يمن مونيتور/ (أ ف ب)

يخشى مراقبون من إمكان أن يسهّل آليّو الدردشة وبرامج التزوير القائمة على الذكاء الاصطناعي عمل الجهات الضالعة في الجرائم الإلكترونية وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت، بعدما أصبحت متاحة منذ نحو سنة للاستخدام العام، من دون أن تُحدث تغييرات جذرية على صعيد هجمات المعلوماتية التقليدية.

أدوات أفضل لـ”التصيد الاحتيالي”

تتمثل عملية “التصيد الاحتيالي” (“فيشينغ”) في الاتصال بشخص مستهدف وجعله يُدخل البيانات الخاصة به على موقع مقرصن يشبه المواقع الأصلية.

ويشرح جيروم بيلوا، وهو خبير في أمن المعلوماتية في شركة الاستشارات “وايفستون” ومؤلف كتاب عن الهجمات السيبرانية، “الذكاء الاصطناعي يسهل ويسرع وتيرة الهجمات”، من خلال إرسال رسائل إلكترونية مقنعة وخالية من الأخطاء الإملائية.

ويتبادل القراصنة بذلك خططاً تمكّنهم من توليد رسائل احتيالية محددة الهدف بشكل تلقائي، بواسطة منتديات عبر الإنترنت أو رسائل خاصة.

وللتغلب على القيود التي وضعها مقدمو الحلول بشأن الذكاء الاصطناعي، تسوّق مجموعات متخصصة منذ هذا الصيف نماذج لغوية مدربة على إنتاج محتويات خبيثة، على غرار تطبيق “فرود جي بي تي”. لكن لا يزال يتعين إثبات فاعليتها.

ويحذر بيلوا “لا نزال في البداية فقط”.

خطر تسريب البيانات

يُعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي واحداً من التهديدات الخمسة الرئيسية التي تهابها الشركات، وفق دراسة حديثة أصدرتها شركة “غارتنر” الأمريكية.

وتخشى الشركات خصوصاً في هذا المجال، تسريب البيانات الحساسة التي يتناقلها موظفوها، الأمر الذي دفع شركات كبرى، ومنها “آبل” و”أمازون” و”سامسونغ” إلى منع موظفيها من استخدام “تشات جي بي تي”.

وتوضح مديرة الأبحاث في “غارتنر” ران شو أن “كل معلومة يتم إدخالها على أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تدخل في مساره التعلّمي، وهذا ما قد يجعل معلومات حساسة أو سرية تظهر في نتائج عمليات بحث مستخدمين آخرين”.

وأطلقت شركة “أوبن ايه آي”، المطورة لبرنامج “تشات جي بي تي”، في آب/أغسطس الماضي النسخة المحترفة “تشات جي بي تي انتربريز” التي لا تستعمل الدردشات من أجل التعلّم بغية تطمين الشركات التي تخشى تسريب معلوماتها.

من جهتها، توصي شركة “غوغل” موظفيها بعدم إدخال معلومات سرية أو حساسة في برنامج الدردشة الآلي الخاص بها، “بارد”.

تزوير بالصوت والصورة

يتمثل التهديد الرئيسي الجديد للذكاء الاصطناعي في سهولة نسخ الوجوه والأصوات وتوليد ما يطابقها تماماً. فمن خلال تسجيل لا تتجاوز مدته بضع ثوان، تسمح بعض الأدوات عبر الإنترنت بتوليد نسخة مطابقة تماماً قد يقع ضحيتها الزملاء أو الأقارب.

ويعتبر مؤسس شركة “أوبفور انتلجنس” جيروم سايز، أن هذه الأدوات قد تُستخدم بسرعة من جانب “مجموعة كاملة من الجهات الضالعة في عمليات احتيال صغيرة، لها وجود فاعل في فرنسا، وغالبًا ما تكون وراء حملات خبيثة تستعمل الرسائل النصية، بهدف الحصول على أرقام البطاقات المصرفية.

ويضيف “هؤلاء المخالفون الصغار، الذين يكونون بالإجمال من فئة الشباب، سيتمكنون وبسهولة من تقليد الأصوات”.

وفي حزيران/يونيو، وقعت أم أمريكية ضحية احتيال إثر اتصال رجل بها للمطالبة بفدية لقاء تسليمها ابنتها الذي زعم أنها مخطوفة، وقد عمد الرجل إلى إسماعها ما ادعى أنه صراخ ابنتها الضحية. وانتهى الحادث من دون وقوع أضرار، بعد أن اشتبهت الشرطة في أن الحادثة تشكل عملية احتيال تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ويشرح بيلوا أنه بالنسبة إلى الشركات التي باتت على دراية بأساليب احتيالية مستخدمة على نطاق واسع تقوم على انتحال محتالين صفة الرئيس التنفيذي للشركة للحصول على تحويلات مالية، فإن “استخدام مقتطف صوتي أو فيديو مزيف”، من قبل المقرصن “يمكن أن يقلب مسار الأحداث لصالح” هذا الأخير.

قراصنة مبتدئون

ويعتقد سايز أنّ “أياً من الهجمات التي نجحت في العام الماضي لا يدفع إلى الاعتقاد بأنها نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي”.

ورغم أن آليّي الدردشة قادرة على تحديد بعض العيوب وتوليد أجزاء رموز معلوماتية خبيثة، إلا أنها عاجزة عن تنفيذها مباشرة.

في المقابل، يرى سايز أن الذكاء الاصطناعي “سيسمح لأشخاص محدودي الموهبة بتحسين مهاراتهم”، مستبعداً في المقابل أن يتمكن “الذين يبدؤون من الصفر من تطوير برامج مشفرة باستخدام تشات جي بي تي”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تقنية منوعات الذکاء الاصطناعی تشات جی بی تی

إقرأ أيضاً:

«الصحة» تبحث إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوت في الجراحات الدقيقة

عقد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، اجتماعا مع قيادات بشركات القطاع الخاص، لبحث سبل التعاون في القطاع الصحي، في ديوان عام الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

الاستثمار في القطاع الصحي

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنّ الاجتماع تناول بحث فرص التعاون والاستثمار في القطاع الصحي، بما يساهم في النهوض بالمنظومة الصحية، وتطوير ورفع كفاءة المنشآت الصحية في جميع المحافظات، باستخدام تقنيات الاستشارات الطبية والتشخيص «عن بُعد» والروبوت الجراحي.

وقال «عبدالغفار» إنّ الوزير ناقش مع ممثل الشركة إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوت، في الجراحات الدقيقة بمستشفيات العاصمة الإدارية، ومعهد ناصر للبحوث والعلاج، لتحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، مؤكدا أهمية هذه التقنيات في تقليل احتمالات أخطاء التشخيص، وميكنة صرف الأدوية، وزيادة معدلات الأمان في إجراءات مكافحة العدوى.

واستطرد «عبدالغفار» أنّ الوزير أشار إلى أهمية تعظيم الاستفادة من تلك التقنيات وخاصة في المنشآت الصحية الجديدة، ومنها المدينة الطبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي ستحدث نقلة تكنولوجية في كافة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

التطبيب عن بعد

ولفت إلى تأكيد الوزير على أنّ تقنية التطبيب عن بعد والاستشارات الطبية ستكون من خلال التواصل مع أطباء من مختلف دول العالم، لزيادة وتبادل الخبرات الطبية، مضيفا أنّ استخدام هذه التقنيات يقلل معدلات الهدر في الأدوية والمستلزمات، وتكلفة العلاج، كما أنّ استخدام الروبوت، يساهم في حوكمة ودقة التشخيص، حيث أن هذه التقنية ستكون من خلال بصمة خاصة بالطبيب المستخدم للروبوت.

حضر الاجتماع الدكتور أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة والسكان للمشروعات القومية، الدكتور أشرف عبدالعليم مساعد وزير الصحة والسكان لنظم المعلومات، الدكتور محمد فوزي مستشار الوزير للأشعة، والدكتور محمد مصطفى عبدالغفار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية.

مقالات مشابهة

  • مناظرة صحية حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض
  • تفجيرات لبنان.. تحذيرات وتفسيرات علمية قدمها الذكاء الاصطناعي بشأن الحادث
  • أستاذة إعلام: استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات الأمريكية أمر طبيعي
  • أستاذة إعلام: استخدام الذكاء الاصطناعي في الإنتخابات الأمريكية أمر طبيعي (فيديو)
  • خبيرة: استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات الأمريكية أمر طبيعي
  • سنوفليك تشارك في معرض جيتكس 2024: الذكاء الاصطناعي التحويلي في خدمة الشركات العالمية
  • الذكاء الاصطناعي يكافح السرطان
  • أوبن إيه آي ترفع حدود استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي o1
  • مايكروسوفت وG42 تكشفان عن مبادرتين جديدتين لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي
  • «الصحة» تبحث إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوت في الجراحات الدقيقة