التحقيق الجديد لعزل بايدن.. لماذا الآن وما العواقب؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
يتعرض الرئيس الأمريكي لحملة عنيفة من قبل نواب الكونغرس، بعد أن أطلق الجمهوريون، أمس الثلاثاء، تحقيقاً بشأن إمكانية عزله، وهو ما يعد أمراً مستعبداً إلى نحو بعيد.
ووجه أعضاء من مجلس النواب الأمريكي بحزبيه الجمهوري والديمقراطي، اتهامات لبايدن تتعلق بإساءة استخدامه السلطة المخولة للرئيس، فضلاً عن إعاقته العدالة وجرائم فساد تخص تعاملات نجله هانتر التجارية في الخارج المثيرة للجدل.
الجمهوريون يسعون لعزل بايدن والبيت الأبيض يستنكر https://t.co/Lx8iOe3dQe
— 24.ae (@20fourMedia) September 12, 2023 توجه أمريكي جديديقول المستشار السابق في الخارجية الأمريكية، حازم الغبرا: "لفهم هذه الخطوة، يجب مراجعة ما حصل في قاعات الكونغرس الأمريكي خلال السنوات الماضية، خاصة خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب".
وأضاف الغبرا "كان هناك توجه ديمقراطي محموم لعزل ترامب، واستمر هذا التوجه حتى بعد خروجه من البيت الأبيض"، موضحاً "كان هناك وعد سياسي من الحزب الجمهوري، بمحاكمة أي رئيس ديمقراطي يأتي بعد ترامب بنفس الطريقة".
وتابع "كان هناك اعتقاد سائد في المجتمع الأمريكي، أن ترامب تعرض لحملة ظلم خلال محاولات الإطاحة به من طرف الحزب الديمقراطي".
وحول الإجراءات المعتمدة لعزل الرئيس الأمريكي، قال المستشار السابق في الخارجية الأمريكية: "استمراراً للتوجه السابق، أحد الشروط التي وضعتها ما يسمى بـ (مجموعة الحريات) الجمهورية، على رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، أن يبتعد عن القيام بأي محاولة لعزل بايدن من تنصيبه".
وأشار إلى أن "كل ما يحصل اليوم في هذه العملية كان متوقعاً، وهو جزء من وعود سياسية قدمها النواب مثل ما حصل سابقاً مع دونالد ترامب".
Reminder: we have a government shutdown looming just three weeks away.
Meanwhile, MAGA Republicans are focused on an impeachment. We will expose them. https://t.co/TRlLiHwXZI
وعن عواقب التحقيق، لفت المستشار حازم الغبرا إلى أن "المشكلة هي أن العملية الدستورية والقانونية، أصبحت اليوم عبارة عن عملية سياسية، وهذا بحد ذاته يعد مشكلة كبرى".
وأضاف "نلاحظ أن بنود الدستور الأمريكي اليوم تستخدم لدوافع سياسية، مثل ما فعلها الديمقراطيون من قبل، سيفعلها اليوم الجمهوريون".
وأردف قائلاً: "للأسف، بسبب الشرخ الكبير بين اليسار واليمين الأمريكي، يعتبر هذا التصرف غير لائق بالدستور الأمريكي والمهام المنوطة لمجلس النواب"، موضحاً أن هذا السلوك "أصبح مقبولاً لدى فئات واسعة من الشعب الأمريكي، وأنه على المدى الطويل قد يعمل على إضعاف الديمقراطية الأمريكية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أمريكا جو بايدن الكونغرس الأمريكي
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: خطاب نائب الرئيس الأمريكي في ميونخ جرس إنذار للزعماء الأوروبيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن خطاب نائب الرئيس الأمريكي جيه فانس، الجمعة الماضية، في ميونخ، كان بمثابة جرس إنذار آخر للزعماء الأوروبيين، مشيرةً إلى أنه في مجال الدفاع وفي مجالات أخرى، يتعين عليهم أن يرسموا مسارهم الخاص.
وذكرت الصحيفة -في مقال افتتاحي أوردته مساء الأحد- أنه قد يُثبت الخطاب "المزعج" الذي ألقاه نائب الرئيس الأمريكي أن له أهمية بالغة، مع استمرار تحوُّل الجغرافيا السياسية في القرن الحادي والعشرين.
وبينما كان من المتوقع أن يُركِّز فانس -في تصريحات الجمعة الماضية- على أوكرانيا، بعد أسبوع بدا فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكأنه يستعد من جانب واحد للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار بشروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالكامل، بدلًا من ذلك، استخدم فانس منصته كمنبر لتوبيخ حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين بشأن قضايا مثل التعددية الثقافية والهجرة، وبشكل لا يمكن تبريره، تعمل إدارة ترامب الآن بنشاط على تشجيع الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي اختار نائب الرئيس الأمريكي زعيمته أليس فايدل للاجتماع بها في ميونيخ.
وأضافت الصحيفة أنه بعد شهر من تولي ترامب السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح فانس وغيره من مثل إيلون ماسك تهيمن عليهم الغطرسة الأيديولوجية والفخر بذاتهم، غير أن استخدام نائب الرئيس الأمريكي خطاب الحرب الثقافية لمهاجمة الحكومات الأوروبية كان أكثر من مجرد استفزاز، فقد أدى ذلك أيضًا إلى تمزيق فكرة "الغرب" الذي يتشارك في القيم الأساسية.
وأشارت "الجارديان" إلى أنه في حقبة ما بعد الحرب الباردة، تأسس التحالف عبر الأطلسي على التزام مشترك بالمعايير الدولية التي ينظر إليها البيت الأبيض "باستخفاف"، ويتسم نهج ترامب -الذي وصفته بـ"القائم على المعاملات الوحشية"- بالسخرية، ويشهد على ذلك تصميمه على استغلال ضَعْف أوكرانيا للاستيلاء على 50% من معادنها الأرضية النادرة بشروط مواتية، ويتعين على أوروبا أن تتعلم بسرعة التكيُّف مع الولايات المتحدة "الانعزالية"، التي تنظر إليها باعتبارها خصمًا أيديولوجيًا ومنافسًا اقتصاديًا.
وتابعت الصحيفة أن الصراعات والمقايضات الصعبة هي أمر لا مفر منه، وفيما يتصل بالأمن والدفاع والعمل المناخي وشروط التجارة عبر الأطلسي، سوف تحتاج الدول الأوروبية إلى إيجاد الوحدة اللازمة للوقوف في وجه تكتيكات ما وصفته الصحيفة بـ"البلطجة"، التي تتلخص في مبدأ "أمريكا أولًا" والبدء في وضع الأسس لمزيد من الاستقلال الاستراتيجي والاقتصادي.
واعتبرت الصحيفة أن اجتماع الأزمة -الذي عُقِد هذا الأسبوع في باريس- بشأن أوكرانيا، والذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت قصير، يُشَكِّل خطوة في الاتجاه الصحيح.
وفي خضم المخاوف المبررة من تقسيم إمبريالي جديد، من الأهمية بمكان ضمان أن تلعب أوروبا -إلى جانب أوكرانيا نفسها- دورًا كاملًا في أي مفاوضات مستقبلية مع بوتين، لا سيما في ضوء التوقعات الواضحة للولايات المتحدة بأنها ستراقب النتيجة.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إن أوروبا كانت بطيئة في الاستيقاظ على العواقب المترتبة على عالم جديد متنافس ومتعدد الأقطاب، كما سيتّسم الواقع الجديد بالخداع والتهديدات والمخاطرة على غرار ترامب، وفي أعقاب زيارة فانس إلى ميونخ، لا يستطيع الزعماء أن يقولوا إنهم لم يتلقوا تحذيرًا.
وتتمثل المهمة الآن في إيجاد السُبُل لحماية النموذج الأوروبي من الإدارة الأمريكية "متزايدة الشر"، والتي ترغب في أن ترى فشله، بحسب وصف الصحيفة.