً جودة العمل ونجاح العلاقات ورابعاً ترسيخ الهوية الوطنية والانتماء للدولة وقيادتها ومؤسساتها.

وفي فعاليتها الثالثة بالمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، استضافت "دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية" في منصتها كلاً من الدكتورة عائشة بن بشر الخبيرة الدولية في التحول الرقمي والقائدة الاستراتيجية في مبادرات المدن الذكية وحنان أهلي مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء خلال جلسة بعنوان "شكل جديد من أشكال القوة الناعمة .. تمكين المرأة باعتبارها شريكاً أساسياً في التنمية الاقتصادية".

واستهلت عائشة بن بشر مشاركتها في الجلسة بالتأكيد على أن المرأة الإماراتية ممكنة منذ تأسيس الدولة؛ قائلةً ليس لدينا ذلك العبء الذي تعاني منه الدول الأخرى وقد تأكدت من ذلك خلال سنوات دراستي في بريطانيا عام 2004 حيث استذكر أنني حاولت فتح حساب مصرفي في مانشستر وحصلت على موعد بعد 3 أسابيع فنصحتني إحدى المشرفات المحليات بالاستعانة بأحد أقربائي الذكور كأبي أو أخي للحصول على موعد أقرب وهو ما أثار استغرابي خاصة وأنني ألقى معاملة أفضل كإمرأة في بلدي تسهل علي الحصول على الخدمات في مسارات خاصة بل وتسهيل الخدمات العامة حتى في المنزل ما دفع المشرفة البريطانية بالقول أنها تتمنى لو كانت مواطنة إماراتية.

من جانبها أشارت سعادة حنان أهلي إلى أن تمكين المرأة متأصل في إمارة الشارقة ومؤسساتها على وجه الخصوص في الوقت الذي قدمت فيه دولة الإمارات نموذجاً استثنائياً في مأسسة تمكين المرأة منذ السبعينيات مستعينةً في ذلك بالكثير من الشواهد كتأسيس "أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية للاتحاد النسائي العام وكذلك إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين واعتماد هذه المؤسسات وغيرها على رؤية توثق النموذج الإماراتي وتصدره للعالم والبحث لتطوير الممارسات التمكينية التي لا تكتفي بتعزيز مشاركة المرأة الاجتماعية والاقتصادية بل تعمل على تغيير الصورة النمطية المنتشرة حول وضع المرأة في المجتمعات العربية والخليجية.

مصطفى بدر الدين/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: تمکین المرأة

إقرأ أيضاً:

سلطان القاسمي يكرّم مؤسسة "لايت إيد إمباكت" بجائزة "الشارقة لمناصرة اللاجئين"

كرّم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، والشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة حاكم الشارقة، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، مؤسسة "لايت إيد إمباكت"، الفائزة بالدورة الثامنة من جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، خلال الحفل الذي أُقيم، اليوم الأربعاء، في "مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار".

وألقت مريم الحمادي، المديرة العامة لمؤسسة القلب الكبير، كلمة أكدت فيها أهمية دور العمل الإنساني في مواجهة التحديات التي يعيشها العالم اليوم.
وقالت إن الإنسانية في جميع العالم تمر بتحديات كبرى لم تعهدها من قبل، ولم نشهد مثيلاً لها في التاريخ المعاصر، وما يميز هذه المرحلة عن غيرها هو أن عنوانها الإنساني طغى، ولأول مرة، على كافة العناوين الأخرى، ما وضع الإنسانية جمعاء في اختبارات حقيقية، تعيد تشكيل الحياة التي نعيشها وطبيعة القيم والمفاهيم التي نؤمن بها وشكل العلاقات بين الشعوب والأمم وصيغة المستقبل الذي نطمح إليه جميعاً.
وأضافت أنه في ظل هذه المرحلة يصبح العمل الإنساني المبدع وغير التقليدي شكلاً من أشكال الانتصار للضحايا والمظلومين وإعلاناً جماعياً للتمسك بالروابط والقيم الإنسانية المشتركة، وتأكيداً على أن الخير باقٍ مهما كانت المرحلة حالكة وأن نور الفجر آتٍ لا محالة تحمله أيادٍ بيضاء آمنت بقدرة الخير على هزيمة الشر وبقدرة العطاء على دحر محاولات سلب الإنسان حقه وكرامته.

قوة الأمل

وحول مبادرات وإنجازات الفائز بالجائزة، قالت الحمادي إن مؤسسة لايت إيد إمباكت أنشأت محطات للاستفادة من مصادر الطاقة الشمسية في المناطق النائية في نيجيريا، ووفرت السبل أمام الأطفال اللاجئين لاستكمال مسيرتهم التعليمية، وزودتهم بالمهارات اللازمة ليكون كل منهم سبباً ومحركاً لتغيير واقعه وواقع من حوله؛ فهي لم تساعد اللاجئين على تجاوز تحديات العمل والتعليم وحرية التنقل وحسب، بل كان لجهودها أثر في إرساء معايير الأمان والسلامة؛ إذ تراجعت بفضلها أشكال متعددة من الجرائم، مثل السرقات والقتل والتحرش والاغتصاب.
وأضافت أنه منذ انطلاق جائزة الشارقة لمناصرة ودعم اللاجئين كان لها أهداف عديدة، يعرفها من يتابع مشروعها ورسالتها، أبرزها دعم مبادرات المؤسسات العاملة مع اللاجئين والرامية لتحسين واقعهم، لكن في الحقيقة كان دائماً هنالك حلم أكبر، حلم أشمل نعمل ونأمل أن يتحقق يوماً ما، هذا الحلم هو أن تتوقف الجائزة يوماً ما ولا يعود هنالك حاجة إليها، نعم نتمنى أن تلغى الجائزة، فأملنا أن نستفيق على عالم بلا لاجئين ونازحين، أملنا أن تتوقف الحروب في فلسطين والسودان ولبنان واليمن وسائر بلدان العالم؛ فما تمر به المنطقة اليوم، وخاصة أهلنا في غزة، بقدر ما يضعنا أمام واقع صعب وقاسٍ، بقدر ما يمنحنا الثقة بأن قوة الأمل ستولِّد عشرات المبادرات، وتجمع مئات وآلاف الأيادي لتجاوز هذه المحنة.

تحديات غير مسبوقة

من جانبه، أشاد أندرو هاربر، المستشار الخاص للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأن العمل المناخي، في كلمة ألقاها بالدور الكبير الذي تقوم به إمارة الشارقة في دعم اللاجئين وتعزيز التعاون الدولي من أجل تحسين حياتهم.
وقال: "أتوجه بالشكر الجزيل وأعرب عن تقديري وامتناني للمناصرة البارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة حاكم الشارقة، لدورها في قيادة الجهود الإنسانية الرامية إلى حماية وتمكين اللاجئين على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث وصلت مساهماتها من خلال مؤسسة القلب الكبير إلى أكثر من مليون شخص حول العالم، ممن حصلوا على مساعدات إنسانية ودعم في مجالات التعليم والرعاية الصحية وتمكين المرأة، في وقت يواجه العالم فيه تحديات غير مسبوقة، حيث وصل عدد اللاجئين والنازحين إلى أكثر من 122 مليون شخص، معظمهم يعانون من تداعيات تغير المناخ، حيث يعيش ثلاثة أرباع النازحين قسراً في بلدان تعاني من المخاطر الناجمة عن تغير المناخ، وبعد هروبهم من مناطق الحروب والنزاعات، وجدوا أنفسهم في مواجهة الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة".


وشاهد حاكم الشارقة والحضور عرضاً مرئياً تناول أبرز إنجازات مؤسسة "لايت إيد إمباكت"، التي أسسها الشاب النيجيري ستانلي أنيجبوجو، وتمكنت خلال عامين فقط من توفير محطات طاقة شمسية لأكثر من 50 ألف عائلة في مخيمات اللجوء، والمناطق الريفية التي تعاني نقصاً في الخدمات الأساسية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وزودت أفرادها بالمعارف والمهارات اللازمة لصيانتها، كما استحدثت برامج تعليمية حول أساليب وتقنيات إعادة تدوير المواد الاستهلاكية وتحويلها إلى مصادر طاقة بديلة.

مشاريع استثنائية

وتفضل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتكريم الفائز بالدورة الثامنة من الجائزة، مؤسسة "لايت إيد إمباكت"، وأعرب ستانلي أنيجبوجو، مؤسس المؤسسة، في كلمته بعد التكريم عن امتنانه قائلاً: "نشأت في مدينة أونيتشا، نيجيريا، حيث كنت على دراية كاملة بواقع فقر الطاقة، كان ضوء مصباح الكيروسين الخافت أو الشمعة هو كل ما أملكه للدراسة، وميض صغير من الأمل في عالم مليء بالتحديات، في تلك اللحظات، وأنا أعاني من صعوبة الدراسة تحت ضوء غير كافٍ، أدركت مدى الترابط العميق بين الوصول إلى الطاقة والتعليم والصحة والفرص، أدركت أن الضوء ليس مجرد حاجة فيزيائية، بل هو رمز للفرص، ومنارة للأمل، ومحفز للتغيير".


وبفوزها بالجائزة حصلت مؤسسة "لايت إيد إمباكت" على مكافأة قدرها 500 ألف درهم، بمساهمة خاصة من مؤسسة القلب الكبير، تكريماً لمبادراتها ومشاريعها الاستثنائية التي أسهمت بشكل فعال في تحسين حياة اللاجئين والنازحين في نيجيريا وأفريقيا من خلال توفير حلول الطاقة المستدامة في مجتمعات اللاجئين والتغلب على العديد من التحديات التي تواجههم، أبرزها صعوبة التخلص من 1.1 مليون طن من النفايات الإلكترونية سنوياً، وعدم تكرير ما يقارب 88% من إجمالي النفايات فيها، والتي عالجها ستانلي من خلال استخدام نموذج الاقتصاد الدائري الذي يتم من خلال إعادة استخدام النفايات الإلكترونية والبلاستيكية لتصنيع مصابيح شمسية محمولة ومحطات للشحن الكهربائي.

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية: المرأة هي عماد التطوير والتنمية
  • عبدالله بن سالم القاسمي يفتتح «الشارقة للاستثمار»
  • سلطان القاسمي يكرّم مؤسسة "لايت إيد إمباكت" بجائزة "الشارقة لمناصرة اللاجئين"
  • "الإسكان": اجتماع تنسيقي لمناقشة خطط تطوير العمل بإدارات الشئون القانونية بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وأجهزتها
  • سلطان القاسمي يمنح وسام شرطة الشارقة للواء سيف الزري الشامسي
  • سلطان القاسمي يصدر قراراً إدارياً بمنح وسام شرطة الشارقة للواء سيف الزري الشامسي
  • مؤسسة "غيتس": الإمارات شريك رائد في مواجهة الأمراض التي تهدد المجتمعات
  • الرئيس التنفيذي لمؤسسة “غيتس”: الإمارات شريك رائد في مواجهة الأمراض التي تهدد المجتمعات
  • ثقافة وسياحة أبوظبي تفوز بالجائزة الذهبية للمسؤولية المجتمعية 2024
  • منتدى الشارقة الاستثمار 2024 ينطلق بعد غد الأربعاء برؤية مستقبلية للاقتصادات الذكية بمشاركة قادة أعمال من دولة الإمارات والعالم