خطوات محمودة فى طريق استعادة القطاع الخاص
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
تبدو الأزمة الاقتصادية الراهنة تحديا قاسيا يواجه المجتمع المصرى بمختلف فئاته وطبقاته، خاصة فى ظل وصول معدل التضخم إلى أكثر من 40 فى المئة، وهو معدل غير مسبوق على مدى السنوات الأخيرة.
وتتسع درجات معاناة المصريين جراء الأزمة فى ظل انكماش واضح للتوظيف، وانخفاض واضح فى مستويات دخول العاملين، ما يصيب البعض بحالة إحباط شديدة، تخفت معها آمال الاصلاح والتحقق وتحقيق التنمية المنشودة.
وتمثل مثل هذه الفترات فرص سانحة للتيارات الإنتهازية لإشاعة شعور عام بالانهيار، وترسيخ فكرة سلبية تقوم على عبثية الحلول المطروحة، وعدم جدوى إجراءات الإصلاح المفترضة. وفى هذه الحالة المؤسفة يهتز ميزان الثقة بين الحكومة والناس، ويولد تشكك دائم فى كل إجراء يتم إتخاذه فى سبيل الاصلاح.
لقد كان هذا واضحا عند مناقشة البعض لفكرة تخارج الحكومة من الأنشطة الاقتصادية، وطرح بعض الأصول العامة للبيع، حيث اعتبرها البعض تفريطا فى ممتلكات عامة، أو تبديدا لأصول إنتاجية عظيمة.
لكن لم ينظر أحد لمشروع تخارج الحكومة من الاقتصاد باعتباره عودة طبيعية للمسار الطبيعى للتنمية، إذ يتحمل القطاع الخاص أعباء الاستثمارات الجديدة فى مناخ يُعظم المنافسة ويحمى قواعدها، وتبقى الحكومة هنا بمثابة منصة مراقبة وتنظيم للأنشطة دون مشاركة فعلية.
وفى رأيى فإن هناك جونب إيجابية عديدة فى طرح الأصول العامة تتجاوز الحصول على قيمة هذه الأصول بالعملة الصعبة، وتتسع لتشمل ضخ رؤوس أموال جديدة فى السوق، ونقل تكنولوجيات أحدث، وتوفير فرص عمل مستحدثة، وتشجيع القطاع الخاص على العمل دون منافسات غير عادلة.
لقد كتبت من قبل أن بيع الأصول يمثل بديلا أكثر أمنا ونفعا من الاقتراض من خلال السندات الدولارية للحصول على العملة الصعبة، خاصة أن تملك الحكومة لبعض المشروعات فى فترات سابقة كان توجها مؤقتا. وقلت أيضا إن أى شركة عالمية جديدة تدخل إلى السوق المصرى لتستحوذ على أصول اقتصادية كبيرة فى إطار القواعد والقوانين المنظمة تمثل إضافة وترويجا جيدا لمناخ الاستثمار فى مصر.
وفى تصورى، فإن كلمة الخصخصة التى أُسىء استخدامها سابقا قد تمثل بداية لاسترداد قوى وفاعلية دور القطاع الخاص فى الاقتصاد المصرى الذى تعرض لأسباب لا يتسع الوقت لمناقشتها لتراجع واضح.
وهذا بدون شك أمر محمود وطيب، ويؤكد لنا أن الحكومة تتقبل أطروحات الخبراء والمؤسسات المعنية بالاقتصاد حول الأفكار المطروحة لمواجهة الأزمة، كما يؤكد إيمان الدولة بمحورية دور القطاع الخاص فى الاقتصاد.
إننى أتصور أن الاقتصاد لا ينمو بالحظ أو الصدفة، وأن التنمية المستدامة لا تتحقق بدون تخطيط، ونقاش، وطرح أفكار، وكما قلت مرارا، ومازلت مصرا، فإنه لا تنمية اقتصادية فى مصر يُمكن أن تتحقق دون دور فعال وكبير للقطاع الخاص.
من هُنا أرى أن بيع الأصول العامة للقطاع الخاص يُمثل إجراء إصلاحيا مهما، ولابد من استكماله مع توقف الجهات المستثمرة فى الدولة تماما عن الدخول فى قطاعات استثمارية جديدة.
وسلامٌ على الأمة المصرية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الازمة الاقتصادية معدل التضخم السنوات الاخيرة القطاع الخاص
إقرأ أيضاً:
إرباك التُجار في صنعاء.. كيف تؤثر العقوبات الأمريكية على القطاع الخاص؟!
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
فرضت الخزانة الأمريكية يوم الأربعاء الخامس من مارس/آذار عقوبات واسعة على “علي الهادي” رئيس الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة كبرى الغرف التجارية اليمنية، في اليوم التالي على بدء تطبيق قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية حيز التنفيذ، ضمن حزمة عقوبات استهدفت سبعة قيادات وتجار تابعين للجماعة المسلحة وشركة تجارية تابعة لها.
يؤثر ذلك بشكل مباشر على الغرفة التجارية التي يترأسها الهادي، وعلى الرغم من عدم تصنيفها في القوائم الأمريكية للإرهاب إلا أن وجود قيادي للجماعة عليه عقوبات يمكن أن يؤدي إلى حذر المؤسسات التجارية والمالية الدولية من التعامل مع الغرفة التجارية وأعضائها، وهو ما سيؤثر على الاستيراد في بلد يعتمد على 80% من احتياجاته على الواردات.
وهو بطبيعة الحال ما سيؤثر على الاقتصاد في مناطق سيطرة الحوثيين بشكل خاص واليمن بشكل عام.
الوضع في صنعاء
يبدو أن الوضع في صنعاء في حالة من الصدمة والإرباك وسط رجال الأعمال وقادة القطاع الخاص ويقولون إنها لحظة مفصلية يمكن أن تؤدي إلى دفع هذه المناطق -الخاضعة للحوثيين- إلى أن تصبح السنوات القليلة التي سبقت سقوط بشار الأسد في سوريا.
وفيما يسود الإرباك رجال المال والأعمال في صنعاء، لم يتحدث الحوثيون عن أي إجراءات لتطمين السوق-كما يقول التُجار- على العكس من ذلك دفع الحوثيون بالموالين للجماعة ومؤسساتهم الإيرادية لتحصيل الأموال منذ مطلع شهر رمضان المبارك والحصول على الزكاة والتي تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.
وقال رجل أعمال في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إنهم لا يتوقعون أن يتحرك الحوثيون ويجدون حلول للعقوبات. ويتوقع التُجار أن يتدخل البنك المركزي في عدن للتخفيف من حدة تأثير العقوبات على القطاع الخاص الذي تهاوى بالفعل في مناطق الحوثيين.
ويقول رجل الأعمال: هناك قلق من توقف عمل المصارف -في مناطق الحوثيين- وقدرتها على القيام بالعمليات الخارجية في المستقبل القريب.
(انفراد) الحوثيون يحاربون القطاع الخاص في صنعاء وسط تحذيرات رجال الأعمال (حصري).. كيف يتعامل الحوثيون مع البنوك الستة وسط “أزمة المركزي اليمني”؟!إيقاف العمليات الخارجية
وأبلغ بنك واحد على الأقل في صنعاء رجال الأعمال “أن العمليات الخارجية التي تخصهم توقفت حتى بيان الموقف في عدن وصنعاء والاستثنئات الممنوحة في التعامل”.
وتمت عملية الإبلاغ بالبريد الالكتروني وعبر الهاتف- حسب ما أفاد اثنين من رجال الأعمال الذين يتعاملون مع البنك في صنعاء “يمن مونيتور”.
“وهو ما يعني مخاوف قطاع البنوك ورجال الأعمال من وقف سويفت كود (SWIFT code) لستة بنوك تجارية كبرى”-حسب مسؤول في بنك ثان لـ”يمن مونيتور”.
وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع. ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الوصول إلى المسؤولين في حكومة الحوثيين للحصول على تعليق.
العقوبات المفروضة على “علي الهادي”، شملت أيضا قياديا آخر يدعى عبدالولي الجابري، وأحد أقاربه وشركة الجابري التابعة له التي تعمل على تجنيد مرتزقة يمنيين للقتال في روسيا ضد أوكرانيا منذ أشهر، ضمن علاقات نسجها الحوثيون الفترة الماضية ودائماً ما حذرت منها المخابرات الأمريكية.
وقبل أسابيع قليلة فرضت الولايات المتحدة أيضا عقوبات على بنك اليمن والكويت أحد أكبر البنوك اليمنية الخاصة التي استغلتها جماعة الحوثي للتمويل والتسليح والعلاقات مع إيران.
من المبكر الحديث عن توجه الولايات المتحدة تجاه القطاع الخاص اليمني الخاضع للحوثيين بالقوة، ولكن نصوص قرار التصنيف يبدو أنه أقوى من قرار التصنيف في 2021 وفق ماجد المذحجي. وهو متسع ولا يستثني أحدا قد يدعم الحوثي حتى بطريقة غير مباشرة كدفع الضرائب جبرا على سبيل المثال.
على مدى سنوات تعرض القطاع الخاص اليمني لتجريف شامل على يد الحوثيين، عبر الحارس القضائي، وهيئة الزكاة والأوقاف والضرائب والجمارك والتجارة والصناعة والأشغال والبلدية ومعظم المؤسسات الحكومية تحولت إلى جهات إيرادية قسرا وأيضا لديها قدرة على الإغلاق والمصادرة وصار كل حوثي يستطيع أن يجبي أموالا متى شاء من أي تاجر مهما كان حجمه.
ويعتقد معظم رجال الأعمال في صنعاء الذي تحدثوا لـ”يمن مونيتور” أن سيطرة الحوثيين على الغرفة التجارية وهي نقابة مستقلة يمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات تؤثر على توفير الغذاء للسكان، وسيدفع إلى مغادرة أكبر لرؤوس الأموال الوطنية المتبقية.
تشير أرقام وبيانات إلى انخفاض في عدد المؤسسات الصناعية والتجارية والخدمية وغيرها. وكان آخر من أعلن رحيله من رجال الأعمال قبل أيام ياسر اللوزي الذي أعلن عن عرض جميع ممتلكاته العقارية والتجارية والاستثمارية مطلع رمضان الجاري بسبب انتهاكات وجبايات الحوثيين.
الغرفة التجارية تحت التهديد
الجديد في الأمر أن العقوبات نالت علي الهادي رئيس الغرفة التجارية بأمانة العاصمة، نتيجة لدوره في دعم الحوثيين. تقارير سابقة نشرت عن شراكة “الهادي” مع القوة الصاروخية والطيران المسير وهيئة الزكاة الحوثية وهيئة الأوقاف واللجنة الاقتصادية. الخدمة التي قدمها الهادي للحوثيين لم تقتصر فقط على إنشاء الشركات والشراكات الاقتصادية والتجارية داخل وخارج اليمن بما فيها نقل الأسلحة، ولكن إعادة هندسة الغرفة التجارية في أمانة العاصمة.
على مدى سنتين من اقتحام الهادي الغرفة التجارية والسيطرة عليها، تحول إلى مطالب بفرض الضرائب على التجار بدلا من الدفاع عنهم كما في حالة فرض الضرائب على قطاع الملابس والأقمشة، بدون قانون حتى.
كما أعاد هندسة شعب الغرفة التجارية بأمانة العاصمة وعين أتباعه فيها الموالين للحوثيين ومعظمهم من التجار الجدد الذين لم يكونوا معروفين من قبل، وأيضا عمل على شراء ولاء عدد من التجار السابقين.
قال عبدالواحد العوبلي الخبير المالي والاقتصادي لـ”يمن مونيتور” إن تصميم العقوبات الأمريكية هذه المرة يهدف لمنع تمويل الحوثيين، وأيضا منعهم من تهريبها إلى الخارج واستثمارها مجددا.
تحقيق حصري- كفاح رجال الأعمال من أجل البقاء.. كيف يغيّر الحوثيون القطاع الخاص لصالحهم؟ الاحتكار والسيطرة.. كيف يؤثر حظر الحوثيين لـ”طحين القمح” على اليمنيين؟ رسالة واضحةوقال الدكتور عبدالقادر الخراز -من حملة لن نصمت وين الفلوس المتخصصة بمتابعة فساد المنظمات علاقتها بالتجارة الحوثية وفساد الحكومة الشرعية- إن إدراج رئيس الغرفة التجارية الصناعية في أمانة العاصمة رسالة واضحة للقطاع الخاص في اليمن. وأشار إلى أن الحوثيين عملوا خلال الفترة الماضية على تفريخ شركات ورجال مال وأعمال ولديهم طرق ملتوية للتغطية على هذه الشركات.
وأضاف أن القطاع الخاص غير المرتبط بمليشيا الحوثي قد يخدم الحوثي بطريقة غير مباشرة، وقد تأتي شركات الصرافة على رأس القطاعات الخاصة التي قد تتعرض لعقوبات في الفترات القادمة.
أما وفيق صالح الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي قال ل”يمن مونيتور” إن العقوبات الأمريكية تضع القطاع الخاص اليمني أمام واقع صعب وخيارات محدودة.
ويضيف “صالح” أن الحوثي عمل خلال السنوات السابقة على تجريف القطاع الخاص وإعادة تشكيله وتشكيل قطاع مواز يمكنه من استمرار تمويل هجماته وسيطرته، وأدى إلى هجرة كبيرة بمليارات الدولارات إلى الخارج خاصة السعودية ومصر وتركيا ودول الخليج، لكن لم يرحل جميع القطاع الخاص.
وأشار إلى أن التحدي الحقيقي الآن أمام القطاع الخاص كيفية العمل على الحد من تأثير العقوبات عليهم، مع توجه أمريكي شديد لتجفيف مصادر الإيرادات الحوثية، وضعف الحكومة الشرعية الكاملة عن أي إجراءات على الأرض للتخفيف من تلك الآثار.
وقال وفيق صالح إن الحكومة -المعترف بها دولياً- “لا تملك أي خطة فعلية لتحويل مسألة العقوبات الأمريكية إلى فرصة لتعزيز مصادرها ونقاط قوتها خاصة عبر الشراكة مع القطاع الخاص”.
وحول وجود تنسيق مع الولايات المتحدة بشأن الاستيراد في مناطق الحوثيين قال نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى نعمان لـ”يمن مونيتور”: “هناك تعاون وثيق وتبادل للمعلومات بين الدولتين لكنه لم يصل إلى مرحلة التنسيق فيما يخص هذا التصنيف”.
وأشار نعمان إلى أن الحكومة ولجنة عليا خاصة بالموضوع تضم محافظ البنك المركزي تدرس الآثار من التصنيف. مضيفاً: لا يمكنه تعريض البلد كله إلى مخاطر الوقوع تحت طائلة العقوبات
تكتلات بعيد عن الغرفة التجارية
لكن وفيق صالح أشار إلى أن أحد الخيارات المتاحة التي وفرها الواقع السيئ للحكومة والحوثي والعقوبات الأمريكية هي استكشاف فرص المقاومة تحت مبرر تجنب العقوبات الأمريكية.
وقال: سيكون لدى رجال الأعمال والتجار خيارات ومبررات في مواجهة الضغوط الحوثية، خاصة بعد العقوبات على علي الهادي وسلسلة واسعة من التجارة الحوثية الجديدة، ويمكنهم البحث عن خيارات لإنشاء تكتلات تجارية خاصة بهم بعيدا عن الغرفة التجارية.
وعندما تحدث “يمن مونيتور” مع اثنين من رجال الأعمال في صنعاء حول التكتل الجديد قال أحدهم “وكأن الحوثيين سيسمحون لنا، سيصادرون تجارتنا وأملاكنا وبيعها للمراكز الجماعة المالية الجديدة التي استحوذت على كل شيء”.
من ناحية ثانية يمكنهم أيضا تزويد الولايات المتحدة بالمعلومات لاستثنائهم من الضغوط التي يتعرضون لها، واستكشاف فرص للتعاون مع واشنطن لضرب الحوثيين اقتصاديا مقابل حمايتهم.
وعرضت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمعلومات حول شبكة الحوثيين المالية.
ويؤكد الخراز في تصريحه ل”يمن مونيتور” أن المؤسسات التجارية ستبحث خيارات لمواجهة الحوثيين لحماية نفسها، دون الاشتراط الحصول على الجائزة المالية الأمريكية، ولكن لحماية نفسها، من خلال تقديم بعض المعلومات والبيانات والتفاصيل.
ويشترط الخزار للحصول على الحماية تقديم تفاصيل بالغالب تكون وافية عن المصادر المالية الحوثية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةاتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...