فيضانات ليبيا: ما هو إعصار دانيال الجارف ولماذا زرع الموت والدمار بمدينة درنة؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
تسبب إعصار "دانيال" بمقتل الآلاف في مدينة درنة الواقعة بشرق ليبيا وفق الإحصائيات الأخيرة وغير النهائية. ولا يزال الآلاف في تعداد المفقودين بسبب المياه التي غمرت كل أنحاء المدينة. فيما أدى انجراف التربة وانهيار سدين على الأقل إلى تفاقم الوضع الإنساني واختفاء حوالي ربع مساحة هذه المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
تم إطلاق اسم "دانيال" على الإعصار الذي ضرب مدينة درنة الليبية منذ عدة أيام من قبل وكالة الأرصاد الجوية الأمريكية. وتعتبر هذه العاصفة الأولى في منطقة البحر الأبيض المتوسط من ضمن موسم أعاصير المحيط الأطلسي لعام 2023. في البداية تم تصنيف عاصفة "دانيال" بأنها عاصفة استوائية عادية، لكن سرعان ما أصبحت توصف بالإعصار بسبب تنامي سرعتها وقوة رياحها العاتية.
وجدير بالذكر أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا هي من تقترح مجموعة من الأسماء للأعاصير في منطقة محددة، ثم يتم التوافق على الاسم من قبل الهيئات الإقليمية المعنية بالأعاصير المدارية خلال دورتها السنوية. وبدأت عملية تسمية العواصف والأعاصير في الألفيات من القرن الماضي بهدف تسهيل مضمون رسائل التحذير التي كانت تبعث للناس لتوخي الحيطة والحذر.
في أي منطقة تشكلت عاصفة "دانيال" وهل تهدد مناطق أخرى؟وفق الهيئة الفرنسية للأرصاد الجوية تشكلت عاصفة "دانيال" في منطقة الشمال الأطلسي وبالتحديد غرب أرخبيل "أسورس" وذلك في 5 سبتمبر/أيلول. وأضاف نفس المصدر أن عاصفة "دانيال" كانت في طريقها إلى أوروبا، لكن يبدو أن مسارها تغير قليلا مقارنة بوجهته الأصلية وانحرف باتجاه السواحل الليبية. فيما يتوقع أن تمس بعض المناطق في مصر.
اقرأ أيضاليبيا: كارثة بيئية وسط انقسامات سياسية
وحتى إن مست القارة الأوروبية، فستكون عاصفة "دانيال" ضعيفة وستتسم بهبوب رياح ضعيفة على بعض الدول التي تقع على ساحل المتوسط كإسبانيا وفرنسا. ويتوقع أن تنخفض حدة العاصفة ابتداء من اليوم الأربعاء أو غدا الخميس.
لماذا دمرت عاصفة "دانيال" مدينة درنة الليبية؟تقع مدينة درنة الليبية في منطقة جبلية شمال شرق ليبيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فيما يقسمها وادي "درنة" الذي يعتبر من بين أكبر الأودية في ليبيا إلى قسمين اثنين. كما تعرف أيضا بأراضيها الزراعية الخصبة نظرا لتواجد منبعين غزيرين للمياه. الأول يدعى "عين البلاد" والثاني "عين بومنصور". وبالرغم من عدم تهاطل الأمطار بشكل كبير على هذه المدينة، إلا أنها تتوفر على كميات كبيرة من المياه بسبب المنبعين اللذين يتدفقان من تحت الأرض.
وإضافة إلى ذلك، امتلأ وادي درنة بالمياه بسبب إعصار "دانيال" وارتفع مستواها بشكل خطير إلى درجة أنها شكلت تهديدا كبيرا على السدين اللذين تفجرا في نهاية المطاف بسبب ضغط المياه. وتدفقت المياه بسرعة كبيرة عبر الأودية باتجاه ساحل المتوسط، مرورا بوسط المدينة التي غمرتها المياه. ما أدى إلى جرف المنازل وانهيار جميع الجسور المتواجدة في المدينة.
ما هي أسباب انهيار السدود؟حسب بعض المصادر الإعلامية، فانهيار السدود في درنة ناتج عن كميات الأمطار الهائلة التي تهاطلت على المدينة. هذه الكميات لم تكن متوقعة أصلا. أما السبب الثاني فقد يعود إلى عدم القيام بأعمال الصيانة لهذه السدود القديمة ووقعت ضحية الإهمال منذ سقوط نظام القذافي في 2011.
لقد تم إحصاء آلاف القتلى حتى الآن ولا تزال عمليات البحث عن المفقودين متواصلة. فيما انقطعت الكهرباء وخدمات الإنترنت. فيما تحاول فرق الإنقاذ الوصول إلى المناطق المنكوبة. من جهته، عقد مجلس الوزراء بقيادة عبد الحميد دبيبة جلسة طارئة لبحث تداعيات هذا الإعصار معلنا الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام بجميع الجهات العامة والمؤسسات.
فرانس24
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: زلزال المغرب فيضانات ليبيا وفاة مهسا أميني ريبورتاج ليبيا إعصار فيضانات ليبيا للمزيد كوارث طبيعية مدینة درنة اللیبیة فی منطقة
إقرأ أيضاً:
رغم العدوان والدمار.. غزة تستقبل رمضان بفرح وصمود
يمانيون../
يستقبل الفلسطينيون في قطاع غزة شهر رمضان المبارك بروح الصمود والبهجة، رغم الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الصهيوني الوحشي، وما تسبب به من فقدان آلاف الشهداء ودمار واسع في البنية التحتية والمنازل.
وبحسب وكالة (سما) الإخبارية، فقد كثّفت بلديات القطاع جهودها استعدادًا للشهر الفضيل عبر حملات تنظيف وإزالة الركام وتزيين الشوارع، في إطار حملة أطلقت عليها “غزة أجمل بأيدينا”، بهدف إعادة الأمل والحياة إلى المدينة المنكوبة.
وفي خانيونس، تجسدت مظاهر الصمود في أول سحور رمضاني، حيث نظّم الأهالي مائدة سحور جماعية وسط الركام، في رسالة تحدٍ للعدوان، مؤكدين تمسكهم بالحياة رغم الجراح.
وعلى وقع صوت “المسحراتي” الذي جاب أحياء غزة المنكوبة، انتشرت فوانيس رمضان لتضفي بهجة خاصة على الأطفال الذين عايشوا ويلات العدوان. كما أطلقت البلديات حملة “غزة أجمل في رمضان”، التي شملت أعمال رفع الأنقاض وطلاء جدران المباني المتضررة.
يُذكر أن رمضان الفائت مرّ على أهالي القطاع وهم يعانون من حرب الإبادة الصهيونية التي أودت بحياة عشرات الآلاف، لكنهم اليوم يواصلون حياتهم بإصرار لا ينكسر، متشبثين بالأمل رغم الجراح.