لجريدة عمان:
2024-07-08@11:29:49 GMT

لمن يكتب الكاتب في فيسبوك؟

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

للكتابة على سطح فيسبوك أوهامها التي تتأتى من منابع كثيرة. لكن أهم تلك الأوهام هي التي يصنعها فيسبوك في صاحبها متى ما أصبح صاحب الكتابة هذه -أيا كانت- مسحورا بطرائق إغراء الشهرة المتوهمة التي سيجدها في فيسبوك وهو يتلمس طريقه للمشاركة فيه عبر حسابه الشخصي؛ سواء من الوهم المشروع للفرد بأن يكون مشهورا، أو من إحساس الشهرة القابل للانتشار عبر الكتابة حين يشعر به أحدهم نتيجةً للتفاعلات التي يجدها عبر صفحته من خلال اللايكات والتعليقات، أو من تضخم وهم الشهرة في بعض الأفراد نتيجة نشاطهم في الفيسبوك حتى يصل أحدهم إلى طبقة «المؤثرين» وهي الدرجة التي قد يصاب بعدها الشخص بالمرض والجنون حين انحسار الشهرة المفاجئ عنه -بعد أن أصبح مؤثرا- فيصبح بعد ذلك خاضعا، مثله مثل غيره، لأحد أهم قوانين السوشيال ميديا؛ (الشهرة السريعة والنسيان السريع) فما إن يشتهر الفرد بسرعة في فيسبوك حتى تطفأ الأضواء من حوله بذات السرعة التي سارت بها شهرته فتتركه كالمهووس!

أمام احتمالات كهذه الموضوعات التي اقتضتها صيغ التفاعل الجديدة للسوشيال ميديا ومؤثراتها على من يريدون الكتابة في فيسبوك، وأصبحت في حكم القانون، قد يتساءل البعض ممن يمتهنون الكتابة: لمن نكتب؟

وتكمن صعوبة الإجابة على هذا السؤال حيال موضوع الكتابة في فيسبوك لناحية الهوية المضللة التي ينطوي عليها فيسبوك كسطح للكتابة، حتى نعت بعضهم السوشيال ميديا بوصف «الإعلام الجديد» هكذا جزافا دون أي استحقاق معرفي لهذا النعت.

وهكذا سيجد الكاتب الذي يمتهن الكتابة نفسه أمام مفارقات عجيبة في السوشيال ميديا وأمام فضاء افتراضي تفرض هويته التفاعلية الذاتية التي اختارها له مصمموه على كل من أراد القبول بالمشاركة والكتابة فيه.

ففي فيسبوك وبقية وسائط السوشيال ميديا تملك مطلق آليات الكتابة فيه شروطها الخاصة وقوانينها الذاتية التي لا فكاك منها. ووفقا لميكانزيماتها تتحقق الشروط التي تفرضها قوانين ذلك الفضاء بطريقة التفاعل التي تحكمه.

ففي فيسبوك من الطبيعي جدا أن تجد كاتبا مهما تنطوي كتاباته على مستوى معرفي عميق، لكن إذا ما حاولت أن تقيس أثرها بمقاييس الانتشار التي تضعها قوانين فيسبوك وأنظمته الذاتية في التفاعل والتحديثات واللايكات ستجد مستوى التفاعل معها ضعيفا جدا!

بطبيعة الحال، لن يكون هذا الأمر شاغلا لكل كاتب حقيقي يدرك طبيعة فضاء السوشيال ميديا، وشروط الشهرة فيه، وفي الوقت نفسه يدرك صفة «التواصل» التي هي الهوية الحصرية الظاهرة لهذه الوسائط، التي هي وحدها من تحفزه على ترك المحتوى الذي يكتبه متاحا للجميع بغض النظر عن ردود الفعل المحتملة، متى ما أدرك ذلك الكاتب أن إتاحة ما يكتبه مبذولا للجميع هي المهمة التي يتعين عليه فعلها كمنتج محتوى كتابي كان، من قبل، هو الذي حفزه أولا لأن يكون مؤهلا لشروط الكتابة في وسائل الإعلام التقليدي كالصحافة الورقية مثلا.

لا يعني هذا ألا يتعرض الكاتب المحترف -مثل غيره من البشر- لهواجس تعتريه من رغبة في الانتشار عبر فيسبوك، إذ تظل هذه الرغبة رغبة إنسانية مشروعة، وقد وفر فيسبوك للكتاب ميزة يمنحها لهم تحت اسم «منشئ محتوى رقمي» تمنح صاحبها إمكانات تقنية لتوسيع نشر المحتوى في فيسبوك عبر طرق خاصة مدفوعة القيمة كإعلان، لكنها قد تكون واعدة بكسب محتمل للكاتب متى ما اجتهد في نشر محتواه الرقمي عبر إعلان رمزي مسبق الدفع.

سيبقى سؤال الكتابة في فيسبوك قائما ومحيرا لكل كاتب يتوهم تطابقا بين فيسبوك كمنصة سوشيال ميديا وبين الصحيفة مثلا، وهنا سنجد أحد أهم علامات الفرق في أكذوبة مسمى «الإعلام الجديد» التي يطلقها البعض على وسائط السوشيال ميديا!

وإذا ما بدا اليوم أن إغراءات فيسبوك تجعل بعض الكتاب يتنازلون ولو قليلا عن صرامة الكتابة في المحتوى الذي ينشرونه على فيسبوك، تحت ضغط الوهم الذي ينشأ من إمكانية استقطاب المتابعين، فإن هؤلاء الأخيرين لن يكونوا ظاهرين بطبيعة الحال على فيسبوك إلا عبر اللايكات والتعليقات، ما يعني أن أي محتوى ذا أهمية ينشره الكاتب سيكون بالضرورة ضمن احتمال القراءة من حيث وصوله لكن فقط إغراء علامات اللايكات والتعليقات ووجودها من عدمها هو ما يوهم الكاتب بخلاف ذلك.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السوشیال میدیا الکتابة فی فی فیسبوک

إقرأ أيضاً:

جموع الأردنيين في الرمثا لمؤازرة الكاتب أحمد حسن الزعبي / صور وفيديو

#سواليف – خاص

تداعى الأردنيون مساء اليوم السبت من جميع محافظات ومناطق الأردن الى اجتماع دعت له عشيرة العبدالرزاق الزعبي ، وذلك لمؤازرة الكاتب أحمد حسن الزعبي ، والذي تم توقيفه يوم الاثنين الماضي لتنفيذ حكم بالسجن لمدة نة على خلفية قضية رأي وتعبير ، حيث تم نقل الكاتب الزعبي الى سجن ماركا .

وشارك بالحضور الى الاجتماع فعاليات شعبية ووطنية وحزبية ، تأكيدا لرفضهم اعتقال الزعبي الذي يمثل نبض الوطن ونبض الشعب الأردني ، والمتحدث الرسمي عن أوجاع المواطنين .

ومنذ اليوم الاول لاعتقال الزعبي ، رفض الاردنيون جميع ما تعرض له الزعبي من ممارسات بسبب تعبيره عن الرأي ، وتبنيه لقضايا المواطنين ، وأكدوا على ضرورة تعديل مواد قانون الجرائم الالكترونية الذي بات سيفا مسلطا على رقاب المواطنين ويهددهم بالاعتقال والتوقيف لمجرد التعبير عن الرأي الذي كفله الدستور .

مقالات ذات صلة طوارئ بصفوف الديمقراطيين.. تحركات لحث بايدن على الانسحاب من الرئاسيات 2024/07/06

واكدت هيئة الدفاع عن الكاتب الزعبي، أنه خلال 11 شهرا ومنذ صدور الحكم بتغليظ الحكومة عليه بالسجن عاما ، باءت جميع محاولات هيئة الدفاع بالفشل ، لتمييز الحكم الصادر بحقه ، واستبدال عقوبة السجن بعقوبة مجتمعية .

جموع الأردنيين في الرمثا لمؤازرة الكاتب أحمد حسن الزعبي pic.twitter.com/EvCP74YDc6

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) July 6, 2024

مقالات مشابهة

  • حسين فهمي يدخل السوشيال ميديا اضطراريا
  • المومني يكتب: أحمد حسن الزعبي..بتستاهل..!
  • شبانة: السوشيال ميديا صنعت "دراما" في موضوع رمضان صبحي
  • شبانة : السوشيال ميديا تصنع "دراما" بشأن غياب رمضان صبحي
  • مجلس النواب الألماني يحظر المثلث الأحمر الخاص بالمقاومة على السوشيال ميديا
  • البلوجر هبة حمدي: الصدفة وخدمة العملاء سر تقديم محتوى على تيك توك
  • جموع الأردنيين في الرمثا لمؤازرة الكاتب أحمد حسن الزعبي / صور وفيديو
  • شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة.. الحسناء السودانية لوشي “تفك العرش” وتقدم وصلة رقص ملفتة للأنظار خلال حفل للفنانة إنصاف مدني بالإمارات
  • أحمد حلمى يثير الجدل والاستياء قبل تصوير فيلمه الجديد
  • أستاذ طب نفسي: السوشيال ميديا من أسباب إصابة الأطفال بالاكتئاب