موقع 24:
2025-04-17@21:02:33 GMT

السودان.. مقتل أكثر من 30 شخصاً بقصف على مدينة نيالا

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

السودان.. مقتل أكثر من 30 شخصاً بقصف على مدينة نيالا

في ظل قصف مكثف للحي الذي تقطنه في مدينة نيالا يوم 23 أغسطس (آب) الماضي، قررت مهلة آدم الاحتماء بالمنزل بدلاً من البحث عن ملجأ أسفل جسر قريب، كما اعتادت هي وكثيرون خلال الاشتباكات التي لا حصر لها.

ولكن هذه المرة سقطت قذيفة قرب الجسر، وعندما ذهبت إلى هناك قالت إنها وجدت عشرات الجثث التي مزقتها الشظايا، كثير منها لجيران وأصدقاء وأقارب معظمهم من النساء.

ويظهر احتدام القتال في نيالا الواقعة في ولاية جنوب دارفور وكبرى مدن السودان بعد الخرطوم، كيف امتد الصراع الذي اجتاح العاصمة قبل نحو 5 أشهر لأجزاء أخرى من البلاد، مصطحباً الموت في ركابه.

#BREAKING At least 40 dead in Sudan Darfur air raids: witnesses, medical source pic.twitter.com/bwxDQRn197

— AFP News Agency (@AFP) September 13, 2023

واستمر القتال، الأربعاء، حيث قال سكان إنهم شاهدوا طائرات حربية تحلق على ارتفاع منخفض، وقال متطوعون يقدمون المساعدات الطبية إنهم أحصوا ما لا يقل عن 10 قتلى، فيما قال سكان إن العدد الحقيقي أكثر من 30.

وفي ظل انهيار النظام الصحي للسودان وتعطل شبكات الهواتف والمصالح الحكومية بشكل مستمر، يصعب تحديد الرقم الدقيق للضحايا.

وقالت مهلة في وصفها لتأثير القصف يوم 23 أغسطس (آب) الماضي الذي خلف 35 قتيلاً بحسب ما أحصته: "تخيلي أي أسرة فيها 2، 3، 5 شهداء وكلهم يموتون في زمن واحد"، وأضافت أن مع استمرار القتال فوق الرؤوس جرى دفن الجثث على عجل في مقبرة جماعية.

كما تناولت وكالات إغاثة حادث 23 أغسطس (آب) الماضي، وقدرت وكالة "أنقذوا الأطفال" محصلة القتلى بنحو 39، وقال سكان نيالا إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية سيطرت على معظم المدينة، بينما استخدم الجيش المدفعية الثقيلة لمحاولة صدها.

قصف على الخرطوم

وأكدت وزارة الصحة السودانية، الأربعاء، أن ما لا يقل عن 40 شخصاً لقوا حتفهم في ضربة جوية في إقليم دارفور السوداني، وقالت الوزارة في صفحتها على موقع فيس بوك إن "الهجوم وقع في سوق في مدينة نيالا صباح، الأربعاء".

وكان هذا أحدث هجوم في سلسلة من الهجمات خلال الأيام القليلة الماضية، وخلال نهاية الأسبوع، قتل 50 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 140 آخرين في العاصمة السودانية الخرطوم، ومدينة الفاشر في دارفور غرب السودان.

ووقع المدنيون في نيالا في مرمى النيران المتبادلة، وأظهرت صور للأقمار الصناعية من مرصد النزاع في السودان، وهي منصة مراقبة تتخذ من الولايات المتحدة مقراً، الأضرار التي لحقت بالمباني العامة لا سيما السوق والمستشفى.

ويقول سكان فروا من المدينة إن أفراداً من قوات الدعم السريع وميليشيات يجوبون الشوارع، وسط عمليات نهب لكثير من المباني والمنازل.

وحدث القصف الجوي أثناء تبادل الجيش وقوات الدعم السريع للقصف المدفعي، وشوهد جنود من قوات الدعم السريع بالقرب من الجسر.. وأنحت قوات الدعم السريع باللائمة على الجيش في الهجوم عند التواصل معها للحصول على تعليق فيما لم يرد الجيش.

وقبل الحادث، قالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 60 شخصاً قتلوا في نيالا خلال أسبوع في أغسطس (آب) الماضي، وقال إدريس مناوي، المتطوع مع جماعة تقدم مساعدات الطوارئ، إنه يعتقد أن العدد الحقيقي للقتلى في المدينة منذ بدء الحرب يقدر بالآلاف.

"حارسين بيوتهم"

وتسارع نمو عدد سكان نيالا بشكل مطرد عقب اندلاع الصراع في دارفور بعد 2003، ما أجبر أكثر من مليوني شخص على الفرار من منازلهم، وكان نحو 500 ألف شخص يعيشون في مخيمات في أنحاء المدينة قبل نشوب الصراع الحالي.

مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان يتنحى عن منصبه #صحيفة_الشرق_الأوسط #صحيفة_العرب_الأولىhttps://t.co/NRIHodi8Ku

— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) September 13, 2023

ومنذ ذلك الحين، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 600 ألف من بين سكان ولاية جنوب دارفور، البالغ عددهم 5 ملايين نسمة اضطروا إلى النزوح.. وعدد الفارين من جنوب دارفور أكبر من العدد مسجل في أي ولاية أخرى باستثناء الخرطوم.

وقالت زينب الصادق (24 عاماً)، وهي واحدة من السكان الذين فروا في الشهر الماضي: "نيالا حالياً الغالبية العظمى طلعوا منها، الباقي يا إما ما عندهم المبلغ البطلعهم أو معاندين وديل بيقولوا حارسين بيوتهم"، وأضافت "نحن برضو كنا قلنا ما طالعين لغاية الدانات وقعوا علينا بعداك طلعنا".

وذكر مناوي أنه من الصعب إيجاد المياه والأغذية بعد نفاد جميع الأصناف من المتاجر، وأفاد مؤشر الوقاية من العدوى والسيطرة عليها الذي تعده منظمات الأمم المتحدة ومجموعات أخرى، بأنه من المتوقع أن يواجه أكثر من نصف سكان جنوب دارفور أزمة مجاعة حادة، أو عند مستويات الطوارئ لحدوثها.

ويقول سكان ومجموعات إغاثة إن مستشفى واحداً فقط ما يزال يعمل وإن المستلزمات الطبية نفدت منه، وقالت مهلة بعد الهجوم إنها وجيرانها اضطروا إلى استخدام حُجُب وأغطية وعطور لإجراء الإسعافات الأولية.

وأضافت "أمي ذاتها اشتغلت إسعاف وكان بتصب رماد لي جارتنا عشان الجرح يوقف نزف"، وبعد ذلك بفترة وجيزة، انضمت مهلة آدم وأسرتها إلى آلاف آخرين يغادرون نيالا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أحداث السودان قوات الدعم السریع الأمم المتحدة جنوب دارفور أکثر من

إقرأ أيضاً:

حرب السودان تدخل عامها الثالث.. جرائم حرب في دارفور وانهيار شامل بالشمال

مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، يتأكد أنها ليست مجرد صراع عسكري بين جنرالات يتنافسون على السلطة، بل حرب مدمّرة طالت كل زاوية من زوايا البلاد، من الفاشر في الغرب إلى عطبرة في الشمال، وسط انهيار شبه كامل للخدمات والبنية التحتية، وتفاقم معاناة المدنيين.

فظائع جديدة في دارفور

في إقليم دارفور، شهدت مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها موجة جديدة من المجازر، حيث لقي أكثر من 400 شخص مصرعهم في هجمات شنتها قوات الدعم السريع على معسكرات النازحين. واستهدفت الهجمات مخيم زمزم، أحد أكبر مخيمات النازحين في شمال دارفور، والذي كان يؤوي نحو 500 ألف نازح.

وأكدت الأمم المتحدة نزوح نحو 400 ألف شخص من المخيم بعد أن استولت عليه قوات الدعم السريع، فيما تشير تقارير ميدانية إلى عمليات قتل وتصفية على أساس عرقي.

مؤتمر دولي في لندن.. بلا حضور سوداني

في الشمال، شنت طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع هجمات على مستودعات الوقود ومحطة لتوليد الكهرباء في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل. وأسفرت هذه الضربات عن انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة، مما فاقم الوضع الإنساني الصعب.

وبالتزامن مع ذكرى مرور عامين على اندلاع الحرب، تحتضن العاصمة البريطانية لندن مؤتمراً دولياً لبحث الأزمة السودانية، بمشاركة أكثر من 14 دولة من بينها السعودية والولايات المتحدة، بالإضافة إلى منظمات دولية مثل الأمم المتحدة.

وأثار المؤتمر جدلاً واسعاً بعد استبعاده لأطراف النزاع، وعلى رأسهم الحكومة السودانية التي احتجت رسميًا على عدم دعوتها، متهمة بريطانيا بوضعها على قدم المساواة مع قوات الدعم السريع.

دعوات دولية لوقف الكارثة

وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، شدد على أن المؤتمر يهدف إلى "رسم مسار لإنهاء المعاناة"، معلنًا عن حزمة مساعدات جديدة بقيمة 158 مليون دولار. من جهتها، أعلنت ألمانيا تقديم 125 مليون يورو كمساعدات عاجلة.

وحذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من "عواقب كارثية" إن استمر تجاهل الوضع، قائلاً: "الموت حقيقة دائمة في أجزاء كبيرة من السودان".

منظمات حقوقية ومصادر أممية وصفت ما يجري في دارفور بأنه إبادة جماعية مستمرة. فخلال ثلاثة أيام من الهجمات على مخيم زمزم، وثقت الأمم المتحدة مقتل 148 شخصاً على الأقل، فيما قال ناشطون إن العدد يفوق ذلك بكثير.

كما قُتل تسعة من عمال الإغاثة، وأكدت تنسيقيات لجان المقاومة بالفاشر أن قوات الدعم السريع "أقدمت على تصفية 56 من سكان مدينة أم كدادة على أساس عرقي".

ارتفاع الانتهاكات ضد الأطفال بنسبة 1000%

وفقًا لمنظمة اليونيسف، شهد السودان ارتفاعًا مروّعًا في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال بنسبة 1000% خلال عامين، من بينها القتل والتشويه والاختطاف والعنف الجنسي. وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن "ملايين الأطفال حُطّمت حياتهم" بسبب الحرب.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب تسببت في نزوح نحو 13 مليون شخص، لجأ أكثر من ثلاثة ملايين منهم إلى دول الجوار. وتقول المفوضية السامية للاجئين إن النساء والأطفال يشكلون 88% من المهجرين، بينما أفادت تقارير بأن الكثير من النساء تعرضن للاغتصاب.

وتحولت السودان إلى دولة ممزقة، تعاني من أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث. وبحسب الاتحاد الأفريقي، فإن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع حصدت أرواح عشرات الآلاف، في ظل استمرار انتهاكات جسيمة بحق المدنيين من كلا الطرفين، ومع تراجع المساعدات الدولية، يبدو أن الأسوأ لم يأتِ بعد.

وسط هذه المأساة، تتواصل الدعوات لوقف الحرب، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن معاناة السودان ستستمر، طالما بقيت لغة السلاح هي السائدة، وطالما غابت الإرادة الدولية الحقيقية لإحلال السلام.

مقالات مشابهة

  • مقتل العشرات بقصف لـالدعم السريع.. والسيسي يدعو البرهان إلى القاهرة
  • شهادات حية يرويها المتضررون.. كارثة إنسانية فى السودان بعد عامين على الحرب.. ميليشيات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية ضد مجتمع المساليت فى دارفور
  • اكتشاف خطير في مطار نيالا
  • عاجل| مقتل 8 من ميليشيا الدعم السريع في مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني
  • مجموعة السبع تندد بهجمات ميليشيات الدعم السريع ضد المدنيين في السودان
  • حرب السودان تدخل عامها الثالث.. جرائم حرب في دارفور وانهيار شامل بالشمال
  • مجزرة في مدينة الفاشر.. الدعم السريع يقتل 15 شخصا ويصيب 20 آخرين
  • الأمم المتحدة: أكثر من 300 قتيل خلال يومين من القتال العنيف في دارفور
  • الأمم المتحدة تحقق في مقتل 400 على يد قوات الدعم السريع بدارفور
  • الأمم المتحدة: 400 قتيل على يد قوات الدعم السريع في دارفور