البطولات المزيفة على السوشيال ميديا
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
مثلما لا يمكن إنكار ما حققته السوشيال ميديا من ميزات فى المعرفة والتواصل الاجتماعى، لا يمكن أيضا إنكار ما يرتكب على صفحاتها من جرائم كبرى فى حق البشرية مثل السيطرة على العقول وتزييف الحقائق والتشويه وبث الفتن ونشر الأكاذيب وترويج الأفكار المدمرة، لكن فى هذا المقال سأركز على جرائم محددة أبرزها صناعة البطولات الوهمية والنجومية الكاذبة، وخداع البسطاء من المصريين وتضليلهم عبر صفحات السوشيال ميديا التى لا ضابط ولا رابط لها، ما يعطى كل من يريد فرصة النصب وادعاء العلم ومنح نفسه ألقابًا وهمية وإيهام الناس بقدرته على تحقيق المعجزات الطبية وحل المشكلات المستعصية، فنقرأ على صفحاتها أسماء لأطباء وقصصًا لعلماء لم نسمع عنهم من قبل، لكن يتم تقديمهم باعتبارهم من فلتات العصر فى تخصصاتهم، وبفضل المحترفين فى الترويج والتسويق الإلكترونى يمتلك هؤلاء صفحات مليونية وتفاعلات مصنوعة كجزء من الخداع الذى ينطلى على الكثيرين ممن يقعون فى الفخ ويجرون وراء الوهم تحت ضغط الحاجة إلى العلاج أو بحثا عن حلول لمشكلات تواجههم، وفى النهاية يكتشفون أنهم ضحايا تم استنزافهم ماليا عن طريق نصب إلكترونى وإعلانات مدفوعة دون فائدة، وللأسف الشديد أكثر عمليات النصب على هذه الشبكة العنكبوتية هى النصب الطبى، وخاصة ما يسمى بالعلاج بالأعشاب الذى أصبح تريند وله صفحات تتم إدارتها بمهارة تخدع الملايين يوميا ممن يبحثون عن أمل الشفاء من أمراض مستعصية أو يتعلقون بكل أمل ولو كاذبا.
وتحت هذا العنوان حدث ولا حرج بمصائب تحدث يوميًا نتيجة النصب الالكترونى الذى لا تقف جرائمه عند حد الاستنزاف المادى، بل كثيرا ما تصل إلى القتل بوصفات مميتة.
جريمة أخرى ترتكب عبر السوشيال ميديا وهى ترويج مطربى المهرجانات عبر صفحات أغلبها مدفوع وتريند وهمى مصنوع لمقاطع مختارة بعناية، برامج حوارية أو أغنيات وفى النهاية تكون النتيجة أن شبابنا يتعلق بهؤلاء واغنياتهم الساقطة ثم حكاياتهم القبيحة من فضائح ورذائل لم يكن من الممكن أن تصل إلى بيوتنا وأبنائنا إلا عبر السوشيال ميديا، ويكفينا دليلا على ذلك حكايات الزواج والطلاق الفضائحية التى يتم نشرها كل ساعة عبر صفحات مليونية تخترق التايم لاين ويتم تشييرها دون وعى بتأثيرها المدمر للأخلاق والقيم، مثلما يحدث أيضا مع أصحاب الأفكار الشاذة دينيا وعلميا وثقافيا والذين يتم ترويج أفكارهم عبر هذه الوسائل لتصبح وكأنها حقائق ويتحول أصحابها من متطرفين أو مهاويس شهرة إلى مفكرين وعلماء وقدوة يلتف حولها بعض الشباب عن غير وعى.
نحن أمام أزمة حقيقية وهى شهوة الظهور وركوب الترند وترويج أكاذيب وتمويل الصفحات لشخصيات أساءت وتسىء للجميع والنصب على المواطنين بالبطولات الزائفة على السوشيال ميديا، فنحن فى تحد كبير تجاه الجيل الجديد الذى يجب أن يرتبط فكرة بالرموز الوطنية الحقيقية وليست المزيفة وكم منا قابل هؤلاء مما يدعون أنهم علماء وحاصلون على درجات علمية وغيرها من المناصب، أو من يروجون أفكارا بعينها يتم تزويجها لأهداف خبيثة، وبعد فترة نكتشف زيف هولاء. فهل نجد من حلول تحمينا من هذا النصب المدمر للمجتمع وقيمه؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المعرفة السوشیال میدیا
إقرأ أيضاً:
«التعليم» تشدد على المدارس بتوعية الطلاب من مخاطر السوشيال ميديا
وجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، خطابا للمديريات التعليمية، بضرورة توعية الطلاب بمخاطر الاستخدام السيئ للأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومواجهة الظواهر الاجتماعية والمشكلات التي تواجه المجتمع المدرسي.
تنفيذ مبادرة «جسمي ملكي»وذكرت وزارة التربية والتعليم، في خطابها، بضرورة تنفيذ برامج وقائية وتوعوية عن طريق قوافل الرعاية الاجتماعية للطلاب، والتي تهدف إلى:
- تأكيد الأخلاق الكريمة داخل المجتمع المدرسي.
- تنمية المهارات الحياتية للطلاب في مجال استخدام التكنولوجيا الآمنة.
- التربية الإيجابية للتعايش في بيئة آمنة (صحيا - واجتماعيا - وثقافيا).
- التكنولوجيا الحديثة بين التأثير السلبي والاستخدام الآمن.
- تنفيذ برامج التوجيه الجمعي والإرشاد التربوي للطلاب وأولياء الأمور.
- حقوق الطفل والمرأة.
- تنشئة الطلاب على مكارم الأخلاق وحمايتهم من الأفكار والسلوكيات السلبية.
مناهضة الطلاب الظاهرة التحرش- تنمية مهارات الطلاب الحياتية لبناء شخصيتهم وتنمية القيم الإيجابية.
- تنفيذ دراسة بحثية (دراسة الظاهرة) عن طريق مكاتب الخدمة الاجتماعية بالمديريات والإدارات المختلفة.
- تفعيل القرار 100 بشأن لائحة التحفيز والانضباط المدرسي.
- تنفيذ مبادرة جسمي ملكي، والتي تهدف إلى تمكين الطلاب من حماية أجسامهم بأنفسهم من أي اعتداء عليه.
- تثقيف الطلاب بالمعلومات السليمة لحماية أنفسهم وفق ما ورد بالأديان السماوية.
- كيفية مناهضة الطلاب الظاهرة «التحرش بالألفاظ والافعال واللمس والتحرش الالكتروني».
- دراسة الحالات الفردية.