القرية العالقة (9)
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
حمد الناصري
بعد توقف الحكيم لبُرهة، خرج مِن بعد صَمت، كأنّ من بين يديه ما يُنقذ به تراثنا العريق ويُخرجنا من جائحة سرقة التاريخ، وقال وهو يستعيد افكاره رُويدًا رويدًا:
ـ الافكار التي أؤمن بها أكتبتها بيدي، وتتجلّى بصراحة تحجيم سُرّاق تُراث أمّتنا العريقة، وتجريم الضالعين في سرقة تاريخنا العظيم، منذ عهد الكذابين والمُتخلّفين عن ركب العهد الاول وتحريم الانجرار وراء الافّاكين وتجريم سُرّاق تاريخ القرية العالقة.
وبرغم أنّ الأحداث التاريخية قاسية ومُغريات تجاربها صعبة إلا أنّ سيرتنا التاريخية خرجت بتجربة فيها نبأ من قَبْلنا وخبَر سِيرة مَن كان قبلهم، سِيْرة عطرة ماجدة، أحداثها صَنعت تاريخًا من العِزة والشموخ وحملتْ في طياتها المَجد العظيم، ومُتون المعرفة والثقافة والفن، ومن مُعجزاتها الحِكمة، وقد اثبت لنا التاريخ القويم انهم رجالُ فصاحة وعقل واتزان.
وفي ذلك الكتاب، أظهرتُ أنّ التراث، يُذكرنا بماضي أجدادنا وأهلونا ويربطنا بجذورنا العميقة، عبر قرون خلت حملت في طيّها عادات وتقاليد وقِيَم توارثوها عن سِيْرة نبيلة، حافظوا عليها واستمروا في نهجها عبر الازمان.
وبيّنتُ أحداث التاريخ ومُغرياته، فالشعوب المكينة دفعت ثمن المُتربّصين بها، فتحمّلت أحقادهم، وضغائنهم، سرًا وجهرًا، ويأكلون التراث أكْلًا لمًّا، أؤلئك هم الخاسرون وأضرارهم جسيمة، وآثارهم مُوجعة، والافاكين من الناس يُخرجون تجربة مُشمئزة، باعت ضمائرهم تُراثنا ومجدنا وشُموخنا وحتى قيَمنا وأخلاقنا، ولم تصنع تجربتهم الخاوية غير أخطاءً فادحة، أثارتْ الفِتن بين الرجال وحرّكت الخِصام بينهم، وانتحلتْ تاريخ عظيم مُشْرئب، مُتطلع إلى عَلياء المَجد، تعلوهُ الهِمَم يتحرّك وفق قِيَم إنسانية لن يصل إليها سارقوا الامْجاد مُطلقًا إلاّ إنْ هُم أقرّوا في انفسهم وفي علنهم بأنهم جزء او بِضْع من ذلك المَجد العظيم، فالثّمن باهظ، والذين لا يملكون تاريخًا ولا أحداثًا يُسرّون بها أنفسهم بين الشعوب، لا يتورّعون عن سرقة تاريخ غيرهم ولا يجدون مَحِيصًا عن صُنع مُستقر كاذب في تُراثيات الامكنة الثمينة ؛ فالأحداث الكسيرة لا ترفع السّيْرة بفخر، ولا تُنهي مِحْنة الشواهد التاريخية، فالتاريخ العظيم مُرتبط بتراث التكوين ورأس الامد البعيد.
توقف بُرهة وسحب نفسًا عميقًا والتفتَ إلى أحمد وقال:
ـ وأمّا سؤال الولد أحمد، لم أفقهَ كثيرًا منه وليس لي دراية أو معرفة للخوض في مُتونه ومُناقشتهِ الان، ولكني أستطيع الإجابة عليه، إذا تهيّأتْ لي الأسباب بالعودة لتاريخ القرية.
ولا أنكر أني أكبر المُعَمّرين في القرية وقد شهدتُ بعض تقسيماتها على أثر انفصال القريتين؟ وقد سُئل أحد رجال القرية المُنفصلة عن دور الحزام الجبلي في حمايتها؟ فقال بلغة أطْمأنّ إليها.. قريتنا مَحمية بعناية إلهية، وفي جبل الراس تحوّلات رئيسية، منها أنّ قرية المَمر العميق لها دور رئيس، فهو يُطل على كنوز القرى المحيطة به، وكأنه منارة شامخة، شاهدة عبر الأزمان على دور المَمر البحري في التجارة القديمة والحديثة، وهو أهمّ واجهة بحرية على الساحل المُهادن ومَصدر قوة للقرية العالقة.
سكت ثم التفت إلى حمود خال خديجة:
ـ دعني أعرّف أحمد بصلة القرابة بيني وبينكم.. أمّك بُنيّ من قرية صغيرة التصقت بالجبل الأعلى، وفي سَهلها بساتين وقريتكم تبعد عن قرية البحر بمسافة نصف نهار مَشيًا وأبوك تعود أصوله إلى بلدة تاريخية تُجاور ذلك الامتداد الطُولي من البحر.
أشاح بوجهه قليلًا ثم ردّه إليهما:
- وأما سُؤالك عن القريتين وكيف سقطتا.؟ لا ريب فإنّ في ذلك الزمن البعيد، حدث عُلوًا كبيرًا للبحر وحدث هبوطًا سُفليًا للأرض، وعلى أثرهما حدثت انزلاقات وصخرية نتيجة تصدّعات عميقة لامَستْ قوتها الارض،، تصدّعت قشرة الارض العميقة وانفصل الماء، فصار جزء منه ضئيل وضَحْل والجزء الآخر عميق وكان من نصيب القرية العالقة بحر عميق وعلى رأسها بقيَ فكّ الاسد، وكما يبدو أنّ الوطْأة كانت أعمق ممّا يُعرف، وتجاوزت قوتها الحقائق التي نتحدث عنها.
وأنا قد دوّنت شيئًا من تلك الحقيقة، فالبحر المفتوح، غضب يومًا غضبًا شديدًا ناحية المَمر الضيّق وكانتا القريتين المُتجاورتين تقعان في مياهٍ مُتصلة بالبحر إلا أنّ طرفها غير الصخري الاقرب إلى اليابسة قد جفّت وأبْدلت رطوبة البحر الفوقية والتحتية مُلوحة جافة تصلّبت بفعل اختلاط المُلوحة برمال خفيفة ناعمة إلى حد بعيد، وزادتها حرارة الشمس صلابة، فتكوّنت قِشْرة صَلدة، وانْصَهرت على مرور الزمن مياهٍ رطبة مُشبّعة بالمُلوحة واختلطت أجزاء منها وأحدثتْ الشُقوق مَجارِ وأخوار اكتشفها البحارة، فكانت ملاذًا لقرصنة البحر.
ويقع قُبالة قرية الراس بحر ضئيل كوجه آخر للقرية العالقة، وقد عُرفت قرية المَمر العميق بعدة أسماء كقرية الجبل او القرية العالقة، كما حصلتْ على ألْقاب عُرفت بها كقرية الراس او قرية راس الجبل أو فكّ الاسد أو الراس الصامت. وذلك الراس حقًا يقف صامتًا شامخًا يُبادل البحر الضّحل مشاعر الامان.
ويطلق عليه البحارة بالراس الأصَمّ؛ إذ لا يصل إليه أحد إلاّ بالباخرة أو بقارب صغير، نظرًا لوجود عوالق بحرية، جعلت كثير من السفن العابرة تغرق او تصطدم برؤوسه، كما عُرف بالرؤوس السبعة، وتلك الرؤوس واقعة بين البحر العميق برأس الأسد، وقرى الساحل المُهادن، وقرية الراس كانت امتدادًا إلى ما بعد البحر الضّحْل، كجسد مُتصل تغمره المياه عميقة وضحة بمسافات تنظر إلى بعضها أنها وصْلة منبسطة برمال ملحية حادة ومُترامية بأجزاء صخرية ثقيلة وجبلية صمّاء صَلدة وعلى أطرافها قُرى مُتناثرة وساكنة بقوة وصلابة رجالها ونسائها، وأخرى خاوية لا عُروش لها ولا مَجد، عانت من الاندثار والتشويه، وتلاشت الكثير من مُقوماتها الطبيعية واندثرت قِيَم وتقاليد مُتوارثة، كان قدرها كبيرًا بين رجالها ونسائها، وُصِفوا بأنهم ذو بأس وجَلد، أجسادهم كبيرة، وأعناقهم بائنة، وعَلَوْ عُلُوًا كبيرًا.. ومنذ أمد بعيد، كانت قوتهم مانعة وبأسهم شديد بالبطش والجبروت، لم يسلم أحد من شرّهم الداني القريب والقاصي البعيد، ونُسبت أماكنهم بما عُرفوا به.
أقوام تداخلت منافعهم مع العابرين وساروا إلى بحر كبير وقيل أنهم التقوا بسفينة مُبحرة فيه وأرغموها بالسّير اتجاه بحر غليظ الماء، قلّ أنْ تجد فيه سُفن عابرة. وتفاوتت علاقات الرجال ببعضهم وأولئك الجمع اختلفوا كاختلاف أصولهم وتفرّقوا كتفرّق أعراقهم، وجاؤوا بطرائق قِددًا، اختزلت في القوة والبطش، وأهل تلك البلاد مارسوا سطوتهم على قُرانا الجبيلة المُحاذية للراس الاعلى ولكنّ أهل قريتنا العالقة كان رباطهم أقوى من رباط الجبال الصَمّاء التي أحاطت بها، والقرية العالقة كأنها ضُربتْ بسُور له باب عَميق، جباله امتداد لسلسلة حزام شرقية وغربية، عُرفت بالحَبل السري.
والحقيقة بُنيّ، أنّ البحر مساحته كبيرة وامتداده طويل، والجبال السرية ربطته بحزام مُتصل غير منقطع، وكان من الاجدر أن يتسمى ببحر القرية العالقة، لكن جماعة من الناس، كانوا كفوالق بحرية ارتبطت بظواهر السلاسل الجبلية العميقة، وعددا منهم كان ارتباطهم بالحزام الجبلي مُهم، لغاية في نفس يعقوب. وكانوا يومئذ عائقًا كبيرًا كما لو كانوا فوالق بحرية عالقة.. أؤلئك الأصْلاب، رجال أشرار لا مأمَن لهم، لم يتركوا القرية مُطمئنة، يُهادنونها مرة ويَغزونها مرة أخرى، ولا ريب فقد استوطنها الكثير منهم في كهوفها العميقة وفي أخوارها وخلجانها الآمنة، وأضحت مَرتعًا خصبًا للهاربين منهم.. إنهم أقوام خطيرين جاؤوا بخرافات وأساطير مَحكيّة لا أُسّ لها في بدائع التكوين ولا في مُتون الحقيقة، وإنما هي خُرافة سَحروا بها الناس، وأقروها في أنفسهم ومارسوا تُرّهاتها وفرّقوا بها مُجتمعاتهم.
ولكنا في القرية العالقة، أخذنا مَصدر قوتنا من الحِكْمة السائرة "إذا امتلكت الشيء الجميل فاصْبر على أعين الناس". وزد على ذلك، أن الصبر فضيلة وشهامة.. وأجْدر أنْ نتميّز بفضائلنا ونعتز بشهامتنا، ونكون أخْلق من غيرنا، ومن الاعاجم من يتربّص بنا المِحَن، ويتخذون مما نُنفقه على أهلونا وقُرانا وأنفسنا أندادًا وحسدًا وبُغضًا وكراهية وسُوءًا من عند أنفسهم، يُكَفّروننا ونحن الأصالة، ويتربّصون بنا سُوءًا ونحن فضائل الأخلاق، ويَحسدوننا ونحن أنقى البشر، ويُبغضوننا ونحن الصّادقون، ويَكرهوننا ونحن واقع الحياة.
ومن الأهمية بمكان؛ بل ومن الضرورة المُلحة أنْ ندفعهم إلى الارتكاس، ونردهُ إليهم، بإنتكاسة لا نشاط فيها، ونعود إليهم كما عُدنا إليهم من قبل هذا، بإثارة من قوة وصَبر وأعددنا أنفسنا بثبات الإيمان والاطمئنان، وأخذنا من رباط الجأش والعزيمة والعِزة والمكانة شواهد مُستقرة وجعلناهم يَهدون بأمرنا واتّبَعنا كثير منهم بالخير والإصلاح وما ينفع الناس.
وأما الساحل الغربي المُهادن، عُرف باسْمنا حتى وقت قريب وكثيرة هي المراجع التاريخية التي أقرّت للبشرية تاريخنا وأثبتت سجلًا حافلًا في مُدوناتها الثابتة، عُرفت بمرجعيتنا التاريخية العتيقة.
والساحل في الجهة المُقابلة لرأس الجبل الأعلى رقيق ليس له عُمْق بحري، تكاد الأرض تُرى من وجهها.. لا تَعبره سُفن كبيرة ولا حتى صغيرة لكثرة العوالق الصخرية، والبحّارة لا يَطمئنون من جانب الساحل الضَحل، فيغزون قرية الرأس الأعلى حينَ تتقطّع بهم السُبل فيستقر بعضهم بين الجبال ويلوذ الآخرون إلى الكهوف والأخوار ويستكملون بقية حياتهم.
وقد قرأتُ ذات مرة، بأنّ العوالق البحرية تترسّب في قاع البحر، ثم تنقلها إلى الأرض المُسطحة ويَطلق عليه العابرون "أخوار الملح"، وهي عبارة عن رواسب مائية ملحية تتحوّل بعد زمن إلى رواسب ملحية صَلبة ومع مرور الزمن تتحوّل إلى عوالق صخرية.
وليس لي في ذلك من عِلْم أو معرفة كبيرة، لكني أنقل لكما ما قرأته فقط.. وأمّا الرد على سُؤالك يا أحمد، وما تُريد أنْ تعرفه عن قرية عُنق البحر أو الرأس العالق؟ فجوابي، أنّ القريتين التصقتا ببعضهما منذ التكوين الأول وعلى مُنحدرهما زلقة على حافّة صخرية صلبة وفي جُبّهما الأعمق جبال صمّاء وبحر غليظ، وعلى الأخرى أخوار وكهوف ونتوءات، كوصلة لسان يَنتهي بها إلى حافة مُنخفضة وتصل أطرافها إلى يابسةٍ حوافّها بين رملية وملحية.
يُتبع...
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قنا تخطو نحو السياحة الريفية: شراكة مع الأمم المتحدة لتطوير قرية دندرة
قام الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، بجولة ميدانية هامة برفقة وفد رفيع المستوى من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "UN Habitat"، وقد استهدفت الجولة الوقوف على المواقع الاستراتيجية المقترحة لإنشاء مجمع سياحي ريفي متكامل في قرية دندرة العريقة، الطامحة لتصبح مركزًا جاذبًا للسياحة الريفية في صعيد مصر.
وقد رافق المحافظ في هذه الجولة المثمرة كل من السيدة لمياء مليجي، مدير برنامج التنمية المحلية والسياسات الحضرية بمكتب الأمم المتحدة، والسيد سيد جاد الرب، مدير عام الإدارة العامة للآثار بقنا، والسيدة يارا هلال، مساعد برنامج التنمية المحلية والسياسات الحضرية، والسيد محمد قناوي، المسؤول الميداني لمشروع "حَيِّنَا" بقنا، بالإضافة إلى السيد محمد حلمي، رئيس مركز ومدينة قنا، وعدد من القيادات التنفيذية البارزة بالمحافظة.
وأوضح محافظ قنا أن هذه الزيارة تأتي في صميم جهود المحافظة للاستفادة القصوى من الخبرات القيمة للبرنامج الأممي في دعم مختلف الأنشطة الاقتصادية، وعلى رأسها تنمية قطاع السياحة الريفية.
ويهدف المشروع الطموح إلى تطوير المناطق المحيطة بمعبد دندرة التاريخي وتحويلها إلى وجهة سياحية متكاملة ومتنوعة، مما يسهم في تعزيز فرص الاستثمار الواعدة وخلق فرص عمل مستدامة لأبناء المنطقة.
وأكد المحافظ على ما تزخر به قرية دندرة من مقومات طبيعية خلابة وثقافية عريقة تجعلها مؤهلة بجدارة لتتبوأ مكانة مرموقة كإحدى أبرز قرى السياحة الريفية الواعدة في جمهورية مصر العربية.
وشملت الجولة أيضًا زيارة تفقدية لموقع بوابة معبد حورس الأثري المجاور لمعبد دندرة الشهير. وخلال الزيارة، وجّه المحافظ بضرورة تطبيق الضوابط العمرانية الصارمة على المنازل الواقعة بالقرب من المنطقة الأثرية، وذلك بهدف الحفاظ الأمثل على الطابع الجمالي والتراثي الفريد للمنطقة.
كما وجّه المحافظ بتحويل مبنى مجاور للمعبد إلى "مركز لخدمة المجتمع" متكامل، وذلك في إطار خطة شاملة تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف القطاعات الحيوية.
وامتدت الجولة لتشمل المرسى السياحي الواقع بقرية دندرة، والذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من مشروع تنمية السياحة الريفية الطموح. ويهدف هذا المرسى إلى ربط كورنيش قنا الشرقي بقرية دندرة عبر نهر النيل الخالد، وصولًا إلى معبد دندرة، وذلك من خلال إنشاء مسار سياحي متكامل وجذاب.
ومن المقرر أن يضم المشروع أيضًا إقامة معرض دائم للحرف التراثية الأصيلة ومركزًا متطورًا للخدمات السياحية لتلبية احتياجات الزوار. وقد وجّه المحافظ بسرعة طرح إدارة المرسى على شركات النقل السياحي المتخصصة لتفعيل الاستفادة القصوى منه في أقرب وقت ممكن.
وخلال جولته الميدانية، حرص محافظ قنا على التفاعل المباشر والبنّاء مع أهالي القرية، مؤكدًا على الأهمية القصوى للمشاركة المجتمعية الفعالة في تحديد أولويات وخطط التنمية المحلية. وقد استمع باهتمام بالغ إلى أحد المواطنين الذي تقدم بفكرة مبتكرة لإقامة "منزلة" على الطراز الريفي القديم لاستقبال السائحين وإطلاعهم على نمط الحياة الريفية الأصيل، مستلهمًا هذه الفكرة من جلسة الحوار المجتمعي التي عُقدت سابقًا برئاسة المحافظ.
وقد عبّر المواطن عن خالص شكره وتقديره لتبني هذه الفكرة التي تجسد بحق روح التعاون الوثيق بين الأجهزة التنفيذية والمجتمع المحلي.