سياح باقون بمراكش.. الزلزال ظاهرة طبيعية لماذا أغير وجهتي؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
مراكش- تقف السائحة البلجيكية إلين أمام ركام أحد المساجد المدمرة في مراكش، والحسرة بادية على محياها، ترتعش يداها وهي تحاول التقاط صورة له، قبل أن تدير الكاميرا نحو سياح في ساحة جامع الفنا العتيقة يتابعون عروضا فنية أو يشترون قبعات تقليدية.
وتقول إلين التي قدمت إلى المدينة الحمراء برفقة عائلتها بعد أن زارت مدينة شفشاون، وصادفها الزلزال المدمر "أحب كثيرا هذه المدينة الجميلة، الكرماء أهلها، اللطيف جوها، من أجل ذلك اخترت البقاء فيها رغم كل ما تعرضت له، إلى أن تنتهي إجازتي".
وتضيف إلين في حديث للجزيرة نت، "ما وقع للناس والمباني يشعرني بقشعريرة، لكن أينما تجولت أقابل بابتسامة وحسن الضيافة، كما أن روح الدعابة لم تفارق المراكشيين رغم ما جرى".
حضور في المدينةورغم فقدان مراكش العديد من ساكنيها في الزلزال المدمر، مازالت تلملم جراحها، وباتت قبلة لكل المصابين والمسؤولين والمتطوعين والخبراء في العمارة والآثار.
وتوقع الجميع أن تغادر غالبية السياح المدينة عقب الزلزال لكن الكثيرين منهم فضلوا البقاء.
يقول السائح الإسباني إيغان وقد وصل توا من المطار برفقة زوجته ساندرا، للجزيرة نت، إن الإحساس بالخوف شيء طبيعي في الإنسان. ويأسف إيغان الذي قدم إلى مراكش بعد يومين من الزلزال متمما مسار جولاته لما وقع في المناطق المنكوبة.
وأغلق عدد من المرافق السياحية الأبواب، في حين ما زالت أخرى تعمل بشكل طبيعي.
تقول المرشدة عتيقة أيت النجار، في حديث للجزيرة نت، وهي تقود جولة صباحية بالحدائق السرية (أحد المعالم الأثرية الجميلة) "الجولات السياحية لم تتغير وتسير بشكل طبيعي في المغرب، منها ما يؤدي إلى مسارات معروفة مثل مسار مسجد الحسن الثاني وفاس وورزازات، ومدن الجنوب والصحراء، باستثناء تغيير طفيف للمسار الذي يقود إلى بعض المآثر التاريخية المتضررة في مراكش".
وتوضح النجار أن حديثها مع السياح تجمله عبارة "الزلزال ظاهرة طبيعية قد تقع في أي مكان، فلماذا ألغي زيارتي لهذه المدينة الجميلة التي تحتضنني دائما بكل الحب؟ وكيف لا نبادلها الشعور نفسه؟".
وفي السياق ذاته، تقول السائحة الأميركية كارل للجزيرة نت "إنها كانت في مدينة الدار البيضاء، واتصل بها أولادها يحثونها على العودة سريعا، لكن تواصلها مع الوكالة السياحية طمأنها وقدمت إلى مراكش التي وجدتها أكثر من رائعة".
عودة الحياة لطبيعتهاقرب ساحة جامع الفنا يعج المكان بالسياح، وتطل صومعة الكتيبة بشموخها المعتاد، ويتناول بعضهم إفطاره في المقهى، وآخرون يبدلون عملتهم الأجنبية بالدرهم المغربي في مصرف مجاور.
ويقول إبراهيم والي صاحب فندق بمراكش للجزيرة نت، "طبيعي أن يتضرر القطاع السياحي بعد كل كارثة، ويقل الطلب على المجيء إلى المناطق المنكوبة وأن يلغى عدد من الحجوزات".
ويوضح أن فندقه يعمل بشكل طبيعي، لافتا إلى أن السياح "فضلوا البقاء في المدينة رغم الزلزال".
ويضيف والي "هناك إلغاء لبعض الحجوزات القريبة، لكن منذ الثلاثاء، عاد الحجز بشكل شبه طبيعي لقضاء العطلة ابتداء من 25 الشهر الجاري إلى نهاية السنة".
وتفيد عتيقة "منذ وقوع الزلزال لم ينقطع رنين الهاتف وتوالت الاتصالات لسياح سبقوا أن زاروا المدينة، مبدين تعاطفا كبيرا مع المغرب والمدينة وضواحيها، وبعضهم يسأل كيف بالإمكان المساعدة، في حين لم تتمكن البقية من إتمام الحديث لتأثرهم الشديد بما تعرضت له البلاد.
ويؤكد محمد إذ مومن العامل في مجال الفندقة أن حجم التعاطف الكبير مع المملكة يظهر بشكل جلي في عدد من صفحات المواقع السياحية والمؤسسات الفندقية الدولية.
وفي حديث للجزيرة نت، يقول السائح الفرنسي روني، الذي اعتاد زيارة المدينة وضواحيها إنه لم يستطع المغادرة، وتحول برفقة زوجته إلى متطوعين يجلبان المؤونة ويساعدان فرق الإغاثة والجمعيات المدنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
انطلاق معرض جيتكس الدولي بمراكش بحضور دولي واسع
زنقة 20 | متابعة
افتتحت، اليوم الاثنين بمراكش، الدورة الثالثة لمعرض “جيتكس إفريقيا”، الذي يعد أهم تظاهرة للتكنولوجيا وريادة الأعمال بالقارة، بحضور نحو 45 ألف مشارك و 1400 عارض يمثلون أزيد من 130 بلدا.
وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الكبرى، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمداخلة مصورة مسجلة لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وبحضور عدد من أعضاء الحكومة، ومستثمرين مغاربة وأجانب، وممثلين عن مؤسسات حكومية، ومتدخلين وشخصيات من آفاق مختلفة.
وتتميز دورة هذه السنة من “جيتكس إفريقيا” ببرنامج غني يضم ندوات قطاعية، ومبادرات مبتكرة في مجال الصناعات الإبداعية، ومنتديات للتواصل المهني ذات قيمة مضافة عالية.
وبذلك، يشكل هذا الموعد السنوي محطة جديدة في مسار ترسيخ مكانة المملكة كمنصة رائدة للابتكار الرقمي في إفريقيا.
ويهدف هذا الحدث، الذي تشرف على تنظيمه وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بشراكة مع وكالة التنمية الرقمية، إلى تعزيز الالتقائية بين الحكومات والمستثمرين ورواد الأعمال والفاعلين الرقميين.
وتعد “قمة مستقبل الربط في إفريقيا” من أهم فعاليات هذه النسخة من “جيتكس إفريقيا”، وهي منصة متميزة تجمع أهم الفاعلين في مجالات الاتصالات، والحوسبة السحابية، ومراكز البيانات.
وستبحث هذه القمة أيضا تأثير التوسع في شبكات النطاق العريض، وإطلاق تقنيات الجيل الخامس والتطورات السحابية، إلى جانب تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لهيكلة المستقبل الرقمي للقارة.
وتشهد هذه النسخة أيضا إطلاق “استوديو الجالية الإفريقية بالعالم”، باعتباره فضاء مخصصا لتوحيد الكفاءات الإفريقية المنتشرة حول العالم، بهدف تحفيز الاستثمارات وإبرام شراكات عابرة للحدود ونقل الخبرات بين الجالية الإفريقية والمنظومات التكنولوجية المحلية.
وتتيح نسخة هذه السنة من “جيتكس إفريقيا المغرب” الفرصة لإبراز قطاعات استراتيجية مثل تكنولوجيا التعليم (EdTech)، والتكنولوجيا الزراعية (AgriTech)، والتكنولوجيا الصحية (HealthTech)، والتكنولوجيا الرياضية (SportsTech)، وهي مقاربة تروم توطيد الطموح لجعل التكنولوجيا رافعة للتحول السوسيو-اقتصادي بإفريقيا.