في دائرة الاتهام
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
يقول الحق تبارك وتعالى: "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ" صدق الله العظيم، ويقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ" صدق الله العظيم.
لقد استفتحت مقالي هذه المرة مستشهدًا بقول الله تعالى فيما سيأتي سرده وتوصيفة وذكره والإشارة إليه في سياق هذا المقال. ففي حياتنا هذه، تتعدد صور ومظاهر عيش الإنسان في هذه البسيطة بأنماط وأساليب وطرق واتجاهات مختلفة، فنحن اليوم فوق الأرض، وستأتي لحظة وسنغادرها؛ سواءً كُنَّا في غفلة ساهون أو مستعدون لتلك المغادرة وذاك الرحيل بأعمال صالحة، أو كنا غير مستعدين؛ فالموت سيأتينا سيأتينا وسيأخذنا، ولم لم نعد له بعد العدة المناسبة، أو لم نتهيأ له ذلك التهيؤ الذي يجعلنا أن نجعل منه خير غائب ننتظره، والقبر خير بيت نعمره.
فالكيِّس- وفي رواية العاقل- من عمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، أو كما قال صلى الله عليه وسلم. الرحيل للأبد سيكون وحيدا مفردا، "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى" صدق الله العظيم.
ومن خلال ما تقدم من آيات قرآنية، فإن المقصد منها هو مذكرًا نفسي بها أولًا حتى تستقيم على أمره جل جلاله أكثر مما هي عليه الآن، وكذلك لكي استذكر معك عزيزي القارئ، قول الله الكريم وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، فالتذاكر في الله يجب أن يكون على الدوام مستمرا، وهدفنا وغايتنا ووسيلتنا وحياتنا كلها.
فالله تعالى أكد في سياق هذه الآية التي تقول "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، أكد على تحقق المنفعة من الذكرى. ولهذا كان رائدي ومطلبي وجل اهتمامي من خلال هذه الذكرى، هو استدامة وإدامة الخير والصلاح للنفس البشرية بما فيهم أنا.
وإنه لما كان الأمر كذلك، فإن أسباب مزالق الإنسان عن الصواب والحق إلى أعمال الشر والإجرام، هو اتباعه لخطوات عدوه الشيطان الرجيم، ومن ثم نفسه الأمارة بالسوء، وكذلك الركون إلى دنياه الدنية وهواه الزائغ والزائف والمائل والمنحرف عن الحق، وبالتالي متى ما وصل الإنسان الى هكذا مواصيل، فلا غروَّ أن يرتكب المحرمات، ولن ينتهي عن المنهيات من الله تعالى ورسوله الكريم.
ونتيجة لذلك فإننا سنرى وسنسمع وستقع جرائم كثيرة، وأفعال محرمة ومجرمة في قانون الله تعالى وفي القانون البشري، ممن سلم نفسه للشيطان وللنفس الأمارة بالسوء.
ومن هذه الجرائم البشعة النكراء التي يرتكبها من تحكم فيه وعليه شيطانه، هي جريمة القتل، كالتي حدثت وفجع بها مجتمعنا المحلي والخليجي والساحة الإقليمية مؤخرا، عند إقدام مجموعة من الناس ونفر منهم، خارجون عن صوابهم، سولت لهم أنفسهم ارتكاب جريمة مروعة بشعة وشنعاء، وذلك باختطاف شخصية مجتمعية مرموقة ومعروفة في البلد وخارجه، يكن لها احترام وتقدير كبير من مختلف طوائف وشرائح المجتمع، والاعتداء عليه بقتله، وذلك يوم الخميس من شهر رمضان الفائت، الحادي والعشرين منه، الموافق له 14 من أبريل المنصرم، وتم العثور عليه ظهر الجمعة مقتولًا، أي اليوم التالي لخطفه ومقتله.
حقيقةً من يُقدم على هذا الفعل فهو مجرم متمرس؛ إذ كيف له أن يزهق روح إنسان بريء أعزل، فما قام به أولئك الأشخاص، لا يمكن بأي حال من الأحوال الرضا به وقبول دوافعه ومبرراته وأسبابه التي أدت إلى ارتكابهم لهذا الجرم الكبير، وليس بالإمكان الاعتداد بأي قول ومسبب ودافع ساقهم لذلك أباح لهم فعلهم القبيح الشنيع، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
الاعتداء بالقتل وبطريقة وحشية على رجل صالح وكريم وشهم وشيخ وقور متواضع، ورجل كبير في السن بحجم وبمكانة الشيخ محمد بن سعود الهنائي- تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته- وعلى أي نفس آمنة مطمئنة، أمر مرفوض وغير مقبول أبدًا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وإن شاء الله الجزاء سيكون من جنس العمل إن شاء الله.
إن فعل كبير كهذا أثر في نفوسنا جميعًا، وسيبقى أثره يذكر ويتداول تتناقله الأجيال، لسنوات طويلة جدا، وستحكي قصته كثيرًا.
وحينما نفند ونفسر وندرس ونتابع ونستنتج ونستنبط ونحلل ونستقريء حال من يقدم على هذا الإجرام الكبير المرفوض، وأي فعل مثله ويندرج تحته وعلى شاكلته، وكل عمل وفعل وتوجه وما هو مخالف للفطرة السوية، وللعقل البشري السليم، وللتروي والرزانة، ومتعد على الشريعة والقانون والنطام العام والعادات والتقاليد، نجد أن الابتعاد عن إقامة الصلاة والصلاح والاستقامة وفساد النفس والانغماس في المعاصي وارتكاب الذنوب وعدم الإحساس والشعور بالمسؤولية تجاه الغير، هو المسيطر على العقول والمسير لها في طرق لا ترضي الله تعالى ورسوله ولا الناس الصالحين.
لا نقول إلّا رحم الله تعالى شيخنا الفاضل الجليل الشيخ محمد بن سعود الهنائي رحمة واسعة، وألهَمَ أهله وذويه وأولاده وقبيلته وعشيرته وكل من عرفه والمجتمع بأسره الصبر والسلوان، "فإذا سيد منَّا خلا قام سيد، وما غاب مجد حين مات محمد، تراه يخط الأرض رغم مماته، فهل مات حقا وهو في الناس أحمد".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فضل الصلاة على النبي من مغرب الخميس إلى مغرب الجمعة| تعرف عليه
فضل الصلاة على النبي من مغرب الخميس الى مغرب الجمعة .. الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من أقرب القربات وأعظم الطاعات، وهو أمر مشروع بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ترفع الكرب والبلاء وتزيل الهم والغم، وتشرح الصدور وتصرف وساوس الشيطان.
الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- أمرا إلهيا ورد ذكره في القرآن الكريم، وخاطب الله تعالى المؤمنين في كتابه الحكيم في أكثر من آية وأكثر من موضع ليحثّهم على الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلّم-.
فضل الصلاة على النبي من مغرب الخميس الى مغرب الجمعة
هناك عدة صِيغ للصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذكر العلماء أن أفضلها هي الصلاة الإبراهمية: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
صيغ وعبارات الصلاة على النبي- أولًا: الصلاة الإبراهيمية: وهذه الصلاة (الإبراهيمية) تعتبر ركنًا من أركان الصلاة، حيث يختم المصلي صلاته بها متضرعًا بها رب العالمين تقبّل صلاته، وهذا دلالة على مدى مكانة وثواب وعظمة الصلاة على النبي - صلى عليه الله وسلم- عند الله تعالى وفي ديننا الأحنف.
- ثانيًا: «اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاه تفتحُ بيننا وبينه فتحًا مبينًا».
- ثالثًا: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى اللِهِمْ وَصَحْبِهِمْ أَجْمَعِينَ».
- رابعًا: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ بِعَدَدٍ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا أَمَرْتَ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا تَنْبَغِي الصَّلاَةُ عَلَيْهِ».
فضل الصلاة على النبي يوم الجمعةأولًا: يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.
ثانيًا: يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.
ثالثًا: يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.
رابعًا: سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.
خامسًا: يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمّه.
سادسًا: تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
سابعًا: الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.
ثامنًا: سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.
تاسعًا: تنقذ المسلم من صفة البخل.
عاشرًا: سبب من أسباب طرح البركة.
الحادي عشر: سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.
الثاني عشر: التقرّب إلى الله تعالى.
الثالث عشر: نيل المراد في الدنيا والآخرة.
الرابع عشر: سبب في فتح أبواب الرحمة.
الخامس عشر: دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.
السادس عشر: سببٌ لدفع الفقر.
السابع عشر: تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.
الثامن عشر: سببٌ لإحياء قلب المسلم.
التاسع عشر: التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.
العشرون: لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.