الصوفية تحتفل بالليلة الختامية للإمام السيوطي غدًا.. والرفاعية تحتفي بالمولد النبوي الجمعة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
تحتفي الطرق الصوفية، غدًا الخميس بالليلة الختامية لمولد جلال الدين السيوطي، بمقامه بمدينة أسيوط، وهو الإمام الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن الأسيوطي، الذي ولد في القاهرة ليلة الأحد غرة شهر رجب سنة 849هـ / أكتوبر 1445م، وتوفي في 20 أكتوبر 1505 ميلاديًا، ودفن خارج باب القرافة في القاهرة، بمقابر سيدي جلال نسبة إليه.
الصوفية تختتم احتفالاتها بالليلة الختامية للإمام السيوطي غدًا
الإمام السيوطي هو سليل أسرة اشتهرت بالعلم والتدين، وأبوه من العلماء الصالحين ذوي المكانة العلمية الرفيعة التي جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يديه، وقد تُوفِّي والده وهو ابن ست سنوات، فنشأ الطفل يتيمًا، واتجه إلى حفظ القرآن الكريم، فأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل: العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك؛ فاتسعت مداركه، وزادت معارفه.
عاش الإمام السيوطي في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها، فتأثر بهم، ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمضِ عامان حتى أجيز بتدريس العربية، وألَّف في تلك السنة أول كتبه وهو في سن السابعة عشرة.
كان الإمام السيوطي واسع العلم والمعرفة تقيًا ورعًا؛ وعاصر 13 سلطانًا مملوكيًّا، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم، وكان الأمراء والأغنياء يأتون إلى زيارته ويعرضون عليه الأموال النَّفيسة فيردها، وأهدى إليه الغوري خَصِيًّا وألف دينار، فردَّ الألف وأخذ الخصيَّ، فأعتقه وجعله خادمًا في الحجرة النبوية، وقال لقاصد السلطان: لا تعُدْ تأتينا بهدية قطُّ؛ فإن الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك. وطلبه السلطان مرارًا فلم يحضر إليه. وهكذا جاءته الدنيا فأعرض عنها.
وكان منهجه في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخًا واحدًا يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه "محيي الدين الكافيجي" الذي لازمه السيوطي أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب "أستاذ الوجود".
زادت مؤلفات الإمام السيوطي على الثلاثمائة كتاب ورسالة، ومن أبرزها في علوم القرآن والتفسير: الإتقان في علوم القرآن، متشابه القرآن، الألفية في القراءات العشر، الناسخ والمنسوخ في القرآن.
أما الحديث وعلومه، فكان يحفظ مائتي ألف حديث كما رَوَى عن نفسه، ومن كتبه: إسعاف المبطأ في رجال الموطأ، وتنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك، وطبقات الحفاظ. وفي الفقه: الأشباه والنظائر في فقه الإمام الشافعي، والحاوي في الفتاوى، والجامع في الفرائض، وله عشرات المؤلفات في اللغة وعلومها والتاريخ والطبقات.
وقال الشيخ طارق ياسين الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، شيخ مشايخ الرفاعية، إن الطريقة الرفاعية تؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وتطالبه بالترشح لفترة رئاسية جديدة.
وأضاف شيخ الطريقة الرفاعية في بيان، أن المسؤولية الدينية والمجتمعية علينا تجاه مريدي الطريقة الرفاعية تضعنا أمام مسؤولية كبرى أمام بلادنا مصر وهي ضرورة ترشح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأن ترشحه ضرورة سواء للشعب المصري بشكل عام، أو لأبناء الطريقة الرفاعية والطرق الصوفية بشكل خاص.
وتابع: "تحقق لمصر في مدار فترة رئاسة الرئيس من الإنجازات الداخلية والخارجية ما لم يتحقق لها في عقود طويلة سواء من ناحية الإنجازات الاقتصادية والمشاريع القومية الكبرى، وشجاعتها التي أبداها لمواجهة مشاكل كبرى عويصة أجلها رؤساء سابقون ولم يواجهوها مثل قضية الإرهاب والقضاء عليها أو قضايا النمو الاقتصادي، كما أنه استرد مكانة مصر العالمية بجهوده الجبارة في المحافل الدولية، التي تُوجت أخيرًا باختيار مصر عضو دائما في منظمة البريكس العالمية الكبرى".
واستطرد "الرفاعي": "فيما يخص صوفية مصر والعالم، شهد الملف الصوفي اهتمام ورعاية في عهد الرئيس كما لم يشهدها من قبل في جميع المجالات سواء بالاهتمام بالجانب الديني والروحي أو بالاهتمام بمقامات أولياء الله الصالحين التي يتوافد عليها الصوفية من داخل مصر وخارجها، حتى أننا يمكن أن نقول بملئ الفم أن الصوفية تشهد أفضل عهد لها ازدهارًا في مصر، بفضل الرئيس".
ولفت شيخ الطريقة الرفاعية، إلى أن الحضرة المجمعة لأبناء الطريقة الرفاعية المقرر لها الجمعة المقبل استهلالا للمولد النبوي، ستتضمن تأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي ومطالبته بالترشح في الانتخابات الرئاسية، آملين في مصر مستقبل أفضل على يديه واستمرار ازدهارها داخليًا وخارجيًا بسببه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيوطي جلال الدين السيوطي ذكرى المولد النبوي الطرق الصوفية
إقرأ أيضاً:
كيفية ترديد الأذان خلف المؤذن كما ورد في السنة.. إليك الطريقة الصحيحة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الإنصات إلى الأذان والانشغال بترديده وترك الكلام وعدم الانشغال بغيره من أفضل الأعمال؛ لأنَّ الأذان يفوت وغيره من الأعمال باقية يمكن تداركها، إلَّا أن تكون هناك حاجة للكلام فإنَّه يجوز حينئذٍ من غير كراهة.
حكمة مشروعية الأذانوأضافت الإفتاء، عبر موقعها، أن الأذان شُرِع للإعلام بدخول وقت الصلاة؛ فقد روى الشيخان في "صحيحيهما" عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ».
حكم الترديد خلف المؤذنوأوضحت الدار، أنه ورد في السنة المطهرة ما يدل على استحباب متابعة المؤذِّن وإجابته بترديد الأذان خلفه لكلِّ من سمعه؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ» متفقٌ عليه.
أمر تفعله بعد الأذان تنال به شفاعة النبي.. لن يأخذ منك دقيقة فاغتنمه
فجر رمضان.. النبي أوصى بعمل بين الأذانين والتوقف بسماع الثاني
وتابعت "يُسَنّ لمَن يسمع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذِّن إلَّا في الحيعلتين، وهي قول المؤذِّن: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، فيقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وعند قول المؤذِّن في صلاة الفجر: "الصلاة خير من النوم"، يقول السامع: "صدقت وبررت"، وعند قول المؤذِّن في الإقامة: "قد قامت الصلاة"، يقول السامع: "أقامها الله وأدامها؛ يُنظر: "بدائع الصنائع" للإمام الكاساني الحنفي (1/ 155، ط. دار الكتب العلمية)، و"شرح مختصر خليل" للعلامة الخرشي المالكي (1/ 233، ط. دار الفكر )، و"روضة الطالبين" للإمام النووي الشافعي (1/ 203، ط. المكتب الإسلامي)، و"شرح مختصر الخرقي" للإمام الزركشي الحنبلي (1/ 523-525، ط. دار العبيكان).
وأشارت إلى أن بعض الحنفية ذهبوا إلى أن المستمع يقول عند سماعه الحيعلتين: "حي على الصلاة، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، "حي على الفلاح، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وفصَّل بعضهم بأن يأتي بالحوقلة مكان "حي على الصلاة"، ويقول: "ما شاء الله كان" مكان "حي على الفلاح"؛ يُنظر: "رد المحتار" للعلامة ابن عابدين (1/ 397، ط. دار الفكر).
حكم الإنصات للأذان والترديد خلف المؤذن عند الفقهاءونصَّ جمهور الفقهاء؛ من الحنفية والشافعية والحنابلة على أنَّ شأن المسلم حال سماع الأذان أن يكون مُنصتًا له، مُنشغلًا بترديده، وألَّا ينشغل بالكلام ولا بشيءٍ من الأعمال سوى الإجابة؛ لأنَّ الأذان يفوت وغيره من الأعمال باقية يمكن تداركها، وهذا على سبيل الاستحباب.
قال العلامة الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق" (1/ 89، ط. المطبعة الكبرى الأميرية): [ولا ينبغي أن يتكلَّم السامع في الأذان والإقامة، ولا يشتغل بقراءة القرآن ولا بشيءٍ من الأعمال سوى الإجابة، ولو كان في القرآن ينبغي أن يقطع ويشتغل بالاستماع والإجابة] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (3/ 118، ط. دار الفكر): [قال أصحابنا: ويستحب متابعته لكلِّ سامعٍ من طاهرٍ ومحدثٍ وجنبٍ وحائضٍ وكبيرٍ وصغيرٍ؛ لأنه ذِكرٌ، وكل هؤلاء من أهل الذكر.. فإذا سمعه وهو في قراءةٍ أو ذكرٍ أو درسِ علمٍ أو نحو ذلك: قطعه وتابع المؤذِّن ثم عاد إلى ما كان عليه إن شاء] اهـ.
وقال العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (1/ 310، ط. مكتبة القاهرة): [إذا سمع الأذان وهو في قراءة قطعها، ليقول مثل ما يقول؛ لأنَّه يفوت، والقراءة لا تفوت] اهـ؛ فأفاد أنه إذا ترك القراءة لحرمة الأذان؛ فلأن يترك الكلام من باب أولى.
ونصَّ المالكية أيضًا على استحباب متابعة الأذان وترديده، إلَّا أنَّهم أجازوا الكلام أثناء سماعه؛ قال العلامة الحطاب في "مواهب الجليل" (1/ 448، ط. دار الفكر): [قال في "الطراز": ويجوز الكلام والمؤذِّن يؤذِّن، وقد كانت الصحابة تفعله، ففي "الموطَّأ": أنَّهم كانوا يصلُّون يوم الجمعة حتى يخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإذا جلس على المنبر، وأذَّن المؤذنون، جلسنا نتحدَّث فإذا سكت المؤذِّن، وقام عمر يخطب، أنصتنا فلم يتكلم أحد منَّا] اهـ.
وقال العلامة العدوي في "حاشيته على شرح الخرشي لمختصر خليل" (1/ 232، ط. دار الفكر): [يجوز الكلام والمؤذن يؤذن، وقد كانت الصحابة تفعله، نقله البدر] اهـ.