أعلن المبعوث الدولي إلى السودان رئيس بعثة اليونتامس، فولكر بيرتس، مساء اليوم الأربعاء، تقديم استقالته من منصبه، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي.

الخرطوم _ التغيير

جاء إعلان فولكر بيرتس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن السودان.

وقال بيرتس مخاطبا أعضاء مجلس الأمن: “ممتن للفرصة التي منحني إياها الأمين العام وعلى ثقته بي، لكني طلبت منه إعفائي من هذه المهمة”.

وحذر من أن الصراع في السودان قد ينزلق نحو حرب أهلية شاملة، مع دخول الصراع شهره الخامس.

وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أبلغت الأمم المتحدة، في يونيو الماضي، أنها تعتبر بيرتس، شخصا غير مرغوب فيه.

لكن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أبدى صدمته من الرسالة الرسمية السودانية، معبرا عن فخره بما يقوم به المبعوث الدولي.

وكان الممثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، خاطب الأمين العام ورئيس مجلس الأمن في الثامن من سبتمبر الحالي، مؤكداً أن السودان لن يشارك في اجتماع الأربعاء، حال مشاركة فولكر بيرتس.

وأوضح في خطابه أنهم تأكدوا من أن فولكر بيرتس سيلقي الإحاطة حول تقرير الأمين العام عن الحالة في السودان وأنشطة البعثة للفترة من 7 مايو إلى 20 أغسطس 2023م.

وأضاف بأن السودان يعتبر مشاركته في الاجتماع بمثابة استفزاز متعمد وإهانة لسيادته، وأنه سيراجع موقفه فيما يتعلق بالبعثة ويأسف لأنه الخيار الأخير الوحيد لمعالجة “الوضع غير المسبوق وغير العادل السائد في السودان”.

ونبه الحارث إلى أن حكومته أعلنت بيرتس شخصاً غير مرغوب به في 8 يونيو 2023م، وقبل أسبوعين من هذا الإعلان تم إبلاغ أسباب القرار بشكل مناسب للأمين العام للأمم المتحدة.

وأكد أن للدول الأعضاء الحق السيادي في اتخاذ القرارات التي يمكن للمواطنين الأجانب الدخول إليها والبقاء على أراضيهم، وذكّر بالتزام الأمانة العامة للأمم المتحدة بالحفاظ على موظفين يتمتعون بأعلى معايير الكفاءة والنزاهة.

وشدد على أن البعثات السياسية الخاصة المنشأة بموجب الفصل 6 من الميثاق مثل يونيتامس يجب أن تخضع للإملاء السيادي الوحيد فيما يتعلق بمن يديرها وما يجب أن تفعله استجابة لتوقعاتها.

الوسومالأمم المتحدة البعثة الأممية اليونتامس فولكر مجلس الأمن الدولي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة البعثة الأممية فولكر مجلس الأمن الدولي

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يهدد إنتاج القهوة.. هل يقدم جنوب السودان حلا؟

مع ارتفاع درجات الحرارة التي تضرب إنتاج القهوة عالميا، تبرز دولة جنوب السودان وجهة جديدة وواعدة لزراعة البن، لا سيما صنف إكسيلسا، المعروف بقدرته على تحمل الجفاف وتغير المناخ مقارنة بمحاصيل أخرى، مما يمنح المزارعين أملا بمستقبل أفضل بعد سنوات من الفقر.

واكتُشفت قهوة إكسيلسا منذ أكثر من قرن في جنوب السودان، وهي تثير اهتمام السكان الذين يعانون من ضائقة مالية، وتجذب اهتمام المجتمع الدولي وسط أزمة البن العالمية الناجمة عن تغير المناخ.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما بصمتنا الكربونية وكيف نخفف من أثرها؟list 2 of 2"عائدون إلى البلاستيك".. لماذا يلاحق ترامب المصاصات الورقية؟end of list

وبينما تسعى الدول الرائدة في إنتاج البن، مثل البرازيل وكولومبيا لتجربة زراعة المحاصيل في طقس أكثر جفافا، ارتفعت أسعار القهوة إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، مع الإشارة إلى أن الصناعة تكافح لإيجاد حلول وبدائل.

وتشير التقديرات إلى أن محصول البن في البرازيل التي ضربها الجفاف، وتعد من أكبر مزارع القهوة في العالم، قد ينخفض بنحو 12% هذا العام بعد تسجيل انخفاض في الأعوام السابقة.

مزارعون يجففون حبوب إكسيلسا بعد حصدها في جنوب السودان (أسوشيتد برس) سد الفجوة

وتنمو شجرة إكسيلسا في جنوب السودان وعدد قليل من البلدان الأفريقية الأخرى، بما فيها الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى وأوغندا، كما تُزرع أيضا في الهند وإندونيسيا وفيتنام.

إعلان

وتسمح جذور الشجرة العميقة وأوراقها الجلدية السميكة وجذعها الكبير بالازدهار في ظروف قاسية، مثل الجفاف والحرارة، حيث لا تستطيع أنواع القهوة الأخرى ذلك، فضلا عن أنها مقاومة للعديد من آفات وأمراض القهوة الشائعة.

لكنها رغم ذلك تشكل أقل من 1% من السوق العالمية، متأخرة كثيرا عن أنواع أرابيكا وروبوستا التي تعد أكثر أنواع القهوة استهلاكا في العالم.

ويقول الخبراء، إن إكسيلسا يجب أن تثبت أنها عملية على نطاق أوسع بكثير لسد الفجوة في السوق الناجمة عن تغير المناخ، إذ لم يعرف جنوب السودان أبدا بأنه دولة منتجة للقهوة.

فرصة للاقتصاد

ورغم أنه يمكن لجنوب السودان أن تنتج محصولا بديلا من محاصيل القهوة التي تأثرت بشدة بفعل تغير المناخ، إلا أن سنوات الصراع في البلاد جعلت صناعة وزراعة البن متأخرة جدا.

وأكدت شركة إيكواتوريا تيك، وهي شركة زراعة غابات مستدامة تعمل في جنوب السودان -لأسوشيتد برس- أن أشجار إكسيلسا قادرة على تحمل الحرارة أفضل بكثير من الأنواع الأخرى، لكن المعلومات عنها لا تزال شحيحة لتراجع زراعتها نتيجة الحروب في السنوات الماضية.

وأوضحت الشركة أنها تعمل مع المجتمعات المحلية لإحياء صناعة القهوة وزيادة الإنتاج، بما يشمل تقديم الشتلات والدورات التدريبية للمزارعين الذين يعني لهم ذلك فرصة انتشالهم من الفقر.

وبدأت العديد من الأشجار في إنتاج البن لأول مرة هذا العام، وتأمل الشركة في تصدير الدفعة الأولى التي تبلغ نحو 7 أطنان إلى المتاجر المتخصصة في أوروبا، وفق الشركة.

وبحلول عام 2027، يمكن أن تضخ إكسيلسا نحو 2 مليون دولار في اقتصاد جنوب السودان، مع اهتمام المشترين الكبار مثل نسبرسو بها.

لكن الإنتاج يحتاج إلى مضاعفته 3 مرات حتى يكون الأمر يستحق الاستثمار من قبل المشترين الكبار، كما قالت شركة إيكواتوريا تيك.

إحدى مزارع أشجار إكسيلسا ببلدة نزارا في جنوب السودان (أسوشيتد برس) تنمية الصناعة

كما أن الافتقار إلى البنية التحتية وانعدام الأمن في جنوب السودان يجعل من الصعب تصدير القهوة التي تمثل للمزارعين فرصة كبيرة.

إعلان

إذ يجب أن تقطع شاحنة واحدة محملة بـ 30 طنا من القهوة نحو 3 آلاف كيلومتر من جنوب السودان للوصول إلى الميناء في كينيا لشحنها.

وتبلغ تكلفة المرحلة الأولى من تلك الرحلة، عبر أوغندا، أكثر من 7500 دولار، وهو ما يصل إلى خمسة أضعاف التكلفة في الدول المجاورة.

فعلى الرغم من اتفاق السلام في عام 2018 الذي أنهى حربا أهلية استمرت 5 سنوات، إلا أن القتال لا يزال متواصلا في بعض الأماكن بالبلاد، منها التي تُزرع بها أشجار إكسيلسا.

وقالت وزيرة الزراعة والغابات والبيئة في جنوب السودان أليسون برنابا -لأسوشيتد برس- إن الحكومة وضعت خططا لإعادة تأهيل مزارع البن القديمة وبناء مدرسة زراعية، لكنها لا تعلم من أين يمكن أن تمول ذلك، إذ لم تدفع جنوب السودان رواتب موظفيها المدنيين منذ أكثر من عام.

كما أن زراعة البن ليست أمرا سهلا دائما. إذ يتعين على المزارعين التعامل مع الحرائق التي تنتشر بسرعة في موسم الجفاف وتدمر محاصيلهم، لا سيما أن الصيادين يستخدمون الحرائق لتخويف الحيوانات ويستخدمها السكان لتطهير الأراضي للزراعة أيضا، في ظل انعدام محاسبة المتسببين بالحرائق.

مزارعة تعمل بزراعة بن إكسيلسا أملا بإخراج عائلتها من الفقر (أسوشيتد برس) فرصة للخروج من الفقر

ورغم الصعوبات التي تواجه زراعة البن في جنوب السودان، يرى السكان إكسيلسا فرصة لمستقبل أفضل.

ويرى سكان جنوب السودان -وفق مقابلات أجرتها أسوشيتد برس- أن أشجار البن هي فرصة للمجتمع ليصبح أكثر استقلالية ماليا، في ظل اعتماد الناس على الحكومة أو المساعدات الأجنبية التي يعني غيابها عدم القدرة على توفير حاجيات الأسر.

ولكي تزدهر القهوة في جنوب السودان، يقول السكان، إنه يجب أن تكون هناك عقلية طويلة الأجل، وهذا يتطلب الاستقرار.

مقالات مشابهة

  • وصول الأمين العام للأمم المتحدة مقر انعقاد القمة العربية بالعاصمة الإدارية
  • مذكرة من الكُتّاب والأدباء والنشطاء السودانيين إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطالب بوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين
  • تغير المناخ يهدد إنتاج القهوة.. هل يقدم جنوب السودان حلا؟
  • البعثة الأممية: تيته ناقشت مع سفير الاتحاد الأوروبي التطورات السياسية الجارية
  • الأمن والاستقرار.. رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي والي ولاية سنار
  • تحالف «تأسيس» ينتقد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ويصف موقفه بالمنحاز لـ «حكومة بورتسودان»
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لاستئناف دخول المساعدات إلى غزة فورا
  • البعثة الأممية: “تيتيه” أكدت على أهمية بناء الديمقراطية في ليبيا على المستوى المحلي
  • «السايح» يبحث مع المبعوثة الأممية دعم المجتمع الدولي لـ«لعملية الانتخابية
  • الأمين العام للأمم المتحدة يهنئ المسلمين بحلول شهر رمضان