تحليل: هكذا يمكن لمشاة البحرية الأمريكية حماية الشحن البحري في الخليج من إيران
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
سلط نائب رئيس القيادة المركزية للقوات الأمريكية، مارك آي.فوكس، والمدير المساعد للسياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، آري شيكوريل، والجنرال المتقاعد من مشاة البحرية الأمريكية، ديف بايدلر، الضوء على كيفية مشاركة البحرية الأمريكية في حماية الشحن التجاري في الخليج، في إطار تخطيط إدارة الرئيس، جو بايدن، لنشر مشاة البحرية على متن السفن التجارية هناك.
وذكر الخبراء الثلاثة، في مقال نشروه بموقع "ديفينس نيوز" المتخصص في الشؤون الدفاعية وترجمه "الخليج الجديد"، أن خطة بايدن يمكن أن تساعد في ردع إيران، وإظهار التزام الولايات المتحدة بحرية الملاحة العالمية وأمن الشرق الأوسط، وتحفيز الشركاء الإقليميين للمشاركة بشكل أكبر في تأمين بحارهم.
ومع ذلك، فإن نجاح نشر مشاة البحرية على متن السفن التجارية قد يتطلب التغلب على العقبات اللوجستية الشائكة، وضمان قيادة وسيطرة متطورة، وصياغة قواعد واضحة للاشتباك، وتخطيط طوارئ للسيطرة على التصعيد، ووقفه حال حدوثه، بحسب الخبراء، الذين شددوا على أن التدفق الحر للتجارة أمر حيوي للاقتصاد العالمي، وخاصة عبر نقاط التفتيش البحرية في الخليج.
وفي حين أن معظم النفط الذي يغادر الخليج يذهب إلى الدول الآسيوية، فإن الولايات المتحدة والأسواق العالمية تستفيد عندما تبحر هذه التجارة بسلاسة وتعاني عندما لا يحدث ذلك، كما اتضح ذلك عندما أغلقت سفينة الحاويات، إيفر جيفن، قناة السويس ما كبد التجارة العالمية ما يقدر بنحو 9.6 مليار دولار يوميا.
وتعد إيران ووكلاؤها من بين أكبر التهديدات لحرية الملاحة في الشرق الأوسط، بحسب الخبراء الأمريكيين، حيث شاركت في أكثر من 40 حالة من أنشطة التهديد البحري منذ عام 2021.
وشملت أكثر من 20 من هذه الحوادث سفنًا تجارية، بما في ذلك الاستيلاء على السفن التجارية، و4 ناقلات نفط ومحاولة الاستيلاء على 4 ناقلات أخرى، منذ أبريل/نيسان.
ويشمل نشاط التهديد البحري الإيراني الصعود على السفن والاستيلاء عليها بشكل غير قانوني، وضربها بطائرات مسيرة أو ذخائر أخرى.
اقرأ أيضاً
الحرس الثوري الإيراني: البحرية الأمريكية ترضخ لقوانيننا لعبور الخليج
والتزامًا بأمن الشرق الأوسط، أرسلت الولايات المتحدة مؤخرًا طائرات مقاتلة وأكثر من 3 آلاف من مشاة البحرية إلى المنطقة، بما في ذلك 100 من وحدة مشاة البحرية السادسة والعشرين، الذين يمكنهم العمل على متن السفن التجارية، رغم أن الرئيس، جو بايدن، لم يوافق بعد على هذه المبادرة.
ويرى الخبراء الثلاثة أن وضع مشاة البحرية على متن السفن التجارية يمكن أن يعزز الردع ضد المصادرات الإيرانية ويدعم أهداف حرية الملاحة العالمية الأمريكية، إذ يمكن للفرق البحرية المساعدة في الدفاع عن السفن من الممرات القريبة من السفن الأخرى، ومنع الإيرانيين المسلحين من الصعود إليها، وإحباط الهجمات من الطائرات الإيرانية المسيرة، إضافة إلى تنسيق عمل الأصول البحرية والجوية ضد التهديدات.
ومع احتمال قيام إيران بالتحقق من السفن التي تحمل مشاة البحرية الأمريكية ومدى القوة التي ترغب الولايات المتحدة في استخدامها، فإن هناك عواقب محتملة لنشر مشاة البحرية على السفن التجارية، بما في ذلك احتمال قيام إيران بجر الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين إلى صراع عسكري.
ولذا يشير الخبراء الثلاثة إلى أن نجاح الخطة الأمريكية لتأمين الملاحة بالخليج يتطلب دراسة متأنية واتخاذ قرارات بشأن مكان وتوقيت نقل مشاة البحرية على متن السفن وخارجها في مياه الخليج. نظرًا لأن مشاة البحرية يعملون عادةً في فرق مكونة من 15 إلى 20 فردًا، وهناك عدد محدود من السفن التي يمكنهم العبور عليها في وقت واحد.
وفي هذا الإطار، يرى الخبراء إمكانية نشر مشاة البحرية على السفن الأكثر تعرضًا للخطر وحيث توفر التأثير الأكثر رادعًا، لتحقيق أقصى قدر من الحماية في مضيق هرمز الحيوي.
وعلى سبيل المثال، يمكن لمشاة البحرية الصعود على متن السفن في بحر العرب قبل دخولها الخليج، ثم النزول داخل الخليج، والصعود على متن السفن التي تخرج منه.
ويلفت الخبراء، في هذا الصدد، إلى أن عدم الإعلان عن السفن التي تحميها قوات مشاة البحرية الأمريكية يمكن أن يزيد من عملية الردع، فقد يؤدي عدم اليقين إلى جعل طهران مترددة في الاستيلاء على السفن أو مهاجمتها.
وتحسباً لقيام إيران بمحاولة التحقق من رغبة الولايات المتحدة في استخدام القوة، يقترح الخبراء ان تشمل الاستعدادات إنشاء قيادة وسيطرة قوية بين مشاة البحرية والقيادة المركزية الأمريكية، فضلاً عن وضع قواعد واضحة للاشتباك.
اقرأ أيضاً
جيروزاليم بوست: إيران تزيد تهديداتها لسفن الشحن ومضايقة البحرية الأمريكية في الخليج
كما يرى الخبراء أن الإعلان عن أن مشاة البحرية لديهم السلطة لاستخدام القوة الكافية لمنع إيران من الاستيلاء على السفن أو التأثير على التدفق الحر لها يمكن أن يعزز مصداقية الانتشار الأمريكي وتأثيره الرادع.
ومع ذلك، قد تحتاج القيادة المركزية الأمريكية إلى خطط طوارئ للتصعيد وخفض التصعيد إذا استمر "الأذى الإيراني" بحسب الخبراء، الذين نصحوا في الوقت ذاته بتجنب صناع القرار في الولايات المتحدة الإفراط في استخدام الأصول البحرية ضد أي أعداء إيراني لا يؤثر بشكل مباشر على الأمريكيين أو التجارة الأمريكية، وشددوا على أنه "يتعين على شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أن يتحملوا حصة أكبر من المسؤولية الجماعية عن الأمن الإقليمي".
وأضافوا: "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تكون أكثر التزاماً بتأمين خروج النفط من الخليج والمتجه في الغالب إلى آسيا من أولئك الذين يبيعونه أو يشترونه".
ويخلص المقال إلى أن إيران أظهرت مرارا وتكرارا أنها ستستمر في تعطيل حرية الملاحة ما لم تواجه مقاومة قوية، ولذا فإن نشر وحدات صغيرة من مشاة البحرية على متن سفن تجارية يمكن أن يغير نشاط من إيران، ويحسن المشاركة الإقليمية لدعم حرية الملاحة وتعزيز التدفق الحر للتجارة الحيوية للاقتصاد العالمي.
اقرأ أيضاً
القوة البحرية المشتركة بين إيران والخليج.. هندسة "صينية" للأمن الإقليمي
المصدر | مارك آي.فوكس وآري شيكوريل وديف بايدلر/ديفينس نيوز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الخليج مشاة البحرية جو بايدن إيران أمن الملاحة مشاة البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة الاستیلاء على الشرق الأوسط السفن التی فی الخلیج على السفن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
معهد أمريكي: ما الذي يمكن أن يخلفه سقوط الأسد من تأثير مباشر على اليمن؟ (ترجمة خاصة)
سلط معهد أمريكي الضوء على الانقسام في ردود الفعل باليمن جراء سقوط نظام بشار الأسد في دمشق على يد قوات المعارضة السورية في الثامن من ديسمبر الجاري.
وقال "المعهد الأمريكي للسلام" في تحليل للخبيرة في شؤون الخليج واليمن أبريل لونجلي ألي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الحكومة اليمنية، رحبت بسقوط نظام الأسد، وهنأت الشعب السوري على عودته إلى الحضن العربي ورفضه "الوصاية الأجنبية الإيرانية". وأعلن رئيس المجلس الرئاسي القيادي رشاد العليمي أن الوقت قد حان لإيران "لرفع يدها عن اليمن".
وأضاف "من ناحية أخرى، دعمت جماعة أنصار الله (المعروفة شعبيا باسم الحوثيين) نظام الأسد منذ فترة طويلة، ومن المتوقع أن يكون لها وجهة نظر مختلفة. ففي خطاب عاطفي في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول، حاول زعيمهم عبد الملك الحوثي إعادة تركيز الاهتمام على غزة ، مؤكدا دفاع الحوثيين الثابت عن فلسطين، في حين وصف التطورات في سوريا وأماكن أخرى بأنها مؤامرة أمريكية إسرائيلية لإضعاف المنطقة.
وتابع "لكن من غير الواضح ما إذا كان سقوط نظام الأسد سيخلف أي تأثير مباشر على اليمن. وعلى مستوى الصورة الكبيرة، فإن الضربة التي تلقتها إيران تخلق تصوراً بأن الحوثيين معرضون للخطر".
وأوضح "نتيجة لهذا، يستغل أنصار الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الفرصة للقول بأن الوقت قد حان الآن لضرب الحديد وهو ساخن ضد ما يبدو بشكل متزايد وكأنه العقدة الشاذة في محور المقاومة قبل أن يصبح أكثر تهديداً".
وقال ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت دعواتهم ستُقابل بالعمل. فالحكومة منقسمة وستحتاج إلى دعم عسكري لاستئناف القتال الذي توقف إلى حد كبير منذ الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022".
وأردف التحليل "لا تريد المملكة العربية السعودية ولا الإمارات العربية المتحدة العودة إلى الحرب، والموقف السياسي للإدارة الأمريكية الجديدة غير مؤكد. وهناك أيضًا فرصة لأن تحول إسرائيل انتباهها نحو اليمن، خاصة في ظل استمرار هجمات الحوثيين على الأراضي الإسرائيلية".
وترى الخبيرة ألي أن تصور الحوثيين لنقاط ضعفهم غير واضح أيضاً. فحتى الآن، كانوا يضاعفون هجماتهم على إسرائيل ــ التي أكسبتهم شعبية في الداخل ولكنها ألحقت أضراراً محدودة بتل أبيب ــ والسفن في البحر الأحمر، في حين صعدوا من خطابهم ضد الولايات المتحدة.
وقالت "ربما يرى البعض في الجماعة أن التطورات الإقليمية تشكل فرصة وحتى التزاماً بمحاولة تأكيد دور قيادي في محور المقاومة والأهم من ذلك قضية معارضة إسرائيل والنفوذ الغربي في المنطقة، ولو أن هذه الطموحات سوف تتشكل وفقاً لاستعداد إيران لمواصلة المساعدة".
وزادت "ربما يرى آخرون سبباً لمحاولة جني المكاسب التي تحققت في أقرب وقت ممكن وإعادة تركيز الاهتمام على اتفاق السلام في اليمن".