درنة الليبية على موعد مع كارثة ثانية.. ما هي؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
تسببت العاصفة دانيال بتداعيات كارثية على مدينة درنة الليبية، إذ أدت إلى خسائر بشرية ومادية هائلة.
التربة تشبعت بكميات كبيرة من المياه المختلطة بالصرف الصحي والنفايات
إعادة الإعمار في درنة ستكلف مليارات الدولارات
النفايات تحتوي على مواد ضارة وهو ما سيؤدي إلى تلوث مياه الشرب والآبار
بيد أن فاجعة المدينة لم تنته بعد، في وقت يتوقع مسؤولون وقوع كارثة بيئية مع انتشار الجثث وتغطية المياه لمساحات شاسعة.
أكد وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية المعينة من قبل البرلمان وعضو لجنة الطوارئ، هشام شكيوات أن ربع مدينة درنة قد اختفى بسبب العاصفة "دانيال"، كما أن عدد القتلى كبير وكبير جداً، والجثث في كل مكان.. ما ينذر بحجم الكارثة التي تتهدد المدينة.
ويوضح خبراء البيئة المخاطر البيئية المحتملة بسبب الدمار الذي سببه الإعصار، والتلوث البيئي الذي قد يتسبب في انتشار الأوبئة، إضافة إلى تضرر التربة التي تشبعت بكميات كبيرة من المياه المختلطة بالصرف الصحي والنفايات.
أرقام مفزعةقال شكيوات، الأربعاء، إنه تم إحصاء أكثر من 5300 جثة في مدينة درنة، وأضاف أنه من المتوقع أن يرتفع العدد بشكل كبير وربما يتضاعف بعد أن تعرضت المدينة لفيضانات كارثية.
كما صرح بأن البحر يواصل لفظ عشرات الجثث، مضيفا أن إعادة الإعمار ستكلف مليارات الدولارات.
كارثة بيئيةيرى خبراء في البيئة أن هناك تداعيات بيئية كارثية نتيجة العاصفة "دانيال" في ليبيا خاصة مدينة درنة، فالتلوث البيئي الخطير بسبب تدمير شبكات الصرف الصحي والنفايات التي تحملها المياه، فضلاً عن وجود أعداد كبيرة من الجثث والتي قد تستغرق وقتاً لحين دفنها، كله ينذر بتدمير المنظومة الصحية في المدينة.
يضاف إلى ذلك عمليات التحلل التي قد تحدث بشكل سريع بسبب الحرارة المرتفعة، ووجود حشرات قد تنقل الأوبئة والأمراض المعدية، خاصة في ظل انتشار الذباب والبعوض، في ظل عدم توافر الإمكانات اللازمة للسيطرة على الأوضاع.
كما أن النفايات التي تحملها المياه تحتوي على مواد ضارة، وهو ما سيؤدي إلى تلوث مياه الشرب والآبار، وهو ما سيتسبب في نشر الأمراض والأوبئة.
وتدمير الغطاء الأخضر، هو أيضاً له آثار كارثية، باعتبار أن هذا الغطاء هو خط الدفاع الأول عن كل المزروعات، وهو ما يؤدي أيضاً إلى انخفاض كبير بكميات غاز الأكسجين.
وسيؤثر سقوط الأشجار على عمليات امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة وأيضاً الغبار ومشتقاته، وهو الأمر الذي يكون له تداعيات سلبية على البيئة، كما أن التلوث البيئي سيشمل جميع الأرجاء التي ضربتها العاصفة، وهو ما يستوجب سرعة دفن الجثث المنتشرة في جميع هذه المناطق.
أيضا تشبع التربة بالمياه الآسنة ومياه الصرف الصحي يؤدي إلى تدمير التنوع البيولوجي والقضاء على الكائنات المجهرية الموجودة في التربة، بسبب كميات المياه الغزيرة التي تغطي مناطق شاسعة.
ومن الممكن أن تؤدي العاصفة "دانيال" إلى تدمير كلي للمحاصيل الزراعية الموجودة، وتدمير المناطق الزراعية، وهو الأمر الذي يحتاج وقت طويل حتى تستطيع المناطق المتضررة العودة لطبيعتها.
يقول مسؤولون ليبيون إن الكارثة التي تشهدها درنة غير مسبوقة، وتحتاج تكاتفاً دولياً وعربياً لمواجهة الأوضاع المأساوية ووضع خطط سريعة لمواجهة الآثار الكارثية التي أحدثتها العاصفة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مدینة درنة وهو ما
إقرأ أيضاً:
«البازين».. أيقونة السفرة الليبية
أحمد عاطف (القاهرة)
تتميز المائدة الرمضانية الليبية بأطباقها المتميزة، التي تعكس التقاليد الغذائية والتنوع الثقافي الكبير بين طقوس أهل العاصمة طرابلس والمنطقة الشمالية الغربية، وتأثير الثقافة الأمازيغية، حيث تمتزج الأذواق المختلفة لتشكل مائدة رمضانية تجمع بين الأصالة والتجديد.
رغم التنوع الكبير في الأكلات الليبية، يظل طبق «البازين» نقطة التقاء بين مختلف المناطق، فهو من أشهر الأطباق التقليدية التي تعود جذورها إلى الأمازيغ الليبيين، ويشبه «البازين» في قوامه العصيدة السودانية، إذ يُصنع من دقيق الذرة، وهو طبق مشابه لوجبة تسمى «فوفو» المنتشرة في غرب أفريقيا.
يمثل «البازين» أكثر من مجرد وجبة، فهو تقليد اجتماعي يجمع العائلات والأصدقاء خلال شهر رمضان، حيث يُطهى بكميات كبيرة ويوزع على المحتاجين، وتتعدد طرق تقديمه، حيث يُقدَّم مع اللحم أو الدجاج أو الأسماك في المناطق الساحلية.
واعترافًا بأهميته، سعت ليبيا لإدراج «البازين» ضمن قائمة التراث العالمي إلى جانب المبكبكة والكسكسي بالبصل، والطلب ما زال قيد الدراسة في منظمة «اليونسكو».
مع رفع أذان المغرب، يبدأ الليبيون إفطارهم بالتمر واللبن الحليب اقتداءً بالسنة النبوية الشريفة، ثم يتجه بعضهم إلى المساجد لأداء الصلاة قبل استكمال وجبة الإفطار، ويأتي على رأس المائدة طبق الشوربة الحمراء، التي يطلق عليها الليبيون لقب «ملكة السفرة»، وتتكون من لحم الضأن والحمص والمعدنوس (البقدونس)، وهي طبق أساسي لا يغيب عن المائدة الرمضانية.
كما لا تخلو المائدة الرمضانية الليبية من أطباق المحاشي الشهيرة، كما هو الحال في الدول العربية المجاورة، إضافة إلى الكسكسي الذي يُعد طبقاً تقليدياً في دول المغرب العربي، ومن الطواجن «الكيما» الذي يتميز بمذاقه، إلى جانب أطباق أخرى، مثل الكيكة الحارة، وهي وجبة لذيذة.
بعد وجبة الإفطار، تحضر الحلويات الليبية التقليدية، حيث تتربع حلوى المقروض والمشرطة على عرش التحلية بعد الإفطار أو في المساء والسهرة، وهما من الحلويات الشعبية التي تُحضَّر خلال الشهر الفضيل.