اليونسكو تزيل مقابر ملوك أوغنديين من قائمة مواقع التراث المعرضة للخطر
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
كمبالا "أ.ف.ب": أزالت منظمة اليونسكو من قائمتها للتراث المهدد بالانقراض موقع كاسوبي، حيث مقابر حكام بوغندا، وهي مملكة تقليدية في جنوب أوغندا، والذي تضرر بسبب حريق في عام 2010.
وتقع هذه المجموعة من المباني الدائرية المشيّدة بالخشب والقصب والأسقف المصنوعة من القش على تلال العاصمة كمبالا، وقد أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضمن مواقع التراث العالمي منذ عام 2001.
في مارس 2010، أتى حريق إلى حد كبير على المبنى الرئيسي، المسمى "موزيبو-أزالا-مبانغا" والذي يضم مقابر أربعة من "كاباكا" (ملوك) بوغندا، أولى الممالك العرفية في البلاد.
وأشارت لجنة التراث العالمي، التي تعقد اجتماعات في الرياض تستمر حتى 25 سبتمبر، إلى أن برنامج إعادة الإعمار، الذي تم تنفيذه بمساعدة تمويل دولي، "أُنجِز بنجاح في صيف عام 2023، ما سمح للموقع بالعودة إلى حالة الحفظ المرغوبة".
ورحبت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، بهذه الخطوة، قائلة في بيان "إن عملية إعادة الإعمار هذه تمثل نجاحاً جماعياً: للسلطات الأوغندية، وللمتخصصين في مجال التراث في أوغندا، وكذلك للمجتمعات المحلية التي كانت في قلب العملية".
وأضافت "هذه أخبار ممتازة للمجتمع الدولي بأكمله، حيث جعلنا من أولويات التراث العالمي إعطاء مساحة أكبر للمواقع الإفريقية"، فيما نصف المواقع المدرجة على قائمة التراث المهدد يقع في إفريقيا.
ويشكل قصر "الكاباكاس" السابق، الذي بني عام 1882 وتحول إلى قبر ملكي عام 1884، "مثالا استثنائيا للأسلوب المعماري الذي طورته مملكة بوغندا القوية منذ القرن الثالث عشر"، بحسب اليونسكو.
وأثار حريق عام 2010 تأثراً كبيراً لدى شعب باغاندا، وهم رعايا ملوك بوغندا وينتمون إلى إحدى المجموعات العرقية الرئيسية في أوغندا.
ووقعت الكارثة في وقت توترت فيه العلاقات بين الحكومة والباغاندا بعد حظر السفر الذي فرض على ملكهم في سبتمبر 2009، والذي أثار أعمال شغب واسعة النطاق حول كمبالا، أسفرت عن مقتل 27 شخصاً على الأقل.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم
دمشق-سانا
الفوانيس والقناديل التي تنير الطرقات والبيوت أحد أبرز مظاهر احتفال السوريين بقدوم شهر رمضان المبارك، وعلى مر السنين تغيرت الأشكال وتنوعت مع تطور التصاميم والتقنيات، لكنها ظلت تراثاً أصيلاً ورثوه عن أجدادهم حاضراً في تفاصيل يومياتهم خلال الشهر الفضيل، وحمل هذا العام فرحةً مضاعفة مع الخلاص من النظام البائد.
فانوس رمضان الذي يعد أحد أهم علامات الزينة، بدأ المسلمون باستخدامه وفق الباحثة في التراث الدكتورة نجلاء الخضراء، حين جاء الصحابي تميم بن أوس من الشام إلى المدينة المنورة حاملاً معه قناديل وزيتاً، أضاء فيها مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي عندما خرج إلى المسجد في تلك الليلة وجده يضيء بشدة فقال: “من فعل هذا”؟ قالوا: تميم يا رسول الله فقال: “نورت الإسلام، نور الله عليك في الدنيا والآخرة”.
وتوضح الدكتورة الخضراء أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بإنارة الجوامع وتزيينها بالقناديل بدءاً من اليوم الأول من رمضان حتى يتسنى للمسلمين إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية، وتطورت الإضاءة من أسرجة بسيطة تشعل بالزيت إلى قناديل مزخرفة بلورية متقنة الصنع، علقت بعضها على جدار الكعبة فيما بعد.
وفي العصر العباسي أمر الخليفة المأمون بالإكثار من وضع القناديل المزخرفة في المساجد، وحث الناس على إضاءتها في الأزقة وأمام البيوت في شهر رمضان المبارك، وتفنن الحرفيون بصناعة القناديل وتشكيلاتها، ولا تزال المصابيح القديمة تزين جدران بعض المساجد القديمة وأسقفها إلى اليوم.
وحول ارتباط الفوانيس بالتراث السوري في رمضان تبين الدكتورة الخضراء أنه تم استخدامها علامة تعريفية وقت الفطور والسحور في الريف، بسبب بعد المنازل عن بعضها وانتشارها على مساحات واسعة، فكانت تشعل من أذان المغرب إلى وقت السحور.
وتشير إلى أنه في حارات الشام والأماكن المكتظة كان الدومري وهو الرجل الذي يشعل القناديل في الأزقة ليلاً يضيف خلال رمضان عدداً من الفوانيس لترتدي الحارات والأسواق والمقاهي حلتها الجديدة، فكانت الأضواء تتصل بين المآذن والساحات وأبواب المنازل والشرفات، لتتألق وكأنها نجوم السماء وقد أنارت الأفق.
ومن التراث المرتبط برمضان أيضاً رمزا النجمة والهلال، حيث تلفت الدكتورة الخضراء إلى أنهما يعبران عن بداية الشهر القمري ونهايته، إضافة إلى اللافتات التي تُكتب عليها عبارات المباركة برمضان وتذكير الناس بقيمه السامية، مع الزخارف الإسلامية المطرزة على الأقمشة وأغطية الكراسي والطاولات.
وعن تطور زينة رمضان في وقتنا الحالي تفيد الدكتورة الخضراء بأنها أصبحت متنوعة تستخدم فيها الألوان والزخارف الفنية الحديثة، كما استُخدمت الإضاءة الذكية التي يتم التحكم بها عن طريق الجوال، ما جعل رموز الشهر الفضيل مزيجاً من التقاليد القديمة والعناصر الجديدة.
وترى الباحثة في التراث أن زينة شهر رمضان تعكس أجواء روحانية، وتغذي الذاكرة الشعبية وتساعد في الحفاظ على التراث الثقافي الديني، كما أن مشاركة الأطفال في صناعتها وتعليقها تغرس فيهم قيم التعاون والإبداع، وتعودهم على الاحتفال بالشهر الكريم والشعور بخصوصيته.
وتذكر أنه في الظروف القاسية التي مر بها الشعب السوري خلال سنوات الثورة، تراجع استخدام الزينة على الشرفات ومداخل البيوت، بينما عمدت بعض ربات البيوت إلى تزيين المنازل من الداخل بصورة بسيطة ليشعر الأطفال بفرحة رمضان، التي باتت منقوصة بعد أن حرم النظام البائد السوريين من المظاهر الرمضانية الشعبية كالمسحر ومدفع رمضان والحكواتي وغيرها من الخصوصية الثقافية الدينية.
وتقول الدكتورة الخضراء: إن شهر رمضان المبارك يأتي هذا العام بطعم الحرية، محملاً بالخير والأمل بمستقبل أفضل، حيث زينت المباني والشوارع احتفالاً بالشهر الفضيل وبالتحرير والخلاص من ظلم النظام البائد واستبداده، وعودة المهجرين والثوار لتجتمع العائلات مجدداً على مائدة الإفطار وتستعيد سهراتها وجلساتها الرمضانية.
وتختم الدكتورة الباحثة في التراث حديثها بالتأكيد أنه لطالما عبر الشعب السوري عن تمسكه بقيمه الدينية والثقافية وحافظ على طقوسه وتقاليده الرمضانية ببساطتها ومفاهيمها التي تحمل الفرحة بقدوم الشهر الكريم وروحانياته المباركة مهما تغيرت وتطورت، ورسخ فضائل الشهر المتمثلة بالعبادات والمعاملة الحسنة وتصفية النفوس والسمو على الخلافات، لتكون بمجملها الزينة الإنسانية التي تعكس الشخصية التي يتحلى بها المسلمون.