الوحدة نيوز:
2024-11-18@01:32:35 GMT

كيف تطوّر مهارات القراءة العميقة؟

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

كيف تطوّر مهارات القراءة العميقة؟

لا يعاني القرّاء الذين ولدوا في العصر الرقمي من صعوبة قراءة نص طويل فحسب، بل إن كثيرا منهم فقدوا مهارة “القراءة المتعمقة”. وقد تحول القلق بشأن قدرة أبناء العصر الرقمي والشباب على قراءة أيّ شيء أطول من حجم الشاشة إلى ما يشبه الذعر، وهناك الكثير من الأدلة التي تدعو إلى التعامل بجدّية مع هذا القلق.

تحولات القراءة

تعمل التكنولوجيا على تغيير الطرق التي نقرأ بها، بما في ذلك عادة تقليب الصفحات، وقبل فترة طويلة من اختراع غوتنبرغ للمطبعة في القرن الـ15م، كان الحصول على المعلومات من المصادر المكتوبة مثل المخطوطات والسجلات والكتب القديمة يعتبَر رفاهيةً لا تتاح لعموم الناس.

وقبل الطباعة الحديثة كانت الكتب تنسخ يدويًّا بطريقة مُضْنية، وكان كثير منها يضيع بسبب الإهمال أو الحروب والكوارث الطبيعية، لكن اختراع المطبعة أحدث ثورة في صناعة الكتب، وتغيرت -تبعًا لذلك- عادات القراءة.

اليوم في القرن الـ21 نشهد ثورة أخرى من هذا القبيل بفضل التكنولوجيا الرقمية. ومثلما فعلت المطبعة فإن التكنولوجيا الحديثة -مثل الإنترنت والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة القراءة الإلكترونية- تعيد تشكيل عادات القراءة والتعلم مرة أخرى.

أرقام صادمة

في عام 2016 قالت المؤسسة الوطنية للفنون في أميركا إن نسبة البالغين الأميركيين الذين يقرؤون رواية واحدة على الأقل في العام انخفض من 56.9% عام 1982 إلى 43.1% عام 2015، حسب مقال للأكاديمية بجامعة كوينزلاند الأسترالية جوديث سيبوير.

وتنقل جوديث في مقالها المنشور بموقع كونفيرزيشن الأسترالي إحصاءً أميركيا يعود إلى عام 2018، ويفيد بأنه في عام 1980 كان 60% من طلاب المدارس الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا يقرؤون كتابًا أو صحيفة أو مجلة كل يوم غير دراسي، وبحلول عام 2016 انخفض العدد إلى 16%.

وأفاد طلاب الصف الـ12 -الذين أجري عليهم الاستطلاع- بأنهم يقضون ست ساعات يوميًّا في الرسائل النصّية، ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، والإنترنت.

وترى خبيرة محو الأمية الأميركية وعالمة الأعصاب ماريان وولف أن تهديد الشاشات لقدراتنا في القراءة يضرّ العمليات الإدراكية المتأنّية مثل التفكير النقدي، والتفكير المستقل، والخيال، والتعاطف، وهي عمليات تشكل جزءًا مهمًّا من عملية القراءة العميقة.

مسارات الطفولة

وتعد القراءة مهارة مكتسبة تتطلب تطوير شبكات عصبية معينة، ويشجّع اختلاف منصّات القراءة وتعدّدها على تطوير تلك الشبكات.

وفي المقابل، ينغمس الأطفال الذين يقرؤون من الشاشات في متعة مرتبطة بالنقر والإشباع الفوري لرغبة التصفح المستمر، ويكتسبون مهارات ذهنية مبكرة في التصفح والبحث عن المعلومات وتحليل البيانات.

لكن وولف تعتبر أن هذا النوع من التصفح السريع يمكن أن يحدّ من تطوّر عمليات الفهم والإدراك التي تسهم في تكوين مَلَكات القراءة والتفكير العميق.

وتضيف أنه إذا لم تُطَوَّر المهارات المعرفية اللازمة للقراءة العميقة، فإن الأجيال الجديدة الذين يتشتت انتباههم بسبب سهولة الوصول إلى المعلومات الرقمية، ربّما لا تتعلم أبعد من القراءة الإلكترونية السريعة. وتنصح وولف بتعلم القراءة عبر الكتابات الورقية، لكنها لا توصي بمنع استخدام الأطفال الأجهزة؛ حيث تقول “يجب علينا إيقاف تشغيلها بشكل منتظم، وتوفير الوقت لقراءة الكتب الورقية مع الأطفال”.

 إيقاف الأجهزة

وأسهمت الكاتبة في مشروع لمساعدة طلاب التعليم العالي على تطوير مهارة القراءة، ضمن مشروع حكومي في الجامعات الأميركية بين عامي 2011 و2013 لتعزيز ما أطلق عليه “مرونة القراءة”.

وتسعى الفكرة لتحفيز الطلاب على جعل القراءة أولوية تشبه الاستعداد للامتحان أو كتابة مقال، مما يجعلهم يستثمرون الوقت لمزيد من القراءة المتعمقة.

وتعمل المبادرة كذلك على تشجيع الطلاب على التفكير الناقد أثناء القراءة، والاستمرار فيها حتى عندما تبدو اللغة غير مفهومة بشكل جيد، وكذلك عندما تصدر عن هواتفهم إشعارات رسائل ومكالمات جديدة.

وتقول الكاتبة “لقد جربوا -ببساطة- إيقاف تشغيل أجهزتهم ساعتين أثناء القيام بالقراءة، وبالفعل نجحوا في مواصلة القراءة”، وتضاعف عدد الطلاب الذين أكملوا جميع النصوص المعروضة عليهم عبر استخدام “القراءة المرنة” ومنع استخدام الهواتف الذكية.

وتقول الكاتبة إنه “يمكننا أيضًا إيقاف تشغيل أجهزتنا وتخصيص مساحة ووقت لتنشيط المسارات العصبية التي جعلتنا سابقًا قرّاءً شغوفين”. وتؤكد أن مهارات القراءة العميقة التي تنطوي على عمليات إدراكية أبطأ، تعد ضرورية للحياة التأملية.

وترى أنه من المتوقع أن يكون من يقرؤون قراءة عميقة أكثر تفكيرًا في أحوال المجتمع لإصلاحه.

المصدر:”مواقع إلكترونية”

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

أهمية القراءة والتحفيز الذاتي ندوة بقصور الثقافة بشمال سيناء

شهدت مواقع فرع ثقافة شمال سيناء عددا من اللقاءات التثقيفية، ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، في إطار خطة وزارة الثقافة بالمبادرة الرئاسية "بداية جديدة".

وأقامت مكتبة الكرامة محاضرة بعنوان "القراءة والارتقاء الفكري" تناول خلالها عبد الرحمن سليمان، مستشار رئيس القرية، دور القراءة في زيادة المعرفة، وتطوير اللغة وإعداد شخصيات قادرة على بناء المجتمع.

وشهد بيت ثقافة قاطية، لقاء بعنوان "التحفيز الذاتي"، أوضح خلاله عبد العزيز أبو جرير، أخصائي ثقافي، أهمية التحفيز كخطوة أساسية لتحقيق الأهداف الشخصية.

وفي بيت ثقافة المساعيد أقيمت ورشة قراءة حرة تلاها مسابقة في المعلومات العامة، هذا بالإضافة إلى مسابقة ثقافية للرواد ببيت ثقافة رابعة.

من ناحية أخرى، أعد قصر ثقافة بئر العبد لقاء ناقشت خلاله، أمل محمد، مفهوم الصحة العامة وأهمية التشخيص المبكر للأمراض، لتحسين جودة حياة الأفراد.

أقيمت الفعاليات بإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي، برئاسة أمل عبد الله، وإدارة د. شعيب خلف مدير عام الإقليم، من خلال فرع ثقافة سيناء، برئاسة أشرف المشرحاني، استمرارا للأنشطة المكثفة التي تقدمها هيئة قصور الثقافة، بهدف تعزيز الوعي الفكري والمجتمعي، بين أبناء المحافظات الحدودية.

 

مقالات مشابهة

  • محمد صلاح: القراءة جعلتني لاعباً أفضل
  • الحراك الثوري يدين عمليات التعذيب التي تمارسها قوات "درع الوطن" لرئيس مكتبه السياسي
  • نصائح للتعامل مع الأقارب الذين يتدخلون كثيرًا (دون إزعاجهم)
  • «كتّاب تحت الضوء» يستضيف أمل السهلاوي
  • القراءة سلاح للتقدم
  • حكم قراءة القرآن في الركوع والسجود
  • أهمية القراءة والتحفيز الذاتي ندوة بقصور الثقافة بشمال سيناء
  • «مكتبات الشارقة» تستعرض أهمية القراءة الجماعية
  • مولوي: تحية لروح العناصر الذين استشهدوا في دورس
  • وصل الأفكار العميقة للناس بأسلوب ساخر وسلس.. ذكرى ميلاد الكاتب أحمد بهجت