قالت وكالة بلومبرج إن الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة، وأسفر عن مقتل ألفين و900 شخص، سلط الضوء على العزلة المتزايدة للملك محمد السادس عن شؤون بلاده.

وذكرت الوكالة في تقرير مطول إن الملك الذي يواجه اتهامات بأنه يضع نفسه في فقاعة، كان يتواجد في باريس، حيث يقضي قدرا كبيرا من وقته.

وأشارت بلومبرج إلى أن عودة محمد السادس للمغرب وإلقاء بيان علني مقتضب ووحيد حتى الآن استغرق أكثر من يوم للعودة

وفي وقت لاحق السبت، أظهر التلفزيون لقطات له وهو يترأس اجتماعا لمجلس الوزراء، لكن لم يكن هناك صوت.

والثلاثاء زار الملك مستشفى للتبرع بالدم، لكن ضعف ظهوره وصمته، وحمله البعض مسؤولية ضعف استجابة الحكومة للزلزال.

وقال بعض المنتقدون إن المسؤولين أصيبوا بالشلل لأنهم ينتظرون تصريحًا بالتحرك من الملك الذي بلغ الستين من عمره يوم 21 أغسطس/آب.

وباعتباره رئيساً للدولة، فإنه يشرف على نظام ملكي دستوري، وهو نظام شبه ديمقراطي، حيث يمارس السلطة الحقيقية مستشارون ووزراء يهيمن عليهم أصدقاؤه في المدرسة الثانوية، لكن إصداره تصريح بالتحرك يعد أمر حيوي.

ويصف المغاربة المقربون من الحكومة بأن الملك أصبح من الصعب الوصول إليه بعدما أصبح قريبًا بشكل متزايد من مصارع مغربي (ألماني المولد) شهير في الفنون القتالية المختلطة، وهو أبو بكر أبو زعيتر، الذي التقى به الملك في وقت قريب من طلاقه في عام 2018، مع اخويه الآخرين.

وذكرت الوكالة إلى أن البعض ينظرون أبو زعيتر على أنه يدق إسفينا بين الملك ومستشاريه، فيما يقول أخرون أن ثمة تنافس بين أفراد الحاشية وأفراد أسرة أبو زعيتر على كسب ود واهتمام الملك.

وعان الملك من عدد من المشاكل الصحية، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب والالتهاب الرئوي الفيروسي الحاد، لكن لا توجد معلومات رسمية عن حالته الصحية الحالية.

بطء استجابة

وقال فؤاد عبد المومني، الاقتصادي المغربي الذي انتقد بطء الاستجابة الرسمية للمغرب تجاه الزلزال إن الحكومة تبدو مترددة في اتخاذ أي إجراء قبل أن يأذن الملك بذلك،

وأضاف أن "الشائعات في بيئة غامضة مثل القصر يجب أن تقرأ بعناية لأن معظمها يأتي من أشخاص مهتمين".

وكان هذا النمط من الاستجابة مماثلاً لما جرى في عام 2004، عندما أدى زلزال إلى مقتل أكثر من 600 شخص، وكان المسؤولون غائبين حتى ظهر الملك في القرى المنكوبة بعد أيام قليلة من وقوع الكارثة، لكن ذلك كان قبل عقدين من الزمن.

وعقب عبد المومني: يبدو أن جميع حاشية الملك غير راضين للغاية عن الوقت الذي يقضيه مع آل زعيتر، والسلطة التي يمنحها لهم، وسلوكهم تجاه المجتمع والنخب والصورة التي يخلقها ذلك حول الملك والشعب.

يظهر الاخوان زعيتر قربهما من الملك، الذي يرافقانه في بعض الأحيان في الرحلات، في مشاريعهم التجارية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وقال عبد المومني إن هذا يثير الخوف والاستياء داخل الديوان الملكي.

اقرأ أيضاً

زلزال المغرب وإعصار ليبيا وأمطار السودان.. أسبوع كارثي على العرب يحصد آلاف القتلى

ووفق المومني فإن ما هو واضح هو أن “الملك يحب آل زعيتر كثيرا، والآخرون غير سعداء” مضيفًا "جميعهم متفقون على أنه يجب أن نكون متحدين جميعاً ضد أبو زعيتر".

فقاعة

قال أبو بكر الجامعي، ناشر الصحف المغربي الحائز على جوائز قبل أن يذهب إلى المنفى في عام 2007 بعد توجيه تهمة التشهير له، إن المغرب مجتمع محافظ، والنظام الملكي يحظى باحترام كبير، على الرغم من ثراء النخب وفقر الجماهير.

ويحيط الصمت الرسمي حياة الملك وحاشيته وابنه ووريثه مولاي الحسن (20 عاما).

ويتحدث الجامعي عن الملك قائلا: "نحن لا نعرفه حقًا" مضيفًا "لم نره قط في موقف حيث كان عليه أن يجيب على الأسئلة، ناهيك عن الأسئلة الصعبة. كان يقرأ دائمًا من قطعة من الورق".

وعلى عكس والد الملك، الحسن الثاني، الذي كان سلطويا ولكن كان لديه مستشارون أقوياء ومتنوعون، يعيش محمد السادس في نوع من الفقاعة وقد أثرى نفسه وحاشيته، على حد قول الجامعي فالملك، على عكس والده، منخرط بعمق في المشاريع الخاصة.

وأضاف الجامعي الذي يقوم الآن بتدريس العلاقات الدولية في الكلية الأمريكية لسياسة البحر الأبيض المتوسط ​​في فرنسا ومن خلال شركاته القابضة، يسيطر على بعض أكبر البنوك المغربية وشركات التأمين والطاقة والاتصالات

من جانبه، قال عبد المومني إنه بحلول عام 2006، كانت الشركات التي تسيطر عليها الملكية تمثل حوالي 70٪؜ من رسملة البورصة المغربية.

وذكرت بلومبرج أن ما يزعج الجامعي أكثر من غيره هو ما يعتبره "تخلف مؤسساتنا وسوء تخصيص موارد البلاد" لمواجهة العجز الذي يعاني منه الفقراء ويقول "لا تنخدع بحداثة المطار والطرق"

وأضاف "يظهر الزلزال فقر الكثير من الناس، كما أن الرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية في حالة يرثى لها".

ووفق بلومبرج فقد شهدت المغرب احتجاجات منذ ذلك الحين، بشكل ملحوظ في عامي 2011 و2016-2017، وتم قمعها من قبل الحكومة التي شنت حملة صارمة على وسائل الإعلام، وما زالت تفعل ذلك.

وقال جامعي إن البطالة بين الشباب في المناطق الحضرية، والتي تعتبر محركا هاما للربيع العربي في جميع أنحاء المنطقة، أصبحت أسوأ الآن في المغرب.

أعطى الدستور، الذي تم تعديله في عام 2011 بعد بدء ثورات الربيع العربي، المزيد من السلطات للبرلمان، لكنه "هو بيان ديمقراطي رائع أكثر" من كونه دستورا يؤمن الآليات المؤسسية والضوابط والتوازنات التي تضمن حقوق الأفراد والأقليات، كما يقول الجامعي.

وقال جامعي: "إنه (الدستور) مليئ بالثغرات"، وهو بمثابة زينة رمزية، مثل المطارات الحديثة والقطارات السريعة في البلاد.

اقرأ أيضاً

تسييس الإغاثة.. لماذا رفض المغرب مساعدات فرنسا والجزائر عقب الزلزال؟

 

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: زلزال المغرب محمد السادس فی عام

إقرأ أيضاً:

الخاسر الذي ربح الملايين !

رغم مرور أيام على النزال الذي أقيم فـي تكساس بالولايات المتحدة بين الملاكم الشهير مايك تايسون ومنافسه الملاكم واليوتوبر، جيك بول، إلّا أنّ تداعياته ما زالت تشغل وسائل الإعلام، وقد تعرّض تايسون لانتقادات كونه دخل نزالًا خاسرًا سلفًا، فقد بلغ من الكبر عتيّا، بينما منافسه يصغره بأكثر من «31» عامًا، وجيك بول صانع محتوى وممثل، والأمر بالنسبة له زيادة أعداد متابعين، وشهرة وثراء، وخوض هذا اليوتوبر النزال يعني أنّ صنّاع المحتوى قادرون على دخول مختلف المجالات، لِمَ لا؟ وسلطة الإعلام الجديد بأيديهم! النزال، وها هو يوتوبر يعيد بطلًا من أبطال العالم للملاكمة لحلبة النزال بعد انقطاع بلغ «19» سنة!

والواضح أن تايسون دخل ليس بنيّة الفوز، بل لكسب المال، بعد أن مرّ بأزمات عديدة، وتراكمت عليه الديون، خصوصا أن هذه النزالات تدرّ على المتبارين مبالغ طائلة، يجنونها من أرباحها، ويكفـي أنّ سعر تذكرة كبار الزوار بلغت مليوني دولار، ولنا أن نتخيّل الأموال التي كسبها القائمون على هذا النزال الذي أعاد إلينا أمجاد الملاكم محمد علي كلاي وهناك عدّة نقاط تشابه، بين كلاي وتايسون، فكلاهما من ذوي البشرة السمراء ونشآ فـي ظروف صعبة بمجتمع عنصري، وكلاهما أعلن إسلامه وانتماءه لقضايا كبرى، فكلاي رفض انضمامه للجيش الأمريكي أيام حرب فـيتنام عام 1967م ودفع ثمن موقفه غاليا، فقد أُنتزع منه لقب بطل العالم للوزن الثقيل، وكان نجمه قد لمع بدءًا من عام 1960 عندما حصل على ذهبية الوزن الثقيل فـي دورة روما الأولمبية 1960، فـيما لف تايسون جسمه بعلم فلسطين، وكلاهما عاد ليجرب حظّه بعد توقف، مع اختلاف النتيجة، فكلاي عاد للملاكمة فـي 30 أكتوبر 1974، فـي زائير (جمهورية الكونغو) بعد انقطاع عن خوض النزالات والتدريب استمرّ سنوات، ليخوض نزالًا أمام جورج فورمان الذي يصغره بسبع سنوات (فورمان ولد عام 1949م فـيما ولد كلاي عام 1942م)، وصار النزال حديث الناس، فأسمته وسائل الإعلام «قتال فـي الغابة»، وُعدّ أعظم حدث رياضي فـي القرن العشرين، شاهده حوالي مليار مشاهد، فـي وقت لم تكن به فضائيات ولا وسائل تواصل اجتماعي، وحقّق إيرادات بلغت 100 مليون دولار فـي ذلك الوقت، لكن نهاية النزالين كانت مختلفة، فقد انتهت مباراة مايك تايسون (58 عامًا) مع جيك بول الملاكم واليوتوبر (27 عامًا)، بهزيمة تايسون بالنقاط، فـي الجولة الثامنة، فـيما تمكّن محمد علي كلاي من إلحاق الهزيمة بفورمان بالضربة القاضية فـي الجولة الثامنة، فـي مباراة أبهرت العالم، يقول فورمان: إنه كاد أن يحقّق الفوز لولا أن كلاي همس بأذنه «أهذا كل ما لديك؟» فأثار فـي نفسه الرعب، وتغيّرت موازين المعادلة، فقد هزمه نفسيا قبل أن يهزمه على حلبة النزال، فكسب القتال، واستعاد اللقب وصار حديث الناس ومنهم الشعراء، ومن بينهم الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي كتب فـي عام 1976 م قصيدة عنوانها «رسالة إلى محمد علي كلاي»:

شِسْع لنعلِك كلُّ موهبةٍ

وفداء زندك كلُّ موهوبِ

كم عبقرياتٍ مشت ضرمًا

فـي جُنح داجي الجنْحِ غِربيب!

يا سالبًا بجماع راحتيه

أغنى الغنى، وأعزَّ مسلوبِ

شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافـيةٍ

دوّت بتشريق وتغريبِ

وشدا بها السُّمار ماثلةً

ما يُفرغُ النَّدمان مِن كوبِ

وفـيها سخرية من العالم الذي يمجّد القوّة، ولا يرعى الموهوبين، فالجواهري، كما يقول الباحث رواء الجصاني: كان يحسب ألف حساب فـي كيفـية تسديد إيجار شقة صغيرة فـي أثينا، وكان لا يملك الكثير لتسديد الإيجار وفجأة يقرأ أن كلاي ربح الملايين من الدولارات لأنه أدمى خصمه»!

أمّا تايسون، فقد عاش سنوات المجد، فـي شبابه، وحمل لقب «الرجل الأكثر شراسة فـي التاريخ، الذي لا يهزم «كما وصفه زملاؤه الملاكمون، وحين عاد، عاد كهلا حتى أن منافسه أشفق عليه وصرّح أنه كان يستطيع أن يوجّه إليه لكمات موجعة لكنه خشي أن يوجّه إليه مثلها ويحتدم الصراع! وهذا يعني وجود اتفاق ضمني بأن يستمر النزال ثماني جولات وتحسم نقاط الفوز.

وإذا كان العالم قد تذكّر كلاي بعد أن اعتزل الملاكمة، وأصيب بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)، فأسند إليه إيقاد الشعلة الأولمبية فـي دورة أتلانتا 1996 وعاد ثانية ليحمل العلم الأولمبي فـي دورة لندن 2012م، فقد كاد أن ينسى تايسون، فعاد لحلبة النزال ليذكّر العالم بنفسه، ولو بهزيمة وخسارة ثقيلة فـي نزال استمرّ لدقائق ربح خلالها (20) مليون دولار، وبذلك بطل العجب.

مقالات مشابهة

  • لقجع: ستجد اللاعبات والجماهير في المغرب بلدهم الثاني الذي يرحب بأشقائه الأفارقة
  • موتسيبي : المغرب بلدي الثاني وأفريقيا ممتنة لجلالة الملك بإستضافة المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب
  • مصادر فرنسية: الملك يحضر حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام إلى جانب ترامب وبايدن
  • الرئيس الصيني يؤكد دعم المغرب في حماية أمنه القومي ويشيد بتطور العلاقات بين البلدين
  • نجم الأهلي .. عواد كان الأحق بحراسة مرمي منتخب مصر أمام بوتسوانا
  • هذه صحة صورة الملك ⁧‫”محمد السادس” مرتديا لباسا أنثويا بفرنسا
  • مصرع شخصين لاشتعال النيران فى خيمة بـ أسوان
  • بن براهيم الوزير المكلف بالإسكان: المعرض الدولي للبناء منصة لعرض التجربة المغربية
  • رحل محمد حسن وهبه، وما الذي تبقى من زيت القناديل؟
  • الخاسر الذي ربح الملايين !