ما الذي حدث في درنة.. كيف نجت مصر من أنقاض إعصار دانيال المدمر؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
إعصار دانيال المدمر.. حديث الساعة الآن على كافة منصات وسائل الإعلام، بعدما خلفت آثار موجاته العاتية تدميرًا بالغًا في ليبيا، لدرجة أنه تسبب في إخفاء معالم ربع مدينة بأكملها واقعة على ساحل البحر المتوسط شمال شرق العاصمة طرابلس.
ماالذي حدت بين ليلة وضحاها، سكان مدينة "درنة" المنكوبة، كانوا في بيوتهم بالأمس، آمنين، الأمر كله كان عبارة عن جُملة تحذيرات من المركز الوطني للأرصاد الجوية الليبية، تهيب المواطنين من منخفض جوي محتمل قادم من أثينا بعرض البحر المتوسط باتجاه ليبيا، وقد يصطدم باليابسة، فجأة تحول هذا المنخفض إلى نوبة إعصار لم تكن في الحسبان، إذً ما الذي حدث وكيف تكون هذا الإعصار؟.
إعصار دانيال .. التغيرات المناخية ناقوس خطر
الدكتور محمود شاهين مدير مركز التنبؤات والإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، كان لديه التفسير العلمي حول تكون إعصار دانيال المدمر، الذي طالت التحذيرات من موجاته جمهورية مصر العربية أيضا خلال الساعات الماضية، عند الحدود الغربية، حيث السلوم وسيوة ومطروح.
أوضح "محمود شاهين"، في تصريحات لـ صدى البلد، أن الإعصار بدأ من اليونان تكون على جزيرة واقعة في البحر المتوسط على شكل منخفض جوي متعمق، رويدا رويدا بدأ يستمد قوته ويستجمعها من ارتفاع درجات الحرارة فوق المتوسط، حتى صورته الأقمار الصناعية بأنه بدأ يأخذ شكل تكوينه بدايات المنخفضات المكونة للأعاصير، وهو أمر غير وارد حدوثه في البحر، حيث أن الأعاصير تتشكل فقط فوق المحيطات.
يفسر "مدير مركز التبنؤات والإنذار المبكر"، أن تكون إعصار فوق البحر المتوسط، هو أمر استثنائي غير وارد، ولكن التغيرات المناخية التي يعيشها بلدان العالم، تسببت في تغير تلك الظواهر الجوية والمناخية، وأشار إلى أن إعصار دانيال ساعد على تشيكله وتكوينه أيضا في جزيرة اليونان هو نشاط الهواء القوي الذي صاحبه، وجعله تحول للحد الذي يشبه الإعصار وإن كان أقل نسبيا من قوة الإعصار.
ويقول "شاهين"، أنه بعد أن خلف إعصار دانيال آثاره التدميرية في اليونان، أخذته اتجاهات الرياح المتكونة في طبقات الجو العليا، وبدلت مساره داخل البحر المتوسط، وبدأ يتشكل بشكل أكبر ويتغذى بفعل درجات الحرارة، ليتجه إلى الحدود الليبية، بدلا من أن يتجه نحو أوروبا عن طريق قبرص واليونان.
مصر تنجو بفعل الموجة الحارةوأضاف، أن المرتفع الجوي الذي شهدته مصر خلال الأيام الماضية، من الموجة شديدة الحرارة، ساعدت أيضا في دفع الإعصار باتجاه ليبيا شرقي البحرالمتوسط، ليصطدم باليابسة هناك فتسببت في تفريغ كل طاقته وقوته المحملة من البحر المتوسط، ليتشكل هذه الكارثة على الحدود الليبية عن مدينة درنة.
وأشار "مدير مركز الإنذار المبكر"، إنه بمجرد مروره على ليبيا فقد كل قوته، حتى لحظة وصوله إلى مصر، فتحول إلى منخفض جوي طبيعي من منخفضات فصل الخريف، تسبب في سقوط أمطار ما بين المتوسطة إلى الخفيفة وكانت سببا في تلطيف الأجواء على القاهرة ومختلف المحافظات، وكسرت أنياب الموجة الحارة على مصر.
وصنفت هيئة الأرصاد الجوية، إعصار دانيال، بأنه من الأعاصير المتوسطية، موضحه أنه عبارة حالة جوية (عاصفة) شبيهه بالإعاصير المدارية في بعض الخصائص وتظهر فوق منطقة البحر الأبيض المتوسط، في بعض الحالات النادرة وصلت قوة العاصفة إلى قوة إعصار من الدرجة الأولى، لكن حتى في مثل هذه الحالات تتعبر قوة الرياح ليست هي العامل الأخطر على المجتمع، بل يتمثل الخطر الرئيس في الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة.
متى تتكون الأعاصير؟وأوضحت هيئة الأرصاد، أنه تم التعرّف على الأعاصير المتوسطية وتحديدها في منطقة حوض البحر المتوسط في ثمانينيات القرن العشرين، وذلك بالاستعانة بصور الأقمار الصناعية والتي أظهرت ضغوطاً جوية منخفضة (شبيهة بالاستوائية) تسببت بتشكل عين إعصارية في وسطها.
وبناءً على ذلك تبيّن أن هذه الظاهرة الجوية ليست نادرة بشكل خاص بل تكررت خلال السنوات السابقة.
وبخصوص التوزيع الزماني والمكاني للاعاصير المتوسطية، قالت هيئة الأرصاد، إنها تنشط من شهر أكتوبر إلى يناير وتخلو شهور الصيف من تكونه وعادة ما تتكون غرب البحر المتوسط وتكون نادرة الحدوث في المنطقة الشرقية مثل ما حدث في ٢٤ اكتوبر ٢٠١٩ وادت إلى أمطار غزيرة علي السواحل المصرية.
لكن أن وسط البحر المتوسط في سبتمبر، شهد عاصفة قوية ومساحتها كبيرة أثرت علي اليونان والشمال الليبي وان دل هذا فهو يدل علي احترار مياه البحر الأبيض المتوسط وبداية تكون العواصف خلال هذا الوقت من العام.
وتسببت هذه العاصفة في أمطار غزيرة وفيضانات عارمة في اليونان أدت الي ارتفاع منسوب المياه وغرق الشوارع والبيوت والسيارات كما تم الإعلان عن قتلي ومفقودين.
وعلي النقيض تماما؛ ما حدث في مصر تسبب هذه العاصفة بالارتفاع الكبير والاستثنائي في درجات الحرارة شهدته البلاد الأيام الماضية، بسبب جذبها للكتل الهوائيه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إعصار دانيال ليبيا درنة درجات الحرارة هيئة الأرصاد إعصار دانیال المدمر البحر المتوسط
إقرأ أيضاً:
لمغرب يواجه تحدي القطاع غير المهيكل وفقا لتقرير للبنك الدولي
كشف تقرير حديث صادر عن البنك الدولي عن صورة قاتمة لنمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أظهر تراجعا مقلقا مقارنة بالدول ذات الاقتصادات المماثلة.
وأبرز التقرير أن الأداء الضعيف للقطاع الخاص يمثل جزءا كبيرا من هذا الركود، مشيرا إلى أن الشركات في المنطقة تواجه تحديات جمة تعيق تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتعزيز القدرة على الصمود. وتشمل هذه التحديات هيمنة الاقتصاد غير المهيكل، وانخفاض الإنتاجية، وضعف القدرة على التكيف مع الأزمات الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالمغرب بشكل خاص، سلط التقرير الضوء على الانتشار الواسع للقطاع غير المهيكل، حيث تعمل فيه نسبة مذهلة تصل إلى 83% من الشركات المغربية. وقارن التقرير هذه النسبة المرتفعة بدول مجاورة مثل لبنان (40%) والأردن (50%)، مما يوضح حجم التحدي الذي يواجهه الاقتصاد المغربي.
كما سجل تقرير البنك الدولي تراجعًا في نمو المبيعات لكل عامل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 8% في المتوسط، وهي نسبة أقل بكثير من تلك المسجلة في الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى (0.4%)، والدول ذات الدخل المتوسط الأعلى (0.4%)، والدول ذات الدخل المرتفع (2.4%).
وأظهر تحليل اتجاهات الإنتاجية في المغرب أن أكثر الشركات إنتاجية في البلاد تواجه صعوبة في توسيع حصتها في السوق. ومع ذلك، أشار التقرير إلى وجود مؤشرات إيجابية تتمثل في تحسن استخدام عوامل الإنتاج، مما ساهم في الرفع من إنتاجية العمل.
وحدد التقرير عاملين رئيسيين يعيقان الإنتاجية في المنطقة: الأول هو استمرار الانقسام بين القطاعين الرسمي وغير الرسمي، والثاني هو إقصاء النساء من سوق العمل. وذكر التقرير أن القطاع غير المهيكل يستوعب ما بين 40% و80% من اليد العاملة ويشكل ما بين 10% و30% من إجمالي الإنتاج في المنطقة.
وختم التقرير بالتأكيد على ضرورة معالجة هذه التحديات الهيكلية لتحقيق نمو اقتصادي أكثر شمولاً واستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي المغرب على وجه الخصوص.
كلمات دلالية البنك الدولي تقرير قطاع غير مهيكل