الممثلة رند القصيبي لـ”البلاد”: سعيدة بدور “لين” في مسلسل بيت طاهر وانتظروني في مسلسل تاريخي ضخم
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
البلاد – حاتم العطرجي
* في البداية من هي الممثلة رند القصيبي؟
أنا ممثلة سعودية وعمري 27 سنة. كان لدي شغف بالتمثيل منذ طفولتي، شاركت في الكثير من الدورات المسرحية، وقمت بالتمثيل أمام الأهل والأصدقاء، ولم يخطر لي يومًا بأن يكون التمثيل مهنتي. تخرجت من الجامعة الأمريكية في بيروت سنة 2018، وبعدها عملت مباشرة في مجال الدعاية والإعلان ك copywriter
، وعدت إلى الخليج للعمل ضمن هيئة البحرين للثقافة والآثار، تحت رئاسة الشيخة مي آل خليفة.
* حدثينا عن مشاركتك في مسلسل بيت طاهر ؟ وطبيعة دورك بالعمل؟
حالفني الحظ حين شاهد سلطان عبد المحسن، وهو أحد مخرجي المسلسل واحدًا من الأفلام القصيرة التي مثّلت فيها، وهو “متلازمة البحر المسطح”، خلال مشاركته في الدورة الثامنة من مهرجان أفلام السعودية. ولأنه أعجب بأدائي، تواصل معي بعد عدة أشهر لإجراء تجربة أداء لمسلسل “بيت طاهر”. عادة ما أمزج بين اللغتين العربية والإنجليزية في حياتي اليومية، وهذا الجانب من الشخصية مريح جدًا لي كممثلة. ألعب شخصية لين الحيدر، وهي مصممة أزياء تعد بالحصول على تصاريح تجارة “الحبسة” بالاستفادة من معارفها. إلا أنها، وهذا حرق للأحداث، تكون السبب في فشل الخطة. ليس بالضرورة أنها هي الشريرة في المسلسل، هي مثل بطل سلبي، تقدم الكثير من المشاهد الفكاهية.
* كيف ترين مشاركتك بالمسلسل ؟
على الرغم من أن الشخصية لا تقدم الكثير من المشاهد، فإن لين قادرة على خطف الأضواء ولها دور مؤثر في المسلسل. يمكنني القول بأن لين تحب المبالغة ومتوهمة نوعاً ما. وأعتقد بأن شخصيتها تغير الصورة النمطية التي يقدمها التلفزيون السعودي عن الطبقة العليا، والتي عادة ما يتم تقديم شخصياتها على أنها قاسية وشريرة وماكرة. تقدم لين صورة عن الحضور الكبير للثقافة الغربية في المملكة، وأثر اختلاطها مع الثقافة المحلية. وكذلك، يلقي المسلسل الضوء على الوجوه المتعددة للمرأة السعودية، وما تتحلى به من ذكاء وصراحة، وشخصية صادقة، حتى ولو اختلف ذلك من امرأة لأخرى.
* ماذا عن أعمالك القادمة ؟
أشارك في مسلسل تاريخي ضخم من إنتاج شبكة MBC، ومن المقرر عرضه في وقت لاحق من العام الحالي. ويمكنني القول بأن شخصيتي في هذا المسلسل مختلفة تمامًا عن دور لين. وأجري حاليًا تجارب أداء لعدد من الأفلام والمسلسلات، ولكن لا شيء مؤكد حتى هذه اللحظة.
* ماذا تطمح له الممثلة رند مستقبلاً؟
بالمختصر، أريد تأدية العديد من الأدوار والعمل ضمن أنواع سينمائية وتلفزيونية متنوعة. أحب الأفلام القصيرة، وأتمنى المشاركة في عمل أجنبي يومًا ما. لا شك بأن لدى كل ممثل نقاط قوة ونقاط ضعف، ولكن لا أريد أن يتم تصنيفي ضمن فئة أو نوع واحد. أرغب بتحدي قدراتي، واستكشاف المزيد من الشخصيات والمشاعر من خلال عملي كممثلة. وأتمنى أن أتمكن من مواصلة إثبات موهبتي في كل مشروع وكل دور. وكذلك، أرغب بالعمل مع المبدعين من أبناء جيلي، والتعلم من خبرات من سبقوني، مثلما تعلمت من محمد بكش. هدفي ليس الشهرة، بل هي تشعرني بالخوف، حتى أنني أشعر ببعض التوتر في هذه المقابلة. أما بالنسبة لأسلوبي بالعمل كممثلة حاليًا، فأنا أميل للقصة القوية، وهي بالنسبة لي حاليًا أهم من المشاهدات الكبيرة.
* من مِن الممثلين أو الممثلات تتمني التمثيل معه في مسلسل قادم ؟
السعودية غنية بالمواهب المتميزة، كنت محظوظة بالعمل مع ريم الحبيب في فيلم قصية يجري العمل على إنتاجه حاليًا، وأتمنى العمل معها من جديد على مشروع أكبر. أقل ما يقال عن ريم أنها رائعة، وهي قدوة لي. وأتمنى العمل أيضًا مع آيدا القصي، على الرغم من أننا نعمل على نفس المشروع، ولكن ليست لدينا مشاهد مشتركة. وأيضًا رهف إبراهيم تتمتع بموهبة كبيرة، وقد ناقشنا فكرة إجراء تجربة أداء كشقيقتين يومًا ما. وربما يومًا ما، سأعمل مع جينفر لورنس؟ أو ميريل ستريب؟ ليس هناك حدود للحلم.
* كلمة أخيرة ؟
أتمنى أن ينال مسلسل “بيت طاهر” إعجاب المشاهدين، كما استمتعنا بالعمل عليه. هذا المسلسل الجميل هو طريقتنا في تقديم الثقافة السعودية للعالم، وأتمنى بأن ينال استحسان الجميع كما أعجب فريقنا. وفي النهاية، أودّ أن أشكر نتفليكس وكل من شارك في العمل على هذه الفرصة القيّمة، وطبعا شكرًا لكم ولجهودكم في الإضاءة على هذا المسلسل.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: مسلسل «Adolescence» دراما تحاكم المجتمع
كنت أنوي الكتابة عن المسلسل من زاوية فنية خالصة؛ عن الأرقام القياسية التي حققها في نسب المشاهدة خلال وقت وجيز، عن براعة الكاميرا في تقنية الـ"وان شوت" التي خلقت تواصلًا بصريًا حيًا مع المشاهد، عن الأداء التمثيلي الذي تجاوز حدود النص، وعن الإخراج الذي التقط اللحظة قبل أن تنفلت.
لكن قلبي سبق قلمي،
فوجدت نفسي لا أكتب عن "نجاح عمل" فقط، وإنما عن قيمة أبعد من الأرقام.
لا أتوقف عند "مشهد جميل"، وإنما أتتبع أثرًا تركه في الوجدان ولا يزال حاضرًا.
وجدتني أقرأ المسلسل من منظور تربوي، قبل أن أقرأه بعين ناقدة.
رأيت في المراهقين الذين على الشاشة، وجوهًا حقيقية نراها كل يوم في بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا.
في زمن تتسابق فيه المسلسلات على اقتناص انتباه المشاهد، نجح هذا العمل في الرهان على الحصان الذي غالبًا ما يخشاه صناع الدراما: المراهقة.
ليست كل جريمة نهاية قصة، أحيانًا، تكون الجريمة بداية لأسئلة أكبر بكثير من القاتل والمقتول، هكذا يفتتح مسلسل Adolescence حكايته، بجريمة مروعة يرتكبها فتى في الثالثة عشرة من عمره، لكنها ليست سوى البوابة إلى عوالم داخلية معقدة.
فقد يبدو للوهلة الأولى أن المسلسل يقدم دراما ذات طابع بوليسي، لكن سرعان ما يتضح أن ما يُروى ليس عن الجريمة، وإنما عن السياقات التي سمحت لها أن تحدث.
الثيمة الأعمق هنا هي العزلة الرقمية، وكيف يمكن لطفل أن يضيع أمام أعين الجميع وهو متصل دائمًا، كيف أصبح الإنترنت وطنًا بديلًا للمراهقين حين غابت الأسرة والمدرسة عن احتضانهم.
يعالج المسلسل ببراعة مفهوم "الذكورة السامة"، ليس من خلال الخطاب المباشر أو التلقين، وإنما عبر تتبع التغير التدريجي في شخصية البطل "جيمي".
فتى يعاني من قلق داخلي، يبحث عن صورة لذاته في مرآة معطوبة، ويتلقى وابلًا من الرسائل الرقمية التي تشكل وعيه دون رقابة أو حوار.
جيمي ليس شريرًا، لكنه ضحية لفجوة بين الواقع والواقع الافتراضي؛ حيث تتحول مفاهيم القوة والقبول إلى معايير مشوهة تفرض عبر ضغط الأقران الرقمي.
المسلسل يدين فشل الأسرة والمدرسة في لعب دور الحامي والموجه، فرغم أن جيمي ينشأ في بيت محب، إلا أن الحوار الحقيقي غائب، واليقظة العاطفية مؤجلة.
المدرسة، بدورها، تبدو مشغولة بالإدارة اليومية، غافلة عن مراهقين يتشكل وعيهم في أماكن أخرى لا يراها الكبار.
هذا الإخفاق المؤسسي لا يقدم بتجريم مباشر، وإنما كصورة متكررة لأب يحاول، لكن لا يرى، ومدرسة تحاول، لكن لا تسمع.
وكأن الرسالة تقول إن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي حين تكون أدوات التواصل مفقودة.
يتعمق المسلسل أكثر من خلال اعتماده على أسلوب السرد المتعدد؛ إذ تروى كل حلقة من منظور مختلف: الأسرة، الشرطة، الطبيب النفسي، والأصدقاء، هذا التنوع يقدم رؤية فسيفسائية دقيقة لأثر العزلة الرقمية، حيث تتكامل الأصوات لتشكل صورة شاملة لأزمة جيل بأكمله.
فنحن لا نرى جريمة، وإنما سلسلة من الفراغات، كل واحدة منها تساهم في صنع النتيجة النهائية.
من أبرز ما يميز مسلسل Adolescence هو تسليطه الضوء على التناقض العميق بين الارتباط الرقمي والانفصال الاجتماعي.
فالمراهقون في هذا العمل لا يفتقرون إلى الاتصال؛ على العكس تمامًا، فهم يغرقون فيه، لكنهم يفتقرون إلى الحضور الحقيقي، إلى من يُصغي، لا من يراقب.
"Adolescence" مسلسل يخلخل يقيننا اليومي ويعيد توجيه البوصلة نحو جيل يعيش في عزلة مزدحمة بالضجيج الرقمي.
هو تذكير صارخ بأن الاتصال الدائم لا يعني الحضور، وأن المراقبة لا تعني الرعاية.
في كل مشهد نواجه حقيقة مريرة، هناك مراهقون يتشكل وعيهم في فراغ، تعيد صياغتهم خوارزميات بلا قلب، وتهملهم مؤسسات فقدت قدرتها على الإصغاء.
حتى أدوات الإخراج لم تكن عبثية؛ فـتقنية الـ"وان شوت" تجاوزت حدود الإبهار البصري، ونجحت في إيصال عزلة جيمي إلى المشاهد بصدق مباشر، دون فواصل أو فلاتر.
المسلسل لا يُنهي الحكاية، وإنما يفتح نقاشًا نحتاجه بشدة.
لأن السؤال الأصعب لم يعد: ماذا فعل الطفل؟
بل: أين كنا نحن حين كان يبحث عمن يسمعه؟