محمد أبوالفضل لصدى البلد: يجب على وزارة الثقافة أن تعالج قصور خدماتها
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
لفت الكاتب الصحفي ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطني في تصريحات تليفزيونية إلى أن الصناعة الثقافية في مصر تواجه أزمة كبرى وتحتاج نهضة ضخمة، وقال ان القاهرة لا يوجد بها مسرح خاص، والإسكندرية يوجد بها مسرح واحد، وهذا لا يليق بمصر، فمصر تحتاج شيئا أكبر من وزارة الثقافة، كيان كبير يمكن أن يدير كل المؤسسات الحكومية والخاصة ليصنع حراكا ثقافيا يليق بمصر واستطلعنا اراء المثقفين في مصر كالاتي.
قال دكتور محمد ابوالفضل بدران الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة ورئيس الهيئة العامة للثقافة الأسبق في تصريحات خاصة لصدى البلد أن وزارة الثقافة كيان ثقافي يجب أن نحافظ عليه للدور الكبير الذي قامت به في إيصال الثقافة للشعب، لكن ربما تحتاج إلى تفعيل إمكاناتها الأدبية والفنية ومواقعها الثقافية في نشر التنوير وتثقيف الشعب ولاسيما الشباب لأنه عندما تراجع التنوير وجدنا التشدد والإرهاب والتعصب أما إذا وصلنا للشباب فإننا نزرع الانتماء والتنوير عبر الثقافة.
غدًا.. قصور الثقافة تطلق فعاليات الدورة الـ 19 لمهرجان مسرح الهواة بروض الفرج ذكرى الاحتلال الإنجليزي لمصر وهزيمة أحمد عرابي.. كيف حدث الأمر وزارة الثقاقة يجب ان تعالج قصور الخدمات الثافية في المحافظات
واستطرد كما أنني دعوت إلى توزيع الخدمات الثقافية عبر الأقاليم بحيث تكون المحافظات متساوية في الخدمة الثقافية لأن غيابها في إقليم ما ينتج لنا ظاهرة التطرف، وقد رأيتُ ضعف المواقع الثقافية وقلتها في أطراف مصر ولا سيما محافظات الحدود قياسا بالقاهرة، وهذا القصور يجب أن يعالج، وعلى وزارة الثقافة أن تستخدم كل أدواتها حتى تكتشف الأدباء والفنانين في ربوع مصر وتقدمهم من خلال الندوات والنشر والعروض والمعارض للجمهور وأن تهتم بالنقاد حتى يهتموا بالأعمال الفنية والأدبية.
وتابع بدران وزارة الثقافة يجب أن تواصل دورها في تشجيع أصحاب الحِرف اليدوية وتقيم لهم المعارض التسويقية وتسهل لهم مع الوزارات الأخرى تصدير منتجاتهم، ربما أضرّ بوزارة الثقافة فصل الآثار عنها في وزارة مستقلة فقد كانت مصدرا من مصادرها المالية لكن آثار مصر في حاجة لوزارة مستقلة ، وموارد وزارة الثقافة ليست قليلة، ربما قصد الدكتور ضياء رشوان إسراع إيصال الثقافة لقرى مصر ونجوعها وهذا دور منشود آمل أن نراه قريبا، وفي حاجة لخبراء يساعدون الوزارة في إعادة هيكلة بعض المواقع الجامدة لتواكب احتياجات الناس والتطور الثقافي في وسائل الثقافة وتوظيف التقنيات الحديثة وتطوير الفكر الإداري الثقافي وتنمية الاقتصاد الثقافي.
وأنهى حديثه حافظوا على وزارة الثقافة مع التطوير
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة الخدمات الثقافية الصحفي ضياء رشوان الصناعة الثقافية الكاتب الصحفي ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطني وزارة الثقافة
إقرأ أيضاً:
ليلة أفغانية في مينيابوليس: ويبقى ما ينفع الناس .. تقرير عن ليلة ثقافية أفغانية في مدينة منيابوليس
منيابوليس/سانت بول، مؤخرا. ومحمد فرح كما هو معروف في بعض الدوائر، مستهلك نهم، أو به لوثة ولع ربما، للثقافة. ذكرتني الفترة التي قضيتها معه بفترة أخرى كنت قد تعودت فيها ربط الثقافة، الفن والسينما والمسرح والموسيقى، بالصحبة الطيبة. إلا أن الذكرى أفضل من الحاضر، إذ الأولى كانت في الخرطوم. المدينة التي لبست بالفعل ثوبها ك"مدينة مستحيلة" مؤخرا.
على العموم. أخذني محمد لعرض موسيقي أقامته جمعية الثقافة الأفغانية في مينيابوليس. وقد أثار دهشتي منذ البداية روعة الأداء الموسيقي. وروعة الفن هي في الاساس في تعقيده. التعقيد، الذي يأتي، في معظم الاحيان، من قدم الثقافة والتقليد الفني، هو سابق للجمال. الجمال هو القدرة على الامساك "ببساطة" بشبكة التقنية الفنية. وهو الجديد متولدا من التليد.
الآلة في هذا الفيديو هي الرُبابة (بضم الراء) كما يسميها الافغان. وهي آلة قديمة تمثل تنويعة خاصة عن الربابة الشرقية. وكانت الرُبابة تستعمل في الموسيقى الصوفية وربما يفسر هذا هدوء الموسيقى الناتجة عنها، الشعائري. والفنان هو قريشي رويا. وهو في هذا الفيديو يعرف بنفسه
في منتصف الليلة اعتلت المنصة آنسة أفغانية فهمت انها مشرفة أو مؤسسة مساهمة في الجمعية الثقافية. وقد قدمت كلمة جميلة عن الثقافة الأفغانية وغناها وأنها أداه ربما لمكافحة ليس الطالبان فقط وغلظتهم الاصولية الفجة تجاه الثقافة، بل كذلك، مكافحة النظرة المبسترة الانسانوية الامريكية لهم. فالافغان اصبحو في منظور الاعلام الامريكي مجرد "مواضيع" للشفقة بلا ذاتية. والفن هو في أول تعريفاته التأسيسية: مكنوز الذاتية الانسانية Subjectivity.
وكانت الآنسة رصينة الكلمة. حاسرة الرأس. ترتدي زيا أفغانيا جميلا. تمثل في شخصها ربما كل ما لا تريد الطالبان السماح به. وقد يظن ظان أنها بذلك أصبحت مجرد متغربة عن ذاتها متأثرة بالغرب خادمة له .. ألخ. إلا أنها أكملت كلمتها بذكر القضية الفلسطينية والتضامن معها. ربما وتحديدا من موقعها كأفغانية. فالأفغان كما الفلسطينيين وغيرهم، هم في النهاية ضحايا أختلال ميزان قوة جبار مصحوب بحالة امبريالية جنونية.
فكرت وأنا أشاهد عرض الرُبابة السحري. خاصة ما وضح عبره من عراقة مختلطة مع عناد تاريخي للثقافة. فكرت في أنه، في نهاية الأمر، وعلى الرغم من أصرار بعض الناس على فعل كل ما من شأنه هدم التمدن والإلفة الإنسانية، فإن الشعوب تأبى إلا أن تظهر بنفسها جميلة بثقافتها. وفكرت أنه ربما في تجمع الأفغان هذا تذكير لنا كسودانيين بأن أحدى وسائل هزيمة حالات التعبد بالعنف هو الفن. والثقافة.
بعد الرُبابة. صعد للمسرح فنان أكثر "شبابية" و "ربة". لكن بلا تفاهة. ولاحظت أنه كان الجمهور يطلب منه الغناء بلغات مختلفة. وواصل الجمهور طلب الاغاني الواحدة تلو الأخرى حتى تظن أن الحفلة لن تنتهي أبدا. ومع مرور الوقت بدأوا في الرقص على طريقتهم أفرادا وجماعات.
وعرفت بعدها أن أفغانستان هي أرض تلاقي للحضارات. الفارسية والصينية والهندية والمسلمة. فتجد الناس يتكلمون اللغات المختلفة ويجلبون تواريخ شعوب عديدة في داخل البوتقة الأفغانية.
وكانت أفغانسان في الحقيقة في مسار أصيل في التحديث في بداية القرن العشرين. فهي نجحت ببسالة في مقاومة التمدد البريطاني. وقامت فيها بالتالي ملكية مستقلة. وربما دفعت أفغانستان ثمن مبالغة الملكية في التحديث وليس العكس. أولا بحصول ردود فعل ثقافية محافظة أنتجت في النهاية وللأسف الاصولية الطالبانية من جهة. ومن جهة أخرى أنتجت نخبة يسارية (شيوعية أحيانا) متسرعة عقدت فوق رأس الافغان الانقلابات واحدها تلو الآخر حتى استعصى حبل العنف على الربط وتدخل السوفييت في ١٩٧٩… والباقي تاريخ.
وبالعنف المبالغ فيه. تم تسطيح الثقافة الأفغانية عبر الطالبان، من ثقافة هجين عريقة بكل عواملها التاريخية: البوذية، الهندوسية، الزرادشتية، الصوفية، المسلمة. لكاريكاتور الدولة الدينية والمجتمع المبالغ في المحافظة الطالباني. الذي هو ربما شكل فعال في الحرب إلا أنه يظل مجرد كذبة مرعوبة من أي مواجهة مع الاخر. ولا يعني ذلك أن التحديث الامريكي الاجباري هو الحل. ولكن يعني أنه بالامكان اقتلاع البلاهة الاصولية ذاتيا. ويتم تفكيك بيت العنكبوت الاصولي عبر العمل البطيء الرصين، بالفن والثقافة، على أحياء الروح (أو العقل) الانسانية وتنميتها وتربيتها حتى لا تصير النصوصية مما يرويها أو حتى يثير اهتمامها.
مع ذلك بقي من "التحديث" ربما ثقافة أصيلة في الفنون. هي رصيد راسخ رصين متى نظر له كحلقة وصل روحية بين الماضي والمستقبل.
خرجت من الليلة ممتلأ بشعور بالسعادة. فحتى تلك اللحظة عرفت عن أفغانسان الموت ومتعلقاته فقط. والحياة، مقارنة بالموت، هي الحقيقة بالنسبة للشعوب. حقيقة الشعوب هي الحياة كصناعة للفرح. والأمل.
ولا نامت أعين الجبناء.
www.Zalam-Blog.com
محمود المعتصم - مدونة ظَلام
كاتب سوداني - شيوعي - أفريقي
mahmoud.elmutasim@gmail.com