تجار الأزمات يشوهون صورة التضامن مع منكوبي الزلزال في المغرب (شاهد)
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
بعد ساعات قليلة من "فاجعة زلزال الحوز" في المغرب، وتساقط القرى "المنكوبة" تباعا؛ رصدت صحيفة "عربي21" كيف تجنّدت كافة فئات المجتمع المغربي، من أجل مد يد العون للضحايا، في جل المناطق المحيطة ببؤرة الزلزال الذي ضرب البلاد الجمعة الماضي.
وكانت وزارة الداخلية المغربية أعلنت في آخر حصيلة لها، أن 2901 شخصا قتلوا في الزلزال، فيما وصل عدد الجرحى 5530 شخصا.
"تطوعت بكافة ملابس الأطفال والنساء الدافئة التي لدي في المخزن من أجل ضحايا فاجعة الزلزال، الذي هزّ قلوبنا" يقول أمين، صاحب محل لبيع الملابس في مدينة سلا، معبرا لـ"عربي 21" عن حزنه من المشاهد التي رآها من خلال التغطيات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا: "أنا حزين جدا من أجلهم، عاشوا وسط الجبال منعزلين، والآن هم في محنة حقيقية، لا بد لنا من تلبية النداء".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وعلى غرار أمين، مواطنون كثر، ساهموا بكل ما يملكون من أجل مواساة المنكوبين؛ بالقليل قبل الكثير، بينهم ما وثقته كاميرا جمعيات في المغرب، ونشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبيل مقطع تظهر فيه سيدة مُسنة ساهمت بعبوة زيت 5 لتر، ورجل آخر بنصف كيس من الدقيق.
"تلاحم وطن"
وعلى بعد أكثر من 500 كلم من بؤرة زلزال الحوز، تجولت "عربي21" في عدد من أسواق مدينة الرباط، في اليوم الخامس من الهزة الأرضية، لترصد نفاد مخزون الأغطية، والملابس، والأفرشة؛ ناهيك عن الكميات الكبيرة التي حصل عليها أشخاص وجمعيات مجتمع مدني من الأسواق الوطنية الكبرى، تشمل المواد الغذائية ومواد التنظيف وحفاظات الأطفال، والفوط الصحية الخاصة بالنساء، ناهيك عن أكل الحيوانات، وغيرها من المواد.
وتابعت "عربي21" على مواقع التواصل الاجتماعي، كافة المبادرات التي أشرف عليها جمعيات وأشخاص في كافة المدن المغربية، لإيصالها إلى عدد من القرى المحاذية لبؤرة الفاجعة، كنوع من تقديم المساعدة، والمسح على قلوبهم، وتوجيه رسالة لهم مغزاها "عشتم معزولين داخل الجبال، لم نكن نسمع عنكم شيئا، لن نترككهم تموتون خوفا وجوعا وعطشا"، بحسب المشاركين في حملات الإغاثة.
وعلى الرغم من أن الطرق غير سالكة بين جبال الأطلس، مع ارتفاع درجة الحرارة، لبى أفراد وجمعيات كثر، من كافة المدن المغربية، صرخة الحاجة لجل المنكوبين؛ فيما تستمر عمليات التنسيق بين السلطات وعدد من جمعيات المجتمع المدني في التنقيب عن القرى التي لم يصل أي أحد بعد، بسبب انقطاع الطرق نحوها بسبب الانهيارات الجبلية.
ورصدت "عربي21" أنه فيما تم وصول المساعدات الإنسانية، لعدد من القرى المنكوبة؛ عملت السلطات المغربية على توزيع المؤونة الغذائية على باقي القرى المعزولة، التي تنقطع الطريق إليها، عبر الطائرات المروحية، وكذا من أجل إسعاف الضحايا.
وكان ملك البلاد محمد السادس، قد أعلن الحداد الوطني لمدة 3 أيام على أرواح الذين قضوا من جراء الزلزال المدمر، كما أمر بتسريع عمليات الإنقاذ.
"تجار الأزمات"
مشاهد كثيرة عبّرت عن تلاحم المغاربة وتآزهم في محنة وصفت بكونها الأشد منذ قرون؛ لم يشوش عليها بحسب المتابعين للشأن المحلي سوى "عدد من الممارسات اللاإنسانية، التي همّ بها عدد من الأفراد، نحو الاسترزاق".
ورصدت "عربي21" عددا من النداءات الوهمية لجمع التبرعات، وعددا من حالات السرقة للمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى الثمن المرتفع الذي أضحت عليه بعض المواد الأساسية، في عدد من المحلات التجارية.
View this post on Instagram A post shared by FASHION BELADI | فاشن بلادي (@fashion_beladi)
من جانبه، يقول سمير، الناشط المدني في مدينة الرباط: "والله إن المغاربة أبانوا عن طيب أصلهم في هذه المحنة التي أحزنت قلوبنا أجمعين؛ لم يشوش عليها شيء إلا ما قام به بعض سماسرة الأزمات؛ ممن رفعو الأسعار، في أبشع صورة للأزمة".
ويضيف المتحدث لـ"عربي21": "أنا عضو في جمعية محلية، ذهبت رفقة أعضاء آخرين من أجل شراء الخيام، قال لنا البائع إنها بقيمة 40 دولار، في حين أن ثمنها الأصلي لا يتجاوز 18 دولار"، مشيرا إلى أنه اتفق مع عدد من الجمعيات على أنه ستتم مقاطعة كل شخص أو محل تجاري رفع سعر منتوج ما، في الظرفية الراهنة".
وفي هذا السياق، قال الداعية المغربي٬ حمزة الخالدي، "في ظل هذه الأزمة التي نعاني منها، وفي الوقت الذي تتكاتف فيه الجهود التضامنية، ظهر لنا فئة من الناس، استغلوا الأزمة من أجل الربع المضاعف، من خلال زيادة في الأسعار" مشيرا إلى أنه "ضقنا ذرعا من هذه التصرفات البشعة".
وأضاف الخالدي في مقطع فيديو على قناته في منصة "يوتيوب": "تجار الأزمات لا خلاق لهم في الدنيا ولا في الآخرة؛ كل يوم الضحايا تتزايد، والرعب يعم المناطق المنكوبة، حيث الأهالي هناك لا حول لهم ولا قوة، وهناك من يضاعف في الأثمنة بشكل مخجل صراحة"، مردفا "إنها فرصة من أجل مد يد العون لكل محتاج، وليس فرصة للاسترزاق".
من جهتها، أعربت أسماء مهديوي، الباحثة في العلوم السياسية، عن أسفها لما حالت له تصرفات عدد من مستغلي الأزمات، بالقول إنه "في أزمة كهذه قد تظهر هنا وهناك طفيليات انتهازية تقتات على المعاناة، ففي الوقت الذي نجد من يضحي بماله ووقته وجهده لإغاثة إخوانه، هناك من سعى إلى الرفع من أسعار التنقل، وهناك من تجند للاسترزاق من المواقع الاجتماعية".
وأكدت أسماء، في حديثها لـ"عربي21" إنه "على كل حال تبقى حالات معزولة ومنبوذة في خضم الحملة الوطنية الواسعة للتضامن التي شهدت ملاحم تجسد تجدر الخير في كل فئآت المغرب، حيث تعج المرحلة بتضحيات أبطالها أناس بسطاء حركتهم الفطرة لا يبتغون ظهورا".
وأوضحت المتحدثة نفسها أن "الفصل 40 من الدستور المغربي ينص على: "على الجميع أن يتحمل، بصفة تضامنية، وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها، التكاليف التي تتطلبها تنمية البلاد، وكذا تلك الناتجة عن الأعباء الناجمة عن الآفات والكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد"؛ مشيرة إلى أن "ما يقوم به المغاربة اليوم هو واجب أخلاقي وواجب دستوري كذلك".
أما بخصوص المدة التي سوف تحتاجها مهمة إعادة إعمار ما فقده جراء الزلزال الذي ضرب عدد من ربوع البلاد، ليلة الجمعة الماضية، قال رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، خلال اجتماع عقدته لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، الاثنين الماضي، إنها سوف تكون ما بين "خمس أو ست سنوات".
وأضاف ميارة، خلال الاجتماع الذي خصص لإخبار لجنتي المالية بغرفتي البرلمان بإحداث الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال، الذي صادق مجلس الحكومة، الأحد الماضي، اتخاذ التدابير العاجلة لفائدة الساكنة والمناطق المتضررة من الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية، والذي تم على إثره إحداث حساب مرصد لأمور خصوصية يحمل اسم "الصندوق الخاص بتدبير الأثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية زلزال المغرب الهزة الأرضية المغرب زلزال هزة أرضية زلزال مراكش سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الزلزال الذی من أجل عدد من
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مثيرة.. إحباط تهريب مئات القطع الأثرية التي انتشلت من خليج أبو قير (شاهد)
تمكنت الأجهزة الأمنية في مصر من إحباط محاولة سرقة واسعة لقطع أثرية قديمة تم العثور عليها في قاع البحر بخليج أبو قير بالقرب من مدينة الإسكندرية الساحلية.
وأسفرت العملية عن ضبط شخصين كانا يحاولان تهريب 448 قطعة أثرية غارقة تعود للعصور اليونانية والرومانية.
وفي بيان رسمي لها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أن المتهمين كانا قد استخرجا القطع الأثرية من قاع البحر باستخدام تقنيات الغوص، وتم العثور على القطع في خليج أبو قير، وهي منطقة مشهورة بكونها غنية بالأثار التاريخية القديمة التي تعود إلى فترة طويلة من الحضارة المصرية واليونانية والرومانية.
وقد ضمت القطع الأثرية المضبوطة 305 عملات معدنية يعود تاريخها إلى العصر اليوناني والروماني، بالإضافة إلى 53 تمثالاً تمثل مشاهد من الحياة العسكرية والدينية، و41 فأسًا يعود أصلها إلى العصور القديمة.
كما تم العثور على 14 كوبًا برونزيًا، و12 رمحًا، وثلاثة رؤوس تماثيل لأشخاص وأماكن بارزة من تلك العصور.
View this post on Instagram A post shared by وزارة الداخلية المصرية (@moiegy)
وتعود هذه القطع إلى فترة تمتد من 500 قبل الميلاد حتى 400 بعد الميلاد، وهي تمثل حقبًا زمنية غنية بالحضارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتشير التحليلات الأولية إلى أن هذه القطع قد تكون جزءًا من مجموعة أثريّة ضخمة تم العثور عليها في الموقع خلال السنوات الأخيرة.
وتظهر التماثيل التي تم ضبطها الجنود القدامى مرتدين الزي العسكري التقليدي، بينما تظهر بعض التماثيل الأخرى الأشخاص ملفوفين بالقماش، وهو ما يعكس بعض جوانب الحياة اليومية في تلك العصور، أما العملات المعدنية، فقد نُحتت بتفاصيل معقدة تُظهر صورًا لحيوانات مثل الأسود والفيلة والسلاحف والدلافين، فضلاً عن العقارب. كما تم العثور على عملتين تظهران الحصان المجنح "بيغاسوس" من الأساطير اليونانية.
ويعد خليج أبو قير واحدًا من أبرز المواقع الأثرية في مصر، حيث تحتوي المنطقة على آثار لمدن غارقة تحت سطح البحر تعود للعصور القديمة.
وهذه المواقع توفر نافذة فريدة لفهم تاريخ المنطقة التي كانت تمثل نقطة تقاطع بين العديد من الحضارات الكبرى مثل اليونان وروما ومصر القديمة.
وكانت محاولة السرقة هذه جزءًا من ظاهرة أوسع للتهريب غير القانوني للآثار في مصر، والتي تهدد التراث الثقافي الكبير للبلاد.
وقد أدت الزيادة في عمليات تهريب الآثار إلى تدابير أمنية مشددة ومراقبة أكبر للمناطق التاريخية من قبل السلطات المحلية.