عليك بالنصل يوم تحصل
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
إسماعيل بن شهاب البلوشي
لفترة ليست بالقصيرة أذهب بالفكر بعيدًا وأتعمق في قراءة هذا الكنز الكبير من الإرث التاريخي للوطن وهو الخنجر العُماني، وفي كل مرة أجد بُعدًا جديدًا؛ بل ومُهمًا في عالم الخنجر، فلا شك أنها وفي عمق السنين البعيدة وتاريخ نشأتها بدأت بآلةٍ حادة أقرب إلى أنها أداة تُساعد الإنسان في حياته اليومية، كما كان عليه إيقاع ذلك الزمان وحاجته، وبدلًا أن تشغله حينما كان يحملها في يده دومًا، فكّر القدماء بربطها بحزامٍ كي تلازمه دومًا من ناحية، ومن ناحية أخرى تكون قريبة منه عند الحاجة إليها.
وبعد ذلك استُحسِنَ الأمر لأنها ستجعل يديه حرتين للأعمال الأخرى، هذا الأمر لم يقف عند ذلك الحد ولأنَّ الدنيا مليئة بالمفاجآت من بني البشر أو الوحوش والضواري لذا كانت استئناسًا وشعورًا بالثقة وانطلاقًا إلى مواجهة الحياة فهي كما يشبه المسدس اليوم لأنه الأقرب ليد الإنسان عند الحاجة بل إنه يلازمه في كل تحركاته دونما أي صعوبة أو انشغال.
ومع الأيام ولأنَّ الإنسان تُعلّمه التجارب والمواقف، بدأ مستخدمو الخناجر بتطويرها بقبضة مناسبة وقوية تتحمل عبء الاستخدام مع لمسة جميلة وروح للأصالة والمباهاةـ وتوقف اسم القبضة إلى ما هو أنسب في رؤية الإنسان العماني إلى شيء ساير أصالته وسمته وسميت القبضة بـ"القرن". وهنا وقفة مُهمة من خلال هذه الكلمة، ولماذا هذه المفردة تحديدًا، ذلك لأنها من الزراف الأصلي والذي يعود إلى قرن حيوان مُعين، وليس غيره، فساير الاسم وتناسب. ولأن الزمان ليس بتلك الرؤية الجمالية للخناجر بالدرجة الأولى، فقد كان للنصلة وهي السلاح الأساسي عالمًا واسعًا من آفاق الفكر والتاريخ العماني، وبذلوا الغالي والنفيس لواجهة شخصيتهم وهي الخنجر، وقد يكون بعضهم دفع كل ما يملك ليضع عنوانًا بارزًا من شخصيته المرتبطة بنصلة الخنجر التي يتسلح بها ويباهي بها الدنيا وماعليها، فوصفت بعض الأنصال بأنها صنعت من بقايا حديد البرق الذي يضرب الأرض، والبعض الآخر من حديد بنوعيات خاصة جدًا، وهنالك من الخناجر التي حملت ألقابًا ومواقفَ وارتبطت بأحداث تاريخية مهمة، سايرت التاريخ العماني الغني بمثل تلك الأحداث التي وثقها الزمان، وكذلك الحزام المصنوع من الفضة أصبح يشكل صورة بهية وهيبة ووقارًا لمن يرتديه، وكذلك فإن البعض أضاف سكينًا مفضضة ومحمية بجلد خاص، ومنهم من أضاف سلسلة فضية تحتوي على جوانب أخرى مهمة في حياتهم العملية.
لست بصدد كتابة التاريخ والخنجر كجزء منه ولا حتى وصفها؛ لأن هذا الأمر أكبر بكثير من أن يوصف في هذه العجالة، غير أني أريد أن أصل بالفكر إلى كل عماني محب لأرضه وتاريخه وأصالته أن الخنجر ليست فقط للزينة بحجم ما هي زينة معنوية رجولية، تربط التاريخ بأهله. ومن هنا أريد أن أصل بالكلمة أيضًا إلى أنَّ الحضور في أي محفل بالخنجر يزيد من هيبة الرجل ويميزه بين الحضور ويجعل منه واجهة وشخصية مميزة، لأنه جزء لا يتجزأ من سمة الارتباط بالتاريخ وروح الانتماء إلى عالم خاص، هو دون أدنى شك ملهم وراوٍ لعطش كل من يحب تاريخ الأصالة وربطها بملاحم الأيام التي تشكلت منها الدول والحضارات، وستبقى نصيحة العارفين بأحداث الدنيا وما بها وما عليها أن "عليك بالنصل يوم تحصل".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
انطلاق أعمال"المنتدى الاقتصادي العماني الكويتي"
الكويت -الرؤية
انطلقت اليوم الاثنين، بدولة الكويت أعمال المنتدى الاقتصادي العُماني الكويتي والمعرض المصاحب له؛ لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الشقيقين، والتركيز على فرص التعاون التجاري والاستثماري المُشترك وزيادة حجم التبادل التجاري.
ويأتي المُنتدى والمعرض المصاحب له بتنظيم من الفريق الإشرافي لترويج المنتجات العُمانية "أوبكس" ممثلًا في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وغرفة تجارة وصناعة عُمان وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة الكويتية وغرفة تجارة وصناعة الكويت ويستمر أربعة أيام.
وتهدف الفعالية إلى تبادل الخبرات والمعرفة وبناء شراكات استراتيجية بين الشركات ورجال الأعمال في كلا البلدين، والاطلاع على تطورات مجال التصدير وإيجاد شراكات جديدة بين الجانبين، والتعريف بالبيئة الاستثمارية والفرص الواعدة في سلطنة عُمان والعمل على التكاملية لتحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040" و"رؤية الكويت 2035"، وتفعيل البرامج التنفيذية في الاتفاقيات الموقّع عليها بين الجانبين.
وسيتضمن المنتدى عقد 3 جلسات حوارية لمناقشة واقع قطاع الصناعات التحويلية وتكامل سلاسل الإمداد والتطوير العقاري والفنادق والأمن الغذائي.
ويتخلل المنتدى عقد لقاءات ثُنائيّة بين الشركات العُمانية ونظيراتها الكويتية ورجال الأعمال لتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري ومناقشة الفرص التجارية المتاحة ومواكبة آخر التطورات في قطاعي الصناعات التحويلية والأمن الغذائي وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.
ويُصاحب المنتدى الاقتصادي العُماني الكويتي إقامة معرض تشارك فيه 70 مؤسسة صغيرة ومتوسطة منها 50 مؤسسة عُمانية تمثل قطاعات الأغذية والصناعات الحرفية والتقنية وغيرها