اتهمت صحيفة إسرائيلية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتبني خطاب معاد للسامية، على خلفية سخريته، الثلاثاء، من شخصيتين رئيسيتين في الاقتصاد الروسي غادرا روسيا ويقيمان الآن في إسرائيل.

وذكرت "هآرتس"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن بوتين سخر من مؤسس شركة التجارة الإلكترونية الروسية العملاقة "ياندكس"، أركادي فولوز، وأحد آباء الإصلاحات الاقتصادية الروسية في التسعينيات، أناتولي تشوبايس.

وأوضحت الصحيفة أن تشوبايس خدم في عدد كبير من المناصب الرسمية بروسيا، ومنها رئاسته لنظام الطاقة الوطني وشركة روسنانو الوطنية، المتخصصة في تكنولوجيا النانو، وفي منصبه الأخير شغل منصب الممثل الخاص لبوتين للتعاون مع المنظمات الدولية.

أما فولوز فقد انتقل إلى إسرائيل في عام 2014، وحصل على جنسيتها، في حين غادر تشوبايس روسيا إلى الدولة العبرية بعد غزو أوكرانيا، وتحديدا في مايو/أيار الماضي.

ونقلت "هآرتس" عن مصادرها أن تشوبايس كان يعيش في إسرائيل، العام الماضي، رغم أنه لم يؤكد حصوله على الجنسية الإسرائيلية.

وفي مقابلة على منصة منتدى "فلاديفوستوك" الاقتصادي، رد بوتين على سؤال المحاور بشأن تصريح لفولوز، قبل نحو شهر، ندد فيه بالحرب في أوكرانيا، قائلا: "إنه يعيش في إسرائيل. أعتقد أنه مجبر على الإدلاء بتصريحات معينة من أجل العيش هناك والتمتع بعلاقات جيدة مع الحكومة".

وأضاف: "لقد استقر هناك لفترة طويلة ولم يقل شيئًا، والآن قرر لسبب ما الخروج ببيان. دعه يكون بصحة جيدة ويعيش بشكل جيد هناك. هذا لا يؤذينا حقًا".

وبعد ذلك مباشرة، اتهم بوتين فولوز بجحود الجميل تجاه روسيا، قائلا: "إذا نشأ شخص ما في مكان ما، وتلقى تعليمه، وأصبح ناجحا، فيجب أن يكون لديه شعور بالضمير تجاه البلد الذي منحه كل شيء".

وألمح بوتين إلى أن السلطات الإسرائيلية من المفترض أن تطالب المقيمين لديها بإدانة الحرب في أوكرانيا، رغم أن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.

اقرأ أيضاً

بوتين الضعيف أم القوي.. أيهما أفضل لإسرائيل في مواجهة إيران؟

وفي الأسبوع الماضي، وقعت إسرائيل اتفاقية تعاون سينمائي مع موسكو، رغم المقاطعة الواسعة الدولية لروسيا وعالمها الثقافي، كما تمتنع شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى باستمرار عن إدانة روسيا وأفعالها صراحة في أوكرانيا، وهو ما عبر عنه بوتين بقوله: "لقد وضعوا يهوديًا على رأس أوكرانيا (الرئيس، فولوديمير زيلينسكي) للتغطية على تمجيد النازية".

وفيما يتعلق بأناتولي تشوبايس، اختار بوتين سلسلة من التلميحات، وصفتها "هآرتس" بأنها معادية للسامية، ومنها تساؤله وهو يضحك بصوت عال: "لماذا يختبئ أناتولي بوريسوفيتش هناك؟ لقد أظهروا لي صورة من الإنترنت حيث لم يعد أناتولي بوريسوفيتش بل موشيه إسرائيليفيتش يعيش هناك... لماذا يفعل هذا؟ لماذا هرب وانتقل إلى إسرائيل بوضع غير قانوني؟".

وينضم هذا التعليق إلى سلسلة من التعليقات التي وصفتها الصحيفة العبرية بأنها معادية للسامية من جانب بوتين، الذي طالما قدم نفسه بمعاملته الإيجابية والمحترمة لليهود.

وقال بوتين الأسبوع الماضي في مقابلة قصيرة، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "لقد وضع العملاء الغربيون يهوديًا على رأس أوكرانيا، للتغطية على الجوهر المعادي للإنسانية في أوكرانيا".

وأضاف: "هذا يجعل الوضع مقززا خاصة بالنسبة ليهودي يغطي تمجيد النازية وقيادة هولوكوست في أوكرانيا. نحن نتحدث عن إبادة مليون ونصف المليون شخص. المواطنون العاديون في إسرائيل يفهمون ذلك أفضل من أي شيء آخر. انظر ماذا يكتبون على الإنترنت".

وعلقت الصحيفة العبرية على تصريحات بوتين بالقول: "لم يحدد بوتين بالضبط ما يكتبه المواطنون العاديون في إسرائيل، لكن إشارته إلى "صورة من الإنترنت" من المفترض أنه شاهدها، تظهر تشوبايس على أنه "موشيه إسرائيليفيتش"، قد توضح مصادر معلوماته".

اقرأ أيضاً

رئاسة الوزراء الإسرائيلية: بوتين اعتذر عن تصريحات لافروف بشأن "دم هتلر اليهودي"

المصدر | هآرتس/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل روسيا فلاديمير بوتين أوكرانيا فی أوکرانیا فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

بوتين يؤكد إطلاق صاروخ باليستي جديد على أوكرانيا وأوروبا تدين

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، إطلاق روسيا صاروخا باليستيا فرط صوتي متوسط المدى من طراز "أوريشنيك" على منشأة عسكرية أوكرانية في مدينة دنيبرو.

وأشار بوتين، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إلى أن الضربة جاءت ردا على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية من طراز "أتاكمز"، وأخرى بريطانية من طراز "ستورم شادو".

وأوضح الرئيس الروسي أن الهجوم يمثل ردا على التصعيد الغربي، محذرا من إمكانية استخدام مزيد من هذه الصواريخ، مع الالتزام بتحذير المدنيين مسبقا قبل أي هجمات مماثلة، واعتبر أن الغرب قد حوّل الصراع في أوكرانيا إلى نزاع ذي أبعاد عالمية.

ردود

من جهته، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه "تصعيد خطير وواضح"، داعيا إلى إدانة عالمية قوية.

وقال زيلينسكي في منشور على منصة "إكس" إن استخدام هذا السلاح الجديد يثبت أن روسيا غير مهتمة بالسلام. وأضاف "على العالم أن يرد بقوة على مثل هذه الأفعال. أي تهاون سيكون بمثابة تشجيع لروسيا على مواصلة التصعيد".

أما على الجانب الأميركي، فقد صرح مسؤولون أن روسيا أخطرت واشنطن قبيل تنفيذ الهجوم، في حين أبلغت واشنطن حلفاءها في كييف بضرورة الاستعداد لمثل هذه الأسلحة.

وتعتقد واشنطن أن روسيا استخدمت صاروخا باليستيا جديدا متوسط المدى في هجومها على أوكرانيا، حيث صرح الجيش الأميركي أن الصاروخ الروسي الجديد يعتمد في تصميمه على صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "آر.إس-26 روبيغ"، وهو صاروخ أطول مدى صُمم لضرب أهداف بعيدة المدى.

وأضاف مسؤولون أميركيون أن هذا الصاروخ الجديد ما زال في مرحلة تجريبية، ويُعتقد أن موسكو تمتلك عددا محدودا منه.

وعلى الجانب الأوروبي، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو ونظيره البريطاني ديفيد لامي، في مقال مشترك نشر بصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، التزام بلادهما بمنع بوتين من "إعادة كتابة مبادئ العلاقات الدولية"، وتحقيق أهدافه في أوكرانيا.

وشدد الوزيران على أن بريطانيا وفرنسا، بالتعاون مع الحلفاء، سيبذلان كل الجهود الممكنة لدعم أوكرانيا في الحصول على سلام عادل ودائم.

واتهما المسؤولان بوتين بالسعي إلى تدمير المنظومة الأمنية الدولية التي حافظت على السلام لعقود عبر اللجوء إلى "حكم الأقوى"، إذ إن الحرب في أوكرانيا لم تعد مقتصرة على حدود أوروبا، بل باتت تهدد استقرار العالم بأسره.

وأكدا أن العنف والقوة لن يكونا السبيل لتحقيق سلام دائم، مع الإشارة إلى صراعات أخرى مثل الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وفلسطين المحتلة.

حلف الناتو

أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن استخدام روسيا لهذا الصاروخ الجديد لن يؤثر على مسار الحرب أو تصميم الحلفاء على دعم أوكرانيا.

وقالت المتحدث باسم الحلف فرح دخل الله إن الهجوم يهدف إلى "ترهيب المدنيين وحلفاء أوكرانيا"، مشددا على أن ذلك "لن يثني الناتو عن تقديم الدعم اللازم لكييف".

وأوضح فابيان هوفمان، الباحث في جامعة أوسلو والمتخصص في تكنولوجيا الصواريخ، أن الصاروخ الروسي الجديد قادر على حمل رؤوس نووية، مما يبعث برسائل واضحة حول نوايا موسكو.

وأضاف أن إطلاق مثل هذا السلاح يعكس تصعيدا متعمدا يهدف إلى التأثير على حسابات الدفاع الصاروخي الأوروبي.

وتصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا في الأيام الأخيرة، إذ أطلقت كييف صواريخ أميركية وبريطانية على أهداف داخل روسيا، وردا على ذلك، نفذت موسكو هجومها الجديد.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يزداد فيه القلق الدولي من تحوّل النزاع إلى مواجهة أوسع نطاقا، مع تحذيرات من تداعيات كارثية على الأمن العالمي.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا ستواصل اختبار الصاروخ جديد في أوكرانيا
  • وزير الخارجية العراقي: هناك تهديدات واضحة للعراق من قبل إسرائيل
  • فرنسا وبريطانيا: لن ندع بوتين يحقق أهدافه في أوكرانيا
  • بوتين يؤكد إطلاق صاروخ باليستي جديد على أوكرانيا وأوروبا تدين
  • بوتين يتوعد: سنستهدف داعمي تسليح أوكرانيا
  • بوتين: قصفنا أوكرانيا بباليستي جديد متوسط المدى
  • بوتين يحذّر: أزمة أوكرانيا اكتسبت عناصر ذات طابع عالمي
  • إيلي كوهين: قرار المحكمة الجنائية الدولية معادٍ للسامية ويمثل انحطاطًا في تاريخها
  • هآرتس: وفاة طبيب غزة الشبح تفضح نفاق إسرائيل وضميرها المعوج
  • الكرملين: بوتين مستعد لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا