بوابة الوفد:
2025-01-05@08:06:31 GMT

خطوات محمودة فى طريق استعادة القطاع الخاص

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

تبدو الأزمة الاقتصادية الراهنة تحديا قاسيا يواجه المجتمع المصرى بمختلف فئاته وطبقاته، خاصة فى ظل وصول معدل التضخم إلى أكثر من 40 فى المئة، وهو معدل غير مسبوق على مدى السنوات الأخيرة.

وتتسع درجات معاناة المصريين جراء الأزمة فى ظل انكماش واضح للتوظيف، وانخفاض واضح فى مستويات دخول العاملين، ما يصيب البعض بحالة إحباط شديدة، تخفت معها آمال الاصلاح والتحقق وتحقيق التنمية المنشودة.

وتمثل مثل هذه الفترات فرص سانحة للتيارات الإنتهازية لإشاعة شعور عام بالانهيار، وترسيخ فكرة سلبية تقوم على عبثية الحلول المطروحة، وعدم جدوى إجراءات الإصلاح المفترضة. وفى هذه الحالة المؤسفة يهتز ميزان الثقة بين الحكومة والناس، ويولد تشكك دائم فى كل إجراء يتم إتخاذه فى سبيل الاصلاح.

لقد كان هذا واضحا عند مناقشة البعض لفكرة تخارج الحكومة من الأنشطة الاقتصادية، وطرح بعض الأصول العامة للبيع، حيث اعتبرها البعض تفريطا فى ممتلكات عامة، أو تبديدا لأصول إنتاجية عظيمة.

لكن لم ينظر أحد لمشروع تخارج الحكومة من الاقتصاد باعتباره عودة طبيعية للمسار الطبيعى للتنمية، إذ يتحمل القطاع الخاص أعباء الاستثمارات الجديدة فى مناخ يُعظم المنافسة ويحمى قواعدها، وتبقى الحكومة هنا بمثابة منصة مراقبة وتنظيم للأنشطة دون مشاركة فعلية. 

وفى رأيى فإن هناك جونب إيجابية عديدة فى طرح الأصول العامة تتجاوز الحصول على قيمة هذه الأصول بالعملة الصعبة، وتتسع لتشمل ضخ رؤوس أموال جديدة فى السوق، ونقل تكنولوجيات أحدث، وتوفير فرص عمل مستحدثة، وتشجيع القطاع الخاص على العمل دون منافسات غير عادلة.

لقد كتبت من قبل أن بيع الأصول يمثل بديلا أكثر أمنا ونفعا من الاقتراض من خلال السندات الدولارية للحصول على العملة الصعبة، خاصة أن تملك الحكومة لبعض المشروعات فى فترات سابقة كان توجها مؤقتا. وقلت أيضا إن أى شركة عالمية جديدة تدخل إلى السوق المصرى لتستحوذ على أصول اقتصادية كبيرة فى إطار القواعد والقوانين المنظمة تمثل إضافة وترويجا جيدا لمناخ الاستثمار فى مصر. 

وفى تصورى، فإن كلمة الخصخصة التى أُسىء استخدامها سابقا قد تمثل بداية لاسترداد قوى وفاعلية دور القطاع الخاص فى الاقتصاد المصرى الذى تعرض لأسباب لا يتسع الوقت لمناقشتها لتراجع واضح. 

وهذا بدون شك أمر محمود وطيب، ويؤكد لنا أن الحكومة تتقبل أطروحات الخبراء والمؤسسات المعنية بالاقتصاد حول الأفكار المطروحة لمواجهة الأزمة، كما يؤكد إيمان الدولة بمحورية دور القطاع الخاص فى الاقتصاد.

إننى أتصور أن الاقتصاد لا ينمو بالحظ أو الصدفة، وأن التنمية المستدامة لا تتحقق بدون تخطيط، ونقاش، وطرح أفكار، وكما قلت مرارا، ومازلت مصرا، فإنه لا تنمية اقتصادية فى مصر يُمكن أن تتحقق دون دور فعال وكبير للقطاع الخاص.

 من هُنا أرى أن بيع الأصول العامة للقطاع الخاص يُمثل إجراء إصلاحيا مهما، ولابد من استكماله مع توقف الجهات المستثمرة فى الدولة تماما عن الدخول فى قطاعات استثمارية جديدة.

وسلامٌ على الأمة المصرية

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الازمة الاقتصادية معدل التضخم السنوات الاخيرة القطاع الخاص

إقرأ أيضاً:

أبو هميلة: إطلاق الحكومة 3 مبادرات تمويلية وداعمة للصناعة يدعم القطاع الخاص

أشاد اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس النواب، الأمين العام للحزب، بإطلاق الحكومة عدد من المبادرات الداعمة للقطاع الخاص والقطاع الصناعي والزراعي والإنتاجي بشكل عام أولها مبادرة تقديم تمويل بقيمة 30 مليار جنيه لشراء المعدات والآلات وخطوط الإنتاج، والتي تستهدف 7 قطاعات صناعية أساسية، كالأدوية والصناعات الغذائية والهندسية والكيماوية والملابس الجاهزة والغزل والنسيج والتعدين ومواد البناء، مؤكدا أنها مبادرة هامة وجائت في توقيت مناسب وتستهدف توفير تمويلا قدره 75 مليون جنيه للعميل الواحد بسعر فائدة منخفض يبلغ 15% ولمدة 5 سنوات، مؤكدا أنها تستهدف زيادة الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي .

وأضاف أبو هميلة، أن المبادرة الثانية تتمثل في إطلاق البنك المركزي الفترة الماضية مبادرة تمويل المعدات والآلات الصناعية والتي لازالت سارية، والثالثة تتمثل في إنشاء صندوق خاص لدعم المصانع المتعثرة والتي يجري دراستها حاليا مع البنك المركزي، ومبادرة أخرى تهدف لإنشاء صندوق خاص لتمويل المنتجين في مختلف المجالات وخاصة الصناعية والزراعية والسياحية والخدمية، وتقديم حلول تمويلية ميسرة للشركات المتوسطة والصغيرة، موضحا أن هذه المبادرات تسهم في تعزيز معدل النمو الاقتصادي في القطاعات الإنتاجية وزيادة معدلات التشغيل وتوفير الكثير من فرص العمل لخفض معدلات البطالة، إضافة إلى زيادة حجم الصادرات المصرية ما يصب في صالح الاقتصاد الوطني .

تابع أبو هميلة، أن إطلاق الحكومة العديد من المبادرات الداعمة للقطاع الصناعي والزراعي والإنتاجي بشكل عام وتوفير التمويل اللازم لها يصب في صالح تعميق المنتج المحلي وتعظيم الصناعة الوطنية لمساعدة المنتجين على توفير التمويلات اللازمة بفائدة مخفضة وميسرة من أجل توفير مستلزمات الإنتاج والمواد الخام والآلات والمعدات اللازمة للتطوير، ما يخفف من الأعباء المالية على المنتجين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، ما يشجع الصناعة المحلية والمستثمرين المحليين على زيادة إنتاجهم وخفض تكلفة الإنتاج، ما يسهم في زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى تعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية، ونمو حجم الصادرات المصرية سنويا، وزيادة موارد مصر من النقد الأجنبي .

مقالات مشابهة

  • عبد المنعم السيد: طروحات البورصة فرصة لزيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد
  • وكيل "العمل" يبحث تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في لقاء بشمال الشرقية
  • لقاء نادر بين الحكومة المصرية ورجال أعمال.. وصفة إنقاذ أم مصالح خاصة؟
  • برلماني: الأبواب مفتوحة أمام مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد القومي
  • أستاذ اقتصاد: القطاع الخاص قادر على مواجهة التداعيات الاقتصادية
  • أستاذ اقتصاد: القطاع الخاص الأقدر على مواجهة التداعيات الاقتصادية
  • أستاذ اقتصاد: القطاع الخاص الأقدر على مواجهة التداعيات الاقتصادية حاليا
  • لقاء مثمر بين وكيل وزارة العمل وأصحاب الأعمال في شمال الشرقية لتعزيز القطاع الخاص
  • أبو هميلة: إطلاق الحكومة 3 مبادرات تمويلية وداعمة للصناعة يدعم القطاع الخاص
  • عضو لجنة التطوير العقاري يكشف أهمية تشكيل الحكومة لجان استشارية من القطاع الخاص