هل العمل عبادة؟.. دار الإفتاء ترد على أشهر أمثال المصريين

«اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع»، و«العمل عبادة»، و«اللي ربنا يحبه يحبب فيه خلقه» مقولات ربما توارثها العديد من الأجيال، وباتت تُردد بين الحين والآخر حتى اعتقد البعض أن لها أصل في النص القرآني، أو الأحاديث الشريفة، وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية في عدة فتاوى.

دار الإفتاء ترد على مقولة «اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه»

كانت  دار الإفتاء المصرية، ردت على حكم مقولة شهيرة وهي «اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه»، وهل لها أصل في السنة أم لا؟

وقالت دار الإفتاء، المصرية، عبر موقعها الرسمي الإليكتروني في فتواها إنَّ من علامات القبول التي وعد الله تعالى بها أولياءَه وأهلَ رضاه؛ أن يجعل محبتهم في قلوب الناس؛ مستندة لقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96].

واستشهدت الإفتاء بقول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: "يُحبُّهم ويحببهم"، وفي لفظ للطبري: "يُحبُّهم ويُحبِّبُهم إلى خلقه".

دار الإفتاء ترد على مقولة العمل عبادة

واحدة من الكلمات التي يرددها الكثير، هي «العمل عبادة» وهل لها سند بالسنة؟ أم مقولة تتبعها البعض، وهو ما أوضحته  دار الإفتاء  في فتوى سابقة، مؤكدة إن كلمة "العمل عبادة" مجرد قول وليس حديثًا واردًا في السنة النبوية، والمقصود بها تحفيز الشاباب على العمل، وتشجيعهم على الاجتهاد والتطوير في مجالاتهم.

دار الإفتاء توضح حكم مقولة «اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع»

هل يصح العمل بمقولة «اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع»؟..  سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي الإليكتروني، إذ بدأ الأمر بنقاش  بين مجموعة من الأشخاص، إثر دعاة بعض الجمعيات والمبادرات لجمع التربعات لتوسيع وتجديد المساجد، أو التبرعات للمحتاجين من اليتامى والمساكين، إذ وجد البعض إن الأمر يحتاج الكثير من الأموال الفائضة عن الاحتياجات الشخصية الأساسية، مستندًا لمقولة «اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع». 

ما حكم مقولة «اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع».. دار الإفتاء ترد

وردت دار الإفتاء المصرية، عبر الموقع الإليكتروني الرسمي، على حكم مقولة «اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع»، على إثر المناقشات التي تُدار بين العديد، مؤكدة إن  المقولة المذكورة «اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع»، والتي تردد على لسان الكثير، هي مجرد مَثَلٌ سائر على ألسنة المصريين، مُعبرًا عن القيم الحضارية العملية المترجمة للأوامر الشرعية التي تُلزم المسلم بترتيب أولوياته وفق مقتضى الحكمة، وليس أوامر شرعية أو دينية.

 وأكدت دار الإفتاء المصرية، عبر منشور لها بموقعها الرسمي أن هذه المقولة تفيد بظاهرها أنه لا صدقة إلا بعد الكفاية، بمعنى أنَّ بناء الإنسان مقدمٌ على البنيان، وأن المرء مطالب بالإنفاق في مصارف الخير المتعددة من إعمار المساجد ورعاية الفقراء والمساكين، إلى غير ذلك من وجوه الخير.

وتابعت دار الإفتاء: «كلٌّ بحسب حالته وقدرته المالية، وعليه أن يبدأ بنفسه ثم بمن يعول أوَّلًا، فإذا تبقى معه شيء بعد ذلك؛ فيحسن له إخراجه في تلك المصارف على نحو من الاعتدال والوسطية في الإخراج والإنفاق».

واسترسلت دار الإفتاء عبر فتواها: «على الإنسان المعرفة جيدًا أن لا ينبغي التصدق على نحو يضر به، كما لا يجوز له أن يبخل على غيره إذا كان لديه أموال زائدة، وأمَّا ضعيف الحال؛ فلا يجب عليه الإنفاق من ماله في الأحوال المذكورة في السؤال، وأن أهل بيته أولى من ذلك».

وأردفت الدار: «يجوز للمؤمن الإنفاق والمساهمة ولو بأقل القليل؛ نظرًا لوضعه المادي، وكي لا يُـحْرَمَ في الوقت ذاته مِن فضل الصدقة».

المصدر: الوطن