ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يؤكد على دور الأم في تنشئة أجيال صالحة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء، أولى حلقات الموسم السادس من البرامج الموجهة للمرأة والأسرة تحت عنوان "دور الأم في تنشئة جيل صالح في ضوء القرآن والسنة"، بحضور د. هبة عوف عبد الرحمن، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، ود. فاطمة الزهراء محمد محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالمنصورة، وأدارت الحوار د.
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يؤكد على دور الأم في تنشئة أجيال صالحين ينهضون بالأوطان
واستهلت د. هبة عوف، حديثها، قائلة إن الله -جل وعلا- شمل جميع المخلوقات بعنايته ورحمته، فلم يتركهم دون رعاية على الأرض، لذا سخر لهم كل ما يلزمهم للاستمرار في الحياة، وقسم لهم الأرزاق، ولعل أكثر الأشياء التي تدلنا على عظمة الخالق وقدرته سبحانه وتعالى هو وجود الأم في المُجتمع، فالأم هي أعظم كائن خلقه الله تعالى وهي الدليل القاطع على الرحمة بين الخلائق، ولما كانت التربية أمر سام لا تُتقنه إلا أم واعية بأسلوب مُتابعة الطفل وإشباعه بالمعاني والقيم التربوية الإيمانية، كان لزامًا على المرأة أن تغرف من بحور العلم ما تحتاج أن توظفه في حياتها التربوية مع أبنائها خاصة.
وأضافت د. هبة: ضربت لنا كثير من الأمهات الصالحات صورًا مُضيئة في تربية أبنائهم، وأبرز مثال على ذلك السيدة خديجة رضي الله عنها، والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وأم صلاح الدين الأيوبي وغيرهن من الكثيرات اللاتي تفنّن في غرس القيم النبيلة لدى أبنائهن، وعلى النقيض، فالأم المُهملة في حقوق أبنائها هي أول مَنْ يتلقى طعنات الانحراف، وأقسى الطعنات تتمثل في عقوق ابنها؛ ولذلك لنا أن نتساءل عن أهم ما يمكن للأم أن تقدمه لأبنائها.
من جهتها أوضحت د. فاطمة الزهراء محمد محرز، أن النساء مصانع الرجال، وإذا صلحت المرأة صلح البيت والمجتمع، ويُرجع كثير من العلماء السبب في تماسك المجتمع الإسلامي وانتصاره على الغزاة إلى المرأة المسلمة وتمسكها بدينها وعقيدتها الإسلامية، فقد آثرت من كان لها ولداً أن يكون من أبناء الآخرة لا من أبناء الدنيا، ولعل في التاريخ نماذج مشرفة من أمهات كن ذلك النبع المعطاء فكان أولادهن ثمار غرسهن ، وصدق الشاعر حين قال :
وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ ... ولا التذكير فخر للهلالِ.
وعددت د. فاطمة الزهراء ، مواصفات الأم الصالحة، وكيفية إعداد الأم، وطرق تربية النشء وإعداده إعداداً جيداً، ثم اختتمت حديثها بذكر نماذج مضيئة للأمهات الصالحات كأسماء بنت أبي بكر – وهند بنت عتبة – وصفية بنت عبد المطلب – وأم سليم – ونسيبة بنت كعب – والخنساء – ووالدة الإمام الشافعي – ووالدة الإمام البخاري.
من جهتها ، ذكرت د. حياة حسين العيسوي، أن الشريعة الإسلامية حرصت على تنشئة الأبناء ورعايتهم رعاية شاملة تقوم على الصلاح وحسن التربية وتؤسس لمجتمع فاعل متكامل متماسك ، والإسلام بدوره سلط الضوء على قضايا رعاية الأبناء وتنشئتهم تنشئة تلائم برسالة الاستخلاف من أجل نشر الخير، فالإنسان يحتاج إلى أسرة لكي يعيش فيها كفاح أب وحنان أم، فالأمومة تعني العاطفة، والرجل يمثل العقل والكفاح والجد ، ولكل منهما مهام تكمل بعضها البعض؛ قال تعالى : " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ".
وأضافت: ان صلاح الآباء والأمهات ينعكس على الأبناء، فقد قال تعالى : " وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا " ، فبالاجتهاد في طاعة الله أطيب الثمار في نجاح وفلاح الكبار والصغار، حيث قال تعالى : " فانطلقا حتى إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ استطعمآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً "، وكان سيدنا موسى عليه السلام لا يعلم علم العبد الصالح من أن الجدار كان تحته كنز ليتيمين كان أبوهما رجلاً صالحا، وأهل هذه القرية لئام ، فقد رفضوا أن يطعموا العبد الصالح وسيدنا موسى عليه السلام ؛ لذلك كان من الضروري إقامة الجدار حتى لا ينكشف الكنز ويستولي أهل القرية عليه ولا يأخذ الغلامان كنز أبيهما الذي كان رجلاً صالحاً .
وتابعت: العمل الصالح ينعكس على الأولاد من بعد الآباء والأمهات، واقرأ قوله سبحانه وتعالى: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا "، مشيرًا إلى أن ميزان التربية الأولى وأهم شيء في التربية أن لا يجد في عملك ما يناقض كلامك ، فلا تقع حواس الطفل على نقيصة أنت تقول له غيرها إذن فسدت التربية، ولا بد للمرأة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهل في توجيههم كسلاً أو تسويفاً أو لا مبالاة. قال تعالى : " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " .
ونصحت الشباب والفتيات أن يتأملوا من استقام كيف مستقبله ، ومن أهمل كيف كان مستقبله، ثم يغرس هذه في إخوته الصغار وفي بنيه إن كبر، يوم ينتبه لهذا لا يكون إلا على استقامة.
جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر ملتقى المرأة بالجامع الأزهر القرآن والسنة فاطمة الزهراء قال تعالى الأم فی
إقرأ أيضاً:
بلقاء عن المشروعات التنموية بسيناء.. انطلاق ملتقى فنون المرأة ضمن مشروع "أهل مصر" بالعريش
شهدت محافظة شمال سيناء، الأحد، انطلاق أولى فعاليات الملتقى الثقافي العشرين لثقافة وفنون الفتاة والمرأة ضمن مشروع "أهل مصر"، الذي يقام برعاية أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة ويستمر حتى 3 مايو المقبل، تحت شعار "يهمنا الإنسان".
أولى فعاليات الملتقى الثقافي العشرين لثقافة وفنون الفتاة والمرأة
استهلت الفعاليات من ديوان عام المحافظة حيث استقبل اللواء د. محمد عقل، السكرتير العام المساعد لمحافظ شمال سيناء، الدكتورة دينا هويدي، مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة والمشرف التنفيذي لملتقى أهل مصر (للمرأة)، وأشرف المشرحاني، مدير عام فرع ثقافة شمال سيناء، ولفيف من القيادات الثقافية والتنفيذية.
وبدأ اللواء محمد عقل، حديثه ناقلا تحيات محافظ شمال سيناء، قائلا: مرحبا بكم في بلدكم الثاني سيناء التي تعتبر المدخل الشمالي الشرقي لمصر، وشهدت أرضها الكثير من المعارك التاريخية.
وأشار "عقل" أن محافظة شمال سيناء تشهد طفرة تنموية حقيقية تهدف إلى تحويلها إلى نموذج متكامل للتنمية، خاصة في مجال مشروعات البنية التحتية، كشبكات الطرق والكباري، ومشروعات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى مشروعات الطاقة المتجددة، الإسكان الاجتماعي، وتطوير المناطق العامة، وميناء العريش، فضلا عن إعادة الإعمار في مدينتي الشيخ زويد ورفح.
وأضاف أن "سيناء" شهدت خلال الآونة الأخيرة نجاحات ملحوظة أيضا في مجال التنمية الاقتصادية والزراعية، فضلا عن دعم البحث العلمي وتعزيز قطاعات التعليم والصحة، من خلال القوافل الطبية والتعليمية، الأمر الذي ساهم في بناء مجتمع سيناوي متسلح بالعلم ويتمتع بحقوقه الصحية، ويشارك بفعالية في دفع عجلة التنمية الوطنية الشاملة.
واختتم حديثه بتوجيه الشكر لكل من ساهم فى النهوض بالمحافظة وتنمية أراضيها، مؤكدا أن تحقيق الاستقرار والأمان في شمال سيناء جاء نتيجة تكامل جهود الدولة مع الروح الوطنية لأبناء المحافظة.
من ناحيتها، أعربت د.دينا هويدي عن سعادتها بتواجدها على أرض مدينة العريش تلك البقعة الغالية من أرض مصر، واستعرضت فعاليات الملتقى الثقافي، موضحة أنه يشمل عددا من اللقاءات التثقيفية والتوعوية التي تناقش قضايا المرأة في مختلف المجالات الصحية والبيئة والاقتصادية والاجتماعية، هذا بالإضافة إلى الورش الفنية والحرفية والتراثية التي تمكنهن فيما بعد من تبني فكرة مشروع اقتصادي يصبحن من خلاله رائدات أعمال.
واختتمت حديثها بتقديم الشكر لوزير الثقافة وقيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة على الدعم المتواصل للمشروع الثقافي وتذليل العقبات، من أجل إعداد فتيات واعدات في المستقبل. كما قامت بتسليم وشاح "أهل مصر" للواء محمد عقل تقديرا لمساهمته القيمة في الفعاليات.
جلسة نقاشية بثقافة العريشوعلى مسرح قصر ثقافة العريش استكملت فعاليات اليوم الأول بجلسة نقاشية مع الفتيات المشاركات من المحافظات الحدودية ثم حضر الجميع حفل ختام ملتقى سيناء الأول لفنون البادية بالقصر والذي شهده الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بحضور قيادات الهيئة ومحافظة شمال سيناء وشيوخ وعواقل شمال سيناء وأحياه الفنان أحمد إبراهيم وفرقة قصور الثقافة لأغاني الشباب بقيادة المايسترو وائل عوض وفرقة العريش للفنون الشعبية احتفالا بذكرى تحرير سيناء.
الملتقى الثقافي العشرون لثقافة وفنون المرأة والفتاة، تنفذه الإدارة العامة لثقافة المرأة، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د.حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع "أهل مصر"، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، بإدارة د.شعيب خلف، وفرع ثقافة شمال سيناء.
ويستضيف الملتقى ١٢٠ امرأة وفتاة من المحافظات الحدودية الستة: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر "حلايب، الشلاتين، أبو رماد"، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، إلى جانب عدد من المشاركات من "حي الأسمرات" بالقاهرة.
ورش فنية وحرفيةوتنطلق اليوم الاثنين فعاليات الورش الفنية والحرفية بقصر ثقافة العريش، وتشمل، ورشة "أشغال المكرمية" للمدربة شيرين عفيفي، "الإكسسوارات والحلي" تدريب ملك عبد الكريم، "أشغال الخيامية" تدريب عماد عاشور، "التطريز السيناوي" تدريب د.سهام جبريل، "الفن التشكيلي" تدريب شعبان جمعة، "الموسيقى" للفنان ياسر الشريف، "المسرح" للمدرب محمد عبد الوهاب، "التصوير" للفنان طارق الصغير، "الكتابة الصحفية" للصحفي محمد خضر، و"القصة القصيرة" للمدرب ناصر أحمد.
دور المرأة في الحفاظ على الموروث الثقافيكما يشهد الملتقى عددا من دوائر الدعم النفسي، وأمسيات ثقافية حول "دور المرأة في الحفاظ على الموروث الثقافي"، هذا بالإضافة إلى تنظيم عدد من الزيارات الميدانية لأهم معالم المدينة منها: ميناء العريش، الكتيبة 101، محمية وادي الزرانيق، الملاحات، ومعصرة الزيتون.
مشروع أهل مصرويعد مشروع "أهل مصر" أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، ويُنفذ في إطار البرنامج الرئاسي لتشكيل الوعي الوطني، وتعزيز قيم الانتماء، ودعم الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.