بوابة الوفد:
2024-10-05@00:52:54 GMT

إعصار دانيال بين المحنة والمنحة

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

كان الله فى عون أشقائنا الليبيين، بعد أنا غضبت عليهم الطبيعة، وضرب التطرف المناخى سدين فى مدينة درنة أسفر عن وفاة أكثر من ١٠ آلاف شخص و١٠ آلاف مفقود، ووفاة أكثر من ١٤٥ مصريًا وصلت جثامينهم إلى مصر، حسب تصريحات وزير صحتهم وجمعية الهلال الأحمر الليبى، وكانوا فى مرمى إعصار دانيال الذى خلف وراءه دمارًا لم تره ليبيا منذ ستة عقود، بعد أن اختفت عدة أحياء بمدينة درنة تقدر بربع المدينة جراء هذا الإعصار، سلم يارب.

وكانت مصر كما هو معتاد خير شقيق لها.. وكانت لها وقفة بفتح جسر جوى إلى ليبيا لنقل معدات إغاثة طبية وغذائية، وطواقم إنقاذ لمواجهة تداعيات هذه العاصفة المدمرة.  

ولأن الشىء بالشىء يذكر، لقد عانت مصر فى السنوات العشر الماضية بسبب السيول التى ضربت مصر، وقدرها الخبراء بالمليارات خاصة فى الفترة من ٢٠١٤-٢٠١٦، وكان آخرها شتاء ٢٠٢٢ أدت فيها السيول إلى خسائر مادية كبيرة بين المنشآت والمنازل ومحطات الكهرباء وغيرها من المصالح الحكومية وتشريد مئات الأشخاص وتجريف عشرات السيارات، خاصة فى المدن الساحلية التى تقع بجانب البحر.

لذلك يجب علينا الاستعداد التام بعد الإنذار شديد اللهجة الذى أرسله لنا إعصار دانيال، مكشرًا عن أنيابه، والاهتمام الأمثل بالسيول وضرورة العمل خلال الفترة المقبلة وتحويل خطر السيول من شيء سلبى إلى شيء إيجابى، خاصة أن كميات الأمطار التى تسقط على مصر تتخطى مليارى متر مكعب من مياه السيول تذهب دون الاستفادة منها بالشكل الصحيح.

كما أنه يلزمنا بناء مخرات أخرى خاصة فى المناطق الساحلية التى تنزل فيها السيول والأمطار بشكل مستمر.

وأنه لو استغللنا تلك الأمطار بالشكل الصحيح من خلال مخرات السيول وبالوعات الصرف الصحى فسوف تأتى علينا بكميات كبيرة من المياه من الممكن استخدامها فى العديد من المجالات سواء كان فى الزراعة أو الصناعة أو غيرها.

وإعصار «دانيال» أظهر لنا مدى الخطورة التى تأتى عبر البحار خاصة، مثل محافظة الإسكندرية وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر والمدن الساحلية، لذلك يجب أن تكون هناك خطة محكمة من قبل الحكومة فى تلك المحافظات لتجنب الخسائر التى قد تحدث فيها وتتأثر بشكل كبير بها.

وأخيرًا كما يأتى الله بالأمر قضاء وقدرًا يغلفه بلطفه، وهو ما نراه فى هذه المحنة التى تحولت إلى منحتين، إحداهما فى ليبيا بأن منّ الله عليهم بالوحدة بعد انقسام، والأخرى بمصر وأتمنى أن تكون كذلك وهى الاستفادة من هذه الأمطار، واستغلالها الاستغلال الأمثل.

وبعد هذا وذاك والأخذ بالأسباب أسأل الله العفو والعافية، وسبحانه الذى سلط علينا فيروسًا أدخلنا بيوتنا، وأرسل علينا ريحًا وزلزالًا أخرجنا منها.

حفظ الله مصر، ورفع قدرها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إعصار دانيال

إقرأ أيضاً:

الوحدة 8200

يواجه الأمين العام الجديد لحزب الله اختبارات صعبة وضعتها الظروف غير المتوقعة – باغتيال حسن نصر الله، وبالتالى توليه المسئولية لقيادة الحزب- فى مواجهة إسرائيل التى حققت إنجازات «مخابراتية» متتالية على مدار السنة تقريبًا واختتمتها بمقتل رؤوس ولاعبين كبار بـ حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله، فى واحدة من أعقد العمليات ووصف البعض ما حدث بتغيير فى موازين القوى بالمنطقة.

مشاكل عدة تواجه الأمين العام القادم وأبرزها استعادة الثقة بالنفس له ولعناصر الحزب بعد الضربات غير المسبوقة، والأصعب كيفية مواجهة اختراقات الحزب- امتدادًا لضرب كل ما يعرف بـ«محور المقاومة»-، والذى «يعشش» فيه العملاء الموالون لإسرائيل الذين قدموا لها معلومات «ثمينة»، ورغم الفشل الإسرائيلى الاستخباراتى فى توقع طوفان الأقصى إلّا أنّ حدث السابع من أكتوبر الماضى يكشف محورين مهمين بعد أن نفضت إسرائيل غبار الانكسار والضعف واهتزاز صورتها أمام العالم، «جيشًا ومخابرات»، لتنتفض مخابراتيًا.

المحور الأول، من الخطأ التوقف عند القول بأن إسرائيل اُستفزت مخابراتيا ونهضت من حالة الاسترخاء بعد الحدث الجلل الذى أصابها فى السابع من أكتوبر،- قد تكون نشطت مخابراتيًا- لكن قاعدة البيانات التى جمعتها عن حزب الله متدفقة منذ 2006 بعد انسحابها أمام ضربات الحزب فى الجنوب اللبنانى وكانت تضيف كل عام رصيدًا جديدا باعتبار أن الحزب شوكة موجعة لها وسيكون أكثر إيلامًا مع مرور الوقت والبحث دومًا عن يوم التخلص منه.

المحور الثانى، أنه رغم توافر البيانات والمعلومات تبقى هناك نقاط قوة وضعف لها اعتمادًا على الضلع الثانى المهم المتمثل فى العنصر البشرى على الأرض «العميل» الناقل للمعلومة الحاسمة فى الزمان والمكان المناسبين وكخطوة نهائية بعد تجميع البيانات ورصدها.

وتُعد الوحدة 8200 وراء نجاح العمليات الاستخبارية الإسرائيلية فى لبنان وإيران وسوريا، وهى توازى وكالة الأمن القومى الأمريكية، بعمل مكثف لاختراق حزب الله، بالتجسس على وسائل الاتصال، ومراقبة انتشاره جغرافيًا بالأقمار الاصطناعية والمسيّرات، وتحليل أى تغيير على الأرض لرصد مخازن الأسلحة، وإرسال فرق تجسس نخبوية وراء الحدود، فى عمل متواصل استعدادا للمواجهة.

بالتوازى مع الدور الكبير لـ الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وتزويدها بكل المعلومات التى تحتاجها من خلال الأقمار الصناعية خاصة المنشآت العسكرية والنووية داخل إيران.

والوحدة 8200 ممنوع على العرب الانضمام لها مثل الجيش والأمن السيبرانى خاصة وغيرها من مناطق حساسة.

وتقوم الاستخبارات الإسرائيلية بجمع المعلومات، وتحديثها دائما، عن العناصر الموهوبة فى مجالات التقنية من الشباب والفتيات الإسرائيليين فى مرحلة الثانوية، واختيار المرشحين للانضمام للوحدة بعد اختبارات سنوية ونصف سنوية، «بدنية ومعلوماتية» فى اللغات والعلوم والبرمجة والتفكير الإبداعى وسرعة البديهة.

ويمنح برنامج جامعة «بن جوريون»، جنوب إسرائيل، المتميزين من الشباب الدراسة 3 سنوات تؤهلهم للخدمة بالوحدة 8200، فـ8200 بمثابة وحدة نخبة تضم مجندين ومستثمرين ومخترعين ومبتكرين، وإعداد مجموعة من الصبية والشباب لغزو العالم، دون أى حدود، تنتهى بمليارات الدولارات يضخها هؤلاء الشباب فى الاقتصاد الإسرائيلى، وبشركات تقنية تضع إسرائيل بوصفها واجهة جديدة لعالم شعاره «التكنولوجيا أولا.. وهو الفرق بين إسرائيل ومحيطها «لشرق أوسطى»!

 

مقالات مشابهة

  • محمود إسماعيل: ليبيا تعيش فقر الفكر وفكر الفقر
  • حرب أكتوبر.. «نَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ»
  • محافظ الجيزة يوجه بتطهير بالوعات صرف الأمطار ومخرات السيول وشبكات الصرف
  • الشاطر حسن
  • السودان: السيول والفيضانات خلفت 179 وفاة و235 إصابة
  • شاب يفقد حياته غرقاً أثناء محاولته عبور السيول بدراجته النارية
  • مواطنون يعثرون على ألغام وعبوات ناسفة جرفتها السيول في غرب تعز
  • الوحدة 8200
  • على حافة الهاوية
  • ابن أسطورة الأوسكار دانيال داي-لويس يعيده إلى السينما بعد سنوات من الاعتزال