أهمية الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
يُعرّف الفساد على أنه قوة غامضة وخبيثة تتربص بالمجتمعات والدول ويتسبب في انعدام الثقة بين الأفراد والمؤسسات وإعاقة تقدمهم على كل المستويات، وقد أظهر التاريخ أن الدول التي تفشل في مكافحة الفساد تجد نفسها مع الوقت متورطة في الكثير من المشاكل الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية وغياب الاستقرار السياسي. وتحتاج الدول من أجل تجاوز كل هذه التحديات إلى أن تكون لديها رؤية واضحة لتحقيق النزاهة ومحاربة الفساد بشكل جماعي.
وفي سلطنة عمان أمس أعلن جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة عن إطلاق الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة. والخطة بمثابة «الأداة المرجعية للعمل الوطني والتكامل المؤسسي في مجال تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد» وتأتي الخطة في إطار حرص سلطنة عمان على تبنّي أفضل الممارسات الدولية في هذا الجانب إضافة إلى التزامها بالمتطلبات الواردة في كل من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والاتفاقية العربية لمكافحة الفساد بهدف تعزيز التدابير الرامية لمكافحة الفساد وتعزيز الكفاءة في استخدام الموارد وتجسيد قيم العمل المؤسسي لتحقيق أهداف التنمية الشاملة.
وتم إعداد الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة وفق منهجية شاملة، فكل دولة تحتاج إلى منظومة شاملة من القوانين والتشريعات التي تضع أسسا صلبة لعملية تنفيذ الخطة الوطنية. لذلك نصت الخطة على مبدأ القوانين والتشريعات والأداء المؤسسي الكفؤ والشفافية والتعاون والشراكة. وكما هو معلوم أن القوانين هي التي تقوم بدور الرادع للنوايا وهي أيضا، توفر مسارات واضحة للمحاكمة والعقاب، وترسل رسالة واضحة مفادها أنه لا تسامح مع الفساد. علاوة على ذلك، تمهد القوانين الطريق لإنشاء مؤسسات مخصصة للتحقيق في ممارسات الفساد ومحاكمتها، مما يضمن تحقيق أهداف الخطة بطريقة منهجية ومستدامة.
ولكن لماذا تعدّ مكافحة الفساد ضرورية؟ بعيدا عن الضرورات الأخلاقية الواضحة، فإن العواقب المترتبة على الفساد كبيرة جدا، ويمكن للممارسات الفاسدة أن تستنزف خزائن الدولة، وتحرم المواطنين من الحصول على الكثير من الخدمات بكفاءة عالية، كما يخنق الفساد الاقتصاد ويعطل الكثير من الأعمال ويثبط الابتكار ، وفي النهاية يقود إلى الركود الاقتصادي.
والأهم من ذلك أن الفساد يؤدي إلى تآكل نسيج المجتمع ذاته، لذلك فإن الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة ليست مجرد استراتيجية، بل هي رؤية لمستقبل أكثر إشراقا وازدهارا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الخطة الوطنیة لتعزیز النزاهة
إقرأ أيضاً:
الخارجية السعودية: تصريحات سموتريتش المتطرفة تكرس الاحتلال الإسرائيلي وتنتهك القوانين الدولية
الرياض-سانا
حذرت المملكة العربية السعودية من خطورة التصريحات المتطرفة للوزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشأن ضم الضفة الغربية وفرض سيطرة الاحتلال عليها.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس” أن هذه التصريحات تقوّض جهود السلام، وتشجع الحروب وتنتج مزيداً من التطرف، وتضاعف التهديد لأمن المنطقة واستقرارها.
وشدد البيان على أن المملكة تعد هذه التصريحات انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وتكرس الاحتلال والتوسع في الاستيلاء على الأراضي بالقوة ما يشكل سابقة خطيرة، موضحاً أن تبعات استمرار الفشل الدولي تتعدى حدود هذه الأزمة لتطال شرعية ومصداقية قواعد النظام الدولي، بما يهدد استمراريته.
وكان سموتريتش قال يوم الإثنين الماضي خلال اجتماع ما يسمى “الكنيست الإسرائيلي” إنه أصدر تعليمات للتحضير لما سماه “بسط السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية، موضحاً أنه يسعى لتطبيق هذه الخطة العام المقبل، ويأمل دعمها من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث لاقت هذه التصريحات رفضاً فلسطينياً ودولياً واسعاً.