أصبحت درنة الليبية، مدينة منكوبة، بعد مرور العاصفة "دانيال" التي تسببت في انهيار سدين، وهلاك آلاف الأشخاص، وعدد كبير من المفقودين، "قد يتجاوز عشرة آلاف" وفق مسؤول محلي.
تقع مدينة درنة في شمال شرق ليبيا، يحدها من الشمال، البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب سلسلة تلال الجبل الأخضر، وهي تبعد عن العاصمة طرابلس بنحو 800 كيلومتر.
وتمتاز درنة بمياها العذبة والأحراش الخضراء، ولقبت بـ "لؤلؤة برقة" وهو الاسم الذي أطلق تاريخيا على المنطقة الساحلية في شرق ليبيا.
الوضع الجغرافيتتواجد المدينة على ضفاف واد كبير سمي على اسمها، يتجاو طوله 60 كيلومتر، ويشطرها إلى قسمين، ومساحته 575 كيلومتر مربع.
يبلغ تعداد سكان هذه المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في الجبل الأخضر بعد مدينة البيضاء، نحو 100 ألف نسمة، بينما ثمة مخاوف من أن يكون حوالي 10 آلاف شخص ما زالوا في عداد المفقودين، حيث جرفت مياه الفيضانات القوية بعضهم إلى البحر الأبيض المتوسط.
والأربعاء، قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، في منشور على منصة إكس (تويتر سابقا)، إن ما لا يقل عن 30 ألفا نزحوا في درنة.
الوضع الإنساني في ليبيا: 30 الف شخص على الأقل نزحوا في مدينة درنة الليبية بسبب العاصفةhttps://t.co/OPmO9PJIWs pic.twitter.com/JU18xrhU0X
— المنظمة الدولية للهجرة (@IOM_Arabic) September 13, 2023إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ في "حكومة شرق ليبيا" هشام أبو شكيوات، قوله "عدت من هناك (درنة).. الأمر كارثي.. الجثث ملقاة في كل مكان، في البحر، في الأودية، تحت المباني".
وتابع "ليس لدي عدد إجمالي للقتلى لكن هو كبير كبير جدا.. عدد الجثث المنتشلة في درنة تجاوز الألف... لا أبالغ عندما أقول إن 25 بالمئة من المدينة اختفى. العديد من المباني انهارت".
انهيار السدودتحيط التلال بالمدينة، ويمر فيها مجرى نهر يجفّ عادة خلال الصيف، لكنه تحوّل الآن إلى تيار قوي من المياه الموحلة التي جرفت معها جسر ين رئيسيين.
نتيجة للفيضانات المتكررة التي عرفتها المدينة، أوصت دراسات ترجع لفترة الستينيات من القرن الماضي على ضرورة بناء سدود "من أجل حماية المدينة" وفق موقع صحيفة "ليبيا الإخبارية".
الغرض من تلك الجسور، وفق ذات المصدر كان "حجز الكميات الهائلة من المياه التي تجري بالوادي في أوقات الفيضانات حتى ينتهي بها الأمر بالبحر".
وعلى الطرف الآخر من المدينة، قبالة البحر الأبيض المتوسط، يمتد وادي درنة من خلالها، و تقطعه عدة سدود.
لعبت تلك السدود دورا محوريا في تقليل الخسائر خلال عدة فياضانات عرفتها المدينة، أبرزها فيضان 1941، وفيضان 1956، وفيضان سنة 1959، وفيضان 1968، وفيضان سنة 1986 .
وحتى قبل الفيضان الأخير (11 سبمبر الجاري) الذي أودى بحياة الآلاف، كان فيضان عام 1959 هو الأكثر دمارا للمدينة والذي حصد أكبر عدد من الأرواح.
وبعكس الفيضانات السابقة، دمر الفيضان الأخير سدين بالكامل وهو ما تسبب في وقوع كارثة حقيقية بالمدينة.
واجتاحت العاصفة "دانيال" مدينة درنة وجرفت السدود الرئيسية إلى جانب أحياء بأكملها نتيجة الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة.
ولم يصمد سد وادي درنة المتكون من جزأين هما سد سيدي أبو منصور وسد البلاد أمام السيول.
وذكر أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون أن الكارثة أتت بعد انهيار تلك السدود، لتجرف أحياء بأكملها وبسكانها إلى البحر.
وقدر المسماري عدد المفقودين بما بين خمسة وستة آلاف، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ليبيا.. أكثر من 3 آلاف قتيل جراء العاصفة دانيال كشف وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، عثمان عبد الجليل، الثلاثاء، لـ"الحرة"، أن عدد الوفيات في المناطق المتضررة من العاصفة دانيال تجاوز الـ 3 آلاف قتيل.
وكان موقع السد السفلي (على بعد كيلومتر واحد فقط من منبع المدينة) عاملاً مساهماً في الكارثة، وفق موقع "إي أوس" التابع للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي (AGU).
وكانت هذه المسافة القصيرة سببا في عدم تبدد السيول "لذلك استقبلت درنة القوة الكاملة للفيضان" وفق ذات المصدر.
ومن الواضح أن هطول الأمطار المرتبط بالعاصفة دانيال كان شديدًا، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 200 ملم، حيث تجاوزت هذه الكميات الكبيرة قدرة السدود.
في هذا الصدد، قالت صحيفة "ليبيا الإخبارية" إن هذا الفيضان الذي لم يسبق أن رأته المدينة عبر تاريخها "غير كل شيء، حيث اتسع الوادي الآن ليشمل عدة شوارع وأحياء على جنباته وطول مجراه في المدينة".
ولفتت الصحيفة إلى أن مدينة درنة "أصبحت بدون حماية من أي فيضان آخر".
صور مروعةبث تلفزيون "المسار" الليبي على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي صورا مروعة لعشرات الجثث الملقاة على رصيف في مدينة درنة وملفوفة بأقمشة ملونة، بينما تجمّع حولها عدد من الأشخاص.
أظهرت صور ملتقطة بالاقمار الاصطناعية للمدينة بعد الفيضانات، أحياء بكاملها وقد غمرتها المياه قرب الساحل.
وكانت العاصفة "دانيال" ضربت المنطقة بعد ظهر الأحد، وتساقطت أمطار غزيرة جدا تسببت بانهيار سدّين، فتدفقت المياه في المدينة جارفة معها الأبنية والناس.
وضربت العاصفة أيضا بنغازي ومنطقة الجبل الأخضر. وتم الإبلاغ عن فيضانات وانزلاقات طينية وأضرار جسيمة أخرى في المنطقة الأوسع وأظهرت صور سيارات وشاحنات مقلوبة.
وجُرف العديد منهم إلى المتوسط، بينما شوهدت جثث على شواطىء مليئة بالحطام.
ليبيا.. عدد قتلى "دانيال" يواصل الارتفاع والنازحون في درنة يتجاوزون 30 ألفا قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، الأربعاء، في منشور على منصة "إكس"، إن ما لا يقل عن 30 ألفا نزحوا في درنة، من العاصفة "دانيال"، فيما أعلنت السلطات المحلية إحصاء أكثر من 5300 قتيل في المدينة الأكثر تضررا.وحفر ناجون مصدومون بين أنقاض المباني المدمرة المغطاة بالطين لانتشال جثث الضحايا التي دفن الكثير منها في مقابر جماعية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مدینة درنة شرق لیبیا فی درنة
إقرأ أيضاً:
مجزرة في بيت لاهيا المنكوبة والأطفال بنك أهداف الاحتلال في شمال غزة
#سواليف
مع دخول العدوان الإسرائيلي على #غزة يومه الـ394، يواصل #الاحتلال الإسرائيلي إبادة شمال قطاع غزة، حيث تجدد القصف على #بيت_لاهيا و #جباليا مما أدى إلى سقوط #شهداء و #مصابين.
وشنت طائرات الاحتلال غارات على مناطق مختلفة في جباليا ومخيم جباليا وبيت لاهيا شمال غزة وجيش الاحتلال ينسف مبان سكنية
وارتكب جيش الاحتلال #مجزرة جديدة بعد قصفه منزلاً في بيت لاهيا فوق ساكنيه ومناشدات لإنقاذ العالقين تحته، واستشهد 5 فلسطينيين وإصابة عدد آخر إثر قصف المنزل.
مقالات ذات صلة زخات من الأمطار ما بعد الظهر تتركز شمال المملكة 2024/11/03قبل أيام أعلنت بلدية بيت لاهيا شمال قطاع غزة “مدينة منكوبة” جراء حرب “الإبادة الجماعية” والحصار الإسرائيلي، وأطلقت نداء استغاثة عاجلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وقالت البلدية إن المدينة أصبحت “بلا طعام وبلا مياه وبلا مستشفيات وبلا إسعافات وبلا دفاع مدني وبلا أطباء وبلا خدمات وبلا اتصالات”.
مضيفة “وعليه فإننا نعلن بيت لاهيا مدينة منكوبة، ونطلق نداء الاستغاثة العاجل بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المدينة التي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية”.
في غضون ذلك، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون صباح اليوم الأحد في استهداف منزل لعائلة النجار بحي الجرن بمنطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزة.
وفي تطور متزامن، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم مباني سكنية في مخيم جباليا.
وكانت قوات الاحتلال بدأت قبل أكثر من شهر عدوانًا بريًا واسعًا شمالي قطاع غزة، وقد أسفرت حتى الآن عن استشهاد نحو ألف فلسطيني.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف إن 50 طفلا قتلوا في جباليا خلال الـ48 ساعة الماضية.
وفي تطورات أخرى، قالت مصدار صحفية، إن عددا من الفلسطينيين استشهدوا أو أصيبوا جدراء غارة جوية على منزل في حي تل الهوى جنوبي غربي مدينة غزة.
ووسط القطاع، قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية صباح اليوم المناطق الغربية في مخيم النصيرات الذي شهد مؤخرا مجازر مروعة بحق المدنيين.
وفي رفح جنوبي القطاع، استشهد شخص وأصيب آخرون صباح اليوم جراء قصف من مسيرة إسرائيلية شمال شرقي المدينة، وذلك بعد ساعات من استشهاد شخصين إثر قصف استهدف منزلا.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر العدوان الإسرائيلي على غزة عن استشهاد أكثر من 43 ألفا وإصابة 102 ألف آخرين.
تغطية صحفية: منزل عائلة آل ورش آغا في بيت لاهيا الذي دمره الاحتلال فوق ساكنيه pic.twitter.com/JLIPvXgWqQ
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 3, 2024