يواجه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مشكلة كبيرة فى علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما لم يسبقه إليه رئيس وزراء إسرائيلى من قبل.
فلقد جرت العادة على أن يستقبل البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلى الجديد بمحرد انتخابه، ولكن ما حدث مع نتنياهو كان استثناءً لامثيل له فى تاريخ العلاقة بين البلدين؛ لأنه رغم مرور ما يقرب من السنة على مجيئه رئيساً للحكومة، فإنه لم يذهب إلى لقاء مع الرئيس الأمريكى حتى اللحظة.
وهو لم يشأ أن يخفى ضيقه من هذه المسألة، وكان ولا يزال يعبر عن مدى الضيق الذى يحس به، كلما وجد فرصةً مناسبة.. وقد بلغ به الأمر الى حد أنه حذر وزراء فى حكومته، كانوا فى زيارة للولايات المتحدة للقاء مع منظمات يهودية، من عقد أى لقاء مع أى مسئول فى إدارة بايدن!
وفى المقابل بلغ الضيق منه على الجانب الأمريكى، إلى حد أن بايدن استقبل الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج فى البيت الأبيض فى يوليو، وهذا ما لم يحدث من قبل؛ لأن صاحب السلطة الفعلية فى إسرائيل هو رئيس الحكومة لا رئيس الدولة.
وقد حاول نتنياهو من جانبه أن يغيظ إدارة بايدن، فأشاع أنه تلقى دعوة من الحكومة الصينية لزيارة بكين، وأن مكتبه يعمل على اختيار الوقت المناسب لها، ولكن حتى هذه الطريقة لم تكن مجدية، لأنه لم يجد لما أشاعه صدى فى واشنطن!
والسبب طبعاً هو برنامجه الذى يتبناه لإصلاح القضاء، والذى لا يهدف لإصلاح القضاء كما يتحدث عنه، فالهدف هو البقاء فى السلطة لأطول فترة ممكنة، وقد تسبب البرنامج ولا يزال فى انقسام عميق داخل إسرائيل، ولا يزال نتنياهو يتمسك به لأقصى درجة، رغم نصائح جاءته من إدارة بايدن بالتوقف عما يفعله وإلغاء برنامج الإصلاح.
آخر الأخبار أن بايدن سيلتقى به على هامش اجتماعات الأمم المتحدة فى نيويورك، وهى اجتماعات تنعقد فى النصف الثانى من هذا الشهر فى كل سنة. ومعنى اللقاء بهذه الطريقة أنه لقاء عابر، وليس لقاء من النوع الذى عاش نتنياهو يحلم به ويريده، ولكن يبدو أنه لا بديل آخر أمامه.
ولأن مصائب نتنياهو منذ أن أعلن عن برنامج الإصلاح إياه لا تأتى فرادى، فإن الطيارين العاملين فى شركة طيران العال الاسرائيلية أعلنوا أنهم لن يقودوا طائرته الى نيويورك، وقد فعلوها من قبل فى رحلة له الى روما، وفى رحلة أخرى الى باريس، ولكن امتناعهم هذه المرة سيكون أوقع وأشد فى نفسه من كل مرة سابقة.
كل هذا وهو متمسك ببرنامجه «الإصلاحى» بكل قوة، وكأن بقاءه فى منصبه مسألة حياه أو موت، ولا تفسير لحالته سوى أنه «ذاق حلاوة السلطة» كما كان مؤرخو دولة المماليك يقولون عن حكامها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط احمر بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
لن نتصرف بمفردنا.. نتنياهو: إسرائيل ستتحرك مع أمريكا ودول أخرى ضد الحوثيين
(CNN)-- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل ستتحرك ضد الحوثيين في اليمن بنفس الطريقة التي تصرفت بها ضد وكلاء إيران الآخرين.
وقال نتنياهو في بيان مصور، الأحد: "كما تصرفنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فإننا سنتحرك ضد الحوثيين"، مضيفًا: "في هذه الحالة، نحن لا نتصرف بمفردنا".
وأوضح أن الولايات المتحدة ودول أخرى "ترى الحوثيين كتهديد ليس فقط للشحن الدولي" ولكن أيضًا "للنظام الدولي".
وتابع: "لذلك، سنتصرف بقوة وعزيمة وذكاء"، متعهدًا أنه حتى لو استغرق الأمر وقتًا لهزيمة الحوثيين، فإن النتيجة ستكون كما كانت في المرات الأخرى التي واجهت فيها إسرائيل ما أسماه "أذرع إرهابية أخرى".