لو أن الموسيقار الكبير حلمى بكر، لم يفعل شيئا سوى مواجهة التفاهة من الغناء والتافهين من المغنين فى السنوات الأخيرة.. ومحاولاته الدؤوبة لتنقية الوسط الغنائى من شوائب الزمن الأغبر الذى نعيشه فى كل شيء.. فإن ذلك يكفيه للتقدير والاحترام والدعاء له بالشفاء!
ولكن.. حلمى بكر قامة موسيقية كبيرة، ومن الملحنين القلائل المثقفين موسيقياً والذين يفهمون فى المزيكا وفى التوزيع الموسيقى وفى وظيفة كل آلة موسيقية.
ولدى الموسيقار حلمى بكر رصيد كبير من الألحان المعروفة وكان وراء بروز عدد من الأصوات بألحانه المتميزة التى أعطت للكثير منهم شهادة ميلاد حقيقية وليست مزورة.. ولعل المطربة الراحلة عليا التونسية نموذج، حيث قدمها حلمى بكر للعالم العربى بأغنيتها المصرية الشهيرة «يا حبايب مصر» كما قدما معاً الأغنية الرائعة «على اللى جرى».. ومن أبرز المطربات اللائى تعاون معهن حلم بكر المطربة نجاة التى وضع لها ألحان أغنية «مهما الأيام تعمل فينا» من كلمات عبدالوهاب محمد، كما تعاون معها أيضا فى أغنيتها الرقيقة الشهيرة «أنا ناسية وفاكرة».
ورغم أن إبداعات حلمى بكر فى مجال تلحين الأغانى الفردية تكفى أن تجعل منه ملحناً عظيماً ولكن إنجازه الموسيقى فى المسرح حكاية أخرى، فهو يكاد يكون الملحن الوحيد الذى استطاع تقديم ألحان لنحو 48 مسرحية غنائية، من أشهرها: «سيدتى الجميلة، حواديت، موسيقى فى الحى الشرقى».. وكذلك الكثير من أغانى الأفلام، وأعتقد أنه لو كان حلمى بكر حاضراً فى زمن المسرح الغنائى والأوبريتات الغنائية لكان له شأن أكبر من ذلك بكثير!
ولا شك.. حقق حلمى بكر كملحن الكثير من الأعمال الناجحة التى كان لها صدى كبير جعلته يستطيع أن يجد له مكاناً وسط الكبار، ولكنه قام بدور خفى آخر يكاد لا أحد يذكره أو يعرفه كثيراً وهو دوره فى نشأة واستمرار مهرجان الموسيقى العربية لمدة 31 عاماً وذلك فى لجانه التحضيرية والتحكيمية، وهو حريص عليه كأحد دروعه المنيعة وأسلحته الحامية فى معاركه الشهيرة ضد الغث والرديء من الغناء.. ولأنه دخل هذه الحروب من أجل كل مستمع مصرى وعربى وأصيب فيها بكثير من الجراح الذاتية وتحملها عن طيب خاطر لحماية تاريخنا الغنائى فإنه من حقه علينا أن نقوله له فى وعكته الصحية.. ألف سلامة عليك يا أستاذ حلمى بكر وتعود بألف خير وصحة وعافية لتواصل معاركك الفنية الضارية!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حلمي بكر سلامتك الموسيقار الكبير السنوات الاخيرة الکثیر من
إقرأ أيضاً:
عمرو مصطفى| الرد الأول على حقيقة خلافاته مع محمد رحيم (خاص)
حضر الفنان عمرو مصطفى حفل تكريم محمد رحيم الذي أقيمت فعالياته في الأوبرا، وسط حضوى كبير من نجوم الغناء وأبرز الملحنين والشعراء والموسيقيين
تحدث عمرو مصطفى في تصريح خاص لبوابة الوفد عن مدى تأقره برحيل محمد رحيم المفاجىء، قائلا “ شُل تفكيري ولم استطع التحدث وكنت خارج البلاد وحاولت جاهدا الرجوع إلى مصر، لكن التزامي ببعض الأعمال حالت دون ذلك”.
وعن سؤاله عن رأيه في وجود خلافات ستبقة بين محمد رحيم تسببت في عدم مجيئه إلى الجنازة والعزاء، قال"كلام فاضي، رحيم أخويا بمعنى الكلمة ولن أعير اهتماماتي لمثل تلك الشائعات الكيدية، وحتى إن وجدت الموت يضع خط نهاية لأي شيء".
وأضاف “ صناع الأغنية سواء ملحن أو شاعر أو موزع لايقل أهمية عن المطرب، فيجب أن يكون التكريم عادة لكل مبتكر فني"
وعند ذكر التسامح ونسيان ما مضى ، علّق عمرو مصطفى “ لن أسامح أي شخص تسبب في أذيتي مهما كانت مكانته كبيرة لدي، وأنا أبدأ الآن مرحلة فنية جديدة مع من يستحق فقط”
استقبلت الأوبرا المصرية ليلة تكريم محمد رحيم بحصور وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو ورئيس الأوبرا د. لمياء زايد ود. مدحت العدل رئيس جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين ، وسط كم ضخم من نجوم الغناء.
رحل محمد رحيم عن عالمنا في 24 نوفمبر الماضي بشكل مفاجىء عن عمر ناهز 45 عامًا، وتسبب رحيله في حزن شديد ملأ الاوساط الغنائية المحلية والعربية.
كان آخر مانشره رحيم عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع موسيقي من توزيع وعلق عليه بـ"رحيميات" حيث كان على استعداد طرح مجموعة من ألحانه وموسيقاه بصوته تحت هذا الإسم، بجانب ألحانه المعروفة، فمن المفارقة أن تستطيع الاوبرا صنع "رحيميات" على أرض الواقع بعد رحيله تكريمًا لاسمه وإعطاء الفرصة لمحبيه التعرف على خبايا لحنية له لم تنال حقها جيدا من الانتشار.
قدم رحيم على مدار أكثر من 20 عامًا بصمات لحنية مميزة مع رموز الغناء العربي "محمد منير، عمرو دياب، محمد حماقي، تامر حسني، إيهاب توفيق، هشام عباس، إليسا، كارول سماحة، نوال الزغبي، لطيفة، وغيرهم" من النجوم الذين قدموا علامات غنائية مع ألحانه أصبحت ماركة مسجلة لدى مستمعيهم. لطالما كانت الأوبرا منبر الموسيقى الأول في العالم العربي، وضعت اسم رحيم في بداية سلسلة تكريماتها لنجوم الفن في نهاية الموسم الجاري، لإعادة الاستمتاع بما قدم و التمعن في أسلوبه الموسيقي الخاص.