رئيس مركز الحوار بالمغرب: تبرير الكوارث الطبيعية يزيد من حجم الخسائر
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
سادت حالة من الغضب والحزن الشديد بين الجميع، خاصة سكان المناطق المتضررة بشكل مباشر من الزلزال الذي ضرب المغرب مساء يوم الجمعة الماضي، والمناطق المنكوبة في ليبيا بعد إعصار دانيال المدمر. رافق هذه الحالة المؤلمة انتشار خطابات دينية تتسم بالجمود والرجعية، صادرة عن جماعات متطرفة، تصف الكوارث الطبيعية بالغضب الإلهي، الأمر الذي يبعد الناس عن حقيقة الأمر، وعن أهمية التمسك بالعلم للتمكن من مقاومة الكوارث المدمرة أو الحد من أثارها.
بدوره، حذر أستاذ الفلسفة المغربي، الدكتور سعيد ناشيد، رئيس مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، من التعامل مع الكوارث بمنطق التبرير أو الغيبيات، لأن خطاب التبرير يزيد من حجم الخسائر، بصرف النظر عن النوايا والخلفيات.
وقال "ناشيد" المناهض للجماعات المتطرفة ولأفكارها الرجعية، في كلمة نشرها على صفحته بفيسبوك: عندما تقع الكارثة، أو تقع في الكارثة، ينبغي عليك أن تتجه فورًا إلى ما بعدها لأجل الحد من آثارها السلبية. أما أن تتسمَّر على عتبة الصدمة، وتفتش بأسى وتذمُّر عما يبرر وقوع الكارثة، فهذا مجرّد نوع من النكوص إلى اللاوعي البدائي عندما كان الإنسان يعتقد بأن الطبيعة تعاقبه على تصرفاته. غير أن خطاب التبرير يزيد من حجم الخسائر، بصرف النظر عن النوايا والخلفيات.
وأضاف : مثلا، في القرون الوسطى كان تبرير الأوبئة بالمعصية يدفع الناس إلى التكدس في المعابد طلبا للغفران، وهو ما كان يساهم في تفشي الأوبئة. مع الأسف فهذا النوع من التبرير لا يزال يمارسه البعض لغاية الهيمنة على "الأرواح الآثمة". البحث عما يبرر الكارثة إجراء لا علمي طالما دور العلم أن يفسر لا أن يبرر، وهو كذلك إجراء لاأخلاقي طالما يضعف القدرة على مواجهة الكارثة، ولا يقدم أي عزاء للضحايا. أي نعم، في عالم العولمة الإعلامية اليوم، حيث يشاهد كل إنسان في كل مكان كيف تحدث الكوارث لأي إنسان في أي مكان، بدون اعتبار لأي نوع من المعايير، فإن محاولة تبرير الكوارث لم تعد تقدم أي عزاء للضحايا.
وشدد أستاذ الفلسفة المغربي على أنه عند وقوع الكارثة، أو الوقوع في الكارثة، لا ينبغي البحث عن أي شكل من أشكال التبرير، فلا شيء يبرر الشر. فالشر نفهمه لكننا لا نبرره.
واختتم كلمته، الكارثة ليست شيئا يصيبك، (قد لا يكون مصطلح المصيبة دقيقا إذًا)، بل الكارثة لحظة عليك أن تجتازها إلى ما بعدها، وكل الرهان أن تجتازها بأقل الخسائر الممكنة، وأحيانا بغير قليل من المكاسب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المغرب الكوارث الطبيعية
إقرأ أيضاً:
مدير مركز أبحاث: انتخاب رئيس أمريكي جديد سيؤثر على أجندة واشنطن بالشرق الأوسط
أكدت الدكتورة عزة هاشم مدير مركز "الحبتور" للأبحاث أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية تعد واحدة من أهم الانتخابات في التاريخ الأمريكي الحديث، وذلك لعدة أسباب تتعلق بالتحديات غير المسبوقة على المستويين المحلي والدولي.
وقالت الدكتورة عزة هاشم، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم "الأربعاء"، إن انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية يحمل دلالات كبرى ستؤثر على الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط، والعلاقات مع الصين، وموقفها من الحرب الروسية الأوكرانية.
وشددت على أن الانتخابات الأمريكية تأتي في وقت حاسم، حيث تتسم منطقة الشرق الأوسط بتعقيدات جيوسياسية وصراعات متشابكة، حيث الحرب الجارية في الإقليم تكاد تعصف بالمنطقة، ورُبما تؤدي إلى حرب شاملة في حال استمرارها لفترات أطول، بحيث تجذب مزيدًا من الأطراف إليها، خصوصًا إذا استمرت الضربات المُباشرة بين إيران وإسرائيل، وبالتالي فإن للرئيس الأمريكي القادم دورا محوريا في كبح جماح الصراع الجاري والسيطرة عليه وإعادة الاستقرار للمنطقة.
وأوضحت هاشم أن الانتخابات الأمريكية تعتبر مواجهة بين رؤيتين متناقضتين حول مستقبل البلاد، إذ تتصدر قضايا محورية المشهد، مثل التفاوت الاقتصادي حيث يُعاني الكثير من الأمريكيين من تراجع مستويات الدخل أمام التضخم، وازدياد كلفة المعيشة، خصوصًا نفقات الإسكان والرعاية الصحية.
وأضافت أن استطلاعات الرأي تظهر أن الناخبين منقسمون حول أفضل السبل لإدارة هذه التحديات، ما بين سياسات تركز على الضرائب التقدمية وزيادة الإنفاق الحكومي لدعم الفئات المتوسطة والفقيرة، وسياسات تفضل التخفيف من تدخل الحكومة في السوق وتحفيز الاقتصاد من خلال ضرائب مخفضة على الشركات.
وأشارت إلى أن هناك أيضا تحديات تتعلق بالسياسة الاجتماعية، مثل قضايا الإجهاض، وحقوق التصويت، والهجرة، فبينما يرغب جانب من الناخبين في فرض قيود أكثر صرامة على الهجرة وتعزيز الإجراءات الأمنية الحدودية، يرى آخرون أن الحاجة مُلحة لتبني نظام هجرة أكثر إنسانية وتنظيميا.
وأضافت :"بالتالي يُبرز هذا الانقسام التحدي الأساسي في أمريكا اليوم، وهو الاستقطاب السياسي، الذي أدى إلى تراجع في الثقة بالمؤسسات الديمقراطية وتنامي النزعات المتطرفة من اليمين واليسار على حد سواء، ولذلك فإنه من المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات على تماسك النظام السياسي، ما قد يؤدي إلى أزمات دستورية أو اضطرابات مدنية إذا لم تُحسم القضايا الخلافية بطرق سلمية".
وفيما يتعلق بالقضايا الدولية ، قالت الدكتورة عزة هاشم إن العالم يعتمد على القيادة الأمريكية في قضايا حيوية كالتغير المناخي، والتجارة الدولية، والأمن.
وتابعت: فيما يتعلق بالتغيُر المُناخي، تُعتبر الولايات المتحدة من بين أكبر منتجي الكربون، وسياسات الرئيس القادم ستؤثر بشكل كبير على الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.. وفي حال فوز مرشح يؤمن بتعزيز الاستثمارات في الطاقات النظيفة وتعزيز اتفاقات المناخ، ستُساهم أمريكا بشكل كبير في الحد من التغير المناخي، بينما إذا كان الفائز أقل اهتمامًا بالبيئة، فقد يعيق الجهود الدولية، بما يؤثر بشكل مباشر على البلدان النامية، التي تعتمد على التمويل والمساعدات لمواجهة تأثيرات التغير المناخي.
ومن ناحية السياسة الاقتصادية، تقول الدكتورة عزة هاشم إن الاقتصاد العالمي شديد الارتباط بسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (المركزي)، وأي تغييرات في السياسة التجارية أو النقدية الأمريكية يكون لها تأثيرات واسعة النطاق، ومن المتوقع أن تحدد نتيجة الانتخابات اتجاه السياسة الأمريكية نحو دول مثل الصين، بخصوص الاقتصاد والسباق التكنولوجي الحالي، وإذا كانت الإدارة القادمة تتبنى سياسة متشددة تجاه الصين، فإننا قد نشهد تصاعدًا في الحرب التجارية، مما سيؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، وتباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي.