سادت حالة من الغضب والحزن الشديد بين الجميع، خاصة سكان المناطق المتضررة بشكل مباشر من الزلزال الذي ضرب المغرب مساء يوم الجمعة الماضي، والمناطق المنكوبة في ليبيا بعد إعصار دانيال المدمر. رافق هذه الحالة المؤلمة انتشار خطابات دينية تتسم بالجمود والرجعية، صادرة عن جماعات متطرفة، تصف الكوارث الطبيعية بالغضب الإلهي، الأمر الذي يبعد الناس عن حقيقة الأمر، وعن أهمية التمسك بالعلم للتمكن من مقاومة الكوارث المدمرة أو الحد من أثارها.


بدوره، حذر أستاذ الفلسفة المغربي، الدكتور سعيد ناشيد، رئيس مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، من التعامل مع الكوارث بمنطق التبرير أو الغيبيات، لأن خطاب التبرير يزيد من حجم الخسائر، بصرف النظر عن النوايا والخلفيات.
وقال "ناشيد" المناهض للجماعات المتطرفة ولأفكارها الرجعية، في كلمة نشرها على صفحته بفيسبوك: عندما تقع الكارثة، أو تقع في الكارثة، ينبغي عليك أن تتجه فورًا إلى ما بعدها لأجل الحد من آثارها السلبية. أما أن تتسمَّر على عتبة الصدمة، وتفتش بأسى وتذمُّر عما يبرر وقوع الكارثة، فهذا مجرّد نوع من النكوص إلى اللاوعي البدائي عندما كان الإنسان يعتقد بأن الطبيعة تعاقبه على تصرفاته. غير أن خطاب التبرير يزيد من حجم الخسائر، بصرف النظر عن النوايا والخلفيات. 
وأضاف : مثلا، في القرون الوسطى كان تبرير الأوبئة بالمعصية يدفع الناس إلى التكدس في المعابد طلبا للغفران، وهو ما كان يساهم في تفشي الأوبئة. مع الأسف فهذا النوع من التبرير لا يزال يمارسه البعض لغاية الهيمنة على "الأرواح الآثمة". البحث عما يبرر الكارثة إجراء لا علمي طالما دور العلم أن يفسر لا أن يبرر، وهو كذلك إجراء لاأخلاقي طالما يضعف القدرة على مواجهة الكارثة، ولا يقدم أي عزاء للضحايا. أي نعم، في عالم العولمة الإعلامية اليوم، حيث يشاهد كل إنسان في كل مكان كيف تحدث الكوارث لأي إنسان في أي مكان، بدون اعتبار لأي نوع من المعايير، فإن محاولة تبرير الكوارث لم تعد تقدم أي عزاء للضحايا.
وشدد أستاذ الفلسفة المغربي على أنه عند وقوع الكارثة، أو الوقوع في الكارثة، لا ينبغي البحث عن أي شكل من أشكال التبرير، فلا شيء يبرر الشر. فالشر نفهمه لكننا لا نبرره.
واختتم كلمته، الكارثة ليست شيئا يصيبك، (قد لا يكون مصطلح المصيبة دقيقا إذًا)، بل الكارثة لحظة عليك أن تجتازها إلى ما بعدها، وكل الرهان أن تجتازها بأقل الخسائر الممكنة، وأحيانا بغير قليل من المكاسب. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المغرب الكوارث الطبيعية

إقرأ أيضاً:

مشاهد توضح حجم الضرر في مطار الخرطوم.. فيديو

الخرطوم

تجاوز عدد الطائرات التي تم تدميرها بمطار الخرطوم خلال فترة سيطرة قوات الدعم السريع وقبل استعادة الجيش السوداني السيطرة عليه، أكثر من 30 طائرة، معظمها كان لشركات سودانية.

وأظهر مقطع فيديو متداول حجم الأضرار والتلفيات الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والطائرات العالقة داخل المطار، حيث احتراق مبنى مبيعات المطار وتدمير مباني المسافرين بالكامل وتضرر الطائرات.

وبحسب تصريح المدير السابق للطيران المدني في السودان، تقدر قيمة هذه الخسائر بثلاثة مليار دولار، كما أكد أن إدارة المطار وشركات الطيران السودانية كانت منتظمة بدفع أقساط تأمين المخاطر، وعلى شركات التأمين أن تدفع قيمة هذه الخسائر

وكان مطار الخرطوم ساحة حرب خلال العامين الماضيين، وتسبب ذلك بتدمير مرافق المطار، كما تعرض عدد من الطائرات المدنية للحرق والتدمير.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/03/ssstwitter.com_1743436340222.mp4

مقالات مشابهة

  • حظر تنفيذ أعمال لحجز مياه الأمطار والسيول في الأودية الطبيعية بالقانون
  • مشاهد توضح حجم الضرر في مطار الخرطوم.. فيديو
  • إعلانُ حالة طوارئ عالميًّا بسبب هذه الكارثة الجديدة
  • الإرهاب لا يبرر إرهاباً.. وسوريا تنزف من جديد
  • ألمانيا تدعو رئيس جنوب السودان ونائبه رياك مشار لتهدئة الأوضاع واستئناف الحوار
  • ميانمار في مواجهة الكارثة.. زلزال مدمر يخلف آلاف القتلى ويعقد الأزمة الإنسانية
  • استعدادًا لعيد الفطر: وزيرة البيئة ترفع حالة الاستعداد لاستقبال الزوار بالمحميات الطبيعية
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة «المحرصاوي»
  • الغرياني: الليبيون يأكلون الجيفة.. والحكومة مسؤولة عن الكارثة!
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة الدكتور المحرصاوي