لا تصالح ولو توجوك بتاج الإمارة.. لا تصالح على الدم.. حتى بدم!.. لا تصالح!.. ولو قيل رأس برأس.. أكل الرؤوس سواء؟.. أقلب الغريب كقلب أخيك؟.. أعيناه عينا أخيك؟.. وهل تساوى يد سيفها كان لك بيد سيفها أثكلتك؟
هذه الدعوات الخبيثة التى تطرح فى المناسبات السياسية لعقد تصالح بين الدولة وجماعة الإخوان الإرهابية والسماح لهم بالعودة إلى المشهد السياسى مرفوضة تماماً من الشعب المصرى، هناك اتفاق من كافة القوى السياسية والشعبية فى مصر بعدم التسامح مع من رفعوا السلاح فى وجه الوطن، وروعوا المواطنين، ونشروا الفزع والرعب فى كثير من المناطق فى طول البلاد وعرضها، وتلطخت أياديهم بدماء المصريين سواء كانوا من أبطال القوات المسلحة والشرطة أو المواطنين المدنيين، ولا يمكن أن ينسى المصريون دماء شهدائهم التى سالت وروت أرض الوطن الغالى فى سيناء والوادى.
كما أن فكرة التصالح مع الإخوان مستحيلة، لأنهم جماعة مصنفة إرهابية بحكم القانون والقضاء المصرى، ولا يمكن للدولة التصالح مع كيان إرهابى، رفع السلاح فى وجه الجيش المصرى، عماد الوطن وسيفه البتار ودرعه الواقية، والشرطة المدنية التى تصل الليل بالنهار، ساهرة على حماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ النظام فى البلاد.
يعلم الشعب المصرى من واقع ما مر به، كما تعلم كافة المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان واستقرار الأوطان، أن جماعة الإخوان فصيل مدلس مأجور، يسعى إلى خراب الأوطان وعدم الاستقرار وحاولوا سلب إرادة الشعب المصرى وإفساد الحياة السياسية لغالبية الشعب، كما حاولوا أخونة مؤسسات الدولة بعد وصولهم إلى السلطة، وتحولوا إلى الإرهاب بعد إسقاطهم فى ثورة 30 يونيو، واعتدوا على مؤسسات الدولة، وعلى الكنائس والمساجد، والمنشآت العسكرية والشرطية والمدنية لبث الرعب فى قلوب المصريين.
إذن كل القوى السياسية والحزبية والثقافية والمهنية المصرية ترفض وجود تلك العناصر بين صفوفها، فهى جماعة خائنة لا أمان ولا عهد لها، لأنها نكصت بكل المصالحات التى تمت معها من قبل، ثم بدأت فى إظهار وجهها القبيح لجميع المصريين بعد وصولها إلى السلطة عام 2012، وتحاول حالياً الخروج من أزمتها الطاحنة والمعقدة على مدار سنوات استخدمت خلالها الإرهاب لفرض نفسها على المشهد السياسى، وتصدت لها السلطات المصرية بنجاح، تحاول العودة إلى المشهد السياسى من جديد بحجة التصالح واللعب على ملف حقوق الإنسان، ولكن لن يلدغ المصريون من جحرهم مرة أخرى، لأنها جماعة لا أمان لها، جماعة خائنة، مأجورة، كان هدفها إحداث الفتنة بين المصريين.
بين الحين والآخر تسعى جماعة الإخوان وذيولها فى الداخل والخارج لخلق أكاذيب وادعاءات تتعلق بأوضاع المسجونين من عناصرها، تحت شعارات تتعلق بملف حقوق الإنسان، وتزييف الحقائق وتقديمها للمجتمع الدولى من خلال وسائل الإعلام التابعة للتنظيم والكتائب الإلكترونية، باعتبارهم معتقلين، فى حين أن جميعهم صادر بحقهم أحكام قضائية تتعلق بعمليات إرهابية، الجماعة تعتمد هذا السلوك كإحدى أدواتها للضغط على الدولة المصرية من أجل العودة إلى المشهد السياسى من جديد والوصول إلى المصالحة، والحقيقة أن ما تروج له الجماعة الإرهابية فيما يتعلق بأوضاع السجون فى مصر، لا أساس له من الصحة، لأن المؤسسات الحقوقية المصرية، وفى مقدمتها المجلس القومى لحقوق الإنسان، وكافة منظمات المجتمع المدنى تطلع بشكل دورى على أوضاع كافة السجون، وما إذا كانت تعانى من مشكلات، وتقوم بدورها على أكمل وجه فى هذا الصدد، للتأكد من الالتزام بكافة المعايير الخاصة بحقوق الإنسان ولم ترصد أى انتهاكات، والدولة المصرية تولى اهتماماً كبيراً بملف حقوق الإنسان على مدار السنوات الماضية، وعززته بالإعلان عن الاستراتيجية الوطنية الشاملة لحقوق الإنسان، ولن تسمح للجماعة الإرهابية أو غيرها بتزييف الحقائق، كما أن مؤسسة القضاء المصرى لا تحتكم سوى للعدالة فى أحكامها، وتعمل على تنفيذ القانون، والتصدى لمخططات الإرهاب فى ضرب أمن واستقرار البلاد والعبث بمقدراتها، وبالتالى فإن استدعاء حالة «المظلومية» التى تدعيها الجماعة الإرهابية والتلاعب بملفات حقوق الإنسان هى محاولات فاشلة ولن تستجب لها الدولة المصرية مطلقاً.
جماعة الإخوان وكل الجماعات الإسلامية المنبثقة والمشابهة لها فى أيديولوجيتها تمثل خطراً على هوية الدولة المصرية، وعلى كيانها، ووحدتها الوطنية، لأن هذه الجماعات، تعلى الجماعة فوق الأمة والتنظيم فوق الدولة، وتأسست على فكر شق مسار الحركة الوطنية، واختارت دوماً أن تلعب لمصلحتها على حساب مصلحة الدولة، فلم تهتم يوماً بفكرة الوطن، والتاريخ - كعادته - يسجل ويرصد وقائع خيانة الجماعة للقضايا الوطنية على مدار عقود طويلة منذ نشأتها عام 1928، ولا يمكن اندماجها مرة أخرى فى المجتمع المصري، ولن تكون جزءاً منه، لأن من يرفع السلاح فى وجه الوطن ليس ابناً لهذا الوطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدم رأس برأس الدولة المصریة جماعة الإخوان حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية
توفي اليوم الأحد يوسف ندا، رجل الأعمال المصري وأحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، عن عمر ناهز الـ93 عاما.
ولد يوسف مصطفى ندا عام 1931 في الإسكندرية بمصر، وتلقى تعليمه فيها وتخرج من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، واتجه مبكرا للعمل الخاص ليؤسس مصنعا للألبان ويتسع نشاطه إلى مختلف مناطق مصر.
تعرف على جماعة الإخوان المسلمين في سن مبكرة، وخاصة مؤسسها الراحل حسن البنا، وانضم إليها وهو في الـ17 من عمره، وشارك في حرب القنال عام 1951، وتعرض للاعتقال على يد نظام جمال عبد الناصر، في ما يعرف بحادث المنشية عام 1954، وأفرج عنه بعد عامين.
وبفعل المضايقات من نظام عبد الناصر، هاجر من بلده مصر، إلى ليبيا، ونقل نشاطاته التجارية، وبحكم علاقته القوية بالملك إدريس السنوسي آنذاك، حاز على الجواز الليبي، ليكون له بوابة إلى العالم لتوسيع علاقاته الاقتصادية خاصة في أوروبا.
اضطر إلى ترك ليبيا بعد انقلاب القذافي، وتوجه إلى إيطاليا، واستقر في مدينة كامبيونا على الحدود السويسرية، وأسس عام 1988 بنك التقوى والذي تعرض لهجمة بعد عقود من قبل الولايات المتحدة، على إثر هجمات 11 أيلول/ سبتمبر واتهمه جورج بوش رسميا بتمويلها، ما أدى إلى قيام وزارة الخزانة الأمريكية بتجميد مختلف أصوله وأرصدته ووضع اليد على أصول البنك.
وبعد وضعه تحت الإقامة الجبرية في سويسرا والتحقيق معه من قبل أجهزة أمنية غربية وأبرزها الأمريكية، فقد باءت محاولات إدانته بالفشل وشطب اسمه من قائمة الداعمين للإرهاب، لكن الولايات المتحدة أصرت على إبقاء اسمه في القوائم السوداء رغم عدم عثورها على أدلة ضده.
شغل ندا منصبا مهما في جماعة الإخوان المسلمين، وكان مفوضا دوليا باسمها، وقام بأدوار وساطة مهمة بين العديد من الدول، وخاصة في غزو الكويت، وبين السعودية واليمن في أزمة الجزائر مع جبهة الإنقاذ.
لعب يوسف ندا دوراً بارزاً في تأكيد أحقية اليمن بجزر حنيش عقب النزاع مع إريتريا، حيث قدّم للمحكمة الدولية خرائط موثقة من الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا تدعم موقف اليمن، ما أدى إلى صدور حكم لصالحها..
من جهتها، نعت جماعة "الإخوان المسلمين"، ندا، وقالت إنه "أحد رجال دعوة الإخوان المسلمين، والمفوض السابق للشؤون الدولية والعلاقات الخارجية للجماعة".
وقالت في بيان لها، إنه ، "انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1947، وانخرط في أعمال المقاومة المنظمة عام 1951 ضد المحتل البريطاني في منطقة قناة السويس، واعُتقل عام 1954، وأُفرج عنه بعد نحو عامين دون توجيه أيِّ اتهام أو صدور حكم قضائي ضده. وقد اشتغل بالتجارة الدولية، وحاز شهرة كبيرة، وتمتَّع بعلاقات واسعة".
ولفتت إلى أن ندى "أدَّى دورًا سياسيًّا عالميًّا مهمًّا في جماعة الإخوان المسلمين؛ فساهم في إقامة علاقات دبلوماسية للجماعة، وعمل في حل بعض النزاعات الدولية".