عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء، أولى حلقات الموسم السادس من البرامج الموجهة للمرأة والأسرة تحت عنوان «دور الأم في تنشئة جيل صالح في ضوء القرآن والسنة»، بحضور دكتورة هبة عوف عبد الرحمن، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، ودكتورة فاطمة الزهراء محمد محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالمنصورة، وأدارت الحوار دكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

الأم هي أعظم كائن خلقه الله تعالى

واستهلت هبة عوف، حديثها بأن الله -جل وعلا- شمل جميع المخلوقات بعنايته ورحمته، فلم يتركهم دون رعاية على الأرض، لذا سخر لهم كل ما يلزمهم للاستمرار في الحياة، وقسم لهم الأرزاق، ولعل أكثر الأشياء التي تدلنا على عظمة الخالق وقدرته سبحانه وتعالى هو وجود الأم في المُجتمع، فالأم هي أعظم كائن خلقه الله تعالى وهي الدليل القاطع على الرحمة بين الخلائق.

وتابعت: «لما كانت التربية أمر سام لا تُتقنه إلا أم واعية بأسلوب مُتابعة الطفل وإشباعه بالمعاني والقيم التربوية الإيمانية، كان لزامًا على المرأة أن تغرف من بحور العلم ما تحتاج أن توظفه في حياتها التربوية مع أبنائها خاصة».

الأمهات الصالحات صورًا مُضيئة في تربية أبنائهم

وأضافت: «ضربت لنا كثير من الأمهات الصالحات صورًا مُضيئة في تربية أبنائهم، وأبرز مثال على ذلك السيدة خديجة رضي الله عنها، والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وأم صلاح الدين الأيوبي وغيرهن من الكثيرات اللاتي تفنّن في غرس القيم النبيلة لدى أبنائهن، وعلى النقيض، فالأم المُهملة في حقوق أبنائها هي أول مَنْ يتلقى طعنات الانحراف، وأقسى الطعنات تتمثل في عقوق ابنها؛ ولذلك لنا أن نتساءل عن أهم ما يمكن للأم أن تقدمه لأبنائها.

من جهتها أوضحت د. فاطمة الزهراء محمد محرز، أن النساء مصانع الرجال، وإذا صلحت المرأة صلح البيت والمجتمع، ويُرجع كثير من العلماء السبب في تماسك المجتمع الإسلامي وانتصاره على الغزاة إلى المرأة المسلمة وتمسكها بدينها وعقيدتها الإسلامية، فقد آثرت من كان لها ولداً أن يكون من أبناء الآخرة لا من أبناء الدنيا، ولعل في التاريخ نماذج مشرفة من أمهات كن ذلك النبع المعطاء فكان أولادهن ثمار غرسهن ، وصدق الشاعر حين قال: وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ.. ولا التذكير فخر للهلالِ.

مواصفات الأم الصالحة

وعددت د. فاطمة الزهراء ، مواصفات الأم الصالحة، وكيفية إعداد الأم، وطرق تربية النشء وإعداده إعداداً جيداً، ثم اختتمت حديثها بذكر نماذج مضيئة للأمهات الصالحات كأسماء بنت أبي بكر – وهند بنت عتبة – وصفية بنت عبد المطلب – وأم سليم – ونسيبة بنت كعب – والخنساء – ووالدة الإمام الشافعي – ووالدة الإمام البخاري.

الشريعة الإسلامية حرصت على تنشئة الأبناء

أكدت حياة حسين العيسوي، أن الشريعة الإسلامية حرصت على تنشئة الأبناء ورعايتهم رعاية شاملة تقوم على الصلاح وحسن التربية وتؤسس لمجتمع فاعل متكامل متماسك ، والإسلام بدوره سلط الضوء على قضايا رعاية الأبناء وتنشئتهم تنشئة تلائم برسالة الاستخلاف من أجل نشر الخير، فالإنسان يحتاج إلى أسرة لكي يعيش فيها كفاح أب وحنان أم، فالأمومة تعني العاطفة، والرجل يمثل العقل والكفاح والجد ، ولكل منهما مهام تكمل بعضها البعض.

وأضافت أن صلاح الآباء والأمهات ينعكس على الآبناء ، فقد قال تعالى: «وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا» ، فبالاجتهاد في طاعة الله أطيب الثمار في نجاح وفلاح الكبار والصغار، حيثقال تعالى : " فانطلقا حتى إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ استطعمآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً "، وكان سيدنا موسى عليه السلام لا يعلم علم العبد الصالح من أن الجدار كان تحته كنز ليتيمين كان أبوهما رجلاً صالحا، وأهل هذه القرية لئام ، فقد رفضوا أن يطعموا العبد الصالح وسيدنا موسى عليه السلام ؛ لذلك كان من الضروري إقامة الجدار حتى لا ينكشف الكنز ويستولي أهل القرية عليه ولا يأخذ الغلامان كنز أبيهما الذي كان رجلاً صالحاً .

جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى المرأة شيخ الأزهر فاطمة الزهراء

إقرأ أيضاً:

«جائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة» تعلن تفاصيل «النسخة التاسعة»

مراد المصري (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الشيخة فاطمة ترعى النسخة الـ16 من المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات برعاية الشيخة فاطمة.. أبوظبي تستضيف مؤتمر «تمكينها»

برعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، تعقد أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية ومجلس أبوظبي الرياضي، مؤتمراً صحفياً، اليوم، في مقر الأكاديمية، للإعلان عن تفاصيل النسخة التاسعة من «جائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة»، التي تعتبر الأبرز على الساحة الرياضة العربية، على صعيد تكريم ودعم الفتيات العرب في المجالات الرياضية كافة.
يشهد المؤتمر الصحفي الإعلان عن الفئات والجوائز المخصصة في النسخة التاسعة، حيث تتميز الجائزة بكونها شاملة للرياضيات والمدربات والإداريات والفرق والإعلام التي تحقق النجاح والإبداع على الساحة الرياضية على الصعد المحلية والقارية والدولية كافة.
وتحتفل الجائزة التي جسَّدت منذ انطلاقتها رؤية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة الطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسَّسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، وبمتابعة من الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، رئيسة نادي أبوظبي للسيدات ونادي العين للسيدات، مالك ومؤسس إسطبلات الشراع، بالرياضة العربية النسوية بأبهى صورها، وبجوائز مالية تعتبر من الأكبر في العالم على صعيد دعم الرياضة النسوية.
وتنبع رؤية الجائزة في تحقيق الريادة والتميز لرفع وتحسين المشاركة النسائية في المجال الرياضي على المستويات كافة، وفق رسالة الجائزة التي تسعى لدعم المرأة الرياضية على مستوى الدولة والوطن العربي، من خلال تكريمهم على إنجازاتهم، ضمن فترة زمنية محددة، وضمان استمرارية الإنجازات بشكل سنوي من أجل المساهمة في الارتقاء والوصول إلى نتائج عالمية برياضة المرأة بمختلف المجالات الرياضية الفردية والجماعية.
وتهدف الجائزة أيضاً إلى تعزيز التنافسية والتميّز في الرياضات النسائية، ورفع مستوى المشاركات الرياضية والمجتمعية للمرأة الإماراتية والعربية، ودعم وتشجيع الإنجازات الرياضية وإيجاد بيئة محفزة وداعمة للمرأة الرياضة الارتقاء بها لمستويات متقدّمة، وشهدت الجائزة على مدار النسخ الثمانية الماضية تتويج عدد بارز من أفضل المتميزات من مختلف الدول العربية.

مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف الفجوات الحرجة بين الجنسين في سوق العمل والدخل بالمنطقة العربية
  • هل تبطل صلاة المرأة إذا شاهدها رجل؟.. الإفتاء تجيب
  • أستاذ بجامعة الأزهر: قول مليش دعوة أخطر ما يصيب المجتمعات
  • هل الرجل أفضل من المرأة؟
  • هل يجوز للمرأة ارتداء غير الأبيض في الحج؟.. الأزهر يوضح
  • مرصد الأزهر يستقبل وفدا طلابيا من جامعة طنطا .. صور
  • الشيخة فاطمة تستقبل الحاكمة العامة لكومنولث أستراليا
  • فتح باب الترشح لجائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة 2025
  • «جائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة» تعلن تفاصيل «النسخة التاسعة»
  • المنافقون.. الوجه الآخر للعدوان على الأمة الإسلامية